الرئيسية
الأخبار
|
الأخبار السياسية الزعاترة: طهران تعتبر العراق وسوريا "ولايات إيرانية" |
2015-01-18 08:40
قال الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، إن التصريحات الإيرانية الفجة حول الشئون العراقية والسورية، تؤكد أن طهران تنظر إلى هذه الدول باعتبارها ولاية إيرانية.ونقل الزعاترة تصريح العميد أحمد رضا بوردستان قائد القوات البرية الإيرانية، والذي حذر فيها تنظيم الدولة من الاقتراب من الحدود الإيرانية مسافة 40 كم، قائلًا: حدودنا بعمق 40 كم داخل الأراضي العراقية تعدّ خطا أحمر، لذا حذّرنا تنظيم داعش من عبور هذا الخط. وأضاف الزعاترة في مقال له على العرب القطرية أن ذلك التصريح يأتي في ظل موجة لافتة من التصريحات التي يطلقها مسؤولون في القوى الشيعية العراقية عن الدور الذي لعبته وتلعبه إيران في الدفاع عن العراق، وفي حماية بغداد من تقدم مقاتلي الدولة ، وعلى خلفية مقتل قائد كبير في الحرس الثوري (حميد تقوي) في سامراء (حسب الرواية الإيرانية، ربما لتبرير القول إنه كان يدافع عن العتبات المقدسة). وتابع الزعاترة: وفي حين يجري إغداق الثناء اليومي على إيران وبطولاتها في الدفاع عن العراق من قبل القوى الشيعية؛ نسمع يوميا موجة من التشكيك بالأميركان وبالتحالف الذي يحارب تنظيم الدولة، بل إن تصريحات لا تكاد تحصى تتجاوز التشكيك إلى التصريح بدعم التحالف المباشر للدولة الإسلامية بالسلاح، وهو أمر يثير السخرية في واقع الحال؛ إذ لماذا لا يطالب رئيس الحكومة العراقية بوقف نشاط التحالف في العراق إذا كان يشكل عونا للدولة الإسلامية ولا يحاربها؟! وأضاف الكاتب الفلسطيني الأصل: التصريح الأول يُعد سافرا وينطوي على قدر من الوقاحة في التعاطي مع بلد عربي مستقل، وهو يأتي ضمن حشد من التصريحات التي تتعامل مع العراق وسوريا واليمن ولبنان كولايات تابعة للسيد الإيراني، حتى وصل الحال بعلي شمخاني حد القول إن لولا دماء «الشهداء» التي تبذل في العراق لأصبحت التفجيرات في طهران والمدن الإيرانية الأخرى (الولايات هوامش وطهران المركز!!). وتابع: والحال أن الخط الأحمر الذي رسمه الجنرال الإيراني هو حقيقة واقعة، ومن يقاتل في الشمال الكردي لا يضع مسافة 40كم كخط أحمر له، لكن الخط المذكور هو المتعلق بالحدود الإيرانية الممتدة في محافظة ديالى، والتي شهدت تركيزا من قبل القوات الإيرانية بما فيها الطيران، كما شهدت أعمال عنف هستيرية، وعمليات تطهير عرقي ضد السنّة في تلك المنطقة التي يراد لها أن تغدو شيعية لحماية الحدود الإيرانية، مع أن عمليات التطهير ما زالت تركز على بغداد أيضا، والتي يُراد لها أن تتحول إلى مدينة شيعية، ربما تحسبا لمخطط تقسيم يفرض نفسه على نحو من الأنحاء. وأضاف الزعاترة: ما تتجاهله إيران (فضلا عن قدرتها على تحمل الاستنزاف طويلا) هو أن هناك نوعا من العنف العابر للحدود، والذي لا يمكن التصدي له عبر الطيران والجيوش، وإذا كان تنظيم الدولة الإسلامية يريد دولة ويعمل على الحفاظ عليها، فإن ثمة قوى كثيرة لا تريد ذلك، وهي ستكتفي بالضرب في العمق الإيراني بكل وسيلة ممكنة، وأعمالها بدأت بالفعل. واستطرد قائلا: والنتيجة أن هذا الاستعراض اليومي للقوة الإيرانية إنما يعبر عن أزمة حقيقية أكثر مما يعبر عن شعور بالقوة، فإيران اليوم تنزف على كل صعيد، وهي بعد تدهور أسعار النفط تعيش وضعا بالغ السوء، فيما يقاتل المحافظون في الداخل من أجل منع الاتفاق النووي، ما يضطر روحاني إلى تلويح باستفتاء شعبي عليه، الأمر الذي اعتبروه بمثابة إعلان حرب، وبالطبع لأنهم يدركون حقيقة الموقف الشعبي الرافض لكل تلك المغامرات المدمرة. واختتم الزعاترة بقوله: إيران اليوم مثل المقامر المدمن الذي يخسر؛ لكنه يزداد تشبثا بالطاولة، وهي ستدرك يوما عبثية ما تفعله، لاسيَّما أن موجة العداء لها في أوساط غالبية الأمة قد أخذت تتجاوز كل الحدود، ولن تسعفها تلك المؤتمرات البائسة التي تعقدها بعنوان الوحدة الإسلامية. تلك الوحدة التي ترفعها شعارا بالكلام حينا، فيما تدوسها بأحذيتها العسكرية في العراق وسوريا واليمن أحيانا.
خدمات المحتوى
|
تقييم
محتويات مشابهةمحتويات مشابهة/قالاكثر تفاعلاًالافضل تقييماًالاكثر مشاهدةًالاكثر ترشيحاًالافضل تقييماً/قالاكثر مشاهدةً/قالاكثر ترشيحاً/ق |