الرئيسية
الأخبار
|
العالم العربى تقرير يرصد تغير الخريطة العسكرية في سوريا خلال 2015 |
2015-12-27 07:55
أشارت تقارير صحافية إلى التغيرات التي طرأت على الخريطة العسكرية في سوريا وبالأخص في الشمال خلال عام 2015، موضحة أن هذا العام شهد تحولات كبيرة في تطور العمل العسكري على الأراضي السورية.وأفاد تقرير نشرته صحيفة "القدس العربي" أن الخريطة العسكرية في شمال سوريا تغيرت بشكل كبير ومتسارع خلال العام 2015، فغابت فصائل الثوار الأبرز (حركة حزم، جبهة ثوار سوريا، جبهة حق، وألوية الأنصار) عن الساحة العسكرية للثورة السورية بعد صراع دام مع جبهة النصرة وجند الأقصى. وقال الصحيفة إن حركة أحرار الشام وجبهة النصرة استطاعا مع عدد من مجموعات الجيش الحر السيطرة على معسكري وادي الضيف والحامدية قرب مدينة معرة النعمان. ووجهت انتقادات لاذعة وصل بعضها إلى درجة اتهام النصرة بالتنسيق مع النظام، بعد أن تمكنت قوات النظام من الانسحاب جنوباً إلى مدينة مورك. وأوضحت الصحيفة أن سيطرة جيش الفتح على مدينة ادلب في نهاية مارس تعتبر أهم حدث عسكري، فقد كان الفاتحة لانهيار قوات النظام في معسكري المسطومة والقرميد، ومن ثم السيطرة على مدينة اريحا في أسرع عملية سقوط لمدينة. ولقد تمكن جيش الفتح من السيطرة عليها في أقل من عشر ساعات بعد البدء باقتحامها، حيث انهارت قوات النظام ومليشيا حزب الله فيها وانسحبت قواتهما على الطريق الواصل بين اريحا وجسر الشغور. وتابع الصحيفة : " بعد خسارة النظام لمدينة ادلب، وفقا لمراسل الصحيفة، أطبق جيش الفتح الحصار على بلدتي الفوعة وكفريا اللتين تسكنهما أغبية سكانية موالية للنظام، من الشيعة". فيما تمكنت غرفة "عمليات النصر" بعد شهر من السيطرة على مدينة جسر الشغور في الخامس والعشرين ابريل، وبدا دور الحزب الإسلامي التركمانستاني واضحاً في السيطرة على المدينة، وانسحبت قوات النظام إلى مستشفى جسر الشغور الذي اعتُبر بمثابة غرفة عمليات عسكرية للمدينة. وحوصر المستشفى لمدة 28 يوماً، ليقرر بعدها المحاصَرون المغامرة والخروج جنوباً، ويُقتل عدد كبير منهم في المزارع المنشرة على ضفاف نهر العاصي جنوب جسر الشغور في سهل الغاب. واستكملت فصائل الثوار تقدمها لتصل إلى حدود بلدة جورين، فتوقفت العمليات عندها، واعتبر مراقبون أن تجاوز جورين هو خط أحمر فرضته دول أصدقاء الشعب السوري لأن سهل الغاب تسكنه أغلبية علوية ومرشدية. بعد تحرير كامل محافظة ادلب، بدأ صراع غير معلن داخل جيش الفتح على إدارة المدينة. وشكلت فصائل الفتح ثلاث إدارات مدنية وخدمية، هي إدارة الخدمات العامة وتتبع لجبهة النصرة، وهيئة إدارة الخدمات العامة وتتبع لحركة أحرار الشام وفيلق الشام، والإدارة العامة لجيش الفتح وتتبع لجيش الفتح، إضافة إلى مجلس محافظة ادلب الحرة. بعد تحرير ادلب، بدأت فصائل جيش الفتح بالاستعداد لمعركة حماة، وأعلن الداعية السعودي عبد الله المحيسني عن تشكيل "جيش فتح حماة"، وقال في شريط مصور انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي إن قوام "فتح حماة" يبلغ أربعة أضعاف "فتح ادلب"، لتسود بعدها خلافات أخرت معارك الريف الشمالي في حماة. وسرعان ما ترتب عنها انسحاب جند الأقصى وتعليق النصرة عملها في "فتح حماة" بسبب الخلاف على شكل إدارة مدينة حماة بعد تحريرها. وبدأ جند الأقصى معركة السيطرة على مدينة مورك مطلع نوفمبر وحيداً، فيما سحب جيش الفتح مقاتليه إلى ريف حلب الجنوبي ليوقف انهيار قوات الثوار أمام تقدم المليشيات الشيعية المتمثلة في حركة النجباء وأبي الفضل العباس وفاطميون وحزب الله اللبناني. وتقدمت المليشيات (ذات الصبغة الشيعية)، مدعومة بقصف جوي روسي عنيف، إلى بلدة العيس وكادت أن تقطع طريق حــلب - دمشق الدولي في منطقة تل حديا التي تبعد عن الفوعة 13 كم، إلا أن مجموعات الثوار وجيش الفتح استعادوا زمام المبادرة وقاموا بهجوم معاكس وسيطروا على عدد من القرى والبلدات. وتحاول الميليشيات فتح ثغرات في خطوط الثوار، خصوصاً في خان طوما، إذ إن هذا الموقع يجعل المليشيات على بعد متساو من نبل والزهراء من جهة، ومن الفوعة وكفريا من جهة أخرى، ويساعدها في أي محاولة للتقدم باتجاه أيَ من الجهتين. كما تعاني المناطق المحررة في جبال اللاذقية من شدة القصف الجوي الروسي عليها، تزامنا مع محاولات تقدم لقوات النظام وجيش الدفاع الوطني وقوات ميليشيا صقور الصحراء. واشتد الهجوم على جبلي الباير والبسيط أو ما يعرف محلياً بجبال التركمان، وخصوصاً بعد إسقاط القاذفة الروسية سوخوي سو-24 من قبل المقاتلات التركية إثر اختراقها الأجواء التركية في 25 نوفمبر الماضي، وقيام الفرقة الأولى الساحلية التابعة للجيش الحر بتدمير الطائرة المروحية المقاتلة التي حاولت إنقاذ أحد الطيارين. وقد شهدت المنطقة الشمالية عددا من الاندماجات العسكرية لبعض فصائل الجيش الحر، وهذا لأسباب معلنة، أهمها توحيد الجهود وبناء جيش حر قوي والانتهاء من حالة التشرذم، وأسباب مسكوت عنها هي الخوف من المجموعات الإسلامية الكبرى، وخصوصاً جبهة النصرة بعد أن قضت على أخواتها من الفصائل مطلع العام. ويعتبر تشكيل جيش النصر في محافظة حماة أحد أهم التشكيلات الجديدة، وهو اندماج لثلاثة فصائل هي "جبهة الإنقاذ" و"الفوج 111" و"تجمع صقور الغاب" لتلتحق بهم "جبهة صمود" قبل أيام قليلة. في ادلب، اندمج لواء فرسان الحق مع الفرقة 101 تحت مسمى "الفرقة الشمالية" في مرحلة أولى، ويُعتقد أن لواء صقور الجبل والفرقة 13 سيعلنان الانضمام إلى الفرقة الشمالية في وقت لاحق بعد انجاز الهيكلية العسكرية للفرقة. وقامت حركة الظاهر بيبرس ولواء حلب المدينة بالاندماج في حركة "نور الدين الزنكي"، أحد أكبر فصائل الجيش الحر في ريف حلب الغربي، منتصف سبتمبر الماضي. وبعد فترة وجيزة قام تجمع "أحفاد حمزة" بالاندماج في الزنكي أيضاً. وأشاد الباحث عبد الناصر العايد بمحاولات توحيد فصائل الجيش الحر، وفقا لما نقله عنه مراسل الصحيفة، وأشار العايد في حديثه إلى أن "صغر الفصائل كان له ايجابية في إكسابهم خبرات قتالية متنوعة، بسبب قلة إمكانياتهم ومواردهم. لكن التوحيد الآن سيصب في صالح التخفيف من حالة العسكرة التي تسود المناطق المحررة على حساب الحياة الاجتماعية المتنوعة. فارتباط كل المجتمع بالحياة العسكرية مسألة بحاجة للمراجعة". ورأى كاتب التقرير أن تقدم الثوار في عموم الشمال وسيطرتهم على كافة محافظة ادلب ووصولهم إلى أبواب مدينة حماة قرب طيبة الإمام ودقهم أبواب معاقل النظام في سهل الغاب (الذي يعتبر من أكبر الخزانات البشرية التي تدعم ما تبقى من جيش النظام بالمقاتلين، وترفد ميليشيا "جيش الدفاع الوطني" بمقاتلين متطوعين( هو تحول كبير في العمل العسكري للثورة، وقد لجأ النظام إلى جلب ميليشيات عراقية جديدة تقوم حاليَا بمحاولات التقدم في ريف حلب الجنوبي. وازدياد أعداد قتلاه في ريف حماه الشمالي وتقدم الثوار إلى حدود جورين في سهل الغاب وتقدمهم في محيط معان، سيحرج النظام ويزيد من الضغط الشعبي لحاضنته التي تخسر يوميا العشرات من شبابها.
خدمات المحتوى
|
تقييم
محتويات مشابهةمحتويات مشابهة/قالاكثر تفاعلاًالافضل تقييماًالاكثر مشاهدةًالاكثر ترشيحاًالافضل تقييماً/قالاكثر مشاهدةً/قالاكثر ترشيحاً/ق |