الرئيسية
الأخبار
|
الأخبار العامة والعالمية "بيغيدا" تلهب أجواء ألمانيا الباردة بعدائها للإسلام والأجانب |
2014-12-17 03:23
تشهد التظاهرات التي تنظمها حركة "وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب" المعروفة باسم بيغيدا في مدينة دريسدن الألمانية مشاركة متزايدة، وبينما أبدت جهات رسمية وغير رسمية على رأسها المستشارة أنجيلا ميركل قلقها من هذه التظاهرات، أبدى آخرون تفهمهم لها.عَكَسَ خروج المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم الاثنين عن مسار مؤتمرها الصحافي مع ضيفها رئيس الوزراء البلغاري، بانتقاد تظاهرات حركة "وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب" المعروفة باسم بيغيدا - مستوى الانزعاج الألماني الرسمي من تزايد أعداد المشاركين بتظاهرات الحركة المعادية للمسلمين والأجانب مساء يوم الاثنين منذ تسعة أسابيع بمدينة دريسدن شرقي البلاد. وحذرت ميركل - التي ترأس الحزب "المسيحي" الديمقراطي - المشاركين بمظاهرات "بيغيدا" من "استخدامهم أداة للتحريض والتشهير بالآخرين". من جانبها، اعتبرت ياسمين فهيمي - الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك الثاني في الحكومة الألمانية - أن "منظمي التظاهرات يمارسون لعبة خطرة تسمم الأجواء السياسية وتثير الكراهية والأحكام المسبقة". ودفع تأسيس حركات مشابهة بمدن ألمانية أخرى وتنظيم تظاهرات معادية لـ"أسلمة ألمانيا والأجانب"، وزير العدل هايكو ماس لوصف تظاهرات بيغيدا بأنها "مدعاة للعار ومثار للمخاوف من موجات تحريض جديدة ضد الأجانب". وبدأت حركة بيغيدا بالدعوة لتظاهرات مساء كل اثنين، مقلدة تظاهرات الاثنين التاريخية الشهيرة التي انطلقت في ألمانيا الشرقية سابقًا، وأدت إلى انهيار الدولة وتوحيد شطري البلاد. وشارك في أول تظاهرات نظمتها الحركة 500 شخص، ارتفعت أعدادهم تدريجيًّا حتى زادت عن 10 آلاف متظاهر الاثنين الماضي. وتجمع تظاهرة "بيغيدا" بين تيارات يمينية متطرفة ونازيين جدد وجماعات مثيري الشغب في الملاعب المعروفة باسم "هوليغنز"، إضافة إلى مواطنين من مدن ألمانية مختلفة، يمثل العداء للعرب والمسلمين قاسمًا مشتركًا بينهم. ويقول المتحدث باسم الحركة لوتس باخمان - وهو شخص قالت صحف ألمانية: إنه محكوم جنائيًّا بتهم مختلفة -: إن بيغيدا ترفض المخصصات المالية المتزايدة لبيوت اللاجئين المكتظة. وأشعلت مشاركة الآلاف في التظاهرات نقاشات ساخنة، وحظيت باستحسان بيرند لوكيه رئيس حزب بديل لألمانيا المعادي لليورو والوحدة الأوروبية، كما عبر أندرياس شوير الأمين العام للحزب الحاكم عن تفهمه للتظاهرات. في المقابل؛ حذر غونتر بوركهارت - الأمين العام لمنظمة برو أزيل لمساعدة اللاجئين السياسيين والمجتمع الألمان - من إبداء أي تفهم لتظاهرات بيغيدا المعادية للمسلمين والأجانب، واعتبر أن "هذه الحركة تهدف إلى جعل العنصرية واقعًا سياسيًّا". أما رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا أيمن مزايك فيرى أن "تظاهرات بيغيدا تثير أجواء قلق وخوف بين الأقلية الألمانية المسلمة التي تقدر بنحو 4.3 ملايين نسمة". وحذر مزايك من استخدام بيغيدا شعارات يمكن أن تسهم بانقسام المجتمع الألماني لمسلمين أشرار وألمان طيبين، مشيرًا إلى أن "النازيين هم من قادوا ألمانيا للخراب وليس المسلمين". في السياق ذاته، اعتبرت مديرة معهد المسؤولية الإعلامية زابينا شيفر أن تظاهرات "وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب"، وتظاهرات الحركات المشابهة لها بمدن ألمانية أخرى محصلة واقع تحريضي قائم منذ سنوات في ألمانيا وأوروبا. وقالت شيفر: إن "كراهية الإسلام والمسلمين أصبحت قاسمًا مشتركًا بين اليمين المتطرف وشرائح متوسطة متزايدة بالمجتمع الألماني، لارتباط ذلك لديها بمخاوف من تغيير هوية البلاد". واعتبرت شيفر أنه لا حاجة للبحث عمن يقف خلف تظاهرات بيغيدا، "بعد أن لعب الإعلام الألماني دورًا أدى إلى فرز بالواقع الحالي من خلال تقارير دأبت على الربط بين المسلمين والإرهاب". وانتقدت تركيز وسائل الإعلام الألمانية على تظاهرات بيغيدا دون تخصيص مساحة تذكر للتظاهرات الشعبية المعارضة لها. وخلصت شيفر إلى أن استمرار التغطيات الإعلامية السلبية التي تربط الإسلام والمسلمين بكل ما هو سيئ وتزايد موجات الهجرة واللجوء إلى ألمانيا، سيعطي قوة دفع لمظاهرات بيغيدا وغيرها.
خدمات المحتوى
|
تقييم
محتويات مشابهةمحتويات مشابهة/قالاكثر تفاعلاًالافضل تقييماًالاكثر مشاهدةًالاكثر ترشيحاًالافضل تقييماً/قالاكثر مشاهدةً/قالاكثر ترشيحاً/ق |