الرئيسية
الأخبار
|
الأخبار العامة والعالمية "لوموند": روسيا تبتعد عن دمشق وترحل أُسَر عسكرييها من "طرطوس" |
2015-06-04 05:58
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تحقيقا حول الموقف الروسي من نظام الأسد كتبه مراسلا الجريدة "إيزابيل ماندرو" في موسكو "وبنجامان بارت" في بيروت.وبحسب التقرير فقد حطت طائرة "إليوشين-76" وعلى متنها 80 راكباً في مطار "دوموديدوفو"، في موسكو، في يوم 29 مايو. وكانت الطائرة، التي استأجرتها وزارة الحالات الطارئة الروسية، قد أقلعت قبل ساعات من مطار "اللاذقية" الواقعة على الساحل الروسي، والتي تُعتبر أحد معاقل الطائفة العلوية ونظام بشار الأسد. وبحسب كثير من المراقبين تعد هذه الخطوة مؤشراُ على أن روسيا -بإخلائها لرعاياها ورعايا تابعين لبيلوروسيا، أوكرانيا وأوزبكستان، بعد أيام من سقوط مدينة "تدمر" في أيدي تنظيم "داعش"- بدأت تأخذ بالاعتبار مدى ضعف السلطة الحاكمة في دمشق. والمسافة بين "اللاذقية" ومرفأ "طرطوس"، الذي يضم قاعدة بحرية روسية صغيرة -هي الوحيدة خارج أراضي الإتحاد الروسي- لا تزيد على 90 كيلومتراً. ويقول "أناتولي نيسميان" المتخصص في شؤون الشرق الأوسط: "من هم الذين تم ترحيلهم؟ ليسوا مدنيين عاديين، بل هم أُسَر العسكريين والمستشارين". ويؤكد أنه "توجد عدة مؤشرات على أن روسيا بدأت تبتعد عن بشار الأسد، وترحيل الرعايا أحد تلك المؤشرات". وفي لندن، جزمت صحيفة "الشرق الأوسط" ، في عدد 31 مايو، أن "الكرملين بدأت يبتعد عن النظام السوري". ويوقل التقرير ان اللقاء الذي انعقد في "سوتشي" قبل ذلك بأيام بين الرئيس فلاديمير بوتين ووزير خارجية أميركا جون كيري يمثل أحد "المؤشرات" التي يهتم بها المراقبون. وحسب العديد من المصادر، فقد تطرق المسؤولان إلى "ما بعد بشار". وبعد اللقاء، أشار وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، إلى إجراء "محادثات حول وسائل تسوية الحرب الدائرة في سوريا". وصرح لافروف بعد إشارته الى استمرار توسع سيطرة تنظيم الدولة : "نحن على قناعة أن مكافحة هذا التهديد تتطلب توحيد جهود الدول الكبرى". وكانت موسكو، حتى الآن، قد اتخذت موقف دعم غير مشروط لحليفها بشار الأسد، وعارضت استخدام القوة العسكرية في سوريا. وفي العام 2013، تفاوضت روسيا مع أميركا للتوصل إلى تسوية بارعة حول الأسلحة الكيميائية للحيلولة دون توجيه ضربات عسكرية أميركية، كما عارضت أية إدانة للنظام في حرب تسببت في مقتل 200 ألف إنسان, وهذا علاوةً على أن روسيا لم تتوقف عن تسليم الأسلحة لروسيا منذ تنشيط العلاقات بين البلدين بعد وصول فلاديمير بوتين إلى السلطة في العام 2000. ويشير التقرير الى ان روسيا لا ترغب في خسارة نفوذها في بلد تعتبره "إستراتيجياً". وكان الاجتماعان اللذان انعقدا في موسكو، في شهر يناير ثم في شهر أبريل، بين ممثلي الرئيس السوري والمعارضين الوحيدين المقبولين من دمشق، بمثابة اختبار, ولكنَ الاجتماعين لم يسفرا عن أي "حل سياسي"، وأخفقت محاولة الوساطة الروسية التي كانت تهدف إلى إبقاء الأسد في السلطة مهما كان الثمن. وبادر بشار الأسد إلى توجيه نداء في آخر شهر مارس عبر 8 وسائل إعلام روسية، جاء فيه أن "الوجود الروسي في عدد من مناطق العالم، وفي شرق المتوسط ومرفأ "طرطوس" بصورة خاصة، أمر ضروري لإعادة التوازن الذي فقده العالم بعد تفكيك الإتحاد السوفياتي. وبالنسبة لنا، فكلما كان الوجود الروسي كبيراً، فإن ذلك أفضل لاستقرار المنطقة". ويقول مدير "مركز تحليل نزاعات الشرق الأوسط" في روسيا، "ألكسندر شوميلين": "نعم، هنالك تطور في روسيا، وهنالك تحرك باتجاه مزيد من التشاور مع الشركاء الغربيين ومع دول المنطقة". ويرى الكاتب انه في حال سقوط السلطة السورية، "فذلك سيخدم دعاية الكرملين التي تتمحور حول مقولة "سبق لنا أن حذرناكم.."، ولكن روسيا لن تُحرك إصبعاً صغيراً لمساعدة بشار، ربما باستثناء توفير المنفى له، كما فعلت مع سنودن". ويبدو "سليمان الشيخ"، مدير "معهد بروكينغز في الدوحة"، الذي التقى نائب وزير خارجية روسيا "ميخائيل بوغدانوف" مؤخراً، أكثر تحفظاً، ويقول: "يشعر الروس أنهم سيفقدون نفوذهم وأن تفكك الدولة السورية ليس في صالحهم. وهم يقولون: حسناً، النظام لا يسيطر سوى 50 في المئة من أراضي سوريا. ثم يتساءلون: لكن، من يسيطر على 50 في المائة الباقية، ومن يمكن أن يحل محل الأسد؟ هنا تكمن المشكلة".
خدمات المحتوى
|
تقييم
محتويات مشابهةمحتويات مشابهة/قالاكثر تفاعلاًالافضل تقييماًالاكثر مشاهدةًالاكثر ترشيحاًالافضل تقييماً/قالاكثر مشاهدةً/قالاكثر ترشيحاً/ق |