الرئيسية
الأخبار
|
الأسرة والأبناء |
زهرة البيت زهرة قائمة |
2012-08-06 02:53
قالت إحدى الفتيات: (أنا أتردد على السوق خلال شهر رمضان من أجل أن اتبع العروض التي تحدث فيها، لقد ربحت إحدى صديقاتي قطعة ذهب ثمينة من أحد المحلات خلال شهر رمضان قبل ثلاث سنوات تقريبًا). عزيزتي الزهرة المسلمة : قد تخطئ الكثيرات من النساء عندما تكثر الخروج إلى الأسواق وخاصة في ليالي رمضان وفي ذلك إهدار للوقت وتضييع لفرص الطاعة والتزود من العبادة والصلاة والقيام، فلو تعلم المرأة المسلمة ما في هذا الشهر العظيم من الأجر، لتمنت أن تكون السنة كلها رمضان . وكان أفضل الخلق صلى الله عليه وسلم يستقبله قائلًا: (أتاكم شهر رمضان، شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، وفيه ليلة هي خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم) [رواه أحمد وهو صحيح]. لذلك كان السلف الصالح يدعون الله عز وجل ستة أشهر قبل رمضان أن يبلغهم الله رمضان، ومثلها بعد رمضان يدعون ربهم أن يتقبل منهم صيامهم، فسنتهم كلها رمضان ما بين دعاء في بلوغه ودعاء في قبوله . عزيزتي الزهرة المسلمة : إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء الليل ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء النهار ويقول الله سبحانه وتعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} [الذاريات: 15-17]. فبين الله في هذه الآية أن من إحسان المتقين في العمل أنهم: (كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ)، قال الأحنف بن قيس: (كانوا لا ينامون إلا قليلًا) ونفهم من ذلك أن من أسباب دخول الجنة والفوز بنعيمها قيام الليل. وهذا ما أوضحه رسولنا الكريم عندما قدم المدينة فكان أول ما سمعه عبد الله بن سلام من قوله صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس أطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وأفشوا السلام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام) [صححه الألباني] ولقد روى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن في الجنة غرفًا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها) فقال أبو موسي الأشعري رضي الله عنه لمن هي يا رسول الله؟ قال صلي الله عليه وسلم: (لمن ألان الكلام، وأطعم الطعام، وبات لله قائمًا والناس نيام) [رواه أحمد وهو صحيح]. إن قيام الليل من أعظم ما يتُقرب به إلى الله سبحانه فهو أفضل الصلاة بعد الفريضة، وقد خصّ الله أهله بإجابة الدعاء وقضاء الحوائج والمغفرة في كل شهور السنة فما بالك في رمضان .. وقد فتح الله أبواب جناته وأغلق أبواب نيرانه ونادى المنادي : يا باغي الخير أقبل القيام في غير رمضان كان رسولنا صلى الله عليه وسلم يرغب المسلمين في قيام الليل فنجده يقول لأحدهم: (نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل) [متفق عليه] فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلًا. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل) [رواه مسلم]. وعن جابر رضي الله عنه قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله تعالى خيرًا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة) [رواه مسلم]. الدعاء بالرحمة وهذا رسولنا يدعو بالرحمة لمن صلى بالليل وأيقظ امرأته . فيخبرنا أبي هريرة –رضي الله عنه –عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم –أنه قال :- (رحم الله رجلًا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء) [صححه الألباني] هذا حال المرأة المسلمة والزوج المسلم الحريصين على طاعة الله، ويدلنا على اهتمام الرسول بالحياة الزوجية الإيمانية، التي يجتمع فيها الزوج والزوجة على طاعة الله والتقرب إليه بصلاة الليل . هذا الفضل كله في غير رمضان، فكيف برمضان؟؟؟ قيام رمضان إن الزهرة المسلمة اليقظة تستطيع أن توفق بين أعمالها المنزلية في رمضان أو عملها في مهنتها وبين اغتنام أوقاته المباركة في الطاعة والعبادة والتقرب إلى الله بصالح الأعمال، فلا تلهيها أعمالها المنزلية عن الصلوات المفروضة في أوقاتها وقراءة القرآن وصلاة النفل، ولا تلهيها السهرات العائلية عن قيام الليل والتهجد والدعاء، وهي تعلم ما أعد الله للقائمين والقائمات في رمضان من ثواب عظيم ومغفرة واسعة قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه) [متفق عليه]. قام حتى تفطَّرت قدماه عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تتفطًّر قدماه – أي تتشقق- فقلتُ: (م تصنع هذا وقد غفر الله لك ما تتقدم من ذنبك وما تأخَّر؟) قال : (أفلا أكون عبدًا شكورًا) [متفق عليه]. زهرتي المسلمة: قال الحسن البصرى رحمه الله: لم أجد من العبادة شيئًا أشد من الصلاة في جوف الليل، فقيل له: ما بال المتهجدين أحسن الناس وجوهًا؟ فقال : لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم من نوره. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم وهو قربة إلى ربكم ومغفرة للسيئات ومنهاة عن الإثم) [صححه الألباني]. إن قيام الليل لذة المتلذذين، ومتعة المناجين. قال أبو سليمان رحمه الله: أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم, ولولا الليل ما أحببتُ البقاء في الدنيا. اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ...اللهم تقبل منا الصيام والصلاة والقيام وسائر الأعمال
خدمات المحتوى
|
تقييم
محتويات مشابهةمحتويات مشابهة/قالاكثر تفاعلاًالافضل تقييماًالاكثر مشاهدةًالاكثر ترشيحاًالافضل تقييماً/قالاكثر مشاهدةً/قالاكثر ترشيحاً/ق |