شـبـكــة عـمّـــار
إخبارية - ترفيهية
- تعليمية



جديد الصور
جديد الأخبار
جديد المقالات


جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الصوتيات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

الأخبار
الأسرة والأبناء
زهرة البيت
كيف تضبطين انفعالاتك؟
 
Dimofinf Player
كيف تضبطين انفعالاتك؟

2012-08-06 02:57
الكاتب:أم عبد الرحمن محمد يوسف



غضبت من أخيها الأصغر, وكان في يدها كأس فدفعته نحوه على الأرض, فانكسر وأحدثت ضجة في البيت, ثم أخذت تجري وراءه وتضربه وتهدده, ثم جلست بعد ذلك تبكي.
أختي الحبيبة الفتاة المسلمة:
تتطور الانفعالات عند المراهقة, وتتغير عما كانت عليه خلال مرحلة الطفولة, فبعد الاستقرار النفسي، وبعد الهدوء في مرحلة الطفولة تتحول المراهقة إلى مرحلة تتسم بقوة الانفعالات, وتقلُّب المزاج, والميل إلي التمرُّد.
فالمراهِقة (غير مستقرة انفعاليًا, ولا تكون واقعية في التعبير عن انفعالاتها, فكثيرًا ما تغضب وبسرعة, ولأسباب تافهة, وقد لا تستطيع التحكم في المظاهر الخارجية لحالتها الانفعالية, فقد تُلقي أو تحطم ما بيدها, وقد تمزق ثيابها, وتُتلف مقتنياتها, وقد تضرب وتشتم وتهدد.
والمراهقون يتعجلون في اتخاذ القرارات الخطيرة عادة, وإذا أحب أسرف وبالغ فهو يتعلق بمن يحب, ويهتم به ويضحي من أجله, وهذا سر شيوع الحب والغرام في سن المراهقة.
والمراهقون يبالغون في الكراهية عندما يكرهون, ويظهرون من المقت والسخرية ما ينبئ عن هذه المبالغة، وانظري على سبيل المثال مواقفهم من الفرق الرياضية التي لا يحبونها أو من الأشخاص الذين يكرهونهم. [المراهقون, د.النغيميشي، ص(24-25)، بتصرف].
طبيعة الانفعال في مرحلة المراهقة:
المراهِقة بسبب تكاملها العضوي والعقلي, تملك ما يملكه الكبار من أنواع الانفعالات, وتُدرك ما يدركه الكبار من الاستثارة العاطفية والشعورية (فهي تحب وتكره, وتهدأ وتغضب, وتتأنى وتتعجل, وتجرؤ وتخاف, وهكذا صفات الرحمة والشفقة والشجاعة.......الخ.
لكن المراهِقة تنقصها الخبرة والتجربة, ويستولي عليها التغيُّر السريع المتتابع, فهي من حيث النمو والنضج تعيش في أوضاع وسمات جديدة, ومن هنا فإن من الصعب عليها أن تضع الشيء في موضعه، أو أن تُعطي كل ذي حق حقه, أو أن تُمسك إذا اقتضى الحال الإمساك, وتطلق إذا اقتضى الحال الإطلاق, ولهذا فهي لا تستقر في انفعالاتها, ولا تكون واقعية في التعبير عنها حيث تغضب كثيرًا وسريعًا ولأسباب تافهة.
وقد لا تستتطيع التحكم في المظاهر الخارجية لحالتها الانفعالية, فقد تلقي أو تُحطم ما في يدها, وقد تمزق ثيابها, وتتلف مقتنياتها, وق تضرب وتسب, وتشتم وتُهدد, وقد تندفع, وراء انفعالاتها حتى تصبح متهورة, ثم ترجع باللوم على نفسها بعد ذلك) [النمو النفسي للطفل والمراهق ونظريات الشخصية, محمد مصطفى زيدان، ص(171)، بتصرف].
ومن الملاحظ أن مشاعر الغضب والثورة والتمرد عند المراهق, تكون نحو مصادر السلطة أكثر من غيرها, وذلك يرجع إلى (عدم تحقيق التوافق معهم, بحيث تدرك المراهقة أن طريقة معاملتهم لها لا تتناسب مع ما وصلت إليه من نضج , فتفسر مساعدتهم لها على أنها تدخل في شئونها وتقليل من شأنها) [علم نفس النمو, حامد عبد السلام زهران, ص(347-348)].
والمراهِقة عندما ترغب في شيء تسرع إليه وتسعى سعيًا حثيثًا في طلبه, وتتعجل اتخاذ القرارات الخطيرة, وفي الحصول على المطلوبات, وإذا أحبته أسرفت وبالغت, تتعلق بمن تحب, وتضحي من أجله, ويستولي على مالها ومخيلتها, وهو حديثها وشغلها الشاغل.
وهذا سر شيوع الحب والغرام في سن المراهقة, وهي إذا أعجبت بشخص أو جماعة أو نموذج سعت إليه, وجمعت الناس حوله, ودافعت عنه, ووضعته في أول اهتماماتها, وهذا من أسرار تعلق المراهقات الشديد بنجوم الفن والتمثيل والرياضة.
رُبَّ خسارة نافعة:
وهذه الخصيصة لدى المراهقة من الاستعداد للاستهواء وسرعة الاستثارة, وهشاشة الانفعال وغزارته, وغزارة العاطفة, والفراغ النفسي المستعد للامتلاء, يمكن أن توجَّه من قبل الوالدين الوجهة الصحيحة السليمة, ويمكن أن (تُضبط عن طريق محيط تربوي شامل ومتزن, ليُخرجا (أي الوالدين) فتاة قوية, طموحة, منضبطة, متعلقة بالمثل العليا, والنماذج الرائعة في تاريخ أمتها, ومن الممكن أن يستثمرها في تربية انفعالات المراهقة, ووضعه في الاتجاه الصحيح لتعرف, كيف ترحم؟، ومتى ترحم؟، ولماذا؟، وكيف تحب؟، ومتى تحب؟, ولماذا؟, وكيف تعجب؟, ومتى تعجب؟, ولماذا؟......وهكذا.
فهذه الغزارة يمكن أن تمهِّد لبناء شابة ذات عواطف فيَّاضة, ومتفاعلة مع الحياة، متجهة للخير والإصلاح, مؤثرة في علاقتها بالأمة في شتى مستوياتها). [المراهقون, د/ عبد العزيز محمد النغيميشي، ص(26)، بتصرف].
كيف ذلك؟
(إذا أحسن الوالدين ضبط قوة الانفعال لدى المراهِقة, وإعطائها الثقة بنفسها, وإشباع حاجتها للتدين, والتعامل الصحيح مع انفعال الغضب لديها). [الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المسلمة, خان عطية الطوري ص(153)].
العوامل المؤثرة في انفعالات المراهِقة:
ومن العوامل التي تؤثر في انفعالات المراهِقة:
1. التغيرات الجسمية الداخلية والخارجية:
فمن الناحية الداخلية، نمو أو ضمور الغدد الصماء, فنشاط الغدد التناسلية بعد سكونها طوال الطفولة, وضمور الغدة الصنوبرية والغدة التيموسية بعد نشاطها طوال الطفولة, ولهذه المظاهر آثارها النفسية والانفعالية, أما التغيرات الخارجية فهي التي تطرأ على أجزاء الجسم ونمو الأعضاء الخارجية.
2. العمليات والقدرات العقلية:
يسرع النمو في العمليات العقلية والنمو العقلي في مرحلة المراهقة, وتتأثر انفعالات المراهق بهذا التغيُّر.
3. العلاقات العائلية:
يتأثر النمو الانفعالي للمراهقين بصفة عامة إلى حد كبير بالعلاقات العائلية المختلفة التي تُهيمن على أسرتها في طفولته ومراهقته, وبالجو الاجتماعي السائد في عائلته.
فالاستمرار في معاملة المراهق كطفل صغير يحتاج إلى إرشاد تام, والزامه بالخضوع التام لآراء والديه, وإهمال تدريبه على ضبط انفعالاته منذ طفولته المبكرة, كل ذلك يؤثر تأثيرًا ضارًا على نموه الانفعالي.
والعلاقات العائلية الصحيحة السوية تساعده على اكتمال نضجه الانفعالي.
4. التآلف الجنسي:
يتباعد الجنسان في الطفولة المتأخرة ثم يتآلفان في المراهقة, ولهذا يشعر المراهق بالحرج تجاه الجنس الآخر, وهذا يؤثر على انفعالات المراهقين.
5. معايير الجماعة:
يرى المراهق نفسه بين إطارين مختلفين, إطار طفولته وإطار مراهقته, ولهذا يشعر بالحرج بين أهله ورفاقه لشعوره باختلاف سلوكه, ويخشى أن يشذ بسلوكه الجديد عن إطار الجماعة التي يتفاعل معها, ويؤثر ذلك بالطبع على انفعالاته.
6. الشعور الديني:
إن تقلُّبات المزاج قد تؤثر في مدى تمسك المراهق بالقيم الدينية, فنجده حينًا صاحب حماس شديد للدين, بينما تجده أحيانًا فاتر الهمة ضعيف الحماسة للدين.
فالشعور الديني في المراهق عامل قوي ومؤثر على الناحية الانفعالية للمراهِقة. [مستفاد من الأسس النفسية للنمو من الطفولة إلى المراهقة, د. فؤاد البهي السيد، ص(257)].
لا تغضبي:
الانفعال الشديد له آثار سيئة على نفس صاحبه, (فهو العدو اللدود للتفكير الهادئ المنظَّم, ذلك أن الانفعال يُركِّز ذهن المفكر, ويجهده في فكرة واحدة ليس غير، هي موضع انفعاله.
كما أن الانفعال يعميه عن رؤية كثير من الحقائق, ولا يتيح له الهدوء والتأمل اللازمين للتفكير السليم الذي يقتضي النظر إلى الموقف من نواحٍ مختلفة, وتحليل إلى عناصر, ووزن كل عنصر.
والدليل على ذلك ندم المنفعل على ما قد يتخذه من قرارات أو يُصدر من أحكام أو يصل إليه من نتائج أثناء انفعاله) [أصول علم النفس, د. أحمد عزت راجح, ص(142)].
وانظري إلى أهمية عدم الغضب وآثاره السيئة على الإنسان في قول الرسول - صلى الله عليه وسلم- عن أبي هريرة - رضي الله عنه- (أن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني, قال: لا تغضب, فردد مِرارًا, قال: لا تغضب). [رواه البخاري].
نماذج وأمثلة
تحكي لنا السيدة عائشة- رضي الله عنها- قالت: (ما ضرب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- شيئًا قط بيده, ولا امرأة, ولا خادمًا، إلا أن يجاهد في سبيل الله, وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه, إلا أن يُنتهك شيء من محارم الله تعالى فينتقم لله تعالى). [رواه مسلم].
وعن أنس- رضي الله عنه- قال: (كنت أمشي مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عليه بُرد نجراني غليظ الحاشية, فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة, فنظرت إلى صفحة عاتق النبي- صلى الله عليه وسلم- وقد أثَّرت بها حاشية البرد من شدة جذبته, ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك, فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء). [متفق عليه].
وعن ابن مسعود- رضي الله عنه- قال: كأني أنظر إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يحكي نبيًا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه, وهو يمسح الدم عن جهه ويقول: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون".[متفق عليه].
وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال:
(ليس الشديد بالصُرعة- الذي يصرع الناس ويغلبهم- إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) [متفق عليه].
وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: (بال أعرابي في المسجد فقام الناس إليه ليقعوا فيه, فقال النبي- صلى الله عليه وسلم- دعوه وأريقوا على بوله سجلًا من ماء (أو ذنوبًا من ماء), فإنما بُعثتم ميسرين ولم تُبعثوا معسرين). [رواه البخاري].
ومدح رسول الله صفة الحلم فقال لأشج عبد القيس: (إن فيك خصلتين يبحهما الله, الحلم والأناة). [رواه مسلم].
وعن عائشة- رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الله رفيق يحب الرفق ويُعطي على الرفق ما لا يُعطي على العنف (أي الشدة) وما لا يُعطي على ما سواه). [رواه مسلم].
وقد سمعت عن رجل كان إذا غضب ترتعش أطرافه وجسده, وفي مرة غضب غضبًا شديدًا فسقط على الأرض وصرخ, وتشنج, وكانت هذه أول نوبة صرع تأتي له, فذهبوا به إلى الطبيب ليبدأ مرحلة العلاج, وكل هذا بسبب الانفعال الشديد, والغضب السريع.
أشكال الانفعال
تظهر انفعالات المراهِقة عادة على شكل (قضم الأظافر أو إبراز اللسان, ومص الشفتين, وحك الرأس, أو شد الشعر, وحك الوجه, وقد يزداد الخجل والارتباك فتلجأ إلى الهرب من المواقف المؤدية للخجل, وقد تلجأ إلى الصراخ والبكاء, والضرب والشتم, والتنابز بالألقاب مع من يضايقها). [تربية المراهق في رحاب الإسلام, محمد حامد الناصر, خولة درويش، ص(44)، بتصرف].
ماذا بعد الكلام
1. تذكري أنه ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب.
2. لا تغضبي لأتفه الأسباب وليكن غضبك في محله, عندما تُنتهك محارم الله.
3. إذا غضبتِ فعلًا فإليك هذه الحلول العملية وما يُقال, وما يُفعل عند الغضب:
· قولي "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم", فقد قال سليمان بن مرد كنت جالسًا مع النبي- صلى الله عليه وسلم- ورجلان يستبان, أحدهما قد احمرَّ وجهه وانتفخت أوداجه فقال النبي- صلى الله عليه وسلم- : "إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد, لو قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب عنه".[صححه الألباني].
· غيري من وضع جسمك, فقد أمر الرسول- صلى الله عليه وسلم- (إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضجع) [صححه الألباني].
· المراجع:
· النمو النفسي للطفل والمراهق ونظريات الشخصية, محمد مصطفى زيدان.
· علم نفس النمو، حامد عبد السلام زهران.
· الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المسلمة, خالد عطية الطوري.
· الأسس النفسية للنمو من الطفولة إلى المراهقة, د/ فؤاد البهي السيد.
· أصول علم النفس, د/ أحمد عزت راجح.
· تربية المراهق في رحاب الإسلام, محمد حامد الناصر, خولة درويش.
تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 933


+++

خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
1.00/10 (1 صوت)

الاكثر تفاعلاً

الافضل تقييماً

الاكثر مشاهدةً

الاكثر ترشيحاً

الافضل تقييماً/ق

الاكثر مشاهدةً/ق

الاكثر ترشيحاً/ق


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.