الرئيسية
الأخبار
|
الأسرة والأبناء |
أطفالنا والتربية ما معنى طفلي مثقف ؟! |
2012-08-06 11:58
في الحضانة ... قامت أم عبد الرحمن بزيارة لولدها عبد الرحمن في حضانة فرسان الإسلام .. دخلت الأم فرحبت بها المدرسة وقالت لها تفضلي استريحي حتى أكمل المسابقة .. جلست الأم لتتابع المسابقة التي تقوم بها المدرسة وقد قسمت الأطفال إلى فريقين وبدأت توجه الأسئلة للفرقين .. وكانت الأسئلة على النحو التالي : من هو أول خليفة من الخلفاء الراشدين ؟ من أول من رمى بسهم في الإسلام ؟ ماهو الشيء الذي له أجنحة ولا يطير ؟؟ وبدأت أم عبد الرحمن تراقب المُدرسة وهي تطرح الأسئلة وتراقب أيضاً تفاعل الأطفال الذين يسارعون بالإجابة ويفرحون بالجوائز .. ولكن الأم ما كان يشغلها و يؤرقها طوال قترة المسابقة شئ .. إلا ابنها عبد الرحمن الذي جلس هادئاً لا يكلف نفسه بكلمة ولا يحرك ساكناً و لا يجيب على الأسئلة .. و إن رفع يده للإجابة يرفعها وهو خائف من أن تكون إجابته خاطئه .. وكان أصدقاؤه لا يقدموه للأجابه لما يرون عليه من الارتباك وضعف الثقة بالنفس .. أخذت أم عبد الرحمن بيد ولدها وهي حزينة أشد الحزن لأن طفلها عبد الرحمن كان يقول لها : أمي .. لا أحب المسابقة لا أريد أن ألعب مسابقة .. تعالى خذيني قبل أن تبدأ المسابقة .. عادت الأم بابنها إلى البيت ولكنها توقفت في الطريق أمام أحد المكتبات لتشتري مجموعة من الكتب وكأنها تريد بهذا الفعل أن تبدأ مع طفلها عبد الرحمن حياة جديدة عنوان أول صفحة فيها " الطفل المثقف ... " وقفة مع حقيقة الثقافة .. أيها الأخ المربي العزيز .. ما هي الثقافة التي نريدها للطفل .. ومن هو الطفل المثقف .. و ما معنى طفلي مثقف .. كل هذه أسئلة هامة ستحدد بعد ذلك لنا أهمية الثقافة للطفل و ما هو دورنا في تثقيف الطفل .. وما الوسائل التي نستخدمها لتثقيف طفلنا في كل مرحلة من مراحل حياته ... أخي المربي .. هل الثقافة مجموعة من الكتب كما ظنت أم عبد الرحمن .. أم الثقافة رأس ممتلئة بالمعلومات ... ومخ محشو بالبيانات .. هل الثقافة معرفة كل شيء عن كل شيء .. الحقيقة أيها الأخ المربي أن الثقافة أكبر من ذلك .. ويظهر ذلك من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم " اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع " ومن دعائه أيضاً " اللهم إني أسألك علماً نافعاً " فليست الثقافة عبارة عن مجموعة من المعلومات المجردة .. التي لا يتخرج منها إلا الفلاسفة كما هو المذهب السائد في اليونان .. إن ثقافة الطفل المسلم ليست كغيرها من الثقافات .. ثقافة الطفل المسلم لا تعني المعرفة المجردة بل هي الثقافة التي تقود إلى العمل .. فماذا فعلت ثقافة المشركين بمعرفتهم أن الله تعالى هو الخالق لكل شيء ؟! قال تعالى : " ولأن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله " وقال أيضاً :" ولأن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم " ثم بعد ذلك لم تقودهم هذه الثقافة وهذا العلم إلى العمل .. فماذا فعلت الثقافة .. قال الله تعالى:" وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون " أماالمؤمن زادك الله ايماناً أيها الأخ الحبيب فإنه لا يتعلم العلم للعلم ولا يتثقف للثقافة المحضة بل إنه يتعلم ليكون هذا العلم دافعا له للعمل ويتثقف لتكون هذه الثقافة خطوة له في سباق التنافس إلى جنات الخلود جنات عدن .. فالعلم المفيد النافع هو الذي يتعلمه المؤمن ليزداد به لله خشية .. قال تعالى : " إنما يخشى الله من عباده العلماء " يقول صاحب الظلال رحمه الله : " إننا لا نهدف إلى مجرد المعرفة الباردة , التي تتعامل مع الأذهان , وتحسب في رصيد الثقافة, إن هذا الهدف في اعتبارنا لا يستحق عناء الجهد فيه .. إنه هدف تافه رخيص ! إنما نحن نبتغى " الحركة " من وراء " المعرفة " نبتغي أن تستحيل هده المعرفة قوة دافعة لتحقيق مدلولها في عالم الواقع نبتغي استجاشة ضمير الإنسان لتحقيق غاية وجوده الإنساني كما يرسمها هذا التصور الرباني نبتغي أن ترجع البشرية إلى ربها وإلى منهجه الذي أراده لها وإلى الحياة الكريمة الرفيعة التي تتفق مع الكرامة التي كتبها الله للإنسان والتي تحققت في فترة من فترات التاريخ على ضوء هذا التصور عندما استحال واقعاًَ في الأرض يتمثل في أمة تقود البشرية إلى الخير الصلاح والنماء " فإذا صححنا هذا المفهوم الخاطئ " العلم للعلم " وأحللنا مكانه المفهوم الصحيح العلم للعمل .. استطعنا بعد هذا التغيير الجذري أن نعرف ما هي الثقافة المهمة للطفل وما هو دورنا في إنماء ثقافة الطفل ... فالثقافة الهامة للطفل إذن هي الثقافة التي تقوده إلى العمل .. وليس أي عمل بالتأكيد وإنما نعني العمل الذي يرضي ربنا ويكون سبباً في دخول الجنة ... أما الثقافة التي تقود إلى عمل يغضب المولى جل وعلى فهذه ثقافة تضر ولا تفيد ... أهمية الثقافة للطفل المسلم : 1. الثقافة تكون شخصية الطفل المسلم .. 2. الثقافة تكون سلوك الطفل المسلم .. 3. الثقافة لها دور كبير في النمو العقلي للطفل المسلم وفي ورفع مستوى ذكاؤه . 4. للثقافة دور كبير في تقوية إدراك الطفل المسلم . 5. الثقافة تنمي حس الطفل الإبداعي و التخيلي .. 6. الثقافة تقوي قدرة الطفل على التفكير ... 7. الثقافة تقوي ثقة الطفل بنفسه وتوسع دائرته الاجتماعية وتزيد من قدرته على الأتصال بالآخرين . ومن هنا أيها الأخ الحبيب كان اهتمامنا بثقافة الطفل المسلم ... ليكون الطفل المسلم الأقوى في كل شيء انطلاقاً من قول الله تعالى " إن خير من استأجرت القوي الأمين " وقوله صلى الله عليه وسلم " المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف " وانطلاقاً من هذه الهدف كانت هذه السلسة المباركة التي تطمح إلى الطفل المثقف .. وسنتناول أيها الأخ المربي العزيز هذا الموضوع في هذه السلسلة على حسب مراحل الطفل العمرية .. أولاً : ثقافة الطفل قبل الحضانة . ثانياً : ثقافة الطفل في الحضانة . ثالثاً : ثقافة الطفل في مرحلة المدرسة .. فتابع معنا أيها الأخ الحبيب المربي الفاضل لقاءنا القادم مع الطفل في مرحلة قبل الحضانة .. كيف نبني ثقافته .. عزيزي المربي .. إلى لقاء قريب ومع مستقبل راق لأبنائنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
خدمات المحتوى
|
تقييم
محتويات مشابهةمحتويات مشابهة/قالاكثر تفاعلاًالافضل تقييماًالاكثر مشاهدةًالاكثر ترشيحاًالافضل تقييماً/قالاكثر مشاهدةً/قالاكثر ترشيحاً/ق |