شـبـكــة عـمّـــار
إخبارية - ترفيهية
- تعليمية



جديد الصور
جديد الأخبار
جديد المقالات


جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الصوتيات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

الأخبار
الأسرة والأبناء
زهرة البيت
كيف تثبت الفتاة بعد رمضان؟
 
Dimofinf Player
كيف تثبت الفتاة بعد رمضان؟

2012-08-06 10:59
الكاتب:أم عبد الرحمن محمد يوسف



إسراء فتاة في العشرين من عمرها، أكرمها الله تبارك وتعالى بأن بلغها رمضان واجتهدت في طاعة الله في هذا الشهر الكريم، وما انتهى رمضان، إلا أصابها الهم والحزن: لفوات الشهر الكريم، ولأنها تريد الجواب على السؤال الهام، وهو ماذا بعد رمضان؟ كيف أحافظ على فعلته في شهر رمضان الكريم؟
ولابد للفتاة المسلمة إذا أرادت أن تثبت بعد رمضان أن تعرف العوائق التي ستقابلها، قبل أن نشرع في وصف العلاج:
إن النفس لأمارة بالسوء:
فهكذا خلقها الله تعالى، كثيرة الأمر لصاحبها بالسوء، تستثقل تكاليف الإيمان، وتتوق إلى هواها من أصناف الشهوات، وأنواع الملذات، من حل أو حرام، فهي كالطفل الصغير الذي لا يدري أن مصلحته في فطامه عن رضاعه.
وبجانب ذلك فقد خلق الله تعالى عند هذه النفس استعدادا للتزكية والتطهر، فكما أن فيها قبضة من طين، ففيها أيضًا نفخة علوية من روح ربها جل وعلا، تشدها دومًا إلى بارئها وخالقها، فهي وسط بين الملاك الذي هو خيرخالص، وبين الشيطان الذي هو شر خالص.
ولا يتم للفتاة المسلمة سيرها حتى تأخذ بحجز نفسها عن شهواتها، وتفطمها عن ملذاتها، وتنصر ربه على نفسها، فتستحق من بعدها أن تكون ممن رحمهم الله.
الشيطان اللحوح:
فمنذ أن طرد لعنه الله من رحمة الله والجنة، بعدما أغراه كبره بعصيان أوامر الله، ورفض السجود لأبينا آدم، وقد حمل على عاتقه محاولة إضلالنا، وحرفنا عن صراط الله المستقيم، {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} [الأعراف: 16-17].
وهو عليه لعنة الله يستغل جهل النفس، وميلها إلى مقارفة الشهوات؛ فيزين لها معصية الله، ويعدها ويمنيها، ويدفعها إلى تسويف التوبة.
الهوى الهالك:
وينتصب الهوى المهلك المردي، كعائق ثالث أمام المسلمة التي تريد الثبات بعد رمضان، وتبتغي السير إلى الله، وهو مادة إغواء الشيطان للنفس الأمارة بالسوء، إذ هو كل ما تهواه النفس من الشهوات والرغبات التي لا ترضي الله تعالى، والتي زينت في عين الإنسان فطرة من الله تعالى، وابتلاء واختبارًا منه سبحانه.
كيف تثبتين بعد شهر رمضان؟
الخطوة الأولى: الفرار إلى الله:
فهو سبحانه القادر بعفوه وكرمه على حماية عبده، شريطة أن يتقن فن الفرار إليه، والانطراح بين يديه، معترفا بذله وفقره لربه، بعد إذ خلقه ضعيفًا ظلومًا جهولا، فلا يملك من سبيل للنجاة من كل تلك العوائق إلا بعون من القوي المتين.
إذ كيف يَسلَمُ (من له نفس أمارة بالسوء، ودنيا متزينة، وهوى مُردٍ، وشهوة غالبة له، وغضب قاهر، وشيطان مزين، وضعف مستول عليه، فإن تولاه الله وجذبه إليه، انقهرت له هذه كلها، وإن تخلى عنه ووكله إلى نفسه اجتمعت عليه فكانت الهلكة) [الفوائد، ابن القيم، ص(80)، بتصرف].
الخطوة الثانية: رفيقات الصلاح:
فلا غنى لكِ إذا أردتِ الثبات بعد رمضان عن صديقات الخير، الذين أوصى الله تبارك وتعالى بصحبتهم فقال {اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: 28].
فعليك بملازمة صديقات الصلاح والطاعة، واحذري يا زهرة من رفيقات السوء ممن كانوا يشاركنكِ حياة الغفلة، فتظلي تتخذينهن ندماء وأصحابًا، طمعًا في هدايتهن إلى الخير، وهو مقصد نبيل يليق بالفتاة التي تبغي الثبات بعد رمضان، لكنه يَعوزه الحكمة والتأنِّي، ويدلنا حبيبنا صلى الله عليه وسلم على الطريق حين قال: (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل) [إسناده صحيح].
وأوضح من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك، ونافخ الكير؛ فحامل المسك؛ إما أن يُحذِيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير؛ إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة)[متفق عليه].
فهي المخالطة بوعي وحزم، فلا تتخذي منهن أصحابًا رفقاء، وإنما تجتمعي بهن في مجالس الطاعة إن أبدوا استجابة لذلك، وتهجرينهن في معاصيهن ونوادي غفلتهن.
الخطوة الثالثة: حادية الطريق:
ونقصد بذلك من ترين أنها قدوة لك، فتكون مُعلِّمة لكِ ومربية، وتأخذ بيديك إلى طريق ربك، فتقوم ببناء جوانب الخير فيكِ، وتدلكِ على عيوب نفسك وآفاتها، بما آتاها الله من علم وبصيرة، تمامًا كما فعل نبينا صلى الله عليه وسلم مع صحبه الميامين، وكما فعل هذا الرهط المبارك مع جيل التابعين، وما زال رواد الطريق إلى الله في كل زمان يتوارثون تلك الصناعة النبوية في كل زمان، وحتى تقوم الساعة.
لكن تلك المُعلمة التي ستلزمنيها يجب أن تكون صاحبة مؤهلات خاصة تؤهلها لتلك الصناعة الجليلة، وأهمها أن تكون مثلا حيًّا تتفجر من قلبها ينابيع الخير وتتصف بصفات من استقامة في العبادة وخلق رفيع ودأب على العمل والإنتاجية وصناعة الحياة وتحمل السمت الجدي في حياته وتعيش آلام الأمة ومآسيها، فإن من لا ينفعك لحظه، لم يفدكِ لفظه.
الخطوة الرابعة: خالطي الناس واصبري:
قاعدة إيمانية رائعة أرساها لك النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: (المسلم إذا كان مخالطًا الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم) [صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي، (2507)]، فنفسية المؤمن اجتماعية بطبعها، فهو يُؤْلَف ويَأْلَف، يحب الخير للناس، ويرى فيهم دائمًا جوانب الخير.
فالمجتمع والحمد لله على خير وفير؛ فرغم كل محاولات الإغواء والإغراء، التي تحاك من قبل أعداء الدين لصد المسلمين عن دينهم، إلا أن معاني الخير لا زالت قوية فيهم، صحيح أنه قد علاها غبار الغفلة، لكنهم يحتاجون منا إلى نأخذ بأيديهم، ونَهُزُّ قلوبهم هزة الإيمان؛ حتى يستيقظوا من سِنَة النوم ورُقاد الغفلة.
فوجب علينا أن نتحبب إليهم لا أن نعرض عنهم، أن نأخذ بأيديهم إلى الله، لا أن نتركهم غرقى في بحار الشهوات، ولا يتأتَّى هذا إلا بحبٍ لهم لما فيهم من معاني الخير، ومخالطة واعية لهم لتأليف قلوبهم، وتحبيبهم في طاعة ربهم.
الخطوة الخامسة: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق:
إن التي تريد الثبات بعد رمضان، عليها أن تقدم أمر ربها في كل شيء، فلا يمكن أن تقَدِّم أمر أحد على أمر ربها، وكيف؟! وقد سمعت قائداه وحبيبها محمد صلى الله عليه وسلم يهديها تلك الومضة الحازمة: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) [صححه الألباني في صحيح الجامع، (7520)].
أحسني إلى والديكِ:
{ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [لقمان: 15].
فبمجموع هذه الوصايا القرآنية تتضح للفتاة المسلمية ملامح الصورة الإيمانية النَّدِيَّة، التي ارتضاها الله تعالى للمؤمن في تعامله مع أبويه، فقد طلب إليكِ ربكِ جل وعلا أن تُحْسِني إليهما غاية الإحسان، وأن تبرِهما أحسن البر، مهما صدر منهما تجاهكِ من إساءة.
وهذه ثلاثة أمور تفعليها مع والديك بجانب عدم طاعتهما في معصية الله عز وجل:
الأول: المبالغة في البر كما أوصاك الله تعالى: فلو أن الفتاة المسلمة كانت منها انكباب على أيديهما يوسعهما لثمًا وتقبيلًا، مع طلب للدعاء منهما صباحًا ومساء، مع سرعة لتلبية حاجاتهما، ومسارعة إلى خدمتهما، وتذكري أن علاقة الوالدين ببنتهما هي علاقة ود وليست حلبة صراع (فهي علاقة تفاعل وليست علاقة صراع إذ أن الأبناء في الإسلام لا يكنون لآبائهم إلا المحبة بعيدًا عن العقوق المحرمة في الإسلام أصلًا، والقاعدة الإسلامية في التربية تقوم على ركيزتين متوازيتين:
الأولى: تتمثل في إعطاء الأبناء قدرة على الحركة نحو المستقبل.
الثانية: في إعطاء الأبناء قدرة على الثبات داخل قيم الدين والأخلاق، الذي هو منهج أصيل متميز رباني غير وضعي ولا بشري) [ر، ص(160- 161)].
الثاني: احرصي على عرض جمال المنظر الإيماني: ولا تشغلي نفسكِ بأمر ونهي، بل اصبري على ما تجديه في بيتك من مخالفات شرعية، سواء من والديك أو باقي أفراد أسرتك، ولا تَتَمثَّلي أمامهم صورة المنكر، الذي لا يعرف كلامًا غير هذا حرام، وتلك معصية، وهذه كبيرة.
الثالث: أحسني الخطاب مع والديك والتزمي بحسن الأدب معهما، فالفتاة المسلمة (تحسن التأني إلى نفسها، وتسلك معها مسلك الرفق والتودد والتلطف والإقناع، لا تقسو، ولا تخرج عن دائرة الأدب والتهذيب، بل تحاول إقناعهما بالسبل التي تراها مجدية معها، وطريقها في الوصول إلى هدفها الصبر، والكلمة الطيبة، والبسمة الودود، والحجة القوية، والمنطق السليم، والأسلوب المهذب) [شخصية المرأة المسلمة، د/ محمد علي الهاشمي، ص(146)].
ورقة عمل:
ـ التزمي بصديقات الصلاح، وهؤلاء ستجدينهن في أماكن كثيرة، في مجالس العلم، ودور تحفيظ القرآن.
ـ من علامات الثبات بعد رمضان أنكِ تحافظين على طاعة الله بعد رمضان، وتذكري أن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل، فداومي على طاعة الله بعد رمضان، ولو بركعة الوتر قبل أن تنامي، وبصفحة يومية لقراءة كتاب الله عز وجل.
ـ خذي الكتاب بقوة، والتزمي بأوامر الله تعالى، وقدمي أي أمر لله، على أوامر الناس وأوامر نفسكِ والشيطان.
ـ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فإذا أراد والداكِ أن تعصي الله تعالى، وأن تشاهدي ما حرم الله تعالى، فخالفيهما، ولكن تذكري أن تبالغي في برهما في نفس الوقت.
ـ احرصي على الأخذ بيد صديقاتك إلى طاعة الله تعالى، مع الحذر من المخالطة لصديقات السوء.
المصادر:
· الفوائد، ابن القيم.
· شخصية المرأة المسلمة، محمد علي الهاشمي.
· تربية المراهق في رحاب الإسلام، محمد حامد الناصر- خولة درويش.
تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1025


+++

خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
1.00/10 (11 صوت)

محتويات مشابهة

محتويات مشابهة/ق

الاكثر تفاعلاً

الافضل تقييماً

الاكثر مشاهدةً

الاكثر ترشيحاً

الافضل تقييماً/ق

الاكثر مشاهدةً/ق

الاكثر ترشيحاً/ق


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.