الرئيسية
سجل الزوار
القائمة البريدية
راسلنا
خريطة الموقع
جديد الصور
جديد البطاقات
جديد الصوتيات
المتواجدون الآن
تغذيات RSS
2012-12-25 09:29
لا يمكن لأحد أن ينكر الانتشار الواسع للانترنت في العالم الإسلامي وكثرة مستخدميه خاصة بين الشباب. والمتأمل في هذا الأمر يلحظ كثرة المواقع والمنتديات وتنوع مجالاتها وموضوعاتها فمنها ما يتناول مواضيع اجتماعية و دينية و تربوية و صحي و سياسي و رياضية و اقتصادية وغيرها من المواضيع المفيدة والبناءة. غير أن عددًا ليس بقليل من المواقع والمنتديات العربية يتناول موضوعات لا تعود على المرء سوى بمضيعة الوقت وإرهاق الذهن وإثارة الشهوات؛ فمن هذه المواقع ما يتصفحها الباحثين عن الغناء والمجون، ومنها ما يطلع عليها مدمني الإباحية وكل ما يستحي المرء من النظر إليه. ثم إن ظاهرة انتشار المواضيع الجنسية التي تتناول قصص وأخبار الجرائم الجنسية والأخلاقية التي لا يدري المرء مدى صحتها أصبحت تستحق منا الوقوف عليها ومناقشتها مناقشة جادّة.
فكثير منا من يتلقى رسائل الكترونية أو يقع تحت ناظريه عنوان في منتدى كـَ:
بالصورة! جريمة اغتصاب...........
شاب .................
بنت تـ..............
وغيرها من العناوين التي تثير الغرائز وتحرك الشهوات وتفقد التركيز وتعبث بمشاعر الشباب والفتيان لمجرد قراءتها فتدفعهم دفعًا شهوانيًا لقراءة الموضوع بكامله. بل إن القصة أو الخبر يذكر تفاصيل دقيقة تصف الأجساد والأفعال وصفًا روائيًّا أبعد ما يكون عن الإخبار والنقل المجرّد.
فلو قلنا إن الهدف من النقل هو انتقاد الفعل، فما بال الناقل يلحق الصور العارية بالخبر! أوليس النظر إلى هذه الصور جزءًا من الفعل المنتقد؟؟! أم أن النظر إليها تحت ذاك العنوان او في مضمون الخبر المنقول أمر مسموح به فالنية الاطلاع على الخبر وفهمه بدقة وليس النظر إلى الصور بحد ذاتها!!!! وكأنه يقول انظر إلى هذا الجسد العاري واستغفر الله!!! وفي الحقيقة فإن هؤلاء يبحثون عن طرق لترويج منتدياتهم فتراهم يلجئون إلى نشر هذه الموضوعات لجذب القراء ودفعهم للمشاركة في مواقعهم ومنتدياتهم.
ثم إن بعض الموضوعات المنقولة والتي تتناول جرائم -إن افترضنا صحتها- وقعت في مجتمع ما أو في بيئة غير التي يعيشها القارئ والتي قد تخلو من هذه الجرائم مما يجعل بال القارئ خاليًا منها ولكنه ما إن يقرأ مثل هذا الخبر الذي يحرك شهوته فقد تدفعه الرغبة في تقليده، فالشيطان قرينه وهو يقرؤه وبعد الانتهاء من القراءة يزيّن له الفعل ويقرّبه إليه.
ولو أدركنا خطورة الروايات التي يكتبها الغربيون في مجال العنف والجريمة لوعينا النتائج الوخيمة التي قد يسببها نقل هذه الموضوعات والجرائم الجنسية عبر المنتديات. فلطالما سمعنا في المجتمعات الغربية عن جرائم عنيفة كان الدافع وراءها رغبة الجاني بتقليد ما قرأه في أحد الكتب التي خطّ بها الكاتب أقصى ما وصل إليه خياله من العنف والإجرام، فتراه يبدع ويتفنن في تأليف القصة الإجرامية ويخترع فيها أشنع الأساليب كي يثري موضوعه ويضفي عليه متعة وإثارة. ولكن النتيجة كانت أنه بروايته قد اخترع الجريمة وقرّب الفكرة وفصّلها فكأنه يقدّم خطّةً إجرامية مفصّلة جاهزة للتطبيق يتلقفها المجرمون ويقلّدونها في المجتمع الواقعي. ولعل الأثر الذي تعود به رواية المواضيع الجنسية لا يختلف كثيرًا فلربما دفعت بالبعض إلى تقليدها وتطبيقها. فإن لم يكن تقليد الموضوع هو الحاصل فترى المرء مشغول الذهن مرهق الفكر لا يكاد يتوقف عن التفكير بما قرأه حائرًا بين الرادع الذي يمنعه من فعل ما قرأه وبين ما سببته تلك الموضوعات له من إثارة الشهوة وإيقاظ الغريزة!! وبدلاً من أن يشغل الشاب أو الفتاة نفسه في التفكير بأموره الدنيوية والأخروية والقضايا التي تواجهها أمته تراه محاصرًا في دائرة ضيّقة لا تتجاوز منتدى أو موقع يتنقل فيه من موضوع لآخر ومن جريمة لأخرى. وبينما ينشغل الأعداء في العمل الجاد والمشاركة في النهضة والحضارة التي يهدف إليها ترى شبابنا غارقٌ في مثل هذه الموضوعات منشغلٌ بها عمّا هو أهم وأجدى.
فيا أخي المسلم ويا أختي المسلمة!
إلى متى يظل فكرنا غائبًا وعقلنا منشغلاً بتوافه الأمور؟! ومتى ندرك أن هذه الحياة عجلة سريعة إن لم ندركها داستنا دون أن تتوقّف عندنا؟ ومتى نرقى بموضوعاتنا ومناقشاتنا فنحرص على كل ما هو مثمرٌ ومجدٍ ومفيد؟! وإلى متى نظل مكبّلين بقيود الشهوة والغرائز؟!
أخي المسلم، أختي المسلمة!
إن كنت قد علمت بوقوع بعض الجرائم أو القضايا الجنسية فلا بأس بالتحذير منها والإشارة إلى حدوثها ولكن بصيغة التعميم والإجمال دون الوصف والتفصيل. وإن كنت قد قرأت موضوعًا كهذا في إحدى المنتديات فليكن تعليقك عليه مهذّبًا تراعي فيه الحياء والأدب فلا تستخدم الكلمات المثيرة والعبارات الشهوانية. ولتتحرّى الصدق والصحة فلا تنقل خبرًا دون التيقن من صحته والتأكد من وقوعه والله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} [سورة الحجرات:6 ]
|
|
خدمات المحتوى
|
تقييم
|
|
|
Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.