الرئيسية
الأخبار
|
الأخبار السياسية العلاقات التركية - المصرية بين التغيير والجمود |
2014-12-29 05:52
وصف الكاتب "دافيد بارشارد" رغبة تركيا بتغيير سياستها الخارجية تجاه مصر بالصعبة وخاصة بعد الفجوة التي حدثت البلدين بعد "الانقلاب العسكري" في مصر.فتحت عنوان "هل تتحسن العلاقات التركية المصرية؟" كتب "دافيد بارشارد" مقالًا في ميدل إيست آي أن الفجوة اتسعت بين أنقرة والقاهرة منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسي وحكومته في يوليو عام 2013، حيث طلبت مصر من السفير التركي المغادرة، وصار التمثيل الدبلوماسي لكلا البلدين مقتصرًا على مستوى القائم بالأعمال، وأصبحت الحرب الإعلامية والكلامية شرسة بين البلدين. وأوضح "دافيد بارشارد" أن تركيا تسعى بشكل دائم إلى عزل قائد الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي وحكومته عن المجتمع الدولي، وهو ما أكده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمته أمام البابا فرانسيس، خلال زيارته إلى تركيا في نهاية نوفمبر من العام الجاري، حيث قال أردوغان: "إن البابا لم يكن عليه أن يستقبل السيسي لأن الفاتيكان بذلك يعطي شرعية دولية للزعيم العسكري المصري". وأضاف أن سياسة تركية تجاه مصر أخذت في التغيير وخاصة بعد أن وجدت نفسها وحيدة في الشرق الأوسط، وهي المنطقة التي تعتبر جوهر السياسة الخارجية التركية، وأيضًا بعد التحولات القطرية في سياستها الخارجية تجاه السلطات المصرية في الفترة الأخيرة، علاوة على ذلك، كان للجمود في العلاقات المصرية التركية تكاليف خطيرة في عدة قطاعات أخرى هو زيادة التعاون بين مصر وألد أعداء تركيا الإقليميين "قبرص اليونانية"، بخصوص التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في قاع البحر شرق المتوسط، وإنشاء خطوط أنابيب وطرق نقل جديدة، وهو ما يحرمها من التأكيد على حقوقها في قاع البحر كقوة ساحلية رئيسية في شرق المتوسط، وحقوق القبارصة الأتراك. وأشار إلى أن هذا هو ما دعا مستشاري الرئيس التركي أردوغان إلى مطالبته بإعادة صياغة العلاقات التركية – المصرية بما يحقق لها الدفاع عن المصالح القومية التركية، وهو ما ظهر جليًّا في تصريحات نائب رئيس الوزراء التركي "بولنت أرينج" حيث قال: "إنه من الضروري بناء علاقات تركية مصرية على أرضية صحية"، لكنه أضاف أن "على مصر أن تتخذ الخطوة الأولى"، وهو ما يعتبر مؤشرًا قويًّا على تغيير جدي في علاقات تركيا تجاه مصر ورغبتها في ذوبان الجليد بين البلدين وهو ما أكده أيضًا وزير الخارجية "مولود تشاووش أوغلو"، عندما ألمح إلى أن تركيا تريد تحسين العلاقات، مع مصر مقابل تحرك مصري نحو الديمقراطية وإنهاء انتهاكات حقوق الإنسان. وقال بارشارد "ربما ستنظر أنقرة في تخفيف الإجراءات ضد بعض قيادات الإخوان السجناء الذين تحتجزهم مصر كخطوة أولى، لكن ماذا بعد ذلك؟ من غير المحتمل أن ترد تركيا بإيقاف أنشطة المصريين على أراضيها، والذي يكاد يكون مؤكدًا أنه سيكون الطلب الأول للقاهرة". ولكن إلى أي مدى ستتحسن العلاقات بين البلدين؟ وخاصة أن أنقرة تدرك أن مفتاح العلاقات التركية - العربية متوقفة على بناء علاقات جيدة مع القاهرة، وهو ما سبب لها مأزقًا دبلوماسيًّا يضر بشدة بهيبة تركيا على الصعيد الدولي. وختم كلامه قائلا: "لقد تركت سياسة تركيا الخارجية تجاه مصر منذ الانقلاب حفرة يصعب الخروج منها، حتى لو اعتقد صُناع السياسة الأتراك أن الوقت قد حان للقيام بذلك، ولكن كبديل، قد تجرب أنقرة بدء تبادل دبلوماسي وراء الكواليس وإيقاف حملات السب المتبادلة".
خدمات المحتوى
|
تقييم
محتويات مشابهةمحتويات مشابهة/قالاكثر تفاعلاًالافضل تقييماًالاكثر مشاهدةًالاكثر ترشيحاًالافضل تقييماً/قالاكثر مشاهدةً/قالاكثر ترشيحاً/ق |