شـبـكــة عـمّـــار
إخبارية - ترفيهية
- تعليمية



جديد الصور
جديد الأخبار
جديد المقالات


جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الصوتيات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

 
Dimofinf Player
كيف نعود إلى الله؟

2012-08-03 05:28


أختي... لئن كانت تلك الباقة العطرة من رياحين الكتاب والسنة التي عرضتها في المقالة السابقة قد بددت من قلبكِ رائحة اليأس والقنوط من رحمة الله؟ فإن هناك أسباب أخرى تدعوكِ إلى الرجوع إلى ربكِ، وتدفعكِ دفعاً إلى الارتماء على باب الكريم؛ لتنهلي بتوبتك من رحمته وغفرانه ورضاه، فتأملي في هذه الأسباب، مري نفسكِ تأخذ بأحسنها ألا ينزلك الله منازل الخاسرين.
أمر الله يا عبد الله:
قال تعالى: چ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ پ پ پ پ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ چ (التحريم: 8).
فالعباد إما تائب أو ظالم، فمن لم يتب على الفور كان عند الله من الظالمين؛ حيث ظلم نفسه أولاً بسيره حيث خالف ربه، ثم ثانياً: بإصرار على ذنبه، وانصرافه عن الرجوع إلى خالقه وباريه، أما إن تبت ورجعت إليه، فيا بشراك من إلهك ومولاك، الذي يقول ولكل مؤمن: چ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ چ
(النور: 31).
حتى يفرح الرحمن:
عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول r قال: ((لله أشد فرحاً بتوبة عبده المؤمن من رجل في أرض دوية مهلكة، معه راحلته، عليها طعامه وشرابه، فنام فاستيقظ وقد ذهبت، فطلبها حتى أدركه العطش ثم قال: أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه، فأنام حتى أموت، فوضع رأسه على ساعده ليموت، فاستيقظ وعنده راحلته عليها زاده وطعامه وشرابه، فالله أشد فرحاً بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته، وفي رواية: ثم قال من شدة الفرح: ((اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح))، يا الله، يا أرحمن الراحمين، فليس العجب أن يفرح العبد بربه حين يتوب عليه، فذلك أمر طبيعي، أما العجيب حقاً هو أن يفرح ذلك الرب العظيم الحليم الكريم التواب، بعودة عبده الفقير الذليل، المذنب المفرط، إلى رحاب ربه مرة أخرى.
ولماذا يفرح بكِ؟ هل تزيدين في ملكه شيئاً بعودتكِ؟ هل تنقصين من ملكه شيئاً بمعصيتكِ؟ كلا وحاشا؟ فهو القائل في الحديث القدسي: ((يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعاً، فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي: إنكم لن تبلغوا ضري؛ فتضروني، ولن تبلغوا نفعي؛ فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئاً, يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم، ما نقص ذلك من ملكي شيئاً))
إنما يفرح سبحانه بعودتكِ إليه، لأنه كريم يحب العفو والرحمة، لأنه يحبكِ ولو لم يحبك، لما جعلكِ مسلمة، وأنتِ في صلب أبيك آدم، فهيا أخيتي، عودي إلى ربك؛ ليفرح بكِ، وتفرحي به، وتلك والله الفرحة الحقيقية چ ک گ گ گ گ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ چ (يونس: 58).
المعصوم يتوب، وأنتِ لا ما تتوبي؟!
عن الأعز المزني رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: ((يا أيها الناس توبوا إلى الله، فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة)).
إذا كان رسول الله r أشرف المرسلين، وخير خلق الله أجمعين، المعصوم من معصية رب العالمين، يتوب في اليوم مائة مرة، بل أكثر فما بالي وبالكِ لا نتوب؟ كم نحتاج من توبات وتوبات، ونحن أصحاب المعاصي والزلات؟!
كيف نعود إلى الله؟
وتبقى الإجابة على السؤال الخطير: كيف نتوب إلى الله تعالى؟ وقبل الإجابة على هذا السؤال، أحضري قلبك، بل كيانكِ كله، فربما يكون هذا أخطر سؤال تسأليه في عمركِ إذ عليه تتوقف نجاتكِ عند ربكِ.
فأعيريني قلبك وجوارحك يا رعاكِ الله، واسمعي إلى ربكِ، يصف لكِ تلك التوبة التي يريدها منكِ، بل ومن كل مؤمن فيقول: چ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ پ پ پ پ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ چ ((التحريم: 8).
فما هي تلك التوبة النصوح:
قال عنها عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (أن يتوب من الذنب، ثم لا يعود إليه، كما لا يعود اللبن في الضرع، وقال الحسن البصري رحمه الله: هي أن يكون العبد نادماً على ما مضى مجمعاً على أن لا يعود فيه.
ومن مجموع هذه الدرر المنظومة من كلام هؤلاء السادات يتبين لنا أن أركان التوبة النصوح هي:
1- ترك وإقلاع:
وهو حقيقة التوبة، أن تتركي المعصية لله جل وعلا، أن تقلعي عن الذنوب وتعودي إلى علام الغيوب، فما أقبح فتاة: تقول يا رب توبة ، وهي لا ترتدي الحجاب، وهي تنظر إلى المحرمات، وهي على علاقة محرمة مع شاب.
فلا يكون المرء تائباً إلا بعد أن يتخلص من معصيته، ومن كل ما يمت لها بصلة، ويسد جميع الأبواب التي تؤدي إليها، ومعنى هذا:
أن التائبة عن علاقة محرمة مع شاب، ولم تمزق خطاباته، وتقذف بصوره في صندوق القمامة، هي كاذبة في دعوى التوبة.
أن التي تتوب عن التبرج ثم لا تزال تخرج من بيتها دون حجابها وبزينتها، فهي كاذبة في دعوى التوبة.
سؤال ملح:
(سئل الحارث المحاسبي: إذا الرجل التائب عاد إلى النظر المحرم، بعد أن تاب منه، فهل تصلح له توبة، أم إنها توبة كاذبة، فأجاب قائلاً: ينقسم الناس في ذلك إلى قسمين:
الأول: صادق في توبته الأولى، لم يصر على ذنبه، وليس في نيته العودة إليه عند التوبة، ثم عرض له فيما بعد ذلك ذنب آخر، دون إعداد ولا علم بوقوعه، فارتكبه، سواء كان ذلك الذنب هو الأول، أو غيره من الذنوب، وحينئذ؛ يجب على المذنب أن يسارع بالتوبة لشروطها وصحت توبته الأولى، والثانية مهما تكرر منه الذنب بشرط، عدم الإصرار وعدم التفكير والترتيب لارتكابه.
الثاني: تائب من ذنبه الأول على حب له، وتمنى مقارفته مرة أخرى، لم يقتلع حب المحرم من قلبه، ثم عرض له الذنب، فارتكبه فهذا مستهزئ بربه، وتسمى توبته توبة الكذابين، لأنه يتوب بلسانه على نية العودة إلى الذنب بقلبه.
2- اكتواء بنار الندم:
قال رسول الله r ((الندم توبة)).
ألا يندم على إغضابه لربه وخالقه، وإسعاده لشيطانه وعدوه، ألا يندم على إنفاقه عمره ورأس ماله لا في مباح بغير فائدة بل فيما يحرق شمعة حياته، ويعرضه لسوء الخاتمة.
ألا يندم على أنه بذلك الذنب قد هان على ربه، ولو كان له كرامة عند خالقه لعصمه، فأي مخلوق أحق بالندم ممن هذا شأنه؟
ماء العين من عين الندم:
إذا سقط دمع الندم؛ رفعكِ الله جل وعلا بها إلى مقام التائبين، وحينها فيا بشراك من رسولك r بالنجاة من دار البوار , ((عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله)).
وفي رواية: ((عينان لا تمسهما النار أبداً..... عين بكت من خشية الله)).
يا رب إن ذنوبي اليوم قد كثرت فما أطيق لها حصراً ولا عدداً
وليس لي بعذاب النار من قبل ولا أطيق لا صبراً ولا جلداً
فانظر إلهي إلى ضعفي ومسكنتي ولا تذقني حراً للجحيم غداً
3- عزم أكيد لا يفله الحديد:
فلابد للتائب من عزم أكيد، ويقين من حديد، أنه لن يعود إلى ذلك الذنب مرة أخرى أما من يتوب، وقد وقر في نفسه أنه سيعود، فهذا لم يتب بعد، فليرجع إلى التوبة ليصححها.
فإن كثيراً من الناس يتوب وهو دائم القول: إنني أعلم بأني سأعود، لا تقولي مثله، ولكن قولي: إن شاء الله لن أعود (تحقيقاً لا تعليقاً))، واستعيني بالله واعزمي على عدم العودة وبعضهم يفت الشيطان في عضدها، يوهن له نفسها، يخذلها فيقول لها: (عند تصحيح الضمائر تغفر الكبائر، وإذا عزم العبد على ترك الآثام، أتته الفتوح)).
فتوح من ربكِ بالتثبيت على الطريق، وذوقي حلاوة الإيمان، والتوفيق لعمل الطاعات ورفعة الدرجات.
وإما إن كانت الأخرى، فنحيلكِ على تقريع ابن القيم: علكِ تفيقي، فأنصتي إليه وهو ينادي على كل خائر قد أثقله قيد الذنب فانحل عزمه: ما مخنث العزم أين أنت؟ والطريق تعب فيه آدم، وناح لأجله نوح، ورمي في النار الخليل، واضطجع للذبح إسماعيل، وبيع يوسف بثمن بخس، ولبث في السجن بضع سنين، ونشر بالمنشار زكريا، وذبح السيد الحصور يحيى، وقاسى الضرُ أيوب، وزاد في المقدار بكاء داود، وسار مع الوحش عيسى، وعالج الفقر وأنواع الأذى محمد r
هلمي إلى الله:
هلمِ إلى الدخول إلى الله تعالى، ومجاورته في دار السلام، بلا نصب ولا تعب ولا عناء، بل من أقرب الطرق وأسهلها، وذلك أنك في وقت بين وقتين، وهو في الحقيقة عمرك، وهو وقتك الحاضر، بين ما مضى وما يستقبل فالذي مضى، تصلحه بالتوبة والندم، والاستغفار، وذلك شيء لا تعب عليكِ فيه ولا نصب، ولا معاناة عمل شاق، إنما هو عمل قلب.
تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 791


+++

خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
0.00/10 (0 صوت)

محتويات مشابهة

محتويات مشابهة/ق

الاكثر تفاعلاً

الافضل تقييماً

الاكثر مشاهدةً

الاكثر ترشيحاً

الافضل تقييماً/ق

الاكثر مشاهدةً/ق

الاكثر ترشيحاً/ق


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.