شـبـكــة عـمّـــار
إخبارية - ترفيهية
- تعليمية



جديد الصور
جديد الأخبار
جديد المقالات


جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الصوتيات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

 
Dimofinf Player
ملف التربية بالحدث

2012-08-06 11:40
إننا نتعرض في حياتنا اليومية لكثير من الأحداث، وهذه الأحداث من الممكن استغلالها والاستفادة منها في غرس الكثير من المعاني الإيمانية والقيم والمفاهيم التربوية في نفوس الأطفال؛ فالمربى الناجح يمتلك القدرة على حسن استغلال الحدث وتوجيهه توجيهًا مناسبًا؛ لغرس المفاهيم الإيمانية في نفوس المتعلمين؛ وذلك لأن التربية عن طريق استغلال الحدث تمتاز بأنها تؤثر تأثيرًا بالغًا في نفس وفكر المتعلم؛ لأنه يكتسب مفاهيم وقعت تحت حاستيْ السمع والبصر، وهذه هي درجة اليقين التي هي أعلى مراتب التعلم، كما أنها تمتاز بتنويع المفاهيم؛ ما يضمن استمرارية المتعلم دون شعور بالملل، وهي أيضًا تفتح الحوار بين المعلم والمتعلم؛ ما يؤدي إلى تنامي الأفكار والمعلومات لدى المتعلم.



أحداث كبار.. واستغلال مع سبق الإصرار:

مع تنوع ما يمر بنا من أحداث مهمة ومؤثرة كالمرض والموت والأعراس, فإن هناك اعتقادًا سائدًا لدى كثير من الآباء والأمهات بأنه لا ينبغي للطفل أن يشارك فيها، بحجة أنه مازال صغيرًا، في حين أن فقهاء التربية - وعلى رأسهم رسول الله صلي الله عليه وسلم - قد حرصوا أشد الحرص على مشاركة الأطفال في مثل هذه الأحداث، كما اهتموا بتوظيفها في تربيتهم تربية إيمانية وأخلاقية. ولذلك.. يحسن أن نستعرض الآن معًا بعض هذه الأحداث, مع التركيز على الفوائد التربوية التي تعود على الأطفال منها.



زيارة المريض:

عادة ما يتعلق الصغير بأمه إذا رآها قد ارتدت ملابسها واستعدت للخروج، وقد يبكى ويشتد بكاؤه مصرًّا على مرافقتها، فتعتذر الأم قائلة: 'لا يصلح أبدًا أن ترافقني؛ فأنا ذاهبة لزيارة مريض، ابقَ أنت هنا والعب بلعبك حتى أعود'.

إن هذه الأم – وبدون أن تدري - قد وجّهت طفلها إلى إشباع رغبة من رغباته الأساسية وهي اللعب لإبعاده بذلك عن الرغبة في زيارة المريض، وبالتالي تنزع من قلبه أغصان الإيجابية ومواساة الآخرين ومشاركتهم آلامهم، وتغرس مكانها أشواك السلبية والانطوائية والتمركز حول الذات.



ولكي نتجنب هذه الأمراض النفسية والأخلاقية فإن علينا أن ندرك أهمية زيارة المريض كأدب اجتماعي مهم نعوّد عليه أطفالنا؛ لتتأصل في نفس الطفل منذ نعومة أظفاره ظاهرة المشاركة الوجدانية والإحساس بآلام الآخرين، ولا شك أن هذا الخلق إذا نما وتعمق في نفوس الصغار منذ نشأتهم، درجوا على الحب والإيثار والتعاطف، حتى تصير هذه المعاني في نفوسهم خلقًا وعادة لا تفارقهم، فلا يقصرون في حق ولا يتقاعسون عن أداء واجب.



ولنا في رسول الله صلي الله عليه وسلم خير أسوة في هذا الطريق، حيث حرص على غرس هذا الخلق في نفوس الأطفال بشتى السبل والوسائل، فقد روى البخاري عن عروة، أن أسامة بن زيد رضي الله عنه أخبره: 'أن النبي ركب صلي الله عليه وسلم على حمار [على إكاف على قطيفة فدكية]، وأردف أسامة وراءه، يعود سعد بن عبادة قبل وقعة بدر'.



فها هو رسول الله يفجّر ينابيع الخير في قلب الصغير، وذلك بزيارة نبوية كريمة له عندما كان مريضًا، فقد أخرج البخاري عن أنس رضى الله عنه قال: 'كان غلام يهودي يخدم النبي صلي الله عليه وسلم فمرض، فأتاه النبي صلي الله عليه وسلم يعوده, فقعد عند رأسه، فقال له: أسلم، فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال: أطع أبا القاسم، فأسلم الغلام ثم قبض, فخرج النبي صلي الله عليه وسلم وهو يقول: الحمد لله الذي أنقذه من النار'.

فياله من شعور جميل عندما يرى الطفل - وهو مازال في مرحلة الفطرة والنقاء - أنه لا يذهب فقط لزيارة الكبار إذا مرضوا، بل إنهم يأتون لزيارته.. وملء أيديهم الخير والبركة، وفي قلوبهم الحب والشفقة, وعلى ألسنتهم الدعاء والرجاء بالصحة والشفاء.



الأفراح والليالي الملاح:

إن الوالد الواعي عندما يتلقّى بطاقة دعوة لحفل عرس أحد الأقارب أو الجيران، فلابد أن يفرح بها فرحًا شديدًا؛ لأنها فرصة ثمينة لتربية أطفاله عمليًا على هذا الخلق الاجتماعي الكريم، حيث إنهم حينما يذهبون إلى الحفل: سيشاهدون الكبار والصغار، ويسمعون الأحاديث الودّية، ويعيشون جو الفرح الجميل، فتبتهج نفوسهم، وتتحرك مشاعرهم.



وقدوة هذا الأب الكريم فى هذا الفعل الطيب هو رسول الله صلي الله عليه وسلم، الذى شاهد الصبيان فى حفل زفاف فأقرهم على مجيئهم، ولم ينكر عليهم، بل إنه أخذ يدعو للحاضرين جميعا فشملتهم دعوته المباركة، فقد روى البخاري في باب النكاح: باب ذهاب الصبيان والنساء إلى العرس، عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس رضى الله عنه: أن النبي صلي الله عليه وسلم رأى الصبيان والنساء مقبلين، قال عبد العزيز: حسبت أنه قال من عرّس, فقام النبي فقال: 'اللهم أنتم أحب الناس إليّ، اللهم أنتم أحب الناس إليّ، اللهم أنتم أحب الناس إليّ' يعنى الأنصار.



ولا مانع من أن نشجّع الطفل على أن يذهب ويقدم التهنئة بنفسه إلى العريس قائلاً: بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير! فتخرج منه عذبة ورقيقة، ومن ثمّ تنطبع هذه السلوكيات الطيبة من المشاركة في الفرح والتهنئة عليه في قلوب الأطفال وذاكرتهم، حتى تصير مع الأيام خلقًا وعادة.



ما أعظم أن ننتبه لهذه الأحداث المهمة في حياتنا اليومية، ثم نوظّفها في تربية فلذات الأكباد على الأخلاق والآداب الاجتماعية الجميلة، والتي تترك آثارًا إيجابية على نفوسهم وشخصياتهم فيما بعد.




تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 740


+++

خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
1.00/10 (4 صوت)

محتويات مشابهة

محتويات مشابهة/ق

الاكثر تفاعلاً

الافضل تقييماً

الاكثر مشاهدةً

الاكثر ترشيحاً

الافضل تقييماً/ق

الاكثر مشاهدةً/ق

الاكثر ترشيحاً/ق


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.