شـبـكــة عـمّـــار
إخبارية - ترفيهية
- تعليمية



جديد الصور
جديد الأخبار
جديد المقالات


جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الصوتيات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

 
Dimofinf Player
صفات الصاحب

2012-08-03 04:57


(في تحقيق أجرته جريدة الأنباء الكويتية، يقول أحد الشباب: أول مرة شاهدت فيها هذه الأفلام كان منذ سنين، حين كنت في زيارة لأحد أصدقائي، وكان في غرفته فيلم إباحي، فقام بتشغيله) [جريدة الأنباء الكويتية، بتاريخ 13/8/1987م].
"الصاحب ساحب، والطباع تسرق" هكذا قيل قديمًا عن الصديق والصاحب، فالصحبة من أهم المنعطفات التي تقابل الشباب، فإما أن تكون نعمة أو نقمة والعياذ بالله، ونبين لك في هذا المقال بعضًا من صفات هذا الصاحب الذي ينبغي أن تصاحبه.
زهد غير مصطنع:
إياك ومصاحبة الحريص على الدنيا؛ فإنه يورث ذلك الحرص من يصاحب، ولا يُفهم من ذلك أن يكون من أصحاب المفاهيم المغلوطة، الذين يرون الزهد في الدنيا هو تعطيل أمور المعاش من كسب وإعمار للأرض، أو يراه يتمثل في لبس المُرقَّع من الثياب، إلى غير ذلك من مظاهر الزهد المزعوم، إنما نعني ذلك الصالح المقيم على شرع الله، يسعى وينجح ولا تلهه الدنيا عن الدار الآخرة.
(فلقد أراد الله تعالى الدنيا بما فيها مزرعة للآخرة، وجعلها زمان ومكان العمل، وأمر الإنسان أن يسخِّر كل ما فيها لمرضاته وطاعته، مع تمتع بما أحله الله له فيها من طيبات، في قصد واعتدال، فالتهى معظم الناس عن الغاية بالوسيلة، وعن المستقر بالممر.
فمثلهم والدنيا (مَثَلُ قوم ركبوا سفينة فانتهت بهم إلى جزيرة، فأمرهم الملاح بالخروج لقضاء الحاجة، وحذرهم الإبطاء وخوفهم مرور السفينة، فتفرقوا في نواحي الجزيرة، فقضى بعضهم حاجته وبادر إلى السفينة، فصادف المكان خاليًا فأخذ أوسع الأماكن وألينها وأوفقها لمراده.
ووقف بعضهم في الجزيرة ينظر إلى أزهارها وأنوارها العجيبة، ويسمعُ نغمات طيورها، ويعجبه حُسْن أحجارها، ثم حدثته نفسه بفوت السفينة وسرعة مرورها وخطر ذهابها، فلم يصادف إلا مكانًا ضيقًا فجلس فيه.
وأكب بعضهم على تلك الحجارة المستحسنة والأزهار الفائقة فحمل منها حملة، فلما جاء لم يجد في السفينة إلا مكانًا ضيِّقًا وزاده حمله ضيقًا، فصار محموله ثقلًا عليه ووبالًا، ولم يقدر على نبذه، بل لم يجد من حمله بدًّا، ولم يجد في السفينة موضعًا، فحمله على عنقه وندم على أخذه فلم تنفعه الندامة، ثم ذبلت الأزهار وتغيرت أراييحها وآذاه نتنها.
وتولَّج بعضهم في تلك الغياض ونسي السفينة وأبعد في نزهته، حتى إن الملاح نادى بالناس عند دفع السفينة فلم يبلغه صوته لاشتغاله بملاهيه؛ فهو تارة يتناول من الثمر، وتارة يشم تلك الأنوار، وتارة يعجب من حسن الأشجار.
وهو على ذلك خائف من سبع يخرج عليه غير منفك من شوك يتشبث في ثيابه، ويدخل في قدميه، أو غصن يجرح بدنه، أو عوسج يخرق ثيابه ويهتك عورته، أو صوت هائل يفزعه، ثم من هؤلاء من لحق السفينة ولم يبقَ فيها موضع فمات على الساحل، ومنهم من شغله لهوه فافترسته السباع ونهشته الحيات، ومنهم من تاه فهام على وجهه حتى هلك.
فهذا مثال أهل الدنيا في اشتغالهم بحظوطهم العاجلة، ونسيانهم موردهم وعاقبة أمرهم، وما أقبح بالعاقل أن تَغُرَّهُ أحجار ونبات يصير هشيمًا، قد شغل باله وعَوَّقَهُ عن نجاته ولم يصحبه) [عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين، ابن القيم، ص(316)، نقلًا عن حياة النور، فريد مناع].
وواجب على المؤمن أن يتجنب عِشرة طلاب الدنيا؛ فإنهم يدلُّونه على طلبها وجمعها ومنعها، وذاك الذي يبعده عن طلب نجاته ويقطعه عنها؛ قال تعالى: {فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} [النجم: 29].
فأعرض عن طلاب الدنيا، ولكن لا تصاحب الكسالى والخاملين فَيُعدوك ويقعدوك.
لا تصحب الكسلان في حاجاتـه كم صالح بفساد آخـر يفـســــد
عدوى البليد إلى الجليد ســريعةٌ والجمر يوضع في الرماد فيخمد
اتباع وليس ابتداع:
أي تكون كل أفعاله موافقة لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم؛ حتى لا يُلقِي عليك شبهة يتشرَّبُها قلبك، قال ابن القيم رحمه الله في مخالطة المبتدع: (ومخالطته بمنزلة السُّم؛ فإن اتفق لآكله ترياق، وإلا فأحسن الله إليه العزاء، وما أكثر هذا الضرب في الناس ـ لا كثَّرهم الله ـ وهم أهل البدع والضلالة، الصادُّون عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويبغونها عوجًا؛ فيجعلون البدعة سنة، والسنة بدعة، والمعروف منكرًا، والمنكر معروفًا) [بدائع الفوائد، ابن القيم، (2/275)].
ولا يغرنك تزيين الشيطان للبدعة على أنها تقرب إلى الله، وعلامة من علامات محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكل قُرْبة لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم ليس لها اسم سوى البدعة، وتكون ضلالة بنص هذا الحديث الخطير؛ فلا خير أبدًا في طاعة لم يفعلها سيد الخلق أجمعين، وأقرب العباد إلى رب العالمين.
وتأمَّل كيف كان سادة من عاشوا حياة النور من الصحابة الأماجد، ينظرون إلى تلك البدع والمحدثات على أنها ضلالة، كما أخبرهم نبينا صلى الله عليه وسلم، مهما كان ظاهرها الخير والصلاح، (فقد جاء أبو موسى الأشعري رضي الله عنه إلى الصحابي الـمُرَبِّي الأريب، عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول: يا أبا عبد الرحمن، إني رأيت في المسجد آنفًا أمرًا أنكرته، ولم أرَ والحمد لله إلا خيرًا، قال: فما هو؟ فقال: إن عشت فستراه، قال: رأيت في المسجد قومًا حِلَقًا جلوسًا ينتظرون الصلاة، في كل حلقة رجل، وفي أيديهم حصى فيقول: كبِّروا مائة؛ فيكبِّرون مائة، فيقول: هَلِّلوا مائة؛ فيُهَلِّلون مائة، ويقول: سَبِّحوا مائة؛ فيسبحون مائة.
قال: فماذا قلت لهم؟ قال: ما قلت لهم شيئًا انتظار رأيك، قال: أفلا أمرتهم أن يَعُدُّوا سيئاتهم، وضَمِنْتَ لهم أن لا يَضِيع من حسناتهم شيء.
ثم مضى ومضينا معه، حتى أتى حلقة من تلك الحِلَق، فوقف عليهم فقال: ما هذا الذي أراكم تصنعون؟! قالوا: يا أبا عبد الرحمن، حصى نَعُدُّ به التكبير والتهليل والتسبيح، قال: فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء.
ويحكم يا أمة محمد، ما أسرع هلكتكم! هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون، وهذه ثيابه لم تبلَ، وآنيته لم تُكسر، والذي نفسي بيده؛ إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد أو مفتتحو باب ضلالة، قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن، ما أردنا إلا الخير، قال: وكم من مُريد للخير لن يصيبه)[صححه الألباني في السلسلة الصحيحة، (2005)].
وإليك ترجمة أحد هؤلاء الذين صاحبوا أهل البدع والأهواء، فكانت هذه الصحبة وتلك المخالطة وبالًا عليهم في الدنيا والآخرة، إنه ابن الراوندي الملحد، الذي ألَّف كتابًا سماه (الدامغ)؛ ليدمغ به القرآن كما يزعم، يقول الذهبي رحمه الله: (قال البخلي: لم يكن في نظراء ابن الراوندي مثله في المعقول، وكان أول أمره حسن السيرة، كثير الحياء، ثم انسلخ من ذلك لأسباب؛ وكان يلازم الرافضة والملاحدة، فإذا عوتب قال: إنما أريد أن أعرف أقوالهم) [سير أعلام النبلاء، الذهبي، (14/59)].
أتدري أين سكناه؟
سوف تجده هناك، في هذا المكان المحبب لديه، يعشقه، قد تعلق قلبه به، ما ألِفَت قدماه طريقًا كذلك الطريق الذي يسلكه إليه.
سوف تجده في أشرف بقاع الأرض، ستجده في المسجد، هناك روضته، فيه نعيمه وأنسه، على محياه أمارات الصلاح ووِسام السنة.
يحافظ على الصلاة في وقتها مبكرًا إليها، هاشًّا باشًّا في وجوه المسلمين، يوقِّر الكبير ويرحم الطفل الصغير، يصافح هذا ويسأل عن أحوال ذاك، يساعد هذا ويعينه، ويحل لذلك مشاكله، هداية الناس همُّه.
لن تعاني في التعرف عليه؛ هو الذي سوف يأتيك ويصافحك ويتعرف عليك، فذاك هو المنشود.
عن أبي إدريس الخولاني رحمه الله قال: (دخلت مسجد دمشق فإذا أنا بفتى برَّاق الثنايا، وإذا الناس حوله إذا اختلفوا في شيء أسندوه إليه، وصدروا عن رأيه، فسألت عنه فقيل: هذا معاذ بن جبل.
فلما كان الغد هجرت، فوجدت قد سبقني بالهجير ـ وقال إسحاق: بالتهجير ـ ووجدته يصلي فانتظرته، حتى إذا قضى صلاته جئته من قِبَل وجهه، فسلمت عليه، فقلت له: والله إني لأحبك لله عز وجل، فقال: آلله؟ فقلت: آلله، فقال: آلله؟ فقلت: آلله، فأخذ بحبوة ردائي فجبذني [أي فجذبني] إليه وقال: أبشر؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (قال الله عز وجل: وجبت محبتي للمتحابين فيَّ، والمتجالسين فيَّ، والمتزاورين فيَّ، والمتباذلين فيَّ) [رواه أحمد في مسنده، (22680)، وإسناده صحيح].
فعليك بإخوان الصدق، ورفقاء الخير، وحاملي المسك، فثباتك مشدود بحبالهم، وإيمانك موصول بلقائهم، ابحث عنهم في بيوت الله تجدهم، وأَنْشِدهم بعاطفة صادقة:
أنتم سروري وأنتم مشتكــى حزني وأنتم في سواد الليــــــل سـمـــاري
أنتـم وإن بـعـدت عنـا مــنازلكـــم نـوازل بين أسراري وتذكــــــــاري
لا تقطع حبل ودادهم:
أخيرًا أخي الحبيب، أوصيك بأن تحافظ على صحبة إخوانك من الأخيار، ولا تقطع حبل ودادهم، فمن التمَّ شمله بأحد هؤلاء النجوم، فقد عثر على لؤلؤة ثمينة، فلا يفرط فيها مهما كان الأمر، واستمع لنصيحة أبي حاتم الذي قال: (الواجب على العاقل إذا رزقه الله ود امرئ مسلم صحيح الوداد محافظ عليه؛ أن يتمسك به، ثم يوطِّن نفسه على صلته إن صرمه، وعلى الإقبال عليه إن صدَّ عنه، وعن البذل له إن حرمه، وعلى الدنو منه إن باعده، حتى كأنه ركن من أركانه، وإن من أعظم عيب المرء تلوَّنه في الوداد)[روضة العقلاء، أبو حاتم ابن حبان البسيتي، ص(34)].
وخذ أمره على أحسن المحامل وخير التفسيرات، كما فعل طلحة بن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه حين قالت له زوجته: (ما رأيت قومًا ألأم من إخوانك!
قال لها: مه! ولِـمَ ذلك؟
قالت: أراهم إذا أيسرت لزموك، وإذا أعسرت تركوك.
فقال لها: هذا والله من كرم أخلاقهم، يأتوننا في حال قدرتنا على إكرامهم، ويتركوننا في حال عجزنا عن القيام بحقهم) [روضة العقلاء، أبو حاتم ابن حبان البسيتي، ص(44)].
فلله درُّه! كيف تأوَّل صنيع إخوانه على أوفى وأكمل الأخلاق والنظرات، وما ذاك إلا من تُقاه وإيمانه وحسن خلقه.
(وتبقى الدنيا دار الهفوات ومقر الزلات والعثرات؛ فهفوة الصديق لا تخلو إما أن تكون في دينه بارتكاب معصية، أو في حقك بتقصيره في الأخوة، أما ما يكون في الدين من ارتكاب معصية والإصرار عليها فعليك التلطُّف في نصحه بما يقوِّم أودَه [أي عوج] ويجمع شمله ويعيد إلى الصلاح والورع حاله) [إحياء علوم الدين، الغزالي، (2/199)].
فخذ من أخيك العفو واغفر ذنوبه ولا تك في كـل الأمـــور تجانــــــبه
إذا كنت في كل الأمــــور مـــــعاتبًا صديقك لم تـــلقَ الذي لا تـــعاتبه
إذا أنت لم تشرب مرارًا على القذى ظمأت وأيُّ الناس تصفو مشاربه
ماذا بعد الكلام؟
ـ اختار ثلاثة من أصدقائك والذين ترى فيهم التقوى وصفات الصديق الصالح وتمسك بهم.
ـ أصدقائك القدامى ادعوهم لمرافقتك في صحبتك الجديدة الصالحة.
المصادر:
· إحياء علوم الدين، الغزالي.
· روضة العقلاء، أبو حاتم ابن حبان البسيتي.
· سير أعلام النبلاء، الذهبي.
· جريدة الأنباء الكويتية.
· عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين، ابن القيم.
· حياة النور، فريد مناع.
· بدائع الفوائد، ابن القيم.
تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 933


+++

خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
1.00/10 (6 صوت)

محتويات مشابهة

الاكثر تفاعلاً

الافضل تقييماً

الاكثر مشاهدةً

الاكثر ترشيحاً

الافضل تقييماً/ق

الاكثر مشاهدةً/ق

الاكثر ترشيحاً/ق


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.