الرئيسية
الأخبار
|
الأخبار السياسية سنة العراق بين سندان الشيعة ومطرقة الأكراد والحصار |
2016-02-27 11:25
سلطت تقارير صحافية الضوء على معاناة أهل السنة في العراق والحصار الذي يعانون منه بين الطرد من مناطقهم وعدم السماح لهم من الدخول في مناطق أخرى داخل العراق.وأوضحت وكالة "رويترز" للأنباء، في تقرير حديث لها، أن أكثر من 500 رجل وامرأة وطفل يعيشون محصورين بين عالمين -- الأول يريدون هم الرحيل عنه والثاني لا يسمح لهم بالدخول. ولفت التقرير أنه على مدى ثلاثة أشهر عاش هؤلاء المئات في أرض حرام في شمال العراق محصورين بين مرمى نيران القوات الكردية من ناحية ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من الناحية الأخرى. وأشار التقرير إلى أن هؤلاء تجسد ورطتهم المحنة الأوسع التي يجد العرب السنة أنفسهم فيها في النظام الجديد الذي بدأ يظهر من هذا الصراع الذي شرد الملايين وبدأ يعيد رسم الحدود الداخلية في كل من العراق وسوريا. وأوضح أن المجموعة العالقة بين جبهتين في منطقة سنجار من العرب السنة تريد الرحيل عن دولة الخلافة التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية لكن الأكراد يرفضون السماح لهم بالمرور بعد أن أمنوا منطقتهم في الشمال وأصبحوا يخشون تسلل خصومهم عبر صفوفهم. ونقل التقرير عن ثلاثة رجال من قرية واحدة بينهم أحد شيوخها قولهم إنهم إذا عادوا فستقتلهم الدولة الإسلامية لمحاولتهم الهروب. وأكد التقرير أن المجموعة استقرت على مسافة 500 متر تقريبا من المواقع الكردية ونصبت خياما من الأجولة الفارغة وحفرت خنادق مؤقتة تحتمي بها عندما يطلق مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية قذائف المورتر على قوات البشمركة الكردية. وأكد مزارع يدعي محمود عمره 48 عاما «المورتر أفضل من الجوع. فالمورتر يمكنك الاختباء منه أما الجوع فلا يختفي». وأشار إلى إن طفلا وامرأة مسنة ماتا بسبب البرد وسوء التغذية ونقص الرعاية الطبية في شهور الشتاء ولقي رجلان مصرعهما في انفجار لغم. وقال عدد من أفراد المجموعة إن مولودا آخر توفي خلال ولادته الأسبوع الماضي. وبينت "رويترز" أن البعض يعاني من إصابات جلدية بسبب عجزهم عن الاستحمام كما أن ما يشربونه من مياه الآبار في الأرض الحرام ملوث ولذلك يرصون أوعية لجمع مياه المطر عندما يسقط، مضيفة أنه "في أول شهرين كان الطعام يهرب لهم من داخل أراضي الدولة الإسلامية لكن مقاتلي التنظيم قاموا بتلغيم مسار التهريب". وأشار النازحون إلى إنهم حتى إذا استطاعوا العودة إلى قريتهم فهم يخشون أن يتعرضوا لاعتداءات من جانب اليزيديين المحليين الذين يتهمونهم بالتواطوء فيما ارتكبته الدولة الإسلامية من فظائع بحق طائفتهم. وأوضح التقرير أن المجموعة أصبحت تعتمد الآن على ما تجود به العشائر العربية التي تعيش على الجانب الكردي من الخطوط الأمامية واشترت في الآونة الأخيرة مؤنا أساسية سمح مقاتلو البشمركة بمرورها. ويكمل أفراد المجموعة غذاءهم بما يتيسر من نباتات تؤكل تنمو حولهم، وفي بعض الأحيان يقدم مقاتلو البشمركة الخبز من مؤنهم للأطفال بين النازحين عندما يتجولون وهم جوعى حتى الساتر الترابي الخاص بهم لكنهم يقولون إنه لا يمكنهم السماح بمرور أحد عبر الخط الأمامي ما لم يتلقوا أوامر بذلك من قياداتهم. وأكد قائدهم ويدعى فريق جمال إن قرار تحديد من يستبعد ليس بيده لكن «كل من يوجد في المنطقة التي يوجد فيها الإرهابيون مشبوه». يأتي هذا في الوقت الذي حث فيه متحدث باسم لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان السلطات الكردية على ضمان سلامة المجموعة وحصولها على المساعدات الإنسانية الأساسية، وقال «روبرت كولفيل»: «إذا كان لدى السلطات الكردية مخاوف أمنية بشأن مجموعة بعينها فيجب أن تتحقق من الناس على أساس فردي في موقع آمن وبشفافية كاملة بما يتفق مع القانون». وتابع «إذا وُجدت أي مخالفات فيجب توجيه الاتهام للمسؤولين عنها ومحاكمتهم وفقا للقانون. وحيثما يتم التأكد من أن فردا من الأفراد لم يرتكب أي جريمة ولا توجد مخاوف أمنية مشروعة تبرر استمرار احتجازه أو احتجازها بمقتضى القانون فيجب على الفور إطلاق سراحه أو سراحها». يشار إلى أن المنطقة الكردية استقبلت نحو نصف 3.3 مليون عراقي نزحوا عن ديارهم داخل البلاد خلال العامين الأخيرين الأمر الذي فرض عبئا ثقيلا على مواردها. ومن المنتظر أن يزيد العدد عندما تهاجم القوات الكردية الدولة الإسلامية في معاقلها الباقية. فيما ظلت هذه المجموعة من العراقيين عالقة منذ أن فر أفرادها من قرية جولات عندما هزمت القوات الكردية مقاتلي الدولة الإسلامية وأخرجتهم من منطقة سنجار في نوفمبر تشرين الثاني الماضي.
خدمات المحتوى
|
تقييم
محتويات مشابهةمحتويات مشابهة/قالاكثر تفاعلاًالافضل تقييماًالاكثر مشاهدةًالاكثر ترشيحاًالافضل تقييماً/قالاكثر مشاهدةً/قالاكثر ترشيحاً/ق |