الرئيسية
الأخبار
|
الأخبار السياسية الكنيسة الأرذوكسية تحشد لدعم سياسات بوتين العسكرية |
2016-02-13 03:51
سلطت صحيفة "لوموند" الفرنسية الضوء على التقارب غير المسبوق في روسيا بين كلا من الكرملين والكنيسة الأرثوذكسية في ظل المساعي المتزايدة لضمان تعاطف الروس لتطلعات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العسكرية والتسويق الدائم لحروبه الخارجية.وقالت الصحيفة، في تقرير لها، إن بطريرك الكنيسة الروسية الأرثوذكسية كيريل الأول، حضر اجتماعا في وزارة الدفاع الروسية في 11 ديسمبر 2015، مع الرئيس بوتين، لتأييد فكرة دعم الترسانة النووية الروسية والجيش الروسي، في جهوده الرامية "لتدمير الأعداء الذين يحاولون تهديد القوات الروسية في سوريا". وأوضحت الصحيفة أن البطريرك ذهب لزيارة الكاتدرائية، التي تم افتتاحها منذ وقت قصير في مبنى وزارة الدفاع، في خطوة تؤشر على التقارب غير المسبوق بين الكنيسة الأرثوذكسية والسلطة السياسية في موسكو، لم تشهدها البلاد منذ سقوط الاتحاد السوفييتي. وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال الحرب الدموية التي دارت في أوكرانيا؛ فضّل بطريرك موسكو التزام الصمت، ولكن مع انطلاق الحرب في سوريا؛ عبّرت القيادة الدينية، بدون أي تحفظ، عن دعمها الكامل للعمليات الروسية في الخارج، كما أنها قدمت خدمات أخرى لبوتين أُثناء الأزمة بين موسكو وأنقرة، على خلفية إسقاط الطائرة الروسية، حيث قدمت الكنيسة الأرثوذكسية ما اعتبرته "ظروفا استثنائية وقاهرة"، وقررت إجبار المجلس الأرثوذكسي العالمي على نقل أشغاله السنوية من حي الفنار التاريخي في إسطنبول، الذي يقع فيه مقر البطريركية القسطنطينية المسكونية، إلى جزيرة كريت في اليونان. وأكدت "لوموند" أن ظهور الرئيس بوتين، وبطريرك الكنيسة الأرثوذكسية؛ تكرر في عدة مناسبات أمام وسائل الإعلام، وكان آخرها في 1 فبراير الماضي، في ذكرى تنصيب كيريل الأول كبطريرك للكنيسة، مضيفة أن الرئيس البالغ من العمر 63 عاما، والقائد الديني البالغ من العمر 70 عاما، افتتحا في نوفمبر الماضي، معرضا مخصصا للحربين العالميتين، في مبنى "ماناج" الشهير القريب من الساحة الحمراء في موسكو. ورأت الصحيفة أن المظاهرات التي اندلعت ضد حكم بوتين للمطالبة بالحرية والديمقراطية في عامي 2011 و2012، وتعمُّق القطيعة بين موسكو والدول الغربية خلال الصراع الأوكراني، سرع من وتيرة هذا التقارب بين الكرملين والكنيسة، حيث إن بوتين قرر أن يعتمد بشكل متزايد على "القيم الروحية الروسية" في مواجهة الدول الغربية والأزمة الاقتصادية. وتابعت الصحيفة إن بوتين "ذهب إلى أبعد من ذلك في استغلاله للدين، حيث إنه برر ضم شبه جزيرة القرم، بقوله إن أهميتها لدى الروس كأهمية جبل الزيتون لدى المسلمين واليهود". وأردفت الصحيفة أن هناك تساؤلات حقيقية في الشارع، حول ما إذا كان بوتين يؤمن فعلا بالدين، وهو الذي تتلمذ في المدرسة السوفيتية الشيوعية، كما يدور حديث في موسكو حول أن رجل الدين الأكثر قربا لبوتين وكاتم أسراره، والذي عرّفه على زوجته السابقة "لودميلا بوتينا"، وهو الأب "تيخون شيفكونوف" الذي تم تعيينه مؤخرا كأسقف، يُعد في الوقت ذاته الأكثر ارتباطا بالمخابرات الروسية والأجهزة الأمنية السرية، وبالتالي فإن قربه من بوتين ليس أمرا مفاجئا بالنسبة لكل المراقبين. ولفتت الصحيفة إلى أن المرة الوحيدة التي تغيب فيها البطريرك كيريل عن المناسبات الهامة، كانت في 18 آذار/ مارس 2014، في احتفالات الإعلان الرسمي عن ضم شبه جزيرة القرم؛ لأن الكنيسة الأرثوذكسية التي يعيش ثلث أتباعها في أوكرانيا، لا يمكنها أن تجازف بالظهور في مناسبة فيها الكثير من الإهانة للجيران "السلاف". وذكرت الصحيفة أن 92 بالمئة من الروس تم تعميدهم في الصغر، إلا أن أكثر من ثلثهم لا يذهبون للكنيسة، "كما تشير الإحصائيات التي قام بها معهد ليفادا المستقل في روسيا، إلى أن 59 بالمئة من الروس يرون أنفسهم غير متدينين". واختتمت "لوموند" تقريرها بالقول إنه في مقابل استغلال الكرملين للكنيسة؛ فإن الكنيسة أيضا تسعى للاستفادة منه، حيث حظيت بتبرعات سخية من الدولة، وهي تقوم الآن بأشغال مكلفة لتشييد كاتدرائية روسية ضخمة في باريس على ضفاف نهر السان، كما منح ذلك الجرأة لبعض الأصوات من المتشددين الأرثوذكس، للمطالبة بإلغاء العلمانية من الدستور الروسي، وأصبحوا يتدخلون في بعض المسائل الحساسة مثل قضية الإجهاض. .
خدمات المحتوى
|
تقييم
محتويات مشابهةمحتويات مشابهة/قالاكثر تفاعلاًالافضل تقييماًالاكثر مشاهدةًالاكثر ترشيحاًالافضل تقييماً/قالاكثر مشاهدةً/قالاكثر ترشيحاً/ق |