الرئيسية
الأخبار
|
الأخبار السياسية دلالات وأهداف زيارات ميركل المتكررة إلى تركيا |
2016-02-11 09:50
أكد خبراء ومحللون أن الزيارات المتكررة التي قامت بها المستشارة الألمانية انجيلا ميركل للعاصمة التركية أنقرة تأتي في ظل الحاجة الشديدة للاتحاد الأوروبي لتقوية أذرع التعاون بينه وبين تركيا، مشيرين إلى أن الأمر له العديد من الدلالات الهامة على العلاقات بين أنقرة وبرلين.وكان كلا من رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو" والرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" قد التقيا بالمستشارة الألمانية "انجيلا ميركل" في العاصمة التركية "أنقرة"، وذلك عقب وصول المستشارة الألمانية إلى العاصمة التركية "أنقرة" الاثنين الماضي وذلك للمرة الثالثة على التوالي في أقل من ستة شهور. وأوضحت الخبيرة في الشؤون الأوروبية التركية، "فاطمة تونجاي"، أن تكرار زيارة ميركل لتركيا خلال فترات وجيزة، بلا شك يدل على حاجة الاتحاد الأوروبي الشديد لتقوية أذرع التعاون بينه وبين تركيا، ولكن محاولة الطرفين إلى قلب جوهر ونتائج المحادثات لصالحهما جعل هذه الزيارات والمشاورات تتمدد وتسير نحو التعقيد. وأضافت تونجاي، في دراستها الأكاديمية التي نُشرت على الصفحة الرسمية لمركز أنقرة للدراسات الاستراتيجية، أن الجانب الأوروبي، كما تعود دومًا، يحاول الاستفادة من قوة تركيا في صد تدفق اللاجئين نحو الاتحاد الأوروبي بأقل ثمن ممكن، أي دون اكساب تركيا فرصة لإحداث تقدم سياسي واقتصادي في مجال رفع مستوى عضويتها داخل كيان الاتحاد الأوروبي، ولكن على الصعيد الأخر، تحاول تركيا تقييم هذه الفرصة الذهبية، من خلال كسب أكبر قدر ممكن من الامتيازات السياسية والاقتصادية التي تؤهلها إلى إمكانية الوصول إلى باب العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي. بدوره، قال الخبير في الشأن التركي الأوروبي "أحمد بابيش"، في مقاله "ميركل تتحدث في تركيا، والولايات المُتحدة الأمريكية تنصت، نُشرت على الصفحة الإلكترونية لمركز أبحاث العلاقات الدولية الاستراتيجية، إن السبب الرئيس وراء تعقيد الاتحاد الأوروبي للمشاورات الجارية بينه وبين تركيا، والتي دفعت ميركل لتكرار زيارته لتركيا أكثر من مرة، مرده إلى الضغط الشعبي والإعلامي الضخم الذي تواجه الحكومة الأوروبية "الديمقراطية" في بلدانها. ولفت بابيش إلى أن دول الاتحاد الأوروبي تُدار من قبل حكومات ديمقراطية قادمة إلى سدة الحكم من خلال الانتخابات، وهذا ما يدفعها إلى أخذ الضغط الشعبي والإعلامي بعين الاعتبار، فتقوم بتعقيد شروطها الخاصة بنوعية التعاون بينها وبين تركيا لاحتواء أزمة اللاجئين المتفاقمة على العلاقات السياسية والاقتصادية بين دول الاتحاد. في سياق متصل، أشار موقع "خبر 3" التركي، في تقرير له بعنوان "ميركل في تركيا للمرة الثالثة، لماذا؟"، إلى أن ثمة نقاط تجعل من ميركل تُكرر زيارتها لتركيا في فترة قصيرة جدًا، من حيث مستوى الزيارات الرفيعة المتبادلة بين البلدان". وقال التقرير إن النقطة الأهم بين هذه النقاط هي رغبة الاتحاد الأوروبي في تسلم تركيا مسؤولية اللاجئين بأسرع وقت ممكن، وسط أجواء من المماطلة في الإسهام في الميزانية الخاصة باللاجئين ووضع شروط تقديم الدعم حسب ما يراه مناسب وليس حسب ما تبينه الأوضاع المحيطة باللاجئين في تركيا، ولكن على صعيد أخر، تصر تركيا على زيادة ميزانيتها الخاصة باللاجئين، لكي تتمكن من القيام بالمهام المطلوبة منها. على جانب آخر، ألمحت صحيفة "حريت" التركية، في تقرير لها بعنوان "اتفاقية اللاجئين بين تركيا وأوروبا العوائد والتضحيات"، إلى أن الاتحاد الأوروبي قبل بتوقيع اتفاقية اللاجئين مع تركيا، في 30 نوفمبر 2015، وتعهد من خلالها بتسريع عملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي كعضو أساسي، وكذلك منح تركيا 3 مليار يورو لتقديم خدمات بشكل أفضل للاجئين، بالإضافة إلى منح المواطنين الأتراك حق السفر بدون تأشيرة إلى دول الاتحاد الأوروبي، وقبول الاتحاد الأوروبي ل 400 ألف لاجئ بطريقة قانونية. وأوضحت الصحيفة أنه منذ توقيع الاتفاقية المعنية وحتى الآن، حدث بعض الانخفاض في أعداد اللاجئين المنطلقين من تركيا نحو الاتحاد الأوروبي، وهذا يحمل صور دلالية على قدرة تركيا بالإيفاء بما تعهدت به، فيجعلها تضع عدد من الشروط التي تضمن حل قضية اللاجئين بشكل جذري، وتقدم لها بعض المكتسبات الإيجابية في قضية انضمامها بشكل كامل، وهذا ما يزيد تعقيد المشاورات بين الاتحاد الأوروبي الذي يحاول مراوغة تركيا لتخفيف حدة الضغط الشعبي والإعلامي المتراكم عليه، وتركيا التي تسعى إلى الاستعجال في استغلال الفرصة السانحة لها.
خدمات المحتوى
|
تقييم
محتويات مشابهةمحتويات مشابهة/قالاكثر تفاعلاًالافضل تقييماًالاكثر مشاهدةًالاكثر ترشيحاًالافضل تقييماً/قالاكثر مشاهدةً/قالاكثر ترشيحاً/ق |