شـبـكــة عـمّـــار
إخبارية - ترفيهية
- تعليمية



جديد الصور
جديد الأخبار
جديد المقالات


جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الصوتيات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

2012-12-25 09:29


صديقتي مهندسة تخطّت الثلاثين من عمرها، طرق بابها الكثيرون من العرسان من جميع الوظائف والمهن لكنها لم توافق على أي منهم، فهي تشك في جميع خطابها أنهم لن يسعدوها في حياتها، وأنها تبحث عن فتى الأحلام الوسيم الجذاب الملتزم، صديقتي اكتشفت بعد فترة أنها مصابة بحالة وسوسة مزمنة، وهي الحالة الأولى التي لفتت نظري.

أما الحالة الثانية فهي حالة شاب لا يستطيع اتخاذ أي قرار في حياته حيث يظل يدرس البدائل ويتحدث بعقلية علمية ناقدة حتى يفوت أوان اتخاذ القرار، حتى أصيبت شخصيته بالتردد والخوف، وبالتالي تحدث له مشاكل مستمرة في واقعه الاجتماعي والمهني ويقوم أقاربه باتخاذ القرارات نيابة عنه، بل وشراء ملابسه وطعامه.

العجيب أن هذا الشاب يمتلك عقلية ناضجة تتفوق على عقول أمثاله بكثير، أما الحالة الثالثة فهي من أمثال من يكررون الوضوء للصلاة عدة مرات ويشك بعضهم في عدد مرات الوضوء والحدث، وهي أمثلة للوسوسة الاجتماعية قمنا بعرضها على العلماء والمتخصصين فكان هذا الموضوع.

الوسواس القهري

يقول د. جابر عبد الحميد أستاذ علم النفس إن موضوع الوسوسة موضوع كبير ومتسع وله أشكال تتفاوت في حدتها وخطورتها، فهناك الوسواس القهري والشك الوسواسي والتخيلات الوسواسية والمخاوف الوسواسية والاندفاع الوسواسي والنزعة الوسواسية.

والوسواس القهري مرض نفسي بل من أصعب الأمراض النفسية ويحتاج لفترات طويلة من العلاج النفسي ونتائج العلاج غير مضمونة بل شبه مستحيلة، وإن كان الوسواس القهري يقع في المستويات العليا.

وقد لا يعد مرضاً نفسياً ومعه لا يتعطل الإنسان عن أداء وظائفه العادية فهو يذهب إلى عمله، ويحافظ عليه، ويسعى للتفوق فيه، وينفق على بيته ويرعاه، ويؤدي وظائفه الأساسية، لكنه يشعر أن أعباء الحياة ثقيلة عليه، وهذا لا يحتاج لعلاج نفسي لكننا نبحث عن العلاج إذا تعطلت وظيفة من وظائف الفرد الأساسية وبالنسبة للذي أمضى سنوات يبحث عن زوجة وعجز عن الاختيار رغم توافر ما يناسبه، فإن ما تعيه هذه الفتاة هو أنها تريد أن تتزوج لكن ما لا تعيه هو أنها تضع كل الشروط والعقبات حتى لا تتزوج، فهناك أمور شعورية يدرسها الإنسان وأمور غير شعورية لا يدري بها.

وهي تفعل ذلك وتبرر لنفسها أنها لم تجد ما يناسبها حتى يريحها هذا التبرير لكنه مريض ويحتاج لنوع من العلاج.

لو أطاع المسلم إبليس لقاده إلى الجنون

وعن رأي العلماء في الوسوسة، وكيف واجهها الإسلام ووضع لها الحلول يقول د. محمد عبد المنعم البري الأستاذ بجامعة الأزهر إن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو إليه أنه يتوهّم خروج ريح منه بعد الوضوء فلمح رسول الله من خلال سؤاله بداية لعب الشيطان به، فقال له: « حتى تسمع صوتاً أو تشم ريحاً ».

ولاشك أن التشكك منفذ من منافذ اللعين إبليس يدمر من خلاله حياة الناس ويحيلها إلى حطام، وهو من بدايات الجنون ويوصل إلى الجنون ، وما أطاع عبد إبليس في هذا المضمار ونجى أو أفلت من التدمير المحقق والهلاك.

وقد ورد في الأثر "التمس لأخيك سبعين عذراً ". وحينما يئس إبليس من رحمة ربه قال اللعين لمولاه { قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ . إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ } [صّ:82-83].

وقد أخذ رب العزة عهداً على نفسه سبحانه بحفظ الأصفياء من عباده فقال للعين إبليس { قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ . إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ } [الحجر:41-42].

فأهل الفقه وأهل العلم وذوو البصيرة والنور بمنأى عن هذه الخزعبلات لأنهم في كنف مولاهم وحفظه.

ولذا قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: « لفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد »، فعلى المسلم المتردد الخائف خائر العزيمة أن يعصي إبليس ولا يطيعه لأنه لو أطاعه لن يسلم أبداً، أما إذا عصاه ولعنه فإنه يخنس أي ينصرف ويسكت كما في قوله تعالى { الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ } [الناس:4].

البيئة الاجتماعية هي المسئولة

وعن الأبعاد الاجتماعية للوسوسة تقول د. إلهام فرج مدرس علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة القاهرة إن الوسوسة هي عدم الثقة بالنفس ورغم أن لها بعداً دينياً متمثلاً في ضعف الإيمان بالله واهتزاز القضاء والقدر في مفهوم وفي قلب الإنسان الموسوس إلا أن لها أيضاً بعداً اجتماعياً ، فالآخرون من حوله لم يعطوه الثقة بالنفس ، فاهتزت ثقته بنفسه فسيطر عليه الوسواس .

فهو مثلاً يقول لنفسه إذا تزوجت فسوف تخونني زوجتي ولهذا يضع العراقيل أمام هذا الزواج ، ومرة أخرى يشعر بالفشل فيتأكد لديه عدم ثقته بنفسه.

ولذلك فالعلاج يجب أن يبدأ منذ النشأة الأولى، فالطفل يجب أن يأخذ القدر الكافي من الثقة بنفسه حتى لو أتى بأخطاء قد يراها هو أخطاء كبيرة فعلى الأبوين ألا يحرجاه بل يقولا له إنك أحسنت ولم تخطيء ويوجهانه بهدوء مع زرع الثقة في نفسه، فالإنسان الواثق من نفسه المقدام لا يمكن أن تصيبه الوسوسة.

أما الأب والأم اللذان يوبخان طفلهما على كل كبيرة وصغيرة بزعم تربيته فإنما يقتلان الثقة في نفسه ويساعدون في ذات الوقت على تكوين الشخصية المرتجفة المترددة.

كما أن عدم الثقة في النفس تأتي من القهر والضرب والتعذيب الذي يتعرض له الطفل في صغره إما على يد أبيه أو أمه أو زوج أمه -الخ.

أو تأتي من الخوف والقلق الذي نشأ فيه الطفل فيكبر خائفاً قلقاً متردداً مضطرباً، وقد تأتي هذه الحالة من جو الحرمان والاضطهاد والعزلة وعدم التعامل مع الناس.

المصدر: د. ليلى بيومي - موقع الإسلام اليوم


تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 895


خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
4.82/10 (28 صوت)


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.