شـبـكــة عـمّـــار
إخبارية - ترفيهية
- تعليمية



جديد الصور
جديد الأخبار
جديد المقالات


جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الصوتيات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

الأخبار
الأسرة والأبناء
زهرة البيت
أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ
 
Dimofinf Player
أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ

2012-08-06 02:54
الكاتب:أم عبد الرحمن محمد يوسف




أم عبد الرحمن محمد يوسف
قالت إحدى الفتيات:
(اشتريت أدوات تجميل وعدت إلى البيت، أخرجت ما اشتريت لتراه أمي وأعرف رأيها, وكانت جدتي في البيت فقالت: ما هذا؟ عيب على البنت قبل الزواج أن تضع الماكياج أو تتزين, ولا تمشي بهذه الأشياء في الطريق في حقيبة يدها).
أختي الفتاة المسلمة:
إن الزينة للمرأة أمر فطري جبلها الله عليه, وقد أباح الشرع الزينة لنساء ما لم يبح للرجل كالحرير, والذهب, وذلك لتلبية نداء الأنوثة لديها.
ولدى المسلمة ميزان تزن به أفعالها, قبل أن يقول أحد هذا عيب, وهذا حلال وهذا حرام, هذا الميزان هو ميزان الشرع والقاعدة تقول: (الشرع يقول والعلم يؤكد).
فعل سبيل المثال العرف يقول: تزين الفتاة قبل زواجها وإبراز جمالها عيب وقلة أدب, أما الشرع فيقول: قال تعالى: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} [الزخرف: 18], أي (المرأة ناقصة يكمل نقصها بلبس الحلي منذ تكون طفلة) [مختصر تفسير بن كثير ص286].
فالبنت تنشأ في الحلية والزينة وهذا من طبيعتها, فنجد مثلًا في حياتنا البنت الطفلة تعبث في أدوات الماكياج الخاصة بوالدتها وتضع منها وتجرب أمام المرآة, وتقلد والدتها ومن حولها من النساء, وترتدي العقد والإكسسوارات حتى ولو كانت كبيرة عليها, كل هذا طبيعي جدًا وهي علامة على أنها سوية وطبيعية، ومن لم تفعل ذلك من البنات الصغيرات؛ فهذا مؤشر على أنها غير طبيعية ومؤشر خطر عندما تكبر وتتزوج.
وعلم النفس يؤكد أن المرأة إذا شعرت بجمالها وأنوثتها كانت نفسيتها هادئة وسعيدة وناجحة، وبعد زواج الفتاة كلما كانت جميلة ومتزينة فهي أقرب إلى ربها وأقرب إلى قلب زوجها.
معنى الزينة:
الزينة في اللغة: (اسم جامع لكل شيء يتزين به) [لسان العرب، (13/201)].
ولا نتحدث هنا عن أصل الخلقة، فلقد خلق الإنسان في أحسن صورة وأكمل هيئة، منتصب القامة، جميل المنظر، متناسق الخلقة، قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [التين: 4].
{يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ} [الإنفطار:6- 7]،فنحن نريد ما زاد على الخلقة وليس أصل الخلقة.
ونصل بذلك إلى أن الزينة (تُطلق على معنى زائد على أصل الخلقة، أي الإضافة على أصل الخلقة) [أحكام تجميل النساء في الشريعة الإسلامية، د/ ازدهار بنت محمود بن صابر المدني، ص(55)].
والتجمل في اللغة: (أي تكلف الجميل) [لسان العرب, القاموس المحيط].
(تجمَّل: تزيَّن) [القاموس المحيط (1/351)].
ونفهم من ذلك أن التجمل هو إخفاء العيوب وإظهار المحاسن, وفي أدوات الماكياج ما يسمى "كونسيلر" أي خافي العيوب.
أهمية التزين للفتاة:
إن تدريب الفتاة على الاهتمام بزينتها وشكلها هام جدًا في وقتها الحالي, وبعد زواجها، ففي وقتها الحالي تكون جميلة نظيفة بين أسرتها, ومحارمها فتزداد ثقتها بنفسها, ويكون ذلك جزءًا من تكوينها النفسي أيضًا.
وبعد الزواج يكون التزين والنظافة شيئًا أساسًا في يومياتها، لأنها تدربت عليه بالفعل في بيت أهلها، وهذا هام طبعًا للزوج ويساعد على استقرار حياتها الزوجية.
وإليك هذا المثال:
(قال لي الفتى الذي لم يتزوج مداعبًا: أريد أن أرى من سأختارها حين استيقاظها من نومها, قلت له متعجبًا: لماذا؟، قال: لأن أول وجه أراه حين أفتح عيني هو وجهها, ابتسمت له وقلت: أهم من ذلك أن تراها حين تستقبلك على الباب, قال لي: ولماذا؟, قلت: إن استيقاظك من النوم يكون بعد راحة، أما حضورك من العمل فهو بعد تعب ومشقة, فأيهما تحتاج فيه أكثر إلى الجمال، والوجه الطلق، والابتسامة الجذابة, والخبر السار؟ وباختصار فإن حسن الاستقبال يتلخص في وجه باسم, ورائحة طيبة, وخبر سار, وكلمة لينة) [أوراق الورد وأشواكه في بيوتنا، د/ أكرم رضا، ص(61-62)، باختصار].
ونحن نضيف إلى حسن الاستقبال ومظهر مناسب.
وهذه وصية أم لابنتها تدل على أهمية الجمال الشكلي للمرأة: (التفقد لمواضع عينه وأنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح, ولا يشم منك إلا أطيب ريح) [المصدر السابق، ص(124)].
وعند اختيار الزوجة قال صلى الله عليه وسلم: (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها, ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك) [رواه البخاري].
(وتربت يداك: أي التصفت بالتراب، وهو دعاء بالفقر على من لم يكن الدين من أهدافه) [فقه السنة، السيد سابق، ص(307)].
فهناك ترتيب أولويات عند البحث عن الزوجة أولها الدين ثم بعد ذلك يُبحث عن المال والحسب والجمال، ولم يغفل ولم يسقط الشرع الجمال عند الاختيار, فحرص الرسول صلى الله عليه وسلم على رؤية الخاطب لمخطوبته.
(فعن المغيرة بن شعبة أنه خطب امرأة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنظرت إليها؟ قال: لا, قال: انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما) [صححه الألباني، صحيح سنن الترمذي، (1087)]، أي أجدر أن يدوم الوفاق بينكما). [فقه السنة، السيد سابق، ص(314)].
والوجه هو مجمع المحاسن والجمال, ومعلوم أن النظر هنا مبحث عن الجمال والشكل، فالجمال مرغوب فيه شرعًا، وبه يحصل التحصن والعفة للزوج.
وإليك هذه القصة:
ذهب شاب ليتقدم إلى فتاة, وفي يوم زيارة أم الشاب توقعت أن تراها متزينة وجميلة, فوجدتها لم تلبس ولم تتزين بل جلست أمامها بحجابها, وعندما سألتها الأم لماذا لم ترتدي فستانًا وتتزيني، قالت: أنا لا أحب وضع الماكياج, حتى وهي في المنزل بين أهلها ومحارمها.
وعندما أخبرت الأم ابنها بذلك خاف أن تكون بعد الزواج غير مهتمة بزينتها وجمالها, وصلى استخارة واستشار, ولم يتم هذا الزواج.
فالزينة هامة ومطلوبة للمرأة وخاصة أنها تمر بمحكات كثيرة في حياتها بعد الزواج، من حمل وولادة وسهر على تربية الأبناء ونحو ذلك، وفي تلك الدوامة تنسى أنوثتها وجمالها وزينتها, وقد تذبل ويشحب وجهها، وتحلق عينها هالة بسبب الإرهاق والسهر والتعب مثلًا، كل هذا لا يزيله إلا التزين والتجمل.
وكانت نساء السلف الصالحات يتخذون الحلى في الحضر والسفر تجملًا لأزواجهن، فقد (دخلت بكرة بنت عقبة على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فسألتها عن الحناء, فقالت: شجرة طيبة وماء طهور, وسألتها عن الجفاف (أي إزالة الشعر)، فقالت لها إن كان لك زوج، فاستطعتِ أن تنتزعي مقلتيك فضعيهما أحسن مما هي فافعلي) [أحكام النساء لابن الجوزي (ص242)، نقلًا عن شخصية المرأة المسلمة، د/ محمد على الهاشمي ص(196)].
أقسام الزينة:
ومع اهتمام المرأة بالزينة، فإن الشرع لم يتركها بدون وضع الضوابط التي تحقق لها أنوثتها، وتحفظها من الوقوع في الأخطاء الشرعية, وزينة المرأة من حيث استعمالها لها ثلاثة أقسام وهي:
(1. زينة مباحة: وهي كل زينة أباحها الشرع وأذن فيها للمرأة, لكل ما فيه جمالها، ويدخل في ذلك لباس الحرير، والحلي والطيب العطر, وغير ذلك, وفاعل المباح لا يثاب فاعله بفعله ولا يُعاقب بتركه، إلا أن يكون المباح وسيلة لغيرة من الواجب أو الحرام.
2. زينة مستحبة: وهي كل زينة رغب فيها الشارع، وحث عليها، ويدخل في هذا القسم سنن الفطرة كالسواك ونتف الإبط، ونحو ذلك كما جاء في الحديث (الفطر خمس أو خمس من الفطرة: الختان, والاستحداد، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط، وقص الشارب) [صححه الألباني، صحيح سنن أبي داود، (4198)].
والمستحب هو ما يُثاب فاعله ولا يعاقب تاركه.
3. زينة محرمة: وهي كل ما حرم الشارع, وحذر منه ونهى عنه وزجر فاعله، ومما تعتبره النساء زينة، كالنمص، والوصل للشعر، ومشابهة الكافرات أو الرجال ونحو ذلك.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان نبي الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن الواشمة والواصلة والمتواصلة والنامصة والمتنمصة) [رواه أحمد في مسنده، (25009)].
والحرام هو ما يُعاقب فاعله ويُثاب تاركه امتثالًا لحكم الشرع) [الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المسلمة، حنان عطية الطوري، ص(244)، بتصرف].
أختي الفتاة المسلمة:
نخلص من ذلك أن (الزينة حلال للمرأة تلبية لفطرتها، فكل أنثى مولعة بأن تكون جميلة، وأن تبدو جميلة، والزينة تختلف من عصر إلى عصر، ولكن أساسها في الفطرة واحد، وهو الرغبة في تحصيل الجمال، والإسلام لا يقاوم هذه الرغبة الفطرية ولكن ينظمها ويضبطها، ويجعلها تتبلور في الاتجاه إلى رجل واحد ذلك هو شريك الحياة) [دستور الأسرة في ظلال القرآن، أحمد فائز، ص(189) بتصرف يسير].
ماذا بعد الكلام؟
1. تعلمي المهارات المطلوبة للزينة مثل (اختيار الملابس وشكل الشعر والماكياج والصحة الشخصية، والنظافة كلها نقاط هامة لسعادة الفتاة قبل الزواج وبعد الزواج نقاط هامة وسعادة، وإلا كان هناك خطرًا على العلاقة الزوجية) [بالمعروف حتى يعود الدفء العاطفي إلى بيوتنا، د/ أكرم رضا ص(297) بتصرف].
2. اللمسات اللطيفة للشعر, والاختيار الموفق لبعض الحلي البسيط المنسجم مع لون البشرة والثوب, كل هذا مطلوب ولكن دون إسراف أو تبذير أو تضييع للوقت والواجبات.
3. اشتري هذا الأسبوع (توكة) جديدة, أو شيئًا من أدوات الماكياج لتتدربي على التزين ورؤية نفسك بهذا الشكل إرضاء لنفسك, وبعد الزواج إرضاء لزوجك ولإدخال السرور على قلبه.
المراجع:
· لسان العرب.
· القاموس المحيط.
· أوراق الورد وأشواكه في بيوتنا، د/ أكرم رضا؟.
· فقه السنة، السيد سابق.
· حتى يبقى الحب، د/ محمد محمد بدري.
· أحكام النساء لابن الجوزي.
· شخصية المرأة المسلمة، د/ محمد على الهاشمي.
· النبي مع زوجاته, دروس تربوية للأسرة المسلمة, عصام بن محمد الشريف.
· أحكام تجميل النساء في الشريعة الإسلامية، د/ ازدهار بنت محمود بن صابر المدني.
· الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المسلمة، حنان عطية الطوري.
· دستور الأسرة في ظلال القرآن، أحمد فائز.
· بالمعروف حتى يعود الدفء العاطفي إلى بيوتنا، د/ أكرم رضا.
تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 892


+++

خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
1.25/10 (3 صوت)

محتويات مشابهة

محتويات مشابهة/ق

الاكثر تفاعلاً

الافضل تقييماً

الاكثر مشاهدةً

الاكثر ترشيحاً

الافضل تقييماً/ق

الاكثر مشاهدةً/ق

الاكثر ترشيحاً/ق


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.