الرئيسية
سجل الزوار
القائمة البريدية
راسلنا
خريطة الموقع
جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الصوتيات
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
2012-12-23 05:11
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
فقد دعاني بعض الإخوة الأفاضل من حزب النور ببلقاس لإلقاء كلمة بمؤتمر الحزب الحاشد بمدينة بلقاس، وعلمت أن الشيخ ياسر برهامي سيكون حاضراً في هذا اللقاء فسررت بذلك أيما سرور، وصلت إلى المؤتمر متأخراً لازدحام الطريق، وحين جلست في مقعدي كان الشيخ قد بدأ في كلمته، فلما انتهى الشيخ من الكلمة اصطحبه بعض الأفاضل إلى طعام الغداء، فتركت المنصة وأسرعت خلف الشيخ، مع العلم أن الشيخ لا يعرف شكلي، وكل ما جرى بيني وبينه في السابق مكالمة هاتفية منه، شكرني فيها على مقال الرد الدامي، دخلنا إلى بيت صاحب دعوة الطعام، فلما جلس الشيخ اقتربت منه وقلت له: خالد الشافعي، فتبسم ابتسامة مجاملة، فقلت له: الرد الدامي، فإني أقسم بالله أن الشيخ صرخ: أنت؟، أنت خالد الشافعي؟ فقلت له: نعم، فوالله لقد انتفض الشيخ واقفاً، وهو يردد، أين أنت؟ أنا أبحث عنك، جزاك الله خيراً، جزاك الله خيراً على النشيد، لعله يكفيك، ثم أراد أن يقبل رأسي فكاد أن يغمى عليّ (والله هكذا) ثم اعتنقني عناقاً حاراً، ما عانقنيه أحد قبله ولا حتى أبى حفظه الله، كان عناقاً عجيباً باغتني، ضمني الشيخ إلى صدره، كأنه يعلم ما أشعر به من تجاهل وما يعتريني من وساوس وشطحات، وكأنه يعتذر عنه رغم أنه لم يكن منه، كان عناقاً مؤثراً ولحظات مؤثرة، وضعت رأسي على كتف الشيخ وبكيت بكاءًا لم أبك مثله في حياتي، بكيت تأثراً برحمة الشيخ وأخلاقه، وبكيت ندماً على سوء ظني، وسوء أدبي، وبكيت على تقصيري في حق نفسي، وحق هؤلاء، بكيت خجلاً من (سلفية التحرير) ومن كثير من البوستات المتهافتة، وعلمت أن البعد جفا، وفهمت لما رفع الله ذكر هؤلاء.
الرجل يرتدى قميصاً بسيطاً وغطاء رأسٍ عادى، وشبشب متواضع، وينتفض مرحباً برجل نكرة لمجرد أنه كتب عنه مقالاً منذ عام، بكيت على كتف الشيخ على من يسودون شاشات الفيس بوك بنقد هؤلاء المجاهدين، ولم يكن بكاءي بالطبع على مبدأ المخالفة، إنما على الأسلوب وعلى التطاول وعلى سوء الأدب مع من لهم سابقة، مع من كانوا يعذبون في المعتقلات لسنوات بينما كان هؤلاء الطلبة لم يبلغوا الحُلم بعد، والأسوأ أن هؤلاء العلماء هم من فتح الله بهم قلوب هذا الشباب الذي أحسبه طلب الحق لكنه أساء الأدب، ليس عيباً أن نختلف مع هؤلاء الكبار لكن العيب أن نسيء التعبير عن الاختلاف، أو ألا نحفظ المقامات، أو نسفه اختياراتهم ونطعن في قدراتهم، وأقبح من كل ذلك أن يكون المسوغ الوحيد لنا في كل هذا أننا نمتلك حاسوباً متصلاً بالشبكة العنكبوتية، وربما قرأ بعضنا بعض الكتب.
أخذني الشيخ من يدي إلى مائدة الطعام وبثثت إليه ما أجد، وعرضت عليه بعض الأفكار والرجل يحتفي بي وينصت بكل جوارحه ويأكل أكل البسطاء، ويتحدث بعفوية عجيبة، بينما هو واحد من أهم الشخصيات في العالم الآن.
وبالمناسبة طلب منى الشيخ تعديلاً في نشيد (يا مصر صباحك نور) تدرون ما هو؟ قال لي: نريد أن نغير كلمة (والله لوجه الله)!! لماذا؟ لأن فيها تزكية للنفس؟ والله حرى بهذا أن يُنصر، حتى لو لم يكن يعرف ذرة في السياسة، يكفيه أنه يعرف ربه، وربه يعرفه. وبالمناسبة أيضاً، ورداً على الإخوة الذين يَدعون إقصاء الشيخ المقدم، أقول أن الشيخ لما عرضت عليه بعض الأفكار حول المقالات والملف الإعلامي، قال لي أن هذا الملف مع الشيخ المقدم وأنه سيكلمه لذلك ويحيلني عليه.
قام الشيخ لينصرف لأن عنده مؤتمراً في زفتى ثم يعود بعدها لمؤتمر في المنصورة ثم يعود بعدها إلى الإسكندرية، وهكذا يمضى قطار الإسكندرية العظيم، لا يوقفه شيء، ولا يرده شيء عن غايته، ينشر النور والخير حيث حل.
ودعت الشيخ على وعد بلقاء، ووجدتني أقول: أنا آسف يا شيخ ياسر، أنا آسف لكل من دعا إلى الله حين كانت الغربة مميتة، وكانت الصحراء قاحلة، وكنت أنا ألعب الكرة، وغاية أحلامي أن أشاهد نادى السينما، ومباراة القمة.
كتبت هذا المقال لأتطهر به من سنة من التخبط، والارتباك، والبحث عن الطريق فإذا بي أكتشف أنني كنت عليه، كتبت هذا المقال وأنا أعيش نفس المشاعر النبيلة التي كنت أكتب فيها: قطار الإسكندرية العظيم، والرد الدامي، وشيخ الحويني شكراً.
|
|
خدمات المحتوى
|
تقييم
|
|
|
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.