الرئيسية
الأخبار
|
علوم وتكنولوجيا اجلب جهازك الخاص.. بين الحقيقة والوهم |
2012-12-02 08:48
تناولت بالمقال السابق بعنوان "عصر جديد لتكنولوجيا المعلومات" مصطلح "اجلب جهازك الخاص" (BYOD) فتحدثنا عنه من ناحية النشأة والتغيير الذي أحدثه بمجال الأعمال، وتطرقنا لانتشار هذا الاتجاه بالعالم وتأثيره الكبير بعالم تكنولوجيا المعلومات، مما ولد الكثير من الآمال والمخاوف لدى مستخدمين كثر بهذا المجال وأدى بالتالي لانتشار مفاهيم خاطئة حول هذا المصطلح، وفي هذا المقال سنميط اللثام عن سبعة ادعاءات تعارض مبدأ "اجلب جهازك معك" وكذلك الحقائق التي ترد عليها.يقول الادعاء الأول إن أغلب الشركات الكبرى لا تشجع على سياسة "اجلب جهازك الخاص" ويعتمد هذا الادعاء على اعتبار أن الشركات الكبرى لا تحتاج لتقليل النفقات من هذا الاتجاه في مقابل المخاطر من الاستخدام الخاطئ والمخاطر على أمن المعلومات لديها. لكن الحقيقة هي أن الشركات الكبرى من أكبر الداعمين لهذا الاتجاه، ففي استطلاع للرأي أجرته شركة "أفانادي" (Avanade) وشمل أكثر من ستمائة مدير بمجال الأعمال وتكنولوجيا المعلومات وجد أن تسعة من عشرة مديرين قالوا إن موظفيهم يستخدمون أجهزتهم والتكنولوجيا الخاصة بهم في أعمالهم، بل إن ثلاثة أرباع المستطلعة آراؤهم قالوا إن تطبيق مفهوم "اجلب جهازك الخاص" من أولويات مؤسساتهم. أما الادعاء الثاني فيرى أن تكنولوجيا شركة أبل الأميركية تتجاوز غيرها وتشكل الرافد الرئيسي لاتجاه "اجلب جهازك الخاص" وبالطبع يمكن أن نفهم من أين جاءت هذه المعلومة الخاطئة، فأبل باختراعها آيفون وآيباد كانت الرائدة بهذا المجال، وخصوصا أن هذه الأجهزة صاحبتها موجة كبيرة في التطبيقات التي تعمل من خلالها كما أدت لتغيير ثقافة المستخدم. ولكن في الحقيقة فإن أجهزة المحمول والحواسيب اللوحية التي تستخدم نظام أندرويد تأتي بالمرتبة الأولى في الاستخدام. وبالطبع فإن هذا التحول الكبير سببه أن هذا النظام يستخدم على عدد أكبر من الأجهزة، إضافة إلى كونه من المصادر المفتوحة المجانية وأغلبها سهل عملية انتقاله للمركز الأول في مجال التكنولوجيا الاستهلاكية. ويرى الادعاء الثالث أن الموظفين سيضيعون أوقات العمل باستخدام أجهزتهم الشخصية وخدماتها بالعمل، وهذه المقولة تحمل جزئية صحيحة وهي أن جزءا من وقت العمل سيكون لاستخدامات خاصة وليس للعمل، مثل تصفح المواقع الاجتماعية والألعاب وإرسال الرسائل الخاصة. لكن في الحقيقة فإنه طبقا لتقرير عن مخاطر استخدام الأجهزة الشخصية أثناء العمل أصدره موقع شركة IDC الذي يعنى بتحليل السوق والاستشارات، فإن تطبيقات التكاليف ونظم إدارة علاقات العملاء ونظام إدارة الموارد كانت الأكثر استخداما بالعمل من قبل الموظفين، في حين لم تكن -على سبيل المثال- لعبة "الطيور الغاضبة" وهي من أكثر الألعاب شيوعا على الأجهزة المحمولة بين أحد التطبيقات الأولى في الاستخدام أثناء العمل. أما الادعاء الرابع ضد مفهوم "اجلب جهازك الخاص" فيرى أن نظام أندرويد ليس آمنا لاستخدامه بالعمل، فرغم أن انتشار الأجهزة التي تستخدم أندرويد والتطبيقات المصاحبة له كان أحد الأسباب التي أدت به إلى أن يقفز إلى المركز الأول، إلا أنه يواجه تحديا جديا وهو سهولة اختراقه والإغراء الذي يوفره للمتربصين من مخترقين ومخربين. والحقيقة أنه يوجد العديد من القوانين والإجراءات والتكنولوجيا التي تعمل على زيادة الأمن، فمع تقدم التكنولوجيا وزيادة أدواتها أصحبنا نلحظ تطورا موازيا بل ربما أكبر في الجانب الأمني لحماية هذه التكنولوجيا وديمومتها. " يرى ادعاء خامس بأن معظم الشركات ليس لديها المصادر من ميزانية ووقت للتعامل مع التحديات التي يفرضها استخدام (اجلب جهازك الخاص) " الميزانية والتحديثات كما يرى ادعاء خامس بأن معظم الشركات ليس لديها المصادر من ميزانية ووقت للتعامل مع التحديات التي يفرضها استخدام "اجلب جهازك الخاص" وهذا يرتبط بالادعاء الأول الذي يرى أن الشركات الكبرى لا تشجع على سياسة "اجلب جهازك معك" وهي -من باب أولى- ترفض هذا المفهوم بذريعة الميزانية والوقت. لكن الحقيقة تشير إلى أن أغلب الشركات تضع تبني هذا الاتجاه ضمن ميزانياتها للعام القادم، فكما ذكرنا سابقا بتقرير "أفانادي" فإن أكثر من 80% ممن شملهم الاستطلاع صرحوا باستخدام موظفيهم لأجهزتهم الخاصة بالعمل، كما أن معظم المديرين التنفيذين الذين أخذت آراؤهم أوضحوا أن تبني هذا الاتجاه أولوية لمؤسساتهم. ويقول ادعاء سادس بأن تطبيق مبدأ "اجلب جهاز الخاص" يترتب عليه التعامل مع التحديثات والتطبيقات المكملة الكثيرة التي تحتاج إلى متابعة وتنزيل مما يؤدي بكثير من الأحيان -في حالة إهمالها- إلى مشاكل بالخدمة. وحقيقة الأمر أن معظم التحديثات بالأجهزة الحالية يتم تحميلها وإعلام المشترك بها بشكل آلي، فغالبية التطبيقات على الأجهزة يتم تحديثها من قبل المستخدم دون الرجوع للدعم الفني أو مواقع المساندة لإنزال هذه التحديثات. ويرى الادعاء الأخير أنه يمكن منع اتجاه "اجلب جهازك الخاص" بأي مؤسسة، حيث يظن كثيرون أن منع استخدام التكنولوجيا الشخصية بالعمل أمر ممكن وبسيط. لكن الحقيقة هي أنه لا يمكن منع هذا الاتجاه إلا بغلق المؤسسة، فهو لم يعد خيارا بل ثورة نشأت وستتصاعد حتى تظهر تكنولوجيا أخرى تحول هذا الاتجاه إلى جهة أخرى، فهو يشبه الضربة التي تلقاها سوق الحواسيب المركزية الضخمة (Mainframe) الخاص بشركة "آي بي أم" الأميركية أواخر السبعينيات عندما ظهرت سوق الحواسيب الشخصية وغيرت التاريخ. ولكن كما هو الحال بكل اتجاه وثورة يظل التساؤل قائما: هل هذه الثورة هي الأفضل؟ وهل هي خالية من العيوب والمشاكل؟ وهل هناك تحديات تستوجب أخذ الحيطة؟ ويظل الجواب معلقا حتى تتكشف كل جوانب هذه الثورة ويظهر ما كان خافيا تحت السطح.
خدمات المحتوى
|
تقييم
محتويات مشابهةمحتويات مشابهة/قالاكثر تفاعلاًالافضل تقييماًالاكثر مشاهدةًالاكثر ترشيحاًالافضل تقييماً/قالاكثر مشاهدةً/قالاكثر ترشيحاً/ق |