شـبـكــة عـمّـــار
إخبارية - ترفيهية
- تعليمية



جديد الصور
جديد الأخبار
جديد المقالات


جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الصوتيات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

الأخبار
الأسرة والأبناء
رسائل للشباب
التحضير الجيد = خطبة ممتازة
 
Dimofinf Player
التحضير الجيد = خطبة ممتازة

2012-08-01 01:28
الكاتب:محمد السيد عبد الرازق


الإعداد الجيد هو أهم مراحل الخطاب العام على الإطلاق، وتحضير تافه ينتج خطبة تافهة، أما التحضير الجيد فهو الطريق المضمون لخطبة ممتازة.
هكذا ينبغي أن يفكر الخطيب الناجح الذي يبتغي وجه الله تعالى ومنفعة الناس في دينهم ودنياهم من خلال خطبه ومحاضراته.
(ويدرك كثيرون منا من خلال خبراتهم الشخصية؛ أن الفارق بين الخطبة أو المحاضرة الجيدة، وبين الخطبة أو المحاضرة أو المحـاورة الرديئة ـ كثيرًا ما يتمثل في اهتمام المتحدث بموضوعه، وإعداده على نحو جيد، وتهيئة المناخ لإلقائه؛ وإن موهوبًا عظيمًا في القدرة على الكلام، قد يقدم حديثًا متوسطًا إذا لم يستعد له الاستعداد المطلوب، كما أن متحدثًا عاديًا قد يخطب خطبة أو يلقي محاضرة مؤثرة وممتازة إذا اهتم بها وأعدَّ لها على نحو ممتاز) [المتحدث الجيد مفاهيم وآليات، عبد الكريم بكار].
(والحق أن الكلام الذي لا يُعدُّ له قد لا يقيم حقًّا، ولا يخفض باطلًا، ولا يجذب نفسًا، ولا يُنَفِّر من أمر، لا سيما إذا كان الخطيب بين قوم فيهم من يتسقط هفواته، ويتتبع سقطاته، ويحصيها عليه إحصاء.
والواجب على الخطيب ألا يتوهم أن تحضير الخطبة قد ينقص من قدره، بل الصحيح هو أن الكلام المبتذل الذي لا يُعِدُّ له، ولا يزول في النفس ابتداء؛ هو الذي فيه مظنة العيب.
والملاحظ أن بعض الخطباء لا يُعِدُّ للخطبة إلا في صبح الجمعة أو قبلها بسويعات، والذي يفعل مثل هذا إن كان فعله له سبب يبيح ذلك له فالضرورة لها أحكامها.
أما إذا كان ديدنه ذلك أو يقتلع إحدى الخطب من بعض الدواوين قبل الجمعة بزمن يسير، دون النظر في ماهية الخطبة، أو مدى مناسبتها لوقتها، ثم يلقيها من على المنبر من باب الأداء الوظيفي فحسب، أو من باب الكسل وقلة الاكتراث بأمور المسلمين وأحوالهم؛ فهذا ممن لا يهتم بحمل الدعوة إلى الله على وجهها الذي ينبغي، وإنما اتخذ المنبر عادة أو تكسبًا، فلا حول ولا قوة إلا بالله) [الشامل في فقه الخطيب والخطبة، سعود الشريم]
خطباء التاريخ يعدون لخطبهم:
إن الإعداد الجيد للخطبة هو الأمر المشهور المتواتر بين مختلف الخطباء في التاريخ، فها هو عمر رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم يذهب مع أبي بكر رضي الله عنه إلى سقيفة بني ساعدة؛ لمناقشة الأنصار فيمن يبايع خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
يقول عمر رضي الله عنه: (أردت أن أتكلم، وكنت قد زَوَّرتُ ـ أي أعددت ـ مقالة أعجبتني، أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر الصديق ..) [رواه البخاري] هذه رواية ابن عباس.
وفي رواية عائشة: قال عمر رضي الله عنه: (والله ما أردت بذلك، إلا أني قد هيأت كلامًا قد أعجبني، خشيت ألا يبلغه أبو بكر) [رواه البخاري].
ومن أجل هذا أخي الداعية الخطيب, سنقف معًا بعض الوقفات الهامة نتعلم فيها سويًا كيف نعد الخطبة المؤثرة التي تحقق الهدف المطلوب منها ولأن الموضوع هام وخطير فلن تكون وقفة واحدة في هذا المقال؛ ولكنها عدة وقفات نكملها معًا في سلسلة متكاملة لإعداد الخطيب الجيد.
أولًا ـ تعرَّف على جمهورك:
تتنوع طبيعة الخطاب والهدف منه بتنوع الجمهور؛ فشتان بين أن تكلم جمهورًا من الأطباء والمثقفين، وأن تكلم جمهورًا من العوام غير المتعلمين.
ولذا، فأول شيء عليك معرفته قبل الإعداد؛ هو أن تتعرف على الجمهور الذي ستتحدث إليه؛ لأن هذه هي الخطوة الأولى التي بها ستعرف عم ستتحدث؟ وما الهدف من الكلام؟
تعلَّم دائمًا أيها المتحدث اللبق، أن تتحدث في إطار اهتمامات الناس وانشغالاتهم، لا في اهتماماتك وتطلعاتك أنت.
فما الذي سيجعلهم يستمعون إليك، وأنت تحدثهم في شيء لا يهمهم في حياتهم.
يصف ابن القيم خطبة النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: (وكان يخطب في كل وقت بما تقتضيه حاجة المخاطَبين ومصلحتهم) [زاد المعاد، ابن القيم].
و(تذكر أن الناس الذين تتحدث إليهم يقضون معظـم وقتهم ـ عندما لا ينشغلون بعمل المنزل أو بالأعمال المهنية ـ بالتفكير في أنفسهم، وتبرير وتمجيد ذواتهم.
تذكر أن الإنسان العادي، يهتم بالطباخ الغائب أكثر من اهتمامه بدفع ديون إيطاليا للولايات المتحدة، وألم أسنان المرأة يحزنها أكثر مما يحزنها زلزال يقع في آسيا يذهب ضحيته نصف مليون إنسان، وتفضِّل الاستماع إلى شيء لطيف تذكره عنها، على أن تحدثها عن أعظم الرجال في التاريخ) [فن الخطابة، ديل كارنيجي].
ومع تحفظنا على هذه الأنانية المفرطة في الإنسان الغربي؛ لأن المسلم يهتم بإخوانه في كل مكان ويألم لتألمهم ويفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم, إلا أنه سيظل اهتمام الناس بذواتهم شئنا أم أبينا أكبر من اهتمامهم بالآخرين بصورة أو بأخرى, وبالتالي فعليك أن تخاطب الناس بما يهمهم لا بما يهمك أنت.
ويقول د. أكرم رضا: (في إحدى الحفلات قدم لي مضيفي طبقًا من طعام لم أحبه يومًا ما، وأخذ في تزيينه ما استطاع، وألح عليَّ إلحاحًا عجيبًا في أن أتناول منه شيئًا، ولا زال يلح عليَّ وأنا أعتذر، حتى إذا مللته سألته في ابتسامة، حاولت أن أجعلها معقولة: لماذا تلح عليَّ بهذا الطبق بالذات؟!
فقال لي ببساطة: لأنه طبقي المفضل وأنا أحبه.
فغابت ابتسامتي ـ رغمًا عني ـ وقلت له: ولكني لا أحبه.
فلماذا لا تتعرف على رغبات مستمعيك؟! فلا تكفي رغبتك) [لقاء الجماهير, أكرم رضا].
ولذا، تحتاج إلى التعرف على ستة أشياء عن جمهورك:
1- الاهتمامات: ما اهتماماتهم في الحياة؟
2- الأهداف: ما الأهداف التي يسعون للوصول إليها؟
3- العمر السائد: ما متوسط أعمارهم؟
4- الجنس الغالب: الذكور أم الإناث؟
5- المستوى الثقافي: ما درجة ثقافتهم وتعليمهم؟
6- المستوى الاقتصادي والاجتماعي: ما موضعهم الاقتصادي والاجتماعي؟
وبالإجابة على هذه الأسئلة؛ تكون قد كَوَّنت فكرة جيدة عن الجمهور الذي ستلقاه؛ لتحسن التعامل معه على وفق فهمك له.
التوقعات والحكم:
أي فرد يأتي إليك ليحضر الحديث الذي ستلقيه لديه توقعات حول هذا الحديث؛ فإنه يتوقع أن:
1- يجدك ملمًا بهذا الموضوع.
2- أنك ستفيده بهذا الموضوع وستساعده على تحقيق احتياجاته.
3- أن يتمتع بهذا الحديث الذي ستقوله.
ولما كان حكم البشر لأي شيء إنما يكون بمقارنته بشيء آخر؛ فإن المستمع لحديثك سيحكم عليه بالمقارنة بما كان يتوقعه منك، وأقل شيء نريده منك ـ أيها الخطيب المفوَّه ـ حتى يكون حديثك ناجحًا أن لا يقل مستوى حديثك عما يتوقعه الجمهور منك، أما إذا كان حديثك يفوق توقعات الجماهير؛ فهذا هو التفوق، وبالطبع فإن خطبة غير مجدية وغير جيدة تلك التي تأتي بأقل من توقعات الجماهير.
ولذا؛ فمن المهم أن يكون دائمًا في ذهنك أثناء إعدادك للموضوع ما يتوقعه الجمهور من حديثك، وما ينتظرونه منك، لتكون قادرًا على إعداد ما هو أفضل مما يتوقعونه.
ولذا؛ فحينما تبدأ في الإعداد ضع دائمًا هذه العبارة أمامك: (احرص على الإعداد الجيد حتى يجد جمهورك شيئًا يصفق من أجله) [لقاء الجماهير, أكرم رضا].
ثانيًا _ تحديد الهدف:
أنت الآن تعرفت على رغبات جمهورك، وصرت على دراية تامة بهم وبتوقعاتهم؛ وبالتالي تستطيع الآن تحديد الهدف الذي تريد أن توصله إليهم؛ بناء على فهمك لهم؛ وهكذا يأتي الهدف الذي تريد تحقيقه من الحديث مبنيًا على معرفتك بالجمهور.
ولذا؛ حتى تضع هدفك من الحديث؛ أجب على هذه الأربعة أسئلة:
1- ماذا أريد من الجمهور أن يفعل بعد الحديث؟
2- ماذا أريد من الجمهور أن يقول بعد الحديث؟
3- ماذا أريد من الجمهور أن يعتقد بعد الحديث؟
4- ماذا أريد من الجمهور أن يتعلم بعد الحديث؟
واجعل الإجابة على هذه الأربعة الأسئلة في خلفية ذهنك؛ لتتمكن من كتابة الهدف من الموضوع باختصار شديد، في سطر واحد أو سطرين على الأكثر
فمثلًا تتحدث عن التوبة: اكتب بوضوح تام:
الهدف من الموضوع: أن يخرج الناس بعزم أكيد على التوبة، ويكونوا على يقين تام بأن الله سيقبل توبتهم، إذا كانوا صادقين فيها محققين لشروطها.
ثالثاً ـ هيكلة الموضوع:
أي تقسيم موضوعك إلى مجموعة من العناصر والأفكار، تعتبر بمثابة الهيكل العظمي الذي سيُبنى عليه جميع ما يقال.
موضوعك قطار
وأفضل وصف قيل في هيكل الموضوع أنه يأتي على هيئة القطار.
تخيل معي دائمًا أخي الداعية أن حديثك يأتي على هيئة قطار؛ فالهدف الرئيس من الموضوع هو بمثابة قضبان القطار، فهو واضح على طول الخط ويسير عليه الموضوع دائمًا لا يخرج عنه، وهكذا يجب أن تكون دائمًا، تسير على قضبان هدفك أثناء عرضك للموضوع، ولا تخرج عنه أبدًا.
أما إذا انتقلنا إلى جسم الموضوع؛ فتمثِّله عربات القطار، فكما أن القطار يتكون من مجموعة من العربات؛ يتألف الموضوع من مجموعة من العناصر.
والعربة الأولى والأخيرة في القطار متميزتان عن بقية عربات القطار؛ فعربة المقدمة هي العربة التي تشد بقية العربات بأكملها وراءها، وهي تحتوي على الكشاف الذي ينير الطريق، كما تحتوي على آلة التنبيه التي تجذب الانتباه بصوتها.
وعربة الخاتمة هي آخر ما ترى من القطار، وفيها أيضًا الكشاف الذي يعطي النور، وهو آخر ما يرى من القطار.
أما بقية عربات القطار المؤلِّفة له فهي المكون الرئيس للقطار، وهي شديدة الترابط بعضها ببعض، وبالمقدمة والخاتمة كذلك، وهي التي تحمل الناس من مكان إلى مكان آخر، وكذا عناصر المواضيع الرئيسية تحمل عقول الناس من قناعة إلى قناعة أخرى.
نستخلص من ذلك أن هيكل أي موضوع تطرحه باختصار يتكون من:
1- المقدمة.
2- المضمون (عناصر الموضوع).
3- الخاتمة.
وأول شيء عليك أن تفعله؛ هو أن تضع تصورًا مبدئيًا عن الموضوع، فتأتي بالورقة التي كتبت فيها الهدف، وتخط خطًا، وتكتب تحته اقتراحاتك حول المقدمة والمضمون والخاتمة [مستفاد من: لقاء الجماهير, أكرم رضا].
فمثلًا: تريد أن تخطب خطبة عن حمل هم الإسلام، اكتب في ورقة صغيرة:
الهدف: أن يتمكن هم الإسلام من النفوس ويخرج الجميع عازمين أن يصنعوا شيئًا للإسلام.
المقدمة: حادثة تعكس موقف الإسلام المرير.
الموضوع:
العنصر (1): واقع الإسلام المحزن اليوم.
العنصر (2): أيام عزة الإسلام.
العنصر (3): ما دوري لخدمة الإسلام؟
الخاتمة: المستقبل لهذا الدين.
وهكذا تكون قد وضعت تصورًا مبدئيًا حول الدرس أو الخطبة، وهذا سيساعدك كثيرًا في المرحلة التالية ألا وهي جمع المعلومات, والتي سنلتقي بها في المرة القادمة بإذن الله تعالى, فتابعونا.
المصادر:
1. المتحدث الجيد مفاهيم وآليات، عبد الكريم بكار
2. الشامل في فقه الخطيب والخطبة، سعود الشريم
3. زاد المعاد، ابن القيم
4. فن الخطابة، ديل كارنيجي
5. لقاء الجماهير, أكرم رضا
تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 788


+++

خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
1.05/10 (7 صوت)

محتويات مشابهة

محتويات مشابهة/ق

الاكثر تفاعلاً

الافضل تقييماً

الاكثر مشاهدةً

الاكثر ترشيحاً

الافضل تقييماً/ق

الاكثر مشاهدةً/ق

الاكثر ترشيحاً/ق


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.