الرئيسية
الأخبار
|
العالم العربى وزير مغربي: لهذا كانت تجربة الإسلاميين لدينا فريدة ومتميزة |
2014-12-13 04:18
قال الوزير المغربي المنتدب المكلف بالنقل "محمد بوليف": إن "تجربة الإسلاميين في المغرب هي تجربة فريدة ومتميزة؛ وذلك لاعتبارات منها خصوصياتها المحلية، وعدم تبعيتها لأي طرف أو جهة إسلامية على الصعيد العالمي".وأوضح "بوليف" في حوار على هامش قمة البوسفور الخامسة التي اختتمت اليوم في إسطنبول أن "تجربة الإسلاميين في المغرب حافظت على الخصوصية، واجتهدت وفق الواقع المغربي بوجود نظام ملكي، ومؤسسات مجتمع مدني، وأحزاب سياسية تشترك في المجال السياسي". وأضاف "بوليف" أنه "منذ سبعينيات القرن الماضي كان الإسلاميون حركة دعوية عملت واجتهدت وتهيأت، وكانوا من الفاعلين الرئيسين في العديد من المحاور المجتمعية، ولما قرروا المرور لمرحلة الظهور والصدع لما كانوا يعملون به، قرروا الانخراط في العمل السياسي، والبحث عن المشروعية لتبليغ الأفكار والمشروعات التي عملوا عليها لسنوات ولعقود داخل الجلسات". وفي نفس الإطار، لفت الوزير المغربي إلى أنهم "التحقوا بداية بحزب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية والذي أصبح حزب العدالة والتنمية لاحقًا، وبالتالي هذه الاستمرارية والانسياب الإيجابي في المجتمع والتفاعل مع مختلف الفاعلين من مؤسسات مدنية أو أحزاب يسارية أو ليبرالية، جعل تجربة حزب العدالة والتنمية، والتجربة الإسلامية مقبولة من الطرف الآخر". وشدد "بوليف" على أنهم "لم يزعموا أنهم المثال الأوحد لما هو موجود في الساحة، بل يقولون بأنهم طرف من بين الأطراف، ويتعاونون مع الغير على الخير، وكل من يقدم الخير للوطن يتعاونون معه، وهو ما يجعلهم يتحالفون سياسيًّا مع حزب يساري على برامج تفيد المجتمع اقتصاديًّا واجتماعيًّا، ومرات يتخاصمون داخل الحركة الإسلامية، إذا رصدوا فصيلًا بدأ يخرج عن الوسطية والاعتدال". وبيَّن الوزير المغربي أن "الحل في الإسلام بمعنى اقتباس ما يتفرد بالخصوصية المغربية، وجعله يفيد البلد، والإضافة إلى ما هو موجود عند الآخرين، فهذا المنهج الاعتدالي جعلهم يصلون للانتخابات الأخيرة، والشعب المغربي قد فهم أن هناك تجربة مخلصة لبلده، وتهتم بقضايا المحتاجين والمحرومين، ويمكن لها أن تعطي البديل، فكان هذا الإقبال بعد الربيع العربي، وحصلنا على المرتبة الأولى بفارق كبير عن المنافسين". وكشف "بوليف" أن "الحكومة الحالية أفضل من السابقة، حيث بدأت بقطف الإنجازات بعد تقليل الهوة، وبدأت تظهر بعض المظاهر الاجتماعية، ومقبلون على إبداعات اجتماعية لصالح المواطنين، وتحسين معيشتهم، وخلال المدة المتبقية والبالغة نحو عام ونصف من هذه الحكومة، ستكون الإنجازات أفضل، خاصة بعد صمودنا أمام التيارات التي لا تريد للإصلاح أن ينجح، وتريد العودة للسابق كما حصل في مصر، وتونس، وليبيا، واليمن". ووصف "بوليف" حادث وفاة الوزير "عبد الله باها" بأنه "أمر جلل، وهو مصاب المجتمع والوطن المغربي، قبل أن يفجع به حزبه وأصدقاؤه وعائلته"، لافتًا إلى "أنه بعد أدائه لصلاة المغرب في مسجد قريب من موقع الحادث، انتقل ليأخذ لمحة عن مكان وفاة برلماني سابق هو (سي زيدي)، قبل شهر بسبب فيضانات حيث توفي تحت قنطرة سكة حديدية متأثرًا بغرق سيارته لينظر بأم عينيه لعله يجد سببًا آخر لوفاة الرجل". وتابع الوزير قائلًا: "بسبب الليل، يبدو أن باها لم يتنبه، أو لم يكن له من الوقت لكي يهرب عندما قدم القطار، وبالتالي صدمه فوق السكة"، واصفًا إياه بأنه "رجل دولة بامتياز، ورجل توافقات، ورجل الحوار والحكمة والذي لم يكن شرسًا أبدًا مع خصومه، بل يحاول التقريب بين الأفكار وبين الآراء، وكان دائمًا يلتقط الإشارات الإيجابية، ويترك كل ما هو سلبي". واعتبر "بوليف" أن "رجلًا بهذه المواصفات يصعب أن يوجد له مثيل في الأيام والأشهر المقبلة، ولا شك أنه سيربك بعض الشيء العمل الحكومي، لموقعه كرجل ثانٍ فيها، والمصاحب الدائم والمستشار لرئيس الحكومة، كما أن حزبه تأثر لأنه نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ولا شك أن موقفه ومنصبه ووزنه ورجاحته داخل الحزب كانت تعطيه دائمًا الأولوية في كل ما هو حواري وما هو مرتبط بالخلافات الداخلية". واستدرك الوزير المغربي قائلًا: "العمل بالمؤسسات وليس بالأشخاص، ورغم أن باها رجل كبير بتاريخ البلاد، ولكن القافلة يجب أن تسير؛ لأن المبادئ والأفكار هي التي تحكم مسيرتنا، والأشخاص هم وسائل وآليات لتبليغها، وآمل ألا تطول فترة التأثر بفقد رجل مثله، وتجاوز الفترة"، لافتًا إلى أنه ليس هناك حديث عمن يخلفه حاليًا، "بينما هناك تأمل فيما جرى". وعلى صعيد العلاقات التركية المغربية، قال "بوليف": "إنها طيبة جدًّا على مختلف الأصعدة، وإن كان تميزها لم يظهر بعد على السطح رغم تميز الحضارتين التركية والمغربية، فالمغرب له 1200 عام من الحضارة الحالية، وتلاقت حضاريًّا مع العثمانيين، ولكن خلال الـ 30-40 عامًا الأخيرة، هناك تلاقح في التصورات أمام المجتمعات الدولية في منظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة". وأشار الوزير المغربي إلى أن "تركيا ساهمت في عدد من القضايا المرتبطة بوحدة التراب المغربي وقضية الصحراء، والانتقال من مرحلة الشريك إلى المتقدم مع الاتحاد الأوروبي، وفي الأمم المتحدة أيضًا، بمعنى أن الدعم السياسي موجود، والمسؤولون المغاربة كانوا يدعمون القضايا التركية في المحافل الدولية". وعلى صعيد التعاون الاقتصادي، لفت "بوليف" إلى أن "هناك ارتباطًا وثيقًا؛ حيث تعمل نحو 100 شركة تركية في المغرب، فازت بأسواق تفوق قيمتها مليار دولار خلال الـ 20 سنة الأخيرة، وتشتغل في عديد من المجالات، وأساسها البنية التحتية والطرقات والمنشآت الفنية الكبيرة، وعندها الخبرة والتقنيات الفنية التي يستفيد بها المغرب في مشاريعه، وفي مقابل ذلك يوجد المغرب بشبابه في تركيا، من خلال نزوح الطلبة المغاربة للجامعات والمعاهد التركية، باعتبارها متميزة وبلوغها مستوى من النضح الموجود في الجامعات الأوروبية وفي مجالات السياحة والنقل فإن المستقبل في العلاقة نحو مزيد من التطور، وخاصة أن تركيا تعتبر الشريك التاسع أو العاشر للاقتصاد المغربي من ناحية العلاقات المشتركة". وأكد الوزير المغربي أن "بلاده عازمة على افتتاح قنصليتين فخريتين في مدينتين تركيتين إضافة للقنصلية العامة في إسطنبول، في حين أن لتركيا 5 قنصليات شرف في المغرب، كما أن بلاده منفتحة للمشاركة في الملتقيات والمنتديات بين رجال الأعمال، حيث تجتمع الهيئتان التي تمثلان رجال الأعمال وسيدات الأعمال، في إطار اتفاقية ثنائية مشتركة، ستعمل على دعم العلاقات التجارية كما أن التجربة التركية من حيث النمو والإقلاع الاقتصادي هامة، ونموذج يمكن الاحتذاء به، واستطاعت أن تعطي فكرة بأن هناك دولة إسلامية يمكنها اللحاق بركب الدول المتقدمة".
خدمات المحتوى
|
تقييم
محتويات مشابهةمحتويات مشابهة/قالاكثر تفاعلاًالافضل تقييماًالاكثر مشاهدةًالاكثر ترشيحاًالافضل تقييماً/قالاكثر مشاهدةً/قالاكثر ترشيحاً/ق |