الرئيسية
الأخبار
|
العالم العربى فيصل القاسم يدعو السوريين للاستفادة من التجربة الجزائرية |
2014-12-13 04:17
حذر الصحافي الإعلامي "فيصل القاسم" في مقاله، السوريين من مغبة الشبه بين ثورتهم والثورة الجزائرية موضحًا الفارق بين الثورتين، خشية أن تنتهي الثورة السورية على الطريقة الجزائرية البائسة، وأن يعود جنرالات الأمن والجيش إلى تشديد قبضتهم على البلاد والعباد.ويقول القاسم: إن أحد الباحثين الجزائريين قد أوضح أوجه الشبه التي لا تخطئها عين بين الحالتين الجزائرية والسورية كالآتى: أولًا.. خروج مظاهرات مطالبة بإلغاء الانقلاب الذي قام به جنرالات الجزائر على نتائج الانتخابات وضرورة إعطاء الجبهة الإسلامية للإنقاذ الفرصة في الحكم، وبالمقابل خرجت مظاهرات شعبية في سوريا مطالبة بتغيير نظام الحكم، وكما تصدى النظام الجزائري للمظاهرات الشعبية بالحديد والنار، أنزل بشار الأسد الجيش إلى الشوارع فورًا للقضاء على التجمعات الشعبية والسياسية. ثانيًا.. تشابه النظامان في شن حملة مداهمات واعتقالات في صفوف المعارضة واختفاء عشرات الألوف، مما حدا بالمعارضة إلى حمل السلاح للدفاع عن نفسها في كلتا الدولتين، فأصبح صاحب الحق متمردًا في نظر النظامين. ثالثًا.. كما ظهرت في الجزائر جماعات مسلحة مجهولة المنشأ، شعارها محاربة النظام وتشويه سمعة المعارضة، برزت على الساحة السورية أيضًا جماعات لم يعرف أحد من أين جاءت، والغريب أن كل تلك الجماعات جاءت باسم الدين وشعارها «الله أكبر»، ويعتقد الكثيرون أنها صنيعة أمنية في كلتا الحالتين، ثم تلى ذلك البدء في حملات التصفية الجماعية لكل من كان له علاقة من قريب أو من بعيد بالمعارضة الأصلية. رابعًا.. الحملة المسعورة لتشويه صورة الإسلام والمعارضة، وكما هرب ملايين الجزائريين للخارج، أصبح العالم الآن يضرب المثل بعدد اللاجئين الذين هربوا من سوريا جراء الصراع الدامي. وقد أصبح كلّ من الشعبين منبوذًا أينما حلّ، وصارت صفة الإرهاب ملازمة لهما. خامسًا.. العالم في ذلك الوقت تحرك، لكن ليس لإنصاف الشعب الجزائري المسكين، بل لإنهاء الصراع لصالح الجنرالات والحفاظ على النظام، وها هو يعيد الكرة الآن في سوريا، حيث تناسى ما حل بالسوريين من كوارث، وأصبح همه الحفاظ على الحكم في دمشق من خلال مصالحات مفروضة على الشعب فرضًا، بحسب القاسم. وأكمل القاسم موضحًا الأحداث التالية المبنية على تشابه التجربتين قائلًا: وعلى ضوء ذلك يمكن أن نتوقع الأحداث التالية في سوريا بناء على النموذج الجزائري، أولًا: الدعوة إلى الحوار بين أطراف النزاع برعاية أصحاب المصالح، ثانيًا: الدعوة إلى الوئام المدني ووقف إطلاق النار واعتبار الوضع حربًا أهلية، وبالتالي لا أحد سيُحاسب لاحقًا. ثالثًا: الدعوة إلى مصالحة وطنية، وذلك يعني عفا الله عما سلف، وينجو الجميع بفعلته والذين ماتوا، والمجرمون حسابهم عند ربهم ولا عقاب. رابعًا: بقاء النظام في الحكم، ويتم استبدال الرئيس بشخصية جديدة حسنة السمعة وتـُرضي الجميع، لكنه في الواقع تطور يخدم النظام ويدعم قوته، ويعطيه شرعية جديدة لم يكن يحلم بها قبل الثورة. خامسًا: عندما ترضى المعارضة بالمصالحة فاقرأ السلام عليها؛ لأن النظام سيعمل على تلميع صورته وتشويه سمعة الطرف الآخر، ويستحيل بعدها القيام بثورة ديمقراطية في البلد، سادسًا: العودة إلى نقطة الصفر، والجميع سيسكت خوفًا من تكرار الأحداث من جديد، وكلما ظهرت بوادر انتفاضة قام النظام بتفجير هنا وآخر هناك، فيهدأ الجميع. ويختتم القاسم قائلًا: "لهذا أمام الشعب أمران اثنان: إما أن ترضوا بالعودة إلى نقطة الصفر وفق الأحداث المتوقعة، وإما أن توحدوا الصفوف، وتحسموا أمركم ضد النظام الحاكم، لأنه في أضعف أحواله، ولو كان قادرًا على المواجهة لما بدأ في الدعوة إلى المصالحة أصلًا، فاختاروا مصيركم الآن: إما أن تكونوا أو لا تكونوا".
خدمات المحتوى
|
تقييم
محتويات مشابهةمحتويات مشابهة/قالاكثر تفاعلاًالافضل تقييماًالاكثر مشاهدةًالاكثر ترشيحاًالافضل تقييماً/قالاكثر مشاهدةً/قالاكثر ترشيحاً/ق |