الرئيسية
الأخبار
|
الأسرة والأبناء |
البيت السعيد تعلم لغة الآخر هو الطريق إلى السعادة |
2012-07-29 07:01
الكاتب:أم عبد الرحمن محمد يوسفإذا أردنا أن يستمع شركاؤنا إلينا فإن علينا أن نتعلم لغتهم تدريجيًا ولو أردنا المزيد فعلينا أولًا أن نكف عن طلبنا لما هو أكثر، وبعد ذلك نطلب ما نريد بلهجة ولغة يمكن لشركائنا أن يفهمونها [أنا لا أقول لك ذلك إلا لأني أحب، ديبورا تانين، ص(241 – 242)، بتصرف]. إن أي أحمق يسعه أن يلوم وأن يتهم وأن ينتقد بل هذا ما يفعله أغلب الحمقى فدعنا بدلًا من أن نلوم شريك الحياة نحاول أن نفهم وننتحل الأعذار له فيما فعل فهذا أنفع من اللوم وهو يعقبه الشفقة والرحمة والاحتمال. الحب بناء أساسه العطاء: استمرار الحب الدائم بين الزوجين إنما يكمن في تكوين العلاقات الحميمة بغرض العطاء أساسًا وليس الأخذ ولذلك فإن من الواجب علينا قبل أن نتزوج أن نتعلم كيف نكون معتمدين على أنفسنا محققين الاكتفاء الذاتي ذلك أنه عندما تكون حياتنا مستوفاة قبل الزواج مع حبنا لأنفسنا فغننا لا نكون معتمدين على شركاء حياتنا وبدلًا من النظر إلى شركائنا لكي يمنحونا محبتهم التي نحتاج إليها فإننا بحاجة أساسًا إلى أن ننظر إلى أنفسنا وأن ننتبه إلى عملنا نحن إنه لخطأ جسيم أن نلتمس من شركائنا أن يكملوا من نقصنا!! وعندما نتعلم كيف نبذل الحب بسخاء وبدون طلبات لنا من شركائنا فإننا نندهش تمامًا من مقدار ما يسديه لنا هؤلاء الشركاء أو الشريكات من عون كبير [معجرات عملية للمريخ والزهرة، د.جون جراي، ص(278-279)]. تعدد الزوجات والتفاهم: نناقش هنا قضية من أخطر القضايا التي لاقت جدلًا كبيرا بين الأزواج وهي قضية التعدد والحقيقة أن الكثير من الأزواج والزوجات لا يحسن فهم هذه القضية فهمًا صحيحًا. فأغلب النساء إلا من رحم الله يعتبرن التعدد أنانية من جانب الزوج ودليل على الشهوانية، وانعدام الوفاء والإخلاص في الحياة الزوجية، وأصبح الكثير من النساء بسبب هذه النظرة الخاطئة للتعدد يشككن في شرعيته بل وتتجاوز الكثيرات وتقول أن هذا التعدد حرام وليس من الدين وغيرها من الكلمات التي يغذيها ضعف الإيمان وقلة العلم وغلبة العاطفة. وكثير من الرجال أيضًا لا يفهم هذه القضية فهمًا صحيحًا ويظن أن التعدد سلاح جيد لتهديد الزوجة وتخويفها، فيستخدمه كلما سنحت له فرصة أو وجد تقصيرًا من زوجته، حتى شوه الكثير من الرجال قضية التعدد بممارساتهم الخاطئة وسلوكياتهم الحمقاء، إضافة إلى الرجال الذين يقبلون على التعدد دون استيفاء لشروطه التي حددها الشارع سبحانه وتعالى من العدل بين الزوجات والقدرة على الإنفاق. (لقد أباحت الشريعة الإسلامية تعدد الزوجات ووقفت به عن حد معين وهو الأربع بعد أن كان مطلقًا لا يقف عند حد وأنها قيدت هذه الإباحة بشروط إذا روعيت تحققت المصلحة من هذا التعدد ولقد كان تعدد الزوجات في الشريعة الإسلامية مثار نقد وطعن على الشريعة ومادة للهجوم والتطاول عليه من بعض الأوربيين وممن تأثروا بأفكارهم الأمر الذي يقتضينا أن نكشف النقاب عن الأسباب والدوافع التي اقتضت هذا التشريع حتى يظهر لهؤلاء الناقدين مدى المنافع الكثيرة والمضار القليلة التي تنشأ عن التعدد مما يدعو إلى الثناء والتقدير بدلًا من التطاول والهجوم ونحن إذا نظرنا بعين الإنصاف والتجرد إلى هذه الأسباب وجدناها تتلخص فيما يلي: 1. كان الناس قبل الإسلام فريقين: فريق يسير على نظام تعدد الزوجات من غير تقييد لعدد ولا وقوف عند حد معين وإن ترتب على ذلك ظلم الزوجات وهضم حقوقهن وفريق آخر يسير على نظام وحدة الزوجة وإن ترتب عليه إرهاق الأزواج وإيقاعهن في العنت والمشقة فلما جاء الإسلام وظهر نوره في الشرق لم يسلك مسلك المبيحين إباحة مطلقة ولا مسلك المانعين منعًا مطلقًا، بل سلك مسلكًا وسطًا فأباح تعدد الزوجات بشروط خاصة مراعيًا في ذلك الحاجات اللازمة للطبيعة البشرية أو المجتمعات الإنسانية ولا شك أن هذا المسلك المعتدل هو يتفق مع عموم الشريعة لكل الأجناس والأجيال فهي ليست خاصة بإقليم دون إقليم ولا بزمن دون زمن وإنما هي شريعة عامة تخاطب أهل المناطق الحارة وأهل المناطق المعتدلة كما تخاطب الرجل المعتدل في شهواته والرجل الحاد المفرط فيها وأن شريعة لها هذا العموم يجب أن يكون فيها من السعة والمرونة ما يرضى المعتدل ويهذب مزاج الحاد الذي لا تندفع حاجاته بزوجة واحدة فلو أغلقنا على هذا الصنف باب التعدد لفتح لنفسه باب اتخاذ الخليلات كما تفعل الأمم التي لا تجيز تشريعاتها الوضعية تعدد الزوجات الأمر الذي دعا بعض المنصفين من فلاسفة وكتاب الغرب إلى الإشادة بمبدأ تعدد الزوجات التي جاءت به الشريعة الإسلامية فلقد جاء على لسان الفيلسوف الألماني شوبنهور قوله: ( ولقد أصاب الشرقيون مرة أخرى في تقريرهم لمبدأ تعدد الزوجات لأنه مبدأ تحتمه وتبرره الإنسانية والعجب أن الأوروبيين في الوقت الذي يستنكرون فيه هذا المبدأ يتبعونه عمليًا فما أحسب أن بينهم من ينفذ مبدأ الزوجة الواحدة على وجهه الصحيح). 2. أن المجتمع قد يعرض له نقص في رجاله كما يحدث في أعقاب الحروب فإذا لم يبح للرجل أن يعول بالزواج أكثر من واحدة بقي عدد هائل من النساء بدون عائل يقوم بشئونهن ومن غير زوج يحصنهن يصبحن عالة على المجتمع وشرًا على الأمة ولهذا فإن مجلس نورمبرج قد اتخذ قرارًا د الحرب الثلاثينية حينما نقص عدد الرجال عن عدد النساء بان للرجل الحق في التزوج بأكثر من واحدة وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية قامت النساء الألمانيات بمظاهرات ضخمة يطالبن بالأخذ بنظم تعدد الزوجات بعد أن طحنت الحرب معظم رجال ألمانيا وأصحبت المرأة التي تجد زوجًا كأنها عثرت على كنز وبعد أن امتلأت الشوارع بالأطفال غير الشرعيين بين نساء في حاجة إلى عائل غير موجود وبين جنود الاحتلال الأمريكيين والانجليز والفرنسيين، وأيضًا قد تكون نسبة العددية في مجتمع ما غير متكافئة وزيادة الإناث على الذكور زيادة ظاهرة ففي فنلندا مثلًا بين كل أربعة أطفال او ثلاثة يولدون يكون أحدهم ذكرًا والباقي إناثًا) [الأحوال الشخصية في الشريعة الإسلامية والقوانين التي تحكمها د.محمد علي محجوب، (136-138)]. 3. أن الرجل قد يتزوج المرأة ثم يتبين أن طباعها لا توافق طباعه وقد يكتشف أنها عقيم لا تلد أو أن بها مرضًا يحول بينها وبين الحياة الزوجية السليمة وتقوم ظروف خاصة يحرص الرجل فيها على هذه المرأة ولا يود فراقها فأي الأمرين أفضل أن يبقيها معه ونفق ويؤديها حقوقها ويتزوج بأخرى معها تأتي له بزينة الحياة أو يطلق الأولى ويفارقها، مما لا شك فيه أن الإبقاء على الزوجة الأولى والتزوج بأخرى فيه الخير للمرأة الأولى والثانية وللرجل أيضًا مادام قادرًا على الإنفاق عليهما والعدل بينهما إلى غير ذلك من الأسباب الكثيرة التي تؤدي إلى هذا التعدد والذي لا يتسع المقام لسردها وإنما أباحت الشريعة الإسلامية التعدد في الزوجات ولم تبح التعدد في الأزواج لأن في تعدد الزوجات مصالح اجتماعية وحمًا عالية، أما تعدد الأزواج فيترتب عليه مفاسد وشرور لا نهاية لها، لأنه لو أبيح للمرأة أن تكون عند زوجين فأكر لفسد العالم وضاعت الأنساب وقتل الأزواج بعضهم بعضًا وساءت حال المرأة التي يتنافس فيها الشركاء المتزاحمون وهذا شر كبير تنأى الشرائع السماوية عنه وتنكره ويأباه من له عقل سليم. وبعد أن تعرف الزوجان على حكمة الشريعة من التعدد نقول للزوجة:لا يحل لكي أن ترفضي معلومًا من الدين بالضرورة فلا طاقة لكي بذلك، ونقول للزوج لا تقدم النموذج السيئ الذي ينفر الناس عن هذا المعلم الراسخ من معالم الشريعة الإسلامية الغراء. تصافيا: الطريق إلى التفاهم بين الزوجين: وكي ينمو التفاهم ويتعمق بين الزوجين، لابد أن يقدم كلاهما ثمن التفاهم للآخر وهذا الثمن يتلخص في أن يدرك كلا الزوجان طبيعة الآخر ويتعامل على أساس ما أدرك. إلى الزوجة: 1. زوجك لا يهتم بالتفاصيل، فلا تحملي له مشاعر الاستياء والغضب لعدم اهتمامه ببعض الأمور الصغيرة لأن هذا لا يعني أنه لا يحبك. 2. اطلبي من زوجك ما تحبين بدلا من اللوم والحزن واشكريه عندما يقدمه لك. 3. إذا أردت أن تشتري لزوجك هدية حاولي أن تدخري مبلغًا كبيرًا من المال واشتري له هدية قيمة لأنه يقدر الأمور الكبيرة. إلى الزوج: 1. عليك بالاهتمام بالأمور التي تهتم بها زوجتك حتى لو تنظر إليها على أنها صغيرة. 2. اهتم بالهدايا الصغيرة والمتكررة فهي أفضل عند زوجتك من الهدايا الكبيرة المتقطعة. 3. أهديها المشاعر لأن المرأة تقدر المشاعر أكثر من تقديرها للهدايا، استخدم الكلمات الجميلة والابتسامة الرقيقة والمعاملة المهذبة والثناء على جمالها ورقتها وأنوثتها. المصادر: · أنا لا أقول لك ذلك إلا لأني أحب، ديبورا تانين. · معجرات عملية للمريخ والزهرة، د.جون جراي. · الأحوال الشخصية في الشريعة الإسلامية والقوانين التي تحكمها د.محمد علي محجوب.
خدمات المحتوى
|
تقييم
محتويات مشابهةمحتويات مشابهة/قالاكثر تفاعلاًالافضل تقييماًالاكثر مشاهدةًالاكثر ترشيحاًالافضل تقييماً/قالاكثر مشاهدةً/قالاكثر ترشيحاً/ق |