شـبـكــة عـمّـــار
إخبارية - ترفيهية
- تعليمية



جديد الصور
جديد الأخبار
جديد المقالات


جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الصوتيات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

الأخبار
الأسرة والأبناء
أطفالنا والتربية
[2/3] البناء النفسي والوجداني للطفل المسلم
 
Dimofinf Player
[2/3] البناء النفسي والوجداني للطفل المسلم

2012-08-06 11:47
د/ صلاح عبد السميع عبد الرازق




Salegy67@yahoo.com
إرشادات تعين المعلمة لتحقيق أساسيات التربية الوجدانية لطفل الروضة:
يراعى أن يذكر اسم الله للطفل من خلال مواقف محببة وسارة, والتركيز على معاني الحب والرجاء: "إن الله سيحبه من أجل عمله ويدخله الجنة", ولا يحسن أن يقرن ذكره تعالى بالقسوة والتعذيب في سن الطفولة, فلا يكثر من الحديث عن غضب الله وعذابه وناره, وإن ذكر فهو للكافرين الذين يعصون الله.
توجيه الأطفال إلى الجمال في الخلق, فيشعرون بمدى عظمة الخالق وقدرته.
جعل الطفل يشعر بالحب "لمحبة من حوله له" فيحب الآخرين, ويحب الله تعالى لأنه يحبه وسخر له الكائنات.
إتاحة الفرصة للنمو الطبيعي بعيدًا عن القيود والكوابح التي لا فائدة فيها..
أخذ الطفل بآداب السلوك, وتعويده الرحمة والتعاون وآداب الحديث والاستماع, وغرس المثل الإسلامية عن طريق القدوة الحسنة, الأمر الذي يجعله يعيش في جو تسوده الفضيلة, فيقتبس من المربية كل خير.
الاستفادة من الفرص السانحة لتوجيه الطفل من خلال الأحداث الجارية بطريقة حكيمة تحبب الخير وتنفر من الشر.
وكذا عدم الاستهانة بخواطر الأطفال وتساؤلاتهم مهما كانت, والإجابة الصحيحة الواعية عن استفساراتهم بصدر رحب وبما يتناسب مع سنهم ومستوى إدراكهم, ولهذا أثر كبير في إكساب الطفل القيم والأخلاق الحميدة وتغيير سلوكه نحو الأفضل.
لا بد من الممارسة العملية لتعويد الأطفال العادات الإسلامية التي نسعى إليها، لذا يجدر بالمربية الالتزام بها "كآداب الطعام والشراب وركوب السيارة..." وكذا ترسم بسلوكها نموذجًا إسلاميًا صالحًا لتقليده, وتشجع الطفل على الالتزام بخلق الإسلام ومبادئه التي بها صلاح المجتمع وبها يتمتع بأفضل ثمرات التقدم والحضارة, وتنمي عنده حب النظافة والأمانة والصدق والحب المستمد من أوامر الإسلام.. فيعتاد أن لا يفكر إلا فيما هو نافع له ولمجتمعه, فيصبح الخير أصيلاً في نفسه.
تستفيد المربية من القصص الهادفة سواء كانت دينية, أم واقعية, أم خيالية لتزويد أطفالها بما هو مرغوب فيه من السلوك, وتحفزهم على الالتزام به والبعد عما سواه.
وتعرض القصة بطريقة تمثيلية مؤثرة, مع إبراز الاتجاهات والقيم التي تتضمنها القصة, إذ إن الغاية منها الفائدة لا التسلية فحسب.
وعن طريق القصة والأنشودة أيضًا تغرس حب المثل العليا, والأخلاق الكريمة, التي يدعو لها الإسلام.
يجب أن تكون توجيهاتنا لأطفالنا مستمدة من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, ونشعر الطفل بذلك, فيعتاد طاعة الله تعالى والاقتداء برسوله صلى الله عليه وسلم وينشأ على ذلك.
الاعتدال في التربية الدينية للأطفال, وعدم تحميلهم ما لا طاقة لهم به, والإسلام دين التوسط والاعتدال, فخير الأمور أوسطها, وما خير الرسول صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا.
ولا ننسى أن اللهو والمرح هما عالم الطفل الأصيل, فلا ترهقه بما يعاكس نموه الطبيعي والجسمي, بأن نثقل عليه التبعات, ونكثر من الكوابح التي تحرمه من حاجات الطفولة الأساسية, علمًا بأن المغالاة في المستويات الخلقية المطلوبة, كثرة النقد تؤدي إلى الجمود والسلبية, بل والإحساس بالإثم.
ترك الطفل دون التدخل المستمر من قبل الكبار, على أن تهيأ له الأنشطة التي تتيح له الاستكشافات بنفسه حسب قدراته وإدراكه للبيئة المحيطة به, وتحرص المربية أن تجيبه إجابة ميسرة عن استفساراته, تطرح عليه أسئلة مثيرة ليجيب عنها, وفي كل ذلك تنمية لحب الاستطلاع عنده ونهوض بملكاته, وخلال ذلك يتعود الأدب والنظام والنظافة, وأداء الواجب, وتحمل المسئولية بالقدوة الحسنة والتوجيه الرقيق الذي يكون في المجال المناسب.
إن تشجيع الطفل يؤثر في نفسه تأثيرًا طيبًا, يحثه على بذل قصارى جهده لعمل التصرف المرغوب فيه, وتدل الدراسات أنه كلما كان ضبط سلوك الطفل وتوجيهه قائمًا على أساس الحب والثواب أدى ذلك إلى اكتساب السلوك السوي بطريقة أفضل, ولا بد من مساعدة الطفل في تعلم حقه, ماله وما عليه, ما يصح علمه وما لا يصح, وذلك بصبر ودأب مع إشعار الأطفال بكرامتهم ومكانتهم, مقرونًا بحسن الضبط والبعد عن التدليل.
غرس احترام القرآن الكريم وتوقيره في قلوب الأطفال, فيشعرون بقدسيته والالتزام بأوامره. بأسلوب سهل جذاب, فيعرف الطفل أنه إذا أتقن التلاوة نال درجة الملائكة الأبرار.. وتعويده الحرص على الالتزام بأدب التلاوة من الاستعاذة والبسملة واحترام المصحف مع حسن الاستماع, وذلك بالعيش في جو الإسلام ومفاهيمه ومبادئه, وأخيرًا فالمربية تسير بهمة ووعي, بخطى ثابتة لإعداد المسلم الواعي.

نصائح لتربية وتنمية الوجدان للطفل([1]):
1- علموا أولادكم القيم:
جاءت الشريعة الإسلامية لتوجيه الناس إلى أقوم السبل، وهدايتهم إلى الصراط المستقيم الذي يوصلهم إلى سعادتي الدنيا والآخرة، والأخلاق التي ذكرها القرآن وأشار إليها أكثر من أن تحصى، وقد وصف الله محمدًا عبده ورسوله بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}.
ومن بديهيات الحكمة أن يجعل الله محمدًا صلى الله عليه وسلم خاتم أنبيائه في هذه المرتبة العليا من العظمة الأخلاقية، لأن مكارم الأخلاق الإنسانية هي ثمرة الإيمان بالله والإيمان بالبعث واليوم الآخر، وهذا ما يفسره قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
وإذا كانت هذه الصفة العظمى التي خص الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم فإن علينا كآباء أن نزرع في أبنائنا مكارم الأخلاق، وننشئهم عليها، نعلمهم في كل حين، ونكون لهم القدوة الحسنة، ولا سبيل إلى غرس تلك الفضائل في سلوك أبنائنا ما لم تترجم تلك الفضائل إلى واقع عملي.
أ‌- الأمانة:
- على الأب أن يكون صادقًا كل الصدق مع أولاده، يجيب على أسئلة أولاده ببساطه وصدق.
عند مشاهد ة مشهد في التلفاز، أوضح لأبنائك النتائج المترتبة على الخداع والغش والسرقة.
ذكّر أبناءك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له". وقوله صلى الله عليه وسلم: "أدّ الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك".
ب‌- الشجاعة:
امدح أطفالك على كل محاولة فيها مبادأة أو جرأة حميدة، كافئ أقل مبادرة للشجاعة فيهم حتى ولو بدرت في السنوات الأولى.
أظهر الشجاعة أمام طفلك وتحدث عنها، ولتكن شخصيتك نموذجًا لهم، ويحسن بك أن تخبر أطفالك بالصعوبات التي مرت بحياتك دون تبجح، بل بطريقة نزيهة تجعلهم يعلمون أن هناك أشياء صعبة حتى على الناس الكبار.
علمهم أن الشجاعة هي أن تفعل ما هو صحيح وضروري.. أن تبادر إلى عون الآخرين.. أن تفكر في اتخاذ القرار الصحيح قبل مواجهة الموقف.. وأن تستعين بالله قبل الشروع في أي عمل.
ت‌- التعامل بالحسنى:
ذكّر أولادك بالمبدأ القرآني: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}.
علمهم أن الناس لو اتبعوا هذا المبدأ لما كانت هناك خصومات ومحاكمات.. ولا نزاعات ولا مشاجرات.
علمهم أن معاملة الناس تحتاج إلى تواضع وتأنٍّ وضبط للنفس، وأن التواضع قوة لا مهانة, وأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا بالتواضع من دون إذلال ولا بغي، قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله أوحى إليّ أن تواضعوا، ولا يبغِ بعضكم على بعض".
وأن علينا الرفق في الأمور كلها، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف".
وأن الهدوء وضبط النفس من الفضائل العظمى, والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار: تحرم على كل قريب هين لين سهل". وأن المسلم إلف مألوف، يألف الناس ويألفه الناس.
وأن المؤمن لا يكون فظًا غليظًا, فالله تعالى يقول: {وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}.
علّمهم منذ الصغر أن التعامل بالحسنى أمر عملي واقعي، فإذا صخب أمامك طفلك وضج أو رفع صوته حين يطلب شيئًا بإلحاح، فاطلب منه أولاً أن يهدأ، واحذر أن تخضع لغضبه، واضبط نفسك واحتفظ بهدوئك، ثم احمله بعيدًا وأجلسه على مقعد، وإذا اقتنعت أن غضبه هدأ، أعطه الشيء الذي يريده، وأنت تُفهمه أن الحسنى والمسالمة وليس الصخب هو الذي ساعد على تحصيله الشيء، فالصخب والضجيج لا يأتيان بخير ولا يفيدان شيئًا معك.
ث‌- الاعتماد على النفس:
علّم أولادك أن على الإنسان أن يعمل ويجد في عمله، فالله تعالى يقول: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما أكل أحد طعامًا قط، خيرًا من أن يأكل من عمل يده".
وأن على الأولاد أن يعملوا بجد ونشاط في دراستهم كي يستطيعوا الاعتماد على أنفسهم عند الكبر فيأكلوا من عمل أيديهم. وكن قدوة لغيرك, وأشعرهم أنك دومًا تسعى في سبيل الأفضل والأرقى في عملك وفي كل مجالات الحياة.
ادرس أطفالك واعترف بمواهبهم، وساعدهم على أن يدركوا ذاتهم، فهناك حقيقة يسلم بها المربون تقول: "ليس الأطفال معجونة غضارية نقولبها كما نشاء", فالأصح أن نقول: إنهم عبارة عن "شتول صغيرة" لها خصائصها الذاتية، فلا نستطيع أن نحول شتلة سنديان إلى شجرة أجاص، ولكن علينا أن نسعى ونساعد كل شجرة كي تنمو نموها الخاص بها.
دع أولادك يحطمون أرقامهم القياسية بدلاً من مقارنة أنفسهم بالآخرين, فنشجعهم على أن يكونوا هذا العام في المدرسة في مركز أعلى مما كانوا عليه في العام الماضي.
امتدح فيهم كل جهد يبذلونه، وعلمهم أن يقولوا إذا عجزوا: (أنا لا أستطيع أن أفعل كذا وكذا، ولكنني أستطيع أن أفعل هذا وهذا).
اقترح على أطفالك أكثر مما تأمرهم كلما استطعت، وسلهم فيها إذا كان أحدهم يحتاج إلى المساعدة بدلاً من فرض مساعدتك.
حاول أن تقلل من إعطاء القرارات بمقدار ما تكثر من التشجيع على تفتح المواهب، لا تقل له في البداية ماذا يجب أن يفعل، بل دعه يعرف بنفسه ما يجب أن يفعله, وذكّره بما يستطيع فعله، فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
اسأل طفلك عن موطن الضعف الكبير عنده، عن مشكلته الكبرى حسب رأيه، وساعد طفلك على أن يدرك أن لكل هم يقلقه حلاً مؤكدًا من الحلول، والله تعالى يقول: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}.
ج‌- الاعتدال والانضباط:
وصف الله تعالى أمة الإسلام بقوله: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً}.
علّم أولادك الاعتدال في كل أمر مباح من طعام وشراب وكلام ورياضة ومصروف، وعلمهم أن يعرفوا حدود الجسم والعقل، وأن يتجنبوا التطرف وفقدان التوازن.. قل لهم: إن:
- الإفراط في الطعام يجعلك تبدو أكثر سمنة.
- والإفراط في اللعب ربما يتعبك أو ينهك جسمك.
- والإفراط في مشاهدة التلفاز يمنعك من الدراسة، وله سلبيات أخرى.
- اسمح لأطفالك أن ينفقوا بأنفسهم أموالهم الخاصة.
- شجع أولادك على أن يتبرعوا بنسبة مئوية صغيرة للفقراء والمساكين.
ح‌- العفة والإخلاص:
ذكر الله تعالى في كتابه العزيز أن صفات المؤمنين العفة عن الخوض في الحرام فقال: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ}، فالآباء المتعففون الشرفاء، ينجبون أبناء عفيفين شرفاء مثلهم، وليتذكر الشباب أن أغلى هدية تقدم للزفاف، عفة تسبق الزواج وترافقه، وإخلاص للشريك بعده ويسايره.
رغم أن بعض الآباء لم يكونوا في شبابهم يعرفون العفة والالتزام بها، إلا أنك تجدهم الآن يتوقون بصدق، ويأملون بإخلاص أن يكون أبناؤهم في نجوة من الفاحشة في عصر الإيدز الرهيب.
فكن أيها الأب نموذجًا في العفة لأطفالك، ولا تنس أن تبين أن في العفة وعدًا بالسعادة لكل الذين حفظوا نقاوتهم، وضبطوا أنفسهم إلى أن وصلوا إلى الزواج.
ولاشك أن تعليقاتك على ما يشاهدونه في التليفزيون والمسلسلات أو في الكتب والمقالات ينبغي أن تكون مدروسة، فتؤكد دون تصنع جمال الحشمة ومهابة الالتزام بالدين، ونتائج التمسك بالأخلاق الحميدة، فينال الإنسان رضا الله أولاً، ويحفظ صحته ثانيًا، ويسعد في دنياه وآخرته.
وزمام العفة ليس موجودًا من أجل القضاء على حرية الإنسان أو تدميرها كما يزعم أهل الهوى، وإنما هو أداة لحسن الانتفاع بها وتوجيهها في صالح البشر، وبغير زمام العفة فإن من الجائز في كل لحظة أن تنطلق الغريزة (الثاوية في أعماق الإنسان) إلى حيث تهلكه وتهلك معه.
خ‌- الوفاء بالعهد:
ذكّر أولادك دومًا بالمبدأ القرآني في قوله تعالى: {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً}.
وأكّد لنفسك وللآخرين أنك رجل تفي بوعدك، وجدير بالاعتماد عليه، وإذا أردت أن تكون جديرًا بالثقة, فعليك أن تبدأ بأبسط الأمور، حدد أقوالك فتعد (زيدًا) بأنك (ستذهب إليه في الساعة السابعة مساءً) بدلاً من القول الغائم: (سأمر عليك في المغرب).
وتقول لولدك: سأذهب مهما كنت مشغولاً لأنني أريد أن أكون معك وأنت تلقي خطابك في المدرسة صباحًا، وعندما يتقيدون بالوقت في مواعيدهم.
د‌- الاحترام:
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس من أمتي من لم يوقّر كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه"، وإذا أردنا أن نجعل أولادنا قادرين على احترام الناس, فعلينا أن نبدأ نحن فنعاملهم باحترام ونكلهم باحترام، ونشعرهم أنهم محترمون.
وللأسف فإن كثيرًا من الآباء يعاملون صغارهم وكأنهم أشياء لا كبشر، ويقولون: (ما دام الصغار صغارًا فليبقوا صغارًا)، يقول الأب مثلاً: (لقد قلت لك أن تفعل كذا, وأنا أبوك هل فهمت).
علّم أولادك أن الاحترام يعني التصرف بلطف والتحدث بأنس، والمسارعة إلى كسب رضا الناس بادئين برضا الله تعالى.
ذ‌- المودة:
عليك أيها الأب أن توضح لابنك أن سخطك على سوء سلوكه لا يؤثر في محبتك له، أكد لأطفالك وطمئنهم وأعد ثانية وثالثة في كل مناسبة بأنك تحبهم جميعًا حبًا غير مشروط، وهذا لا يمنع من توقيع العقاب على من يشذ أو يهمل أو يؤذي غيره، وأن عقابك له يتوجه نحو فعله الشائن وليس للحط من شخصه أو لعدم محبتنا له.
ر‌- الإيثار:
علّم أولادك مغزى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".
ذكرهم أن رجال المدينة المنورة كانوا أساتذة الإيثار في العالم القديم والحديث، حينما أووا ونصروا المهاجرين من مكة وقاسموهم كل ما يملكون، فأنزل الله فيهم قرآنًا يتلى إلى يوم القيامة: {وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}.
علّمهم أن يشعروا بما يحتاج إليه الآخرون، وأن السعادة في إسعاد الآخرين.
ز‌- الدماثة:
ذكّر أولادك من حين لآخر أن الإنسان اللطيف المهذب أقرب إلى قلوب الناس، وأدعى لكسب مودتهم ومحبتهم.
وذكرهم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن ألف مألوف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف", وأن الله خاطب نبيه صاحب الخلق العظيم بقوله: {وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ}.
حاول أن تكون ودودًا دمثًا مع الجميع بما فيهم أطفالك، وأكثر من عبارات التهذيب (شكرًا), و(معذرة)، واستعن باللباقة في كل أفعالك.
س‌- العدل:
كن عادلاً بين أولادك، حتى يدركوا أنهم متساوون في كل شيء، فلا يكافأ واحد دون آخر، ولا يعاقب طفل ويترك آخر.
والخلاصة، فإن غرس هذه البذور في أطفالك لا يكون مرة في العمر، بل عليك أن تتعهد تلك الغراس الفتية في أبنائك حتى تشب معهم، وترافقهم في حياتهم، فيكون أحدهم نعم الولد الصالح يسعد أباه في دنياه وبعد مماته.

2- الطفل والقراءة:
تعتبر القراءة أساس التطور في ميدان العلوم المعاصرة.. ومنذ اختراع المطبعة، وسهولة الحصول على الكتاب، تقدم العالم بخطى واسعة.
وتعلم القراءة في عصرنا أصبح من ضروريات الحياة، فالأمي كالأعمى وسط المبصرين.. وبالنسبة للطفل فإن القراءة تعتبر مصدرًا رئيسًا للمعرفة والتعليم.. والقراءة بمعناها البسيط، أي التصفح والاطلاع على الصور هو ما يهم الطفل قبل أن يقرأ، وقبل أن يدخل المدرسة، ويعتبر الكتاب في كثير من الأحيان أشبه ما يكون بلعبة من ورق مقوي، تحوي الكثير من الرسوم، وتشجعه على التصفح وتعلم ما فيها بمساعدة والديه أو مدرسيه، كي يحصل على المعرفة الموجودة في هذا الكتاب.
وتتعدد مستويات الكتابة للأطفال من حيث المحتوى، بحسب السن، حيث تكثر الرسوم وتقل الكلمات في النواة الأولى، وتقل الرسوم وتكثر الكلمات في السنوات المتأخرة.. وتتطور مادة القراءة للطفل لتشمل أيضًا أسلوب الكتاب ونوعية المحتوى.
وتختلف مواد الطفل من حيث المحتوى والأسلوب والصياغة، وحتى العرض الفني، باختلاف العمر والبيئة التي يعيشها الطفل.
إن حاجة الطفل للقراءة أساسية، لإشباع رغبته في التعلم، ومعرفة الأشياء التي حوله، والعالم الذي يعيش فيه.
وهي تنمي مع الوقت حب القراءة، ومن نشأ على ذلك منذ نعومة أظافره، فإنه يكون من عشاق الكتاب إذا كبر، بل تعتبر هوايته المفضلة في كثير من الأحيان.
وتنمية قدرات الطفل القرائية لا تكون بملء عقولهم بالمعلومات, بل تكون بالعناية باختيار ما يناسبهم من جانب، وما يحتاجونه من جانب آخر، دون الإخلال بالأصول والثوابت المتراكمة لديه من الأسرة والتي يفترض أن يكون منبعها الدين. ورغم أثر التليفزيون في عصرنا الحاضر في إشغال أوقات الأطفال عن القراءة، إلا أنه يجب على المربين والموجهين أن ينتبهوا لخطورة تسمرهم الساعات الطويلة أمامه، فإنه في جانب القراءة يعوّدهم الكسل، ويعوّدهم على الكثير غير الكسل في جوانب أخرى.. وسيكون لنا في هذا البحث تعليق سريع على بعض سلبيات أخرى.
كما أنه يدفع عنهم الميل الفطري للقراءة، بل يجعلها في كثير من الأحيان عبئًا ثقيلاً لا يرغبه الطفل.
وعند النظر إلى ميول الأطفال في القراءة، ينبغي مراعاة جانبين:
الأول: رغبات الطفل وميوله الخاصة.
الثاني: أهداف المربين وحاجات الطفل التي يحب أن يتشربها.
ولا شك أن إعمال هذين الجانبين هو الأجدى، بمعنى عدم إغفال ميول الطفل ورغباته الخاصة، لكن تضمن هذه الرغبات والميول من خلال مواد ثقافية وتربوية ضرورية بالنسبة إليه، وقد لا تدرك في كثير من الأحيان فائدتها وأثرها فيه. وهذا الأمر يتأكد في عصرنا الحاضر، نظرًا لتداخل مؤثرات إعلامية أجنبية على الطفل تحرفه عن الميول الطبيعية، وتوجهه لأشياء قد لا تكون في كثير من الأحيان مناسبة له، أو تمثل حاجة لديه.
مراحل اهتمام الطفل بالقراءة:
في السنة الثانية، يبدي الطفل بعض الاهتمام بالصور، ويشير إليها، ويحاول أن يتحسسها إن كانت بارزة.
وفي السنة الثالثة، يحب أن يستمع إلى شرح الصور ويستمع لقصصها (البسيطة)، ويبدي اهتمامًا خاصًا بالصور ومعانيها.
وفي السنة الرابعة، يحفظ القصص ويحاول أن يحكيها، ويسرّه الخيال، ويحب التعليق على كافة الصور ومعانيها، ولماذا هي بهذا الوضع أو ذاك.
وفي السنة الخامسة، يحاول أن يقرأ الأحرف ويستوعب مدلولاتها.
وفي السنة السادسة، يبدأ تعلم القراءة اعتمادًا على الصور والأشكال التوضيحية، ويسعده أن يجد من يقرأ له القصص المطولة مع الصور المعبرة لها، ويسره تفاصيلها وأحداثها.
وتؤثر القراءة إذا نميت لدى الطفل بشكل كبير.. فهي تفتح آفاق المعرفة وعالم الحياة.. يتعلم الأشياء، والأدوات التي تحيط به, وكيف يتجنب المخاطر والحوادث.. والطفل الذي يقرأ غير كتب المدرسة ينمي خبراته ويصقل قدراته، ويستفيد من وقت فراغه ويوازن بين حاجاته للعب وحاجاته للتعلم.
ماذا يقرأ الطفل:
يحب الطفل دائمًا أن يعيش في بيئته اليومية، فيحب القصص القريبة من واقعه وأسرته، وحوادث الحياة اليومية.
يحب الطفل في السنوات الأولى قصص الحيوانات، ويعجب بشئون الأسرة والأدوات التي يراها ويعايشها يوميًا.. وعندما يكبر الأطفال قليلاً، وتزداد قدراتهم العقلية، يميلون إلى الاهتمام بالمعارف العامة، وقصص التاريخ والبطولات والاختراعات.
ومع تقدم عمرهم الزمني (قبيل المراهقة)، تتأكد لديهم القصص التي تدور حول واقع المجتمع، وتنمي قدراتهم الفكرية، وأحيانًا يحبون استطلاع كتب الكبار.
وللبنات – خصوصًا في أعمارهم المتقدمة – رغبة في قصص الأسرة والعلاقات الاجتماعية والعاطفية، بعيدًا عن البطولة والمغامرات البوليسية التي يميل الذكور إليها ويحبونها.
خصائص المواد المقروءة المحببة لدى الأطفال:
يحب الأطفال أن يقرءوا المواد ذات الصفات التالية:
· تحرك الخيال وتنميه.
· تستخدم أسلوب الحوار أحيانًا.
· تذكر البطولات، والمغامرات، وحوادث الشجاعة.
· تجلب المتعة والسرور.
· تجيب عن أسئلة تشغل أذهانهم.
· تتحدث عن عالم الحيوان.
· تهتم بالتشويق (القصص الدينية).
· تتناول العلوم والاختراعات بشكل مبسط.
· تتضمن قيم المجتمع ومفاهيمه بأسلوب سلس بسيط.
· تحوي قدرًا معقولاً من الغموض.
كل ذلك وغيره أيضًا، داخل إطار من الرسوم والصور والألوان المبهجة لنفس الطفل.

[1] (يقدمها الأستاذ الدكتور محمد منسي في بحثه المعنون بـ"أثر ثقافة المجتمع في التربية الوجدانية للطفل").
تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 983


+++

خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
1.00/10 (7 صوت)

محتويات مشابهة

محتويات مشابهة/ق

الاكثر تفاعلاً

الافضل تقييماً

الاكثر مشاهدةً

الاكثر ترشيحاً

الافضل تقييماً/ق

الاكثر مشاهدةً/ق

الاكثر ترشيحاً/ق


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.