الرئيسية
الأخبار
|
الأخبار السياسية ديلي بيست: أمريكا ترفض محاربة الأسد خوفا من إيران |
2015-06-03 03:34
رأى موقع "ديلي بيست" أن ثوار سوريا مستعدون لقبول البنادق والتدريب الأميركي، ولكنهم لا يوافقون إدارة أوباما في إصرارها على استثناء الأسد من القتال.وأضاف أن محور خطة الحرب الأمريكية ضد داعش تتعرض لخطر الانهيار، حيث يتأهب قائد مجموعة مهمة من الثوار ورجاله الانسحاب بعد خيبة أملهم من البرنامج الأمريكي لتدريب جيش من الثوار لصدّ التنظيم في سورية. وتأتي هذه الأنباء في وقت تتقدم فيه داعش في ضواحي حلب ثاني أكبر المدن السورية. وقال الثوار الذين يقاتلون مسلحي داعش لمراسل "ديلي بيست" إن قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة لا تكلف نفسها عناء الرد على المكالمات بخصوص شن ضربات الجوية لوقف تقدم تنظيم الدولة. وأبلغ "مصطفى السجيري"، وهو أحد الثوار الذين قُبلوا للانضمام إلى برنامج التدريب الأمريكي، لمراسل الموقع، إنه على وشك الانسحاب مع 1000 من رجاله من البرنامج، فالمشكلة هي أن الحكومة الأمريكية تطلب الثوار بأن لا يستخدموا أيا من خبراتهم القتالية الجديدة أو الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة ضد جيش بشار الأسد أو أي من وكلائه وحلفائه، بما في ذلك الميليشيات المدعومة إيرانيا مثل حزب الله اللبناني، وتصر واشنطن أنه يجب محاربة داعش. وأضاف "السجيري"، أحد مؤسسي مجلس قيادة الثورة: "قدّمنا أسماء 1000 مقاتل للبرنامج، ولكن بعد ذلك وصلنا طلب بالتعهد بعدم استخدام أي من تدريبنا ضد الأسد، ونقل هذا الطلب لنا شفوياً ضابط اتصال في وزارة الدفاع، قائلاً إنه علينا التوقيع على استمارة، وقال لنا: "لقد حصلنا على هذه الأموال من الكونجرس لوضع برنامج لمكافحة داعش فقط"، وكان هذا سبب غير مقنع بالنسبة لي، لذلك قلنا لا"، لا يريد رجالي أن يكونوا خاضعين لهذه السياسة، لأنها يمكن أن تُستخدم ضدهم في سوريا، على أنهم قد خانوا الثورة والآن هم مجرد مرتزقة لقوات التحالف". لا يعني الرحيل المحتمل لسيجاري، وفقا لتقرير الموقع، فقدان عدد من المقاتلين وحسب، وهو الجيش الذي تحاول الولايات المتحدة تجميعه لمكافحة داعش، بل يعني أيضاً فقدان حجر الزاوية في أحد برامج خطة إدارة أوباما لمكافحة داعش في سوريا. وعلق الباحث "تشارلي وينتر"، المتخصص في شؤون داعش في مؤسسة كويليام في لندن لموقع ديلي بيست على هذا بالقول: "سوف تنخفض القيمة البنيوية لبرنامج التدريب والتجهيز طالما يُطلب من المشاركين فيه استهداف الجهاديين أولاً ثم النظام السوري، ومن السذاجة الاعتقاد بأن تقبل أي جماعة معارضة أنه لا يمكن مساعدتها إلا إذا كانت تركز جهودها على مقاتلي داعش وليس النظام الذي أوصل سوريا إلى هذه الحال". وقد عمل "مصطفى السجيري" لسنوات مع ما يسمى "عمليات القيادة المشتركة" في تركيا، حيث نسقت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ومجموعة الدول الغربية ووكالات التجسس الإقليمية مع الثوار "المعتدلين" وسلحوهم في بعض الأحيان، ولم يفرضوا عليهم من لا يجب قتاله، وفقا لتقرير الموقع. وأوضح "السجيري" قائلا: "حصلنا في الماضي على بعض الدعم من خلال مجموعة أصدقاء سورية، وكانت كميات صغيرة جداَ، كنا نأمل أن يكون هناك المزيد من الدعم من الأميركيين". وأضاف أن "أجهزة الاستخبارات الأميركية لديها فكرة كافية عن الأخيار والأشرار في سوريا ويعرفون الجماعات التي تقاتل كل من التطرف والدكتاتورية، وإذا كانت إدارة أوباما صادقة في وضع حد لمعاناة الشعب السوري، فإنها يمكن أن تفعل ذلك في غضون ثلاثة أشهر". ويشرف على برنامج التدريب والتسليح السوري، بحسب قرار الكونجرس، الجيش الأمريكي في الأردن وتركيا، ومن المرجح أيضاً في المملكة العربية السعودية وقطر، وليس ضباط المخابرات المركزية. لكن أنقرة وواشنطن لم تتفقا أبداً على اختصاص المهمة، ففي حين تصرّ تركيا على ضرورة تقديم الدعم الجوي لهؤلاء الثوار، لأنهم سوف يُستهدفون من مقاتلات النظام وطائرات الهليكوبتر الهجومية، وقد طرح وزير الدفاع الأمريكي آش كارتر فكرة الدعم الجوي الأمريكي للثوار علناً، لم تلتزم الإدارة بذلك، إذ وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن أوباما يخشى أنه إذا قامت أي من المجموعات التي تدربها أمريكا بملاحقة النظام في سوريا، فسيقوم الحرس الثوري وقوة القدس الإيرانية بتوجيه الميليشيات الشيعية إلى تحويل بنادقهم تجاه الجنود الأمريكيين في العراق. كان الهدف الأصلي تخريج 5000 من الثوار سنويا، رغم أن البرنامج قد عانى العديد من النكسات والتأخير. وفي أوائل شهر مايو، قال كارتر للصحفيين في مؤتمر صحفي في البنتاغون إنه تم تجهيز 90 مقاتلا خلال الجولة الأولى من التدريب في الأردن. وادعى العقيد "باتريك رايدر"، المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، أن مجموع المتطوعين السوريين هو 3700 ولكن تم قبول 400 فقط، وكان هناك 800 طلب آخر قيد المعاينة. وقبل ذلك أُعلن في أبريل أن الجنرال "مايكل ناجاتا"، وهو الرجل الذي عيّنه أوباما رئيسا لبرنامج التدريب والتجهيز، قد تنحى لأسباب غير معروفة. وفي هذا، قال "السجيري" إن ذلك لا يوحي بالثقة، وأنه لا يعرف من كان مسؤولاً عن البرنامج، وأضاف: "نحن لا نعرف ماذا حدث للجنرال ناجاتا، ولا أحد يقول لنا شيئا". وأضاف أنه حتى لو قبلوا التوقيع، فهو لا يعتقد أن ذلك سيغير من موازين القوى في سوريا حسب أهداف الولايات المتحدة. وأوضح أن "أي شخص لديه معرفة عسكرية سيدرك أن هذا البرنامج لم يتم تصميمه لإحداث تأثير أو دعم الشعب السوري، بل سيسهم في إطالة أمد هذا الصراع لفترة أطول، كما إننا نقاتل منذ أربع سنوات، فمع البرنامج أو من دونه سنستمر، وإن لم يغير الأميركيون هذا الشرط المسبق، فسنواصل القتال أيضا". وفي تطور آخر لا يبعث على الارتياح، قال قائد لمجموعة من الثوار لمراسل "ديلي بيست" إنه بذل جهده وهو يحاول دون جدوى الحصول على اهتمام التحالف بتوجيه ضربات جوية ضد داعش، وهذا ما سمح لمقاتلي تنظيم الدولة تحقيق مكاسب كبيرة بالقرب من مدينة حلب، معقل الثوار المعتدلين والإسلاميين. وقال العميد زاهر الساكت، الذي انشق عن جيش الأسد في العام 2013، في مقابلة مع "ديلي بيست": "كنا نأمل في أن نتمكن من العمل جنباً إلى جنب مع قوات التحالف لهزيمة داعش، وأن التحالف سيشن ضربات ضد المواقع التي كانت تحتلها داعش في شمال شرق حلب، ودعوناهم للقيام بذلك"، ولكن من دون جدوى وهو ما اتضح في قصف داعش للعديد من البلدات في ضواحي حلب وتقدمها في بعض المدن المهمة. وهنا أوضح الباحث "تشارلي وينتر" قائلا: "من خلال مهاجمة مواقع المعارضة في شمال حلب، منحت داعش نظام الأسد فرصة تكتيكية بدأ يستغلها فعليا، وليست هذه هي المرة الأولى التي استفاد فيها جيش النظام وداعش من بعضهما البعض ولن تكون الأخيرة". لأسابيع، ظهر العميد الساكت على عديد من وسائل الإعلام العربية وهو يدعو إلى التنسيق بين ثوار بلده وقوات التحالف، وقال إن لديه إحداثيات دقيقة للمنشآت التي تسيطر عليها داعش وعتادها في مدن مثل الراعي ومنبج والباب في ضواحي حلب، ولكن حتى الآن لا أحد من القيادة المركزية الأمريكية للجيش المسؤول عن الشرق الأوسط تواصل معه. كما طالب المجلس السوري الأمريكي (وهي جماعة معارضة مقرها واشنطن)، إدارة أوباما بتوجيه ضربات جوية إلى داعش بالقرب من مارع قبل عدة أشهر"، وقال محمد الغانم، مستشار سياسي رفيع للمجلس الأمريكي السوري في اتصال مع موقع "ديلي بيست": "تم رفض طلبنا لسبب أدهشنا وهو أن مساعدة الثوار في حلب سيضر بالأسد، الذي من شأنه أن يثير غضب الإيرانيين، وقد يدفع بهم هذا إلى استهداف القوات الأمريكية في العراق". .
خدمات المحتوى
|
تقييم
محتويات مشابهةمحتويات مشابهة/قالاكثر تفاعلاًالافضل تقييماًالاكثر مشاهدةًالاكثر ترشيحاًالافضل تقييماً/قالاكثر مشاهدةً/قالاكثر ترشيحاً/ق |