شـبـكــة عـمّـــار
إخبارية - ترفيهية
- تعليمية



جديد الصور
جديد الأخبار
جديد المقالات


جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الصوتيات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

 
Dimofinf Player
طاعة تخلق الرضا

2012-07-29 06:22
قالت زوجة لزوجها في بداية زواجهما (No Order) أي لا أوامر، فضحك وقال: فكيف أطلب منك شيئًا، قالت: تطلب ما تريد بدون توجيه أوامر.
هذه الزوجة فهمت معنى الطاعة على أنها مجرد مجموعة أوامر، ولكن لم تفهم الطاعة من الناحية الشرعية فالطاعة هي التزام الأوامر واجتناب النواهي استجابة لأمر الله.
وأريد من الزوجة أن تبدأ في تصحيح الإدارك ورؤية الصورة على حقيقتها، فطاعة المرأة لزوجها هي أمر شرعي محض وهي طاعة لله أولًا ثم طاعة لزوجها المخلوق ابتغاء رضا الله سبحانه وتعالى، والسمع والطاعة هو شعار كل مؤمن ومؤمنة {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة: 285]، فمن تقول أنها تؤمن بالله ولا تطيع زوجها ففي دعواها شك.
وفي رأيي هذا اختبار وامتحان للمرأة المسلمة، لأن طاعة المرأة لزوجها من طاعتها لربها، وطاعة الله هي حقيقة الإيمان التي عندها يظهر من بكى ممن تباكى، (فإيمان لا طاعة هباء، وإسلام بلا استجابة غثاء، فإن ساق الإيمان لا تقوم إلا على جذر الاستسلام المطلق لمنهج الله تعالى في كل شأن من شئون الحياة، ساوء كان ذلك في عالم الشعور والإحساس، أم في عالم الفعل والجوارح، ولا يتم للمسلم إيمان، بل لا تستقر حقيقته في قلبه إلا بعد أن يمتثل حقًا لأوامر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، بل ليس له من أمر نفسه شيء، وكيف يكون له خيار في نفسه وحياته، وهو عبد ربوب لله تعالى، الذي خلقه فسواه فعدله {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: 54].
فهكذا المؤمن يأتيه الأمر من الله تعالى، أو من رسوله صلى الله عليه وسلم فلا يفكر ولا يتردد، لا يتلكأ ولا يتباطأ، إنما تجد منه تطبيقًا فوريًا، وتنفيذًا عمليًا وتجسيدًا مباشرًا لهدي الكتاب والسنة، ذلك أنه يدرك جيدًا أنه لا خيار له أمام أمر الله تعالى الذي ما أمره إلا بما يصلحه في الدنيا والآخرة، ومن ثم فلا يُقدم طاعة هواه ونفسه على طاعة مولاه الذي رباه بنعمه وغذاه بإحسانه) [حياة النور، فريد مناع، ص(23-24)، باختصار].
وها هو النبي صلى الله عليه وسلم يبين أن طاعة المرأة لزوجها إنما هي أمر شرعي: يقول عليه الصلاة والسلام: (لو أمرت أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها) [حسنه الألباني، في صحيح الترغيب والترهيب، (1939)].
وقد جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (خير النساء من تسـرك إذا أبصـرت وتطيعك إذا أمرت وتحفظ غيبتك في نفسها ومالك) [صححه الألباني في صحيح الجامع، (3299)].
الطاعة بالمعروف:
وحق الطاعة هذا مقيد بالمعروف؛ فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق سبحانه، فلو حدث أن أمر الزوج زوجته بمعصية الله؛ وجب عليها أن تخالفه فيما يدعوها إليه.
مشاهد:
والآن ننتقل إلى مشاهد من طاعة المرأة لزوجها، والتي منها ألا تصوم نافلة إلا بإذنه، وألا تخرج من بيته إلا بطوعه، وألا تمنعه نفسها، وإليك تفصيل ذلك:
1. صومي بإذنه:
لما كان صوم المرأة بغير إذن زوجها؛ لربما يوقع الرجل في حرج إن طلبها لنفسه أو كره فراقها على مائدة الطعام، فشعر منها ببعض الجفاء، فقد عمد النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي أرسل بتأليف الأرواح وغرس المحبة في القلوب؛ إلى إرساء قواعد الطاعة فقال: (لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه) [رواه البخاري ومسلم].
قال الحافظ في الفتح: (وفي الحديث أن حق الزوج آكد على المرأة من التطوع بالخير، لأن حقه واجب والقيام بالواجب مقدم على القيام بالتطوع) [فتح الباري، ابن حجر، (9/296)].
ويقول النووي رحمه الله (وسبب هذا التحريم أن للزوج حق الاستمتاع بها في كل وقت وحقه واجب على الفور، فلا يفوته بالتطوع ولا بواجب على التراخي) [نقله الحافظ في الفتح، (9/296)، من كتاب صورة البيت المسلم، عصام بن محمد الشـريف، ص(123)].
إذًا ماذا تفعل الزوجة إذا أرادت أن تصوم نافلة؟
عليها أن تحصل على إذن الزوج (وقد بين العلماء رحمهم الله أنها إذا شرعت في صيام التطوع من غير أن تحصل على إذن من زوجها، فإن من حقه أن يقطع صيامها، أما إذا عزمت الزوجة أن تصوم شهر رمضان، فلا يتوقف ذلك على إذن من أحد سواء أكان زوجها أم غيره، لأن صوم رمضان واجب عليها) [بناء الأسرة المسلمة في ضوء الكتاب والسنة، خالد عبد الرحمن العك، ص(109)].
2. قبل الخروج من البيت:
وعن خروج الزوجة الطائعة من جنتها، فعليها أن تأخذ إذن زوجها قبل خروجها من المنزل، وبعد ذلك يمكنها أن تذهب لقضاء احتياجاتها أو احتياجات المنزل، وإذا منعها الزوج من الخروج ماذا تفعل؟
وهنا تأبى عليها طاعتها الإيمانية إلى أن تطيع زوجها، وفي نفس الوقت لها أن تفتح معه بابًا للنقاش حول السبب من المنع متفهمة لوجهة نظره، وعلى الزوج ـ الذي يقدر ما تقوم به زوجته من أجله ـ ألا يداوم على تعسف ينشئ جفافًا في العواطف ويبدل الحب جفاءً.
لأن بعض الأزواج يستغلو هذا الحق فيقول مثلًا لزوجته: لو خرجت من البيت فأنت طالق، فلو خرجت الزوجة وقع الطلاق، وإن كانت عاقلة ظلت في المنزل ولكن وقت الغضب ليس هناك ما يضمن السلامة.
قال ابن قدامة رحمه الله: (وللزوج منعها من الخروج من منزله إلا له لها منه بد، سواء أرادت زيارة والديها أو عيادتهما أو حضور جنازة أحدهما، قال أحمد في امرأة لها زوج وأم مريضة: طاعة زوجها أوجب عليها من أمها إلا أن يأذن لها) [المغني، ابن قدامة، (7/21)].
ومع أنه لا يجوز لها الخروج إلا بإذن زوجها فلا ينبغي للزوج منعها من زيارة والديها أو عيادتهما حتى لا تضطر الزوجة إلى مخالفته، وقد أمر الله تعالى بالمعاشرة بالمعروف، ولكن لا تفهم المرأة من ذلك أن تكون كل يوم في زيارة والديها مثلًا دون داع لذلك مما يعطل واجبات الزوجية) [صورة البيت المسلم، عصام بن محمد الشريف، ص(124)، باختصار].
3. ألا تأذن لأحد في بيته إلا بإذنه:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته إلا بإذنه) [رواه البخاري ومسلم].
ومعنى ذلك أنه لا يحل للمرأة أن تأذن لأحد من الأجانب أو الأقارب حتى النساء في دخول البيت إلا بإذن زوجها أو العلم برضاه) [صورة البيت المسلم، عصام محمد الشريف، ص(141)].
لأن في دخول من يكره الزوج إلى البيت بابًا من المشاكل وإثارة للخلافات بين الزوجين, والزوجة العاقلة تعرف من زوجها من يحب ومن يكره بداية حتى تتجنب المشاكل، كما حدث مع زوجة شريح القاضي ليلة زفافها، وإليكم القصة:
روي (أن شريحًا القاضي قابل الشعبي يومًا، فسأله الشعبي عن حاله في بيته، فقال له: من عشرين عامًا لم أر ما يغضبني من أهلي) قال له: وكيف ذلك؟ قال شريح: من أول ليلة دخلت على امرأتي؟ رأيت فيها حسنًا فاتنًا وجمالًا نادرًا، قلت في نفس: فلأطهر وأصلي ركعتين شكرًا لله، فلما سلمت وجدت زوجتي تصلي بصلاتي، وتسلم بسلامي، فلما خلا البيت من الأصحاب والأصدقاء، قمت إليها، فمددت يدي نحوها، فقالت: على رسلك يا أبا أمية، كما أنت، ثم قالت: الحمد لله أحمده وأستعينه، وأصلي على محمد وآله، إني امرأة غريبة لا علم لي بأخلاقك، فبين لي ما تحب فآتيه، وما تكره فأتركه، وقالت: إنه كان في قومك من تتزوجه من نسائكم، وفي قومي من الرجال من هو كفء لي، ولكن إذا قضـى الله أمرًا كان مفعولًا، وقد ملكت فاصنع ما أمرك به الله، إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، أقول قولي هذا، واستغفر الله لي ولك.....).
قال شريح: فأحوجتني والله يا شعبي إلى الخطبة في ذلك الموضع، فقلت: الحمد لله أحمده وأستعينه، وأصلي على النبي وآله وسلم: وبعد: فإنك قلت كلامًا إن ثبت عليه يكن ذلك حظك، وإن تدعيه يكن حجة عليك، أحب كذا وكذا، وأكره كذا وكذا، وما رأيت من حسنة فانشريها، وما رأيت من سيئة فاستريها.
فقالت: كيف محبتك لزيارة أهلي؟ قلت: ما أحب أن يملني أصهاري؟
فقالت: فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك فآذن له، ومن تكره فأكره؟
قلت: بنو فلان قوم صالحون، وبنو فلان قوم سوء.
قال شريح: فبت معها بأنعم ليلة، وعشت معها حولًا لا أرى إلا ما أحب .... فمكثت معي عشرين عامًا لم أعقب عليها في شيء إلا مرة، وكنت لها ظالمًا) [أحكام النساء لابن الجوزي ص(134-135)، أحكام القرآن لابن العربي(1/417)، نقلًا عن دروس تربوية للمرأة المسلمة، عصام بن محمد الشريف، باختصار، ص(201-202)].
هذا من كمال عقل الزوجة الصالحة وعلمها وفقهها في الدين سؤالها لزوجها عما يحب ويكره، وهذا ما فعلته زوجة شريح القاضي بقولها: كيف محبتك لزيارة أهلي؟ فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك فآذن له، ومن تكره فأكره؟ وهذا أمر شرعي وحق من حقوق الزوج، فلا يحل للزوجة أن تأذن لرجل أو امرأة ولا محرم ولا غيره في دخول منزل الزوج إلا من علمت أو ظنت أن الزوج لا يكرهه (لأن الأصل تحريم دخول منزل الإنسان حتى يوجد الإذن في ذلك منه، أو عرف رضاه بإطراد العرف بذلك، ومتى حصل الشك في الرضا ولم يترجح شيء، ولا وجد قرينه، لا يحل الدخول ولا الإذن والله أعلم) [صحيح مسلم بشرح النووي، (8/340)].
4. ألا تمنعه نفسها:
هل تطيقين أن يغضب عنك الله؟
هل ترضين أن تنزل عليك لعنة الملائكة ليلًا حتى الصباح؟
بالطبع لا، ولذا فإن المرأة المسلمة التي ينبض قلبها بطاعة ربها تأبى أن تقع في هذا المحظور: أن تمتنع عن طلب زوجها، وإن امتنعت فإنها داخلة في الإثم والمعصية قال عليه الصلاة والسلام: (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت عليه لعنتها الملائكة حتى تصبح) [صححه الألباني في صحيح الجامع، (532)].
ولعل السبب في هذا والله أعلم (أن الرجل أضعف من المرأة في الصبر على ترك الاتصال الجنسـي، ولقد ذكر الحافظ بن حجر أن بعض العلماء قال: إن أقوى التشويشات على الرجل داعية النكاح، ولذلك حض الشـرع النساء على مساعدة الرجل في ذلك) [بناء الأسرة المسلمة في ضوء الكتاب والسنة، خالد عبد الرحمن العك، ص(108)].
(ولقد كان الزواج في الإسلام لإحصان الرجل والمرأة ومن هنا كان على المرأة أن تستجيب لرغبة زوجها إذا سألها نفسها، مهما كانت الشواغل.
قال صلى الله عليه وسلم: (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلتجب وإن كانت على ظهر قتب) [صححه الألباني في صحيح الجامع، (533)].
هل الطاعة ذوبان لشخصية المرأة؟
إن الذوبان الزوجي يؤدي إلى إلغاء الطرف الآخر وتهميشه، وهذا ضد الاحترام وهو منهي عنه (فقد أوصانا الله تعالى بالتشاور وتبادل الآراء قبل اتخاذ القرار، وجعل المسئولية فردية، وأعطى للمسلم استقلالية في اتخاذ قراره وتحمل المسئولية عن تصـرفاته، قال تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164]، وطاعة الزوجة لزوجها لا تعني إلغائها وإذابة شخصيتها، لأنها لو فعلت ذلك فكان هذا تدميرًا للشخصية وتحطيمًا للثقة بالنفس وإلغاء الآخر.
فإذا كانت طاعة الزوج بالمعروف قد بلغت هذه المكانة العالية، فليس معنى ذلك (أن يكون الرجل في بيته ديكتاتورًا قاسيًا يتعامل مع زوجته بالحديد والنار تسمع بلا مناقشة وتطيع بلا تفكير، وإنما طاعته في طاعة الله ورسوله، برفق وحب ومودة، بل ويعينها على تنفيذ أمره بالكلمة الطيبة والإقناع، والإيصاء بتقوى الله تعالى ليصل إلى ما يريد من السعادة داخل البيت) [من أحاديث النساء، عصام بن محمد الشريف، ص(78)].
ماذا بعد الكلام؟
1. على الزوجة تصحيح التصور والإدارك والنظر إلى طاعة الزوج على أنه أمر شرعي وواجب أمر به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، بعيدًا عن الرغبات الشخصية والأهواء.
2. بعد الطاعة يمكن أن تتفاهي مع زوجك فيما يضايقك ويوغر صدرك من الطلبات والأوامر مثلًا، وتذكري قول الأعرابية "كوني له أمة يكن لك عبدًا".
3. وعلى الزوج أن يطلب برفق ولا يتعسف في استعمال الحق، ويساعدها على طاعته حتى يتحقق الاستقرار والسكن في البيت.
4. الطاعة تكون في المعروف، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
وقد جلس زوج يكلم زوجته فيما يحب ويكره، وأنه لا يحب العناد والجدال ويبين لها أن الطاعة هامة جدًا في حياته ودليل على حبها له، وقال لها ما ذكره الشاعر:
تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا لعمري في القياس شنيع
لو كان حبك صادقًا لأطعته إن المحب لمن يحب يطيع
وخلاصة القول أن الطاعة لا تعني إلغاء شخصية الزوجة أو الذوبان في شخصية الزوج، ولكن هي أدوار فكل يقوم بدوره ليتحقق تكامل الأدوار، وفي الوقت نفسه أداء الحقوق، مع عدم إغفال مبدأ الشورى والتعاون المثمر البناء، وكل هذا له أثره الكبير في تحقيق الاستقرار والسعادة بين الزوجين.
تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1073


+++

خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
3.76/10 (24 صوت)

محتويات مشابهة

محتويات مشابهة/ق

الاكثر تفاعلاً

الافضل تقييماً

الاكثر مشاهدةً

الاكثر ترشيحاً

الافضل تقييماً/ق

الاكثر مشاهدةً/ق

الاكثر ترشيحاً/ق


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.