الرئيسية
الأخبار
|
الأسرة والأبناء |
زهرة البيت دموع التائبات |
2012-08-03 05:29
أخيتي العزيزة الغالية... أهلاً وسهلاً بك، بعد أن تحدثنا عن التوبة ورسمنا طريقها، وعرفنا كيفية الثبات عليها... حان الآن أن أقف وإياكِ في قطار التائبات النادمات العائدات إلى الله، فهيا نسكب الدمعات إنكساراً لله وندماً على تفريطنا بحقه، ولنقل معهن: چ ھ ھ ھ ےچ فهيا معي نلحق بهن ونسمع من أخبارهن على ألسنتهن. حنين فتاة: في صيف أحد الأعوام فكرت الأسرة أن تسافر كالعادة إلى بلاد أوروبا، كانت هذه الفتاة مع الأسرة تربط الأمتعة وتنظر إلى أخيها الأكبر وتقول له في فرحة غامرة وسعادة كبيرة، أما هذه العباءة سأتركها.. لا حاجة لي بها.. وهذا الحجاب الذي حجبني عن حريتي وعن متعتي فسوف أرمي به عرض الحائط، سألبس لباس أهل الحضارة.. زعمت. طارت الأسرة وسارت من أرض الوطن وبقيت في بلاد أوروبا شهراً كاملاً، ما بين اللعب والعبث والمعصية لله سبحانه وتعالى. وفي ليلة قضتها هذه الأسرة بين سماع المزامير ورؤية المحرمات، عادت الفتاة إلى غرفتها وقبل النوم أخذت تقلب تلك الصور التي التقطتها والتي ليس فيها ذرة حياء... ثم أخذت الوسادة وتناولت سماعة الراديو، تريد أن تنام مبكرة فقد يوجد مهرجان غنائي صاخب، نامت وهي تفكر كم الساعة الآن في بلدي. ثم أيقظ تذكر بلدها إيمانها النائم وقالت: منذ حضورنا في هذه البلاد ونحن لم نسجد لله سجدة واحدة، والعياذ بالله. قامت الفتاة تقلب قنوات المذياع المعد للنزلاء، وإذا بصوت ينبعث من ركام الصراخ، وركام العويل والمسلسلات والأغاني الماجنات (صوت الأذان) صوت ندي وصل إلى أعماق قلبها، وأحيا الإيمان في أعماقها، صوت من أطهر مكان وأقدس بقعة من الأرض، من بلد الله الحرام، نعم إنه صوت إمام الحرم، الذي أشاب إلى قلب هذه المسكينة في هوجعة الليل، انساب إلى قلب هذه الضحية لأب لا أخلاق له، الأم ما عرفت كيف تصنع جيلاً يخاف الله! تقول: سمعت صوت القرآن وهو بعيد غير واضح، هالني الصوت حاولت مراراً أن أصغي هذه الإذاعة التي وصلت إلى القلب قبل أن تصل إلى الأذن، أخذت أستمع القرآن وأبكي بكاء عظيماً، أبكاني بعدي عن القرآن، أبكاني نزع الحجاب، أبكتني تلك الملابس التي كنت أرتديها، كنت أبكي من بشاعة ما أصنع في اليوم والليلة. فلما فرغ الشيخ من قراءته أصابني الحنين ليس للوطن.... ولا للمكان... ولا للزمان.... ولكن الحنين إلى ربي سبحانه وتعالى فاطر الأرض والسماء... إلى الرحيم الرحمن، قمت مباشرة ... فتوضأت وصليت ما شاء الله أن أصلي، لم أصلِ ولم أسجد لله وأركع ركعة واحدة خلال شهر كامل، ثم عدت أبحث عن شيء يؤنسني في هذه الوحشة وفي هذه البلاد.. فلم أجد سوى أقوام قال عنهم ربي سبحانه: چ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ٹ ٹ چ (محمد: 12). بحثت في حقائبي فلم أجد إلا صوراً خليعة، وأرقام الأصدقاء، بحثت في أشرطتي عن شريط قرآن أو محاضرة، فلم أجد سوى أشرطة الغناء، فكان كل شيء في هذا المكان يزيد من غربتي وبعدي عن الله عز وجل. بقيت ساهرة طوال الليل، أحاول أن أستمع إلى المذياع لعله يسعف قلبي بآية من كتاب الله, لأني والله ما شعرت براحة ولا أمان إلا بعد أن استمعت إلى تلك الآيات. والله لا طبيعة ولا جمال ولا ألعاب ولا هواء ولا نزهة أسعدتني كما أسعدني القرآن. جاء الفجر فتوضأت وصليت، نظرت إلى أبي، نظرت إلى أمي، نظرت إلى إخواني، وإذا بهم كلهم يغطون في نوم عميق، فزاد هذا المنظر في قلبي حزناً إلى حزني. فلما قرب موعد الذهاب إلى المهرجان...استيقظت الأسرة من النوم العميق، فقررت البقاء بالغرفة والتظاهر بالمرض، فوافق الجميع على بقائي وذهبوا إلى هذا المنكر. فبقيت أتذكر في تلك اللحظات كم معصية لله عصيتها، وكم من طاعة فرطت فيها، وكم من حد من حدود الله انتهكته إلى أن غلبني النوم، وعندما عادت الأسرة قررت أن أتقدم وأقول كل ما لدي وقفت أمام الجميع، حاولت الكلام فلم أستطع فانفجرت بالبكاء، فوقفت والدتي ووالدي وأخذا يهدئاني، وقالا هل نحضر لك طبيباً، قلت: لا.. فقويت نفسي على الحديث، قلت: يا أبي لماذا نحن هنا... يا أبي، لماذا منذ أن قدمنا لم نصل ولم نسجد لله سجدة... يا أبي، لماذا لم نقرأ القرآن؟... يا أبي، أعدنا سريعاً إلى أرض الوطن، وأعدنا إلى أرض الإسلام. فتفاجأ الجميع بهذا الكلام....، وذهل الأب والأم والأخوة لهذه الفتاة التي لم تتجاوز الخامسة عشرة من عمرها وحاول الأب أن يبرر الموقف فلم يستطع، فاضطر إلى السكوت، وفكر كثيراً في هذا الكلام الذي كان يسقي بذرة الإيمان الذابلة في قلبه، ثم قام وأخذ يستعيذ بالله من الشيطان وعزم بعد الاستغفار على الرجوع إلى أرض الوطن.. إلى أرض الاسلام. لم يكن حنينهم إلى الوطن، بل حنينهم إلى عبادة الله عز وجل، والأنس بقربه. شاب تسبب في هداية فتاة: لقد كنت متحللة إلى درجة كبيرة حتى أنني كنت أقيم علاقات مع جيراني الشباب وأغريهم بالتحدث معهم، استخدمت الهاتف لمعاكسة الشباب، حتى أن أحد الشباب - شباب الحي - تركني وتزوج بأختي التي تصغرني، لم أكن أؤدي الصلاة ولا ألتزم بأي نوع من أنواع العبادات. وفي يوم تعطلت سيارتي في الطريق فوقفت ألوح بيدي عسى أن تقف إحدى السيارات المارة، وبقيت على هذه الحال فترة، رغم أنه في كل مرة ينزل الشباب بل ويسارعون ليتمتعوا بابتساماتي والنظر إلى جسدي شبه العاري، وهناك... توقفت إحدى السيارات ونزل منها شاب عادي، لا يظهر عليه سيما التدين، وتعجبت عندما لم ينظر إلىَّ وعمل بجد في إصلاح السيارة، وأنا مندهشة كيف لم يعجب بي!! ولم يحاول أن يلاطفني كبعض الشباب!! فحاولت أن ألاطفه وابتسم له، وهو لا يرد علي، وعندما أنهى مهمته، وقام بإصلاح السيارة قال لي: ستر الله عليكِ، استري على نفسك، ثم مضى وتركني مذهولة انظر إليه وأسأل نفسي، ما الذي يجعل شاباً فتيًا في عنفوان شبابه ورجولته لم يفتن بي، وينصحني أن أستر نفسي؟! وظللت طوال الطريق أتساءل، ما القوة التي يتمسك بها هذا الشاب؟ وأفكر فيما قاله لي... وهل أنا على صواب؟ أما أنني أمشي في طريق الهلاك؟ وظللت أتعجب حتى وصلت إلى البيت ولم يكن فيه أحد في ذلك اليوم، وعندما دخلت جاء بعد قليل زوج أختي الذي كان يريدني، وتلاطف معي، وعلى عادتي تجاوبت معه بالنظرات والكلام حتى حاول أن يعتدي علي.. وهنا تذكرت .. وهانت عليَّ نفسي لدرجة لم أجربها من قبل، وأخذت أبكي، وأفلت من هذا الذئب سليمة الجسد معتلة النفس، ولا أدري ما الذي أفعله؟ وما نهاية هذا الطريق الذي أسير فيه؟ وأخذت أبحث عما يريح نفسي من الهم الذي أثقلها، لم أجد من الأفلام والأغاني والقصص ما ينسيني ما أنا فيه، ومرضت عدة أسابيع، ثم بعد ذلك تعرفت على بعض الفتيات المتدينات ونصحتني إحداهن بالصلاة، وفعلاً عند أول صلاة، شعرت بارتياح لم أجربه من قبل، وبقيت مداومة على الصلاة وحضور الدروس والقراءة والتزمت بالحجاب الشرعي، حتى تعجب أهلي الذين لم يروني أصلي في يوم من الأيام، ومنذ ذلك اليوم سلكت طريق الهداية والدعوة إلى الله وودعت طريق الضلال والغواية.
خدمات المحتوى
|
تقييم
الاكثر تفاعلاًالافضل تقييماًالاكثر مشاهدةًالاكثر ترشيحاًالافضل تقييماً/قالاكثر مشاهدةً/قالاكثر ترشيحاً/ق |