شـبـكــة عـمّـــار
إخبارية - ترفيهية
- تعليمية



جديد الصور
جديد الأخبار
جديد المقالات


جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الصوتيات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

 
Dimofinf Player
العيش السعيد

2012-07-29 06:37
الكاتب:أم عبد الرحمن محمد يوسف


تتردد بعض الكلمات في الحياة الزوجية: (شورى، شكر)، وهذه الكلمات له أثر في تحقيق السعادة الزوجية إذا عرف الزوجان معناهما الحقيقي.

1. الشورى الحقيقية:
مشاورة الزوجة ليست من الأمور الصغيرة في الحياة الزوجية، ولكنها إذا تمت بصورة صحيحة، يكون لها تأثير بالغ في تحقيق السعادة بين الزوجين، (فالحياة داخل مظلة الزواج والأسرة عبارة عن مزيج من العلاقات والمشاعر والمواقف والأحداث، منها ما هو إيجابي ومنها ما هو سلبي، ومنها ما يبعث على السعادة ومنها ما يدعو للحزن، ومنها ما له دلالة صحية، ومنها ما هو سلوك مرضي غير سوي إلى غير ذلك، وفي خضم كل تلك المواقف بأنواعها، فإنه من المطلوب من الزوجين أن يتخذا القرارات بشأن كل حالة، بل ما من يوم يمر على الأسرة إلا وهي مطالبة بأن تتخذ قرارًا في أمر ما أو مشكلة معينة) [إدارة الأسرة، غسان بن عبد العزيز القين، ص(158)].
إن اتفاق الزوجين على الرؤية المشتركة بينهما، وكذلك الاتفاق على أساسيات الحياة الزوجية والنقاط العريضة التي قد تكون موضع خلاف، هي من أفضل الأمور في مواجهة الحياة فإن هذه الرؤية المشتركة بين الزوجين هي مستوى عميق في التواصل بينهما، وفي علاقتهما أيضًا، وهذه الرؤية لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال الشورى.
والتشاور هو من الحقوق المشتركة بين الزوجين، وهو يكون فيما يتعلق بشئون البيت وتدبير أمر الأسرة ومصير الأولاد، وغير ذلك فالزوج يشاور المرأة ويأخذ برأيها.
وقد ورد في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعد أن وقَّع على صلح الحديبية، أمر المسلمين ثلاث مرات ان ينحروا هديهم، ويحلقوا رءوسهم، ويحلوا من عمرتهم، فلم يستجب أحد، فدخل على زوجته أم سلمة، وحكى لها ما لقي من أصحابه، فأشارات عليه أن يخرج للناس، وألا يكلم أحدًا حتى ينحر هديه، ويحلق رأسه وسوف يتبعه المسلمون بعد ذلك، فأخذ صلى الله عليه وسلم بمشورتها، فخرج وحلق وأحل من عمرته، فلما رأى المسلمون نبيهم قد فعل ذلك، سارعوا وفعلوا مثله، وقد نجاهم الله من الوقوع في مخالفة أمر نبيه صلى الله عليه وسلم ببركة أم سملة رضي الله عنها.
فليس من الحكمة أن يستبد الرجل برأيه ولا يلتفت إلى مشورة زوجته، لا لشيء إلا لأنها امرأة ومشورتها قدح لقوامته عليها من وجهة نظره، فكم من امرأة أدلت برأي صار له أكبر الأثر في استقامة الأمور وصلاح الأحوال، كما رأينا في قصة أم سلمة ودخول النبي صلى الله عليه وسلم عليها ومشاورته إياها رضي الله عنها وما أشارت به من خير، نجى الله به المسلمين من هلاك محقق وهو مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم.
أخي الزوج/ أختي الزوجة، (حين تشاور شريك الحياة لاستلهام قرار، ينبغي عليك أن تتصرف بشكل أكبر من مجرد أن تكون مشجعًا لجهود شريك الحياة، بمعنى أن يكون دافعك هو مساعدة شريك حياتك في أن يصبح كل ما يمكن أن يكون، وليس بالضرورة ما تحب أنت أن يكون، مساعدته في تحقيق أحلامه ورغباته من خلال إيمانك به، وتشجيعه، والوقوف بجانبه في السراء والضراء، هذا يعني أنك وإن كنت غير مستوعب تمامًا لبعض قراراته، ولكنك تمنحه الثقة بأن تظن به الأفضل وبدلًا من النقد تكون المساندة) [لا تهتم بصغائر الأمور في العلاقات الزوجية، ريتشارد كارلسون، وكريستين كارلسون، ص(328)، بتصرف يسير].
أيها الزوج، عليك أن تعلم أن الشورى ليست مجرد أن تسأل فقط زوجتك عن رأيها في أمر من الأمور، ولكن هي أن تُشعر زوجتك أن رأيها مؤثر وله قيمة كبيرة، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع أم سلمة.
2. قوة كلمة "شكرًا:
(المواقف التي تستحق الشكر في الحياة الزوجية كثيرة، فتضحية أحد الزوجين للآخر أو الوقوف بجانبه عند المِحنة، أو عند مرضه أو ترتيب المنزل، أو إصلاح شيء تلف، أو السهر لمساعدته، أو إعانته على أمر أو قضاء حاجة وغيرها، كلها أمور تستوجب الشكر من أحد الطرفين، فالحياة الزوجية قائمة على الأخذ والعطاء وعلى تبادل المنافع، فلا يستطيع أحد الزوجين أن يستغني عن الآخر مهما كان غنيًا أو قويًا، لأن التعاون في الأسرة سر نجاحها واستقرارها، فالإنسان بطبعه يحب أن يُشكر عند القيام بعمل طيب أو تضحية أو موقف، وكل المواقف التي يقدمها أحد الزوجين للآخر ينبغي ان يسمع ما يقابلها من كلمة شكر ومدح أو دعاء، فالشكر يعطي للحياة الزوجية معنى الاستقرار والاستمرار.
وكثير من المشاكل الزوجية يمكن حلها بكلمة شكر تراعي مشاعر الآخر وتقدر جهوده، فالكلمة الطيبة والهدية واللمسة الحانية، وذكر مناقب وكل هذا من الشكر، ولكن أعلى درجات الشكر الوفر لشريك الحياة) [الحروف الأبجدية في السعادة الزوجية، جاسم محمد المطوع، ص(29)، بتصرف].
مثال عملي:
جلس سعيد يتجاذب أطراف الحديث مع أصدقائه المدعوين إلى الإفطار في منزله كعادته كل عام، وتعالت ضحكاتهم النقية وهم يتذكرون أيام الطفولة والشباب، وكلٌّ يحكي ذكرياته، ثم استأذن سعيد قليلًا ودخل على زوجته هناء التي انهمكت في إعداد الطعام، فمال عليها هامسًا في حنان: (إمممممم أشم رائحة شهية، يبدو أنك ستبهرينهم كعادتك يا حبيبتي).
ابتسمت هناء ولم تدع ما في يدها ثم قالت: (جزيت خيرًا يا حبيبي، ذكِّرني مرة أخرى كم عدد أصدقائك؟).
قال سعيد في سرعة: (هذا ما جئت لأخبرك به، لقد ازدادوا اثنين عن العدد المتفق عليه فأصبحوا عشرة أفراد).
اتسعت ابتسامة هناء وقالت لسعيد: (الحمد لله كنت أتوقع مثل هذا الموقف، وأعددت طعامًا يكفي لهذا العدد).
ضحك سعيد وقال وهو يربت على كتف هناء في حنان: (لقد كنت متأكدًا من أنك ستحسنين التعامل مع هذا الموقف حتى ولو زاد العدد إلى الضعف، فأنت هناء ربة المنزل المحترفة والمخططة الأولى في عالم الميزانيات الزوجية).
دفعت هناء سعيد بيدها في رفق وهي تمازحه: (لا تسخر مني لو سمحت، واذهب هيا إلى أصدقائك حتى لا تعطلني عن إعداد الطعام ... هيا اذهب).
خرج سعيد من المطبخ وهو يضحك ثم قال: (حسنًا حسنًا، سأخرج، ولكن رفقًا بي أيتها المديرة المحترفة).
وبعد الإفطار وصلاة التروايح عاد سعيد إلى المنزل ودخل على زوجته هناء، فوجدها لازالت في المطبخ تقوم بغسيل الصحون وتنظيف المنزل بعد هذه الوليمة الكبيرة، فشمر عن ذراعيه ودخل معها إلى المطبخ ثم قال: (دعيني أساعدك يا حبيبتي، فقد رفعت رأسي عاليًا اليوم، لقد انبهروا كالعادة كما أخبرتك بطعامك اللذيذ، حفظك الله لي من كل سوء).
قالت هناء في ود: (لا تتعب نفسك يا حبيبي لقد انتهيت تقريبًا، اذهب وغير ملابسك وسآتي إليك بالشاي بعد قليل).
قال سعيد في امتنان: (جزاك الله خيرًا يا حبيبتي، ولكني أريد أن أساعدك فقد تعبت كثيرًا اليوم في إعداد هذه الوليمة الضخمة).
هزت هناء رأسها نافية ثم قالت: (كلا يا حبيب العمر، فإكرام أصدقائك من الأمور المحببة إلى قلبي، لأنها تُدخِل البهجة والسرور على قلبك الغالي).
طبع سعيد قبلة حانية على وجنة هناء وقال: (أعلم ما تفكرين فيه يا حبيبتي، وأعلم مقدار حبك لي ولخدمة أصدقائي، ولكن هذا لا يمنعني من أن أكرر شكري لك في كل مرة تقومين فيها بهذا العمل، والآن هيا لنجلس سويًّا بعض الوقت، فقد اشتريت لك الحلوى التي تحبينها يا حبيبة العمر، مكافأة صغيرة مني على ما تبذلينه من أجلي).
قالت هناء: (جزاكَ الله خيرًا يا زوجي الحبيب، ولكنها واجبات أخذت العهد على نفسي أن أقوم بها معك، ومن أجلك يهون كل شيء).
احتضنها سعيد في ود وقال: (حفظك الله لي يا حبيبة العمر وسلمك من كل سوء).
ماذا بعد الكلام؟
ـ لكي تتحقق الشورى في الحياة الزوجية، لابد للزوجين أن يتخذا رأي بعضهما في الأمور، فالزوج حينما يكون هناك أمر يتعلق بالأسرة وشأنها على سبيل المثال، فينبغي على الزوج أن يأخذ رأي زوجته، وأن يشاورها في الأمر، فذلك يؤدي بالزوجة إلى أن تشعر أن زوجها يحترمها ويقدر مشاعرها.
ـ أثني على زوجتك واشكرها على ما تبذله من أجلك، فماذا ستخسر إذا شكرتها على وجبة أعدتها لك، أو لضيوفك أو ذكرت لها امتنانك لرعايتها وخدمتها لبيتك وأولادك؟ أليس ذلك من الكلمة الطيبة التي تؤكد أسباب المودة والرحمة!!
المصادر:
· الحروف الأبجدية في السعادة الزوجية، جاسم محمد المطوع.
· لا تهتم بصغائر الأمور في العلاقات الزوجية، ريتشارد كارلسون، وكريستين كارلسون.
· إدارة الأسرة، غسان بن عبد العزيز القين.
تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1049


+++

خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
1.00/10 (9 صوت)

محتويات مشابهة

محتويات مشابهة/ق

الاكثر تفاعلاً

الافضل تقييماً

الاكثر مشاهدةً

الاكثر ترشيحاً

الافضل تقييماً/ق

الاكثر مشاهدةً/ق

الاكثر ترشيحاً/ق


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.