شـبـكــة عـمّـــار
إخبارية - ترفيهية
- تعليمية



جديد الصور
جديد الأخبار
جديد المقالات


جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الصوتيات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

 
Dimofinf Player
وواستني بمالها

2012-07-29 06:17
أم عبد الرحمن محمد يوسف
عقدة زوجة:
بعض الزوجات تشكين من عدم إنفاق أزواجهن عليهن بالمعروف، والأزواج صامتون على جرح مؤلم، أن الزوجة تنفق بلا معروف، وهكذا يذوب الدفء، ويتحول إلى صقيع، ثم تتجمد الحياة الزوجية إذا ظهرت عقدة (فلوسي وفلوسك)، وخاصة عندما تعمل المرأة ويكون لها دخل ثابت ويتحول النقاش إلى:
(هو: ساعديني، فإن الطلبات كثيرة، وأنت تنفقين مرتبك كله على أمور لا طائل منها.
هي: إنني أنفق على البيت كل مرتبي، وأنت المسئول عن الإنفاق أصلًا.
هو: تصرفي، فأنا لا أملك إلا هذا.
هي: لقد أنفقت كل شيء، وأنت منذ بداية حصولي على مرتب وأنت رافع يدك تمامًا .... وهكذا حتى الانهيار) [بالمعروف حتى يعود الدفء العاطفي إلى بيوتنا، د/ أكرم رضا، ص(235-236)].
وهذا مثال آخر:
(معلمة كانت ذات راتب شهري ورصيد من الوفر لا بأس به، أما زوجها فكان ضيق اليد، فكان يطلب منها المشاركة في نفقات البيت أو على الأقل دفع قسط البيت الذي يرغبان في تملكه، لكن الزوجة وبكل جفاء وغلظة كانت تمانع محتجة بحريتها في التصرف بمالها، تلك الحرية التي حفظها لها الشرع، وتجد راحتها في زيادة رصيدها، والمبالغة في الإنفاق على ما فيه رفاهيتها هي فقط!!) [حتى يبقى الحب، د/ محمد محمد بدري، ص(709)].
عصب الحياة:
أخي/ أختي الزوجة المسلمة:
لا يختلف اثنان على أن المال (هو عصب الحياة، ولا يمكن أن يستغني عنه الإنسان الناجح، وهو عمود أساسي من أعمدة النجاح في الحياة وفي نهضة الأمم) [صناعة الهدف، هشام مصطفى- صويان شايع الهاجري، وآخرون ص(185)].
ومسألة المال والحقوق المالية من المسائل الهامة، التي إن لم يتم التفاهم عليها بين الزوجين دب الخلاف في تلك الأسرة.
وبالمال تقوم أمور الناس وتتحقق به مطالبهم.
وإن كان المال ليس سببًا في انهيار الزواج (إلا أن المشكلات المالية تخيم بظلالها على السعادة الزوجية، وعادة ما تكون المشكلة قلة المال أو كثرة الوقت المبذول في البحث عن المال) [حان الوقت لزواج أفضل، د/ جون كارلسون- دينكماير، ص(106)].
النفقة جزء من القوامة:
إن قوامة الرجل على الأسرة والقيام بأعبائها حق من حقوق المرأة عليه، فهي تكليف وليست تشريفًا له، قال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} [النساء: 34].
وفي وصية النبي صلى الله عليه وسلم بالنساء في حجة الوداع قال صلى الله عليه وسلم:
(...ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ...) [رواه مسلم].
والإنفاق على الزوج والأولاد من الأعمال الصالحة التي يقوم بها الإنسان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خير الصدقة ما كان عن ظهر غني، وابدأ بمن تعول) [رواه البخاري].
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار على أهلك، أعظمها أجرًا الذي أنفقته على أهلك) [رواه مسلم].
وقال صلى الله عليه وسلم: (إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها، حتى ما تجعل في فيِّ امرأتك) [متفق عليه]، في: أي فمها.
وعن أبي مسعود البدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أنفق المسلم نفقة على أهله، وهو يحتسبها كانت له صدقة) [رواه البخاري]، يحتسبها: أي يقصد بها وجه الله تعالى والتقرب إليه، وقوله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 19]، وقوله تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 228]، والنفقة أول ما يدخل في المعاشرة بالمعروف.
وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من التقصير في النفقة، فقال: (كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يقوت) [رواه المسلم]، وقال صلى الله عليه وسلم (إن الله تعالى سائل كل راع عما استرعاه أحفظ ذلك أم ضيعه، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته) [حسنه الألباني في صحيح الجامع، (1774)].
هذا هو الأصل في الإنفاق أخي/ أختي الزوجة، ولكن طرأ هناك جديد في عصرنا الحالي ألا وهو:
التغير الذي حدث في المجتمع:
والمتابع للأحوال الاقتصادية يرى أن النظام الرأسمالي هو السائد الآن، وهذا يؤثر بالطبع على حياتنا الاجتماعية، ففي ظل الأزمة الاقتصادية التي تغشى العالم، أصبح من الضروري زيادة الدخل لتوفير متطلبات الأسرة مع زيادة الغلاء وارتفاع الأسعار.
وأنا أسأل الآن هل يكفي دخل واحد لتوفير المتطلبات الأساسية فقط للأسرة؟ بالطبع لا، فإن الأسرة الآن تحتاج إلى أكثر من دخل، وهذا هام جدًا الاتفاق عليه قبل الزواج وفي أول الزواج أيضًا وهو:
الرؤية المشتركة في الإنفاق:
فكم من مشكلات ومشاحنات وأحيانًا حوادث طلاق؛ نتجت عن غياب الرؤية المشتركة بين الزوجين في المسائل المادية.
(تقول زيلدا: اختلاف وجهات النظر فيما يخص المال والإنفاق يمكن أن يسبب كثيرًا من المشاكل، ويلزم تحديدًا وجه الإنفاق، وتقدير الضروريات، وهل ستعمل المرأة أم لا؟ فالفلوس مسئولية مشتركة بين الزوجين) [حتى يبقى الحب، د/ محمد محمد بدري، ص(646)، بتصرف يسير].
والزوجة بعد الزواج أصبحت شريكة للزوج يتقاسمان معًا هموم الحياة ويواجهان مطالبهما؛ فإذا أراد الزوجان أن يعيشا حياتهما بلا مشكلات مؤثرة وعاصفة، فعليهما بداية أن يتفقا على أسلوب الحياة، ويضعا النقاط فوق الحروف في طريقة العيش والإنفاق، وإذا كانت المرأة تعمل وتكسب، فهي سوف تشارك زوجها أعباء الحياة أم لا؟ وإن شاركت هل ستشارك بمالها كله أم بجزء معين، وأيضًا إن كانت تعمل ما هو الوقت الذي ستقضيه خارج المنزل أثناء العمل، وكيف ستوفق بين عملها ومتطلبات زوجها وأولادها....إلخ.
وعلى الزوج في بداية الحياة أن يوضح لزوجته ولأهلها مستواه المادي، وكيف سيكون شكل الحياة وفق قدراته المالية؛ حتى تكون الأمور واضحة من بداية الحياة, وحتى لا تفاجأ المرأة بمستوى معيشة لم تتعود عليه؛ فتنشأ المشكلات والخلافات.
مال المرأة العاملة:
تتباين المفاهيم بين الأزواج وزوجاتهم حول استقلالية المرأة براتبها، وحجم الصرف منه على نفسها وبيتها، مما يضفي ظلالًا من الشقاق والخلاف تخيم على جو الود والتفاهم بين الزوجين بعض الوقت حتى يحدث الاتفاق على هذه الأمور، ففي حالة عمل المرأة من الضورري أن يتم تفاهم الزوج مع زوجته حول راتبها بطريقة عادلة تتفق مع ظروف الحياة وعرف المجتمع وتحقق رضا الطرفين، فالراتب هو حق من حقوق الزوجة، وقد أوجب الشرع على الزوج النفقة الكاملة لزوجته في حالة وجودها في بيتها بدون عمل، ومع خروج الزوجة للعمل، فحتمًا سيتأثر الزوج بغياب الزوجة عن البيت فترة عملها، مما ينعكس على تعاملها معه ومستوى توفير الخدمة له، وأيضًا ينعكس على تربية أولادها، ويمكنها أن تعوض هذا الجانب بالمشاركة المادية والاهتمام بزوجها عند وجوده بالمنزل.
صور مقابلة:
إن تعاون الزوجة مع زوجها في الإنفاق موجود في الشرع والعرف أيضًا، وإليكم هذه القصة:
(عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تصدقن يا معشر النساء ولو من حليكن، قالت فرجعت إلى عبد الله: فقلت إنك رجل خفيف ذات اليد وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بالصدقة فأته فاسأله، فإن كان ذلك يجزي عني وإلا صرفتها إلى غيركم قالت: فقال لي عبد الله بل ائتيه أنت قالت: فانطلقت فإذا امرأة من الأنصار بباب رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجتي حاجتها، قالت: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ألقيت عليه المهابة، فقالت فخرج علينا بلال فقلنا له ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره أن امرأتين بالباب تسألانك أتجزئ الصدقة عنهما على أزواجهما وعلى أيتام في حجورهما، ولا تخبره من نحن. قالت فدخل بلال على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: من هما، فقال امرأة من الأنصار وزينب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الزيانب؟ قال امرأة عبد الله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لهما أجران أجر القرابة وأجر الصدقة) [متفق عليه, واللفظ لمسلم].
وفي رواية فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (صدق ابن مسعود، زوجك وولدك أحق من تصدقتِ به عليهم) [رواه البخاري]، وكانت زينب صناع اليدين، أي: تعمل.
(فيحمد للمرأة: إذا كان عندها فضل مال من إرث أو من عمل مهني، معاونة زوجها في حال ضعف موارده؛ حتى تحقق للأسرة السعة وبحبوحة العيش، ويزداد ندب المرأة للإنفاق في حال عجز الزوج عن الكسب، والمأة حين تعاون زوجها تحقق فضيلتين: صلة القربى، والبذل في سبيل الله) [بالمعروف، د/ أكرم رضا، ص(230-231)].
وقد يستمر إسهام المرأة في الإنفاق على الأسرة بعد وفاة الزوج، فعن زينب بنت أم سلمة، عن أم سلمة قالت: قلت يا رسول الله: ألي أجر أن أنفق على بني أبي سلمة إنما هم بني، فقال: أنفق عليهم فلكِ أجر ما أنفقت عليهم) [رواه البخاري].
وإذا كانت المرأة لا تعمل فإنها تتعاون مع زوجها بشكل آخر، وهو الحفاظ على المال وإنفاقه بالمعروف دون تبذير.
فعن عائشة أن هند بنت عتبه قالت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل شحيح، وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا أخذت منه، وهو لا يعلم فقال: خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف) [رواه البخاري].
وواستني بمالها:
لقد ضربت لنا السيدة خديجة أروع المثل في معاونة الزوجة لزوجها، تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: (ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة، وما رأيتها ولكن كان يكثر ذكرها وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة، فيقول إنها كانت وكانت وكانت وكان لي منها ولد) [متفق عليه].
قال الحافظ: قوله (إنها كانت وكانت) أي كانت فاضلة وكانت عاقلة ونحو ذلك، وعند أحمد من حديث عائشة: (آمنت بى إذ كفر بى الناس، وصدقتنى إذ كذبنى الناس، وواستنى بمالها إذ حرمنى الناس، ورزقنى الله عز وجل ولدها إذ حرمني أولاد النساء) [رواه أحمد].
ونفهم من هذا أن السيدة خديجة تعاونت مع الرسول صلى الله عليه وسلم بكل أشكال التعاون والمساعدة، حتى الناحية المالية وهذا الشاهد في قوله: (وواستني بمالها).
ماذا بعد الكلام؟
1. إذا كنتِ ذات مال تعاون مع زوجك في الإنفاق بالاتفاق، وأفضل النفقة والقربة إلى الله هي نفقة الرجل على زوجته وعياله، وكذلك الحال بالنسبة للمرأة، كما قال صلى الله عليه وسلم: (دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار على أهلك، أعظمها أجرًا الذي أنفقته على أهلك).
2. احتسبي هذه النفقة صدقة وصلة رحم، فعن أسماء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أنفقي ولا تحصي فيحصي الله عليك، ولا توعي فيوعي الله عليك) [رواه البخاري].
(والإيعاء: جعل الشيء في الوعاء، والمعنى: لا تمسك في الوعاء فيمسك الله عنك، ومثلها لا تحصي فيحصي عليك) [بالمعروف، د/ أكرم رضا، ص(234)].
3. لا تمني على الزوج بعد الاتفاق مراعاة لشعوره {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى} [البقرة: 263]، (والدين والعقل لا يرضيان للمرأة أن تظهر علوها على الرجل) [حقوق الزوجية، الجزء الثالث، الشيخ عطية صقر، ص(351)].
ولا تنسي موقف السيدة خديجة رضي الله عنه من الرسول صلى الله عليه وسلم بعد بعثته حيث يقول عنها: (وواستني بمالها).
تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 818


+++

خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
1.00/10 (4 صوت)

محتويات مشابهة

محتويات مشابهة/ق

الاكثر تفاعلاً

الافضل تقييماً

الاكثر مشاهدةً

الاكثر ترشيحاً

الافضل تقييماً/ق

الاكثر مشاهدةً/ق

الاكثر ترشيحاً/ق


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.