شـبـكــة عـمّـــار
إخبارية - ترفيهية
- تعليمية



جديد الصور
جديد الأخبار
جديد المقالات


جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الصوتيات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

2012-12-25 09:29


في العام الخامس من النبوة جاء وفد من قريش إلي الرسول صلي الله عليه وسلم ليعرضوا عليه عرضاً تفاوضياَ مفاده أن يقوم الرسول صلي الله عليه وسلم بحذف الآيات القرآنية التي تغيظهم وتسب آلهتهم وتذم باطلهم ومعتقداتهم، فأنزل الله عز و جل جواباً حاسماً علي هذه المفاوضات المائعة فقال : { وإذا تتلي عليهم آياتنا قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله .... } [يونس: 15]، ذكره الواحدي في أسباب النزول والقرطبي وابن عيسي، والخضري في نور اليقين.


الاحتلال والتعليم

كان الاحتلال الأجنبي لبلاد الإسلام أدهي من أن يخرج ويسحب جيوشه من بلاد الإسلام التي احتلها، وأنفق علي احتلالها الأموال الضخمة، يخرج هكذا ويترك غنيمته بسلام وأمان، يتركها تسيير شئونها وتحكم بشريعتها، وتحيا وفق أخلاقها وهويتها، خرجت الجيوش نعم ولكن بقي الاتباع يكملون مسيرته، ويمهدون لأفكاره ومناهجه وأساليب حياته وأهدافه السبيل في داخل البلاد الإسلامية ..

خرج الاحتلال العسكري وبقي الاحتلال الفكري والثقافي والعقلي، حيث لا حاجة لثكنات عسكرية وجيوش نظامية، إنما بذور للهيمنة والسيطرة والتغريب والطمس والتشويه .

كانت المؤسسات التعليمية والثقافية هي القنوات الرئيسية والمفضلة لدي الاحتلال الغربي لبلادنا من أجل التمهيد لمرحلة ما بعد الانسحاب العسكري .
ففي مصر مثلاً طلب اللورد كرومر المعتمد الانجليزي من حكومته إرسال خبراء متخصصين في تطوير المناهج التعليمية في مصر، فأرسلت له حكومة لندن القس دانلوب خريج كلية اللاهوت الملكية في لندن ليتولي الإشراف علي تطوير التعليم المصري سنة 1902 فقام بمجهود كبير من أجل تنحية المواد الشرعية وتحجيم دورها وتحريف نصوصها، وفي الجزائر والمغرب اتبع الاحتلال الفرنسي طريقة أشد صرامة وشدة في طمس مناهج التعليم الوطنية والإسلامية، بقسر الناس علي التعلم بالفرنسية ومحاربة اللغة العربية وإغلاق المدارس القرآنية والكتاتيب والمعاهد الشرعية، في حين عمل الاحتلال الإيطالي علي غلق الزوايا السنوسية التي كانت تمثل المدارس الدينية والشرعية الوحيدة في ليبيا لإجبار الليبيين علي التوجه للمدارس الإيطالية الني تدرس مناهجها وأفكارها .


بداية الخديعة ومأساة التطوير

في سنة 1977 تشكلت منظمة اسمها ( الإسلام والغرب ) تحت رعاية اليونسكو، ويرأسها اللورد (كارادون) الممثل السابق لانجلترا في الأمم المتحدة، هي تتكون من 35 عضوا منهم عشرة من المسلمين منهم وزير التعليم المصري الأسبق، وباقي الأعضاء من أعلي المستويات الأكاديمية في إسرائيل والغرب، والهدف المعلن لهذه المؤسسة هو التركيز علي الأطر المشتركة بين الأديان وتجنب إصدار أحكام علي القيم يظهر الدين معها كمعيار للسلوك ـ لا حظ خطورة الفكرة والهدف ـ أما الهدف غير المعلن وهو الأخطر هو متابعة المناهج التعليمية في الدول الإسلامية ووضع التقارير عنها، مع عمل التوصيات اللازمة لتعديل وتطوير المناهج التعليمية لتبقي في النهاية مناهج بلا أشواك وأنياب علي حد وصف اللجنة .

هذه اللجنة قامت خلال الثلاثين سنة الماضية بالتنقيب والبحث في المناهج التعليمية في البلاد الإسلامية، وعقدت عشرات المؤتمرات التي خرجت بمئات التوصيات الخاصة بتطوير المناهج وتطهيرها من أي توجه ديني، وذلك من خلال ركيزتين أساسيتين :

الأولي : تشويه الذاكرة
ففي مصر تعرضت المناهج التاريخية لعملية تزوير وطمس مريع، كماً وكيفاً، وذلك من أجل الانسلاخ من الهوية الإسلامية لصالح الانتماء الفرعوني، فعلي المستوي الكمي تضخمت صفحات التاريخ الفرعوني من 75 صفحة قبل التطوير إلي 317 بعده، في حين تقلصت صفحات التاريخ الإسلامي من 207 صفحة قبل التطوير إلي 35 صفحة فقط، مع قصر تدريسه علي المراحل الإعدادية ــ المتوسطة ــ فقط بعد أن كان يدرس في كل المراحل .

ــ أما علي مستوي الكيف أو المضمون فقد تم حذف كل الأجزاء الخاصة بالحضارة الإسلامية كنظام للحكم وأساليب إدارة وانجازات رائعة، كما ألصقت صفات المجون واللهو علي حضارة عظيمة مثل الحضارة العباسية، مع حذف أثر الحضارة الإسلامية علي أوروبا والغرب، والإبقاء علي أثر الثانية علي الأولي، وذلك من أجل تسفيه الحضارة الإسلامية والتقليل من أثرها ودورها علي البشرية، وفي المقابل تم تضخيم دور الحضارة الفرعونية والاحتفاء بها والاستفاضة في عرض فصولها وإضفاء صفات الفخامة و التعظيم عليها في إطار من الانبهار، من أجل الترويج لها كبديل عن الانتماء والحضارة الإسلامية، والهدف من ذلك كله إخراج أجيال من الأمة بلا تراث ولا مرجعية ولا هوية .

الثانية : استلاب العقيدة
أصابع لصوص تطوير المناهج عبثت بمناهج التربية الدينية في المراحل التعليمية كلها من أجل إرضاء من لا يمكن إرضاؤه أبداً إلا باتباع ملتهم ودينهم كما قال الحق في محكم التنزيل، فقد تم تشويه الكثير من القيم والحقائق والثوابت الدينية، حتى لا نتهم بالتطرف والإرهاب والتشدد، ولو بأدنى إشارة مثلما حدث مع كتاب التربية الدينية للصف الأول الابتدائي عندما قام المطورون بحذف صورة للكعبة من علي غلاف الكتاب لا لشيء إلا لاعتراض اليهود عليها، وسردت السيرة مع ذكر اسم الرسول 50 مرة مجرداً من الرسالة ومن الصلاة والتسليم عليه، ليتجرد قلب الصغار من توقيره وتعظيمه صلي الله عليه و سلم، كما حذفت وقائع تعذيب المؤمنين من المناهج الابتدائية ليشب أطفال الأمة في ميوعة ورخاوة ولا يعرفون قدر الصحابة رضوان الله عليهم .
كما تم حذف النصوص الخاصة بغدر يهود المدينة بالمسلمين، ونقضهم للعهود، والأدهى من ذلك أن كتاب الصف الرابع افتعل المطورون فيه حواراً بين رجل وابنه يفهم منه أن لليهود حقا تاريخيا في المدينة النبوية

كما حذفت الكثير من الغزوات، وحتى المذكورة منها تحذف حقائق مهمة منها، مثل عدد المسلمين والكفار، وأسباب القتال، والدروس والعبر مشوهة ومبتورة، والمواضيع خالية من الأحكام الفقهية، فمثلاً جاء في وصف صلاة الجمعة، بأنها ركعتان تغني عن صلاة الظهر، ويتصافح الناس بعدها مع بعضهم البعض، وأفضلية يوم الجمعة بسبب أنه عطلة رسمية ومناسبة للزيارات والعزائم !


وفي باب العقيدة حذفت مواضيع صفات الله ومعانيها ودلائلها، وصفات الأنبياء، وتم خفض مقرر القرآن الكريم بنسبة 37 %، مع حذف كل الآيات التي تتكلم عن صفات اليهود وجرائمهم مع أنبيائهم، وتم تحريف العديد من الأحاديث النبوية ليتم تفريغ مضمونها الإيماني والأخلاقي، فمثلا قوله صلي الله عليه وسلم « لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه » أصبح يدرس بالصيغة التالية ( المسلم يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير ) لقطع الصلة بين الأخلاق والإيمان، أي تقديم الأخلاق في قالبها الغربي الفارغ من الإيمان والدين .

وفي إطار الشخصيات الإسلامية تم حذف الكثير من قصص الأنبياء والمجاهدين والأبطال، حتى أنه قد تم حذف شخصية الشيخ حسنين مخلوف مفتي مصر السابق، لأنه قد أفتي بضرورة محاربة اليهود وحرمة التفاوض معهم أو توقيع اتفاقيات سلام معهم، بل إن المطورين يصفون بعض الصحابة بالتطرف والتشدد في مواضع من كتاب التربية الدينية للصف الثالث الثانوي، ما تم حذف الفقرات التي ترصد وحشية الحروب الصليبية بدعوى أنها تنفر الطالب من التعامل والانفتاح علي العالم الغربي .


المفاجأة المدويـة

المفاجأة المدوية التي قصدتها أن هذه المناهج المشوهة والمبتورة والتي أشرف عليها مطورو منظمة (الإسلام والغرب) الآن تتهم بأنها تروج للعنف وتحض علي التطرف على حد قول وزير التربية والتعليم المصري الجديد أحمد زكي بدر!
هذه المناهج الزائفة المعوجة التي تم بموجبها التأثير علي قطاع عريض من أبناء الأمة، أصبحت اليوم موضة قديمة وفي مرمي الجيل الثاني من المطورين للمناهج التعليمية في مصر والعالم الإسلامي، رغم كل ما بها من سقطات وتشويهات وخروقات، أصبحت لا ترضى مطالب العالم الجديد المتحضر الذي يري وجوب محو وإعدام المناهج الدينية بالكلية .

فمنذ أحداث سبتمبر 2001 والعالم الإسلامي كله بمؤسساته وهيئاته الخيرية والدعوية والتربوية والثقافية قد أصبح في مرمي نيران التحالف العالمي الجديد ضد الأمة الإسلامية، وسقف المطالب كل يوم يعلو عن اليوم الذي يسبقه،ونهمة الغرب نحو الاستيلاء العسكري والثقافي والاجتماعي والفكري علي العالم الإسلامي تزداد يوماً بعد يوم، وكانت المؤسسات المهتمة بالتعليم الديني علي رأس أولويات صانع السياسة الأمريكي والصهيوني، فشنت الغارة تلو الغارة علي المدارس الدينية قي باكستان وأفغانستان واليمن ومصر وأندونيسيا و غيرها من الدول الإسلامية، تارة بالطائرات وتارة بالضغوط والتحالفات والاتفاقيات، وبموجب هذا التسارع في وتيرة العداء ضد التعليم الديني أصبحت المناهج المطورة مناهج تدعو للتطرف والإرهاب ولا بد من تطويعها وتعديلها وفق النموذج الأمريكي والغربي .

ومن ثم كان آخر صور التشويه والطمس والتحريف للقيم والمبادئ الإسلامية، وهو كتاب الأخلاق، وهو كما قال المفتي مستقي ومستوحي من الأديان كلها، وهو بذلك يتماشي مع طرح الوزيرة مشيرة خطاب التي نادت من قبل بحذف مادة التربية الدينية وتدريس مادة مستوحاة من العقائد الثلاثة اليهودية والنصرانية والإسلام
والمفتي بإقراره علي مثل هذا الكلام قد أضاف موقفا سلبيا تجاه الإسلام والمسلمين والأمة كلها، فمادة الأخلاق المزمع تدريسها ابتداءً من السنة المقبلة تقدم الأخلاق من وجهة النظر الأمريكية والغربية، أي من وجهة النظر النفعية الخالصة، وكتاب الأخلاق سيتحدث عن الأخلاق بلا أدنى استشهاد من قرآن ولا سنة، كأن الإسلام الذي يحمل القاعدة الأكبر في منظومة الأخلاق ويربطها مباشرة بالإيمان والثواب والعقاب، قد خلا تماماً من أدلة الأخلاق وتراجمها العملية .

فضيلة المفتي الآن يشارك في إعدام مادة التربية الدينية، وأصدر صك الموافقة علي هذا الإعدام، كما جرت العادة من هيئة الإفتاء مع من يثبت في حقه جريمة القتل من المجرمين والقتلة أن يحول القضاء أوراقهم للمفتي ليقول رأي الشرع في إعدامهم، ولقد أحال وزير التعليم إلي فضيلته أوراق مادة التربية الدينية لإعدامها وفق مقتضيات وأمور النظام العالمي الجديد !

المصدر: موقع مفكرة الإسلام


تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1379


خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
1.00/10 (18 صوت)


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.