الرئيسية
الأخبار
|
الأسرة والأبناء |
البيت السعيد كيف تربحين زوجك؟ |
2012-07-29 07:02
الكاتب:أم عبد الرحمن محمد يوسفإن الله قد منح المرأة قلبًا حنونًا ومشاعر فياضة وقدرة فائقة على اللباقة في الحديث والتواصل مع الآخرين، ولكن الكثير من النساء لا يُجدن استخدام هذه المهارة، فتطلب إحداهن من زوجها أن ينصت لها ويتحدث معها في وقت غير مناسب، كأن يكون مشغولاً بأمر هام أو متعبًا أو حزينًا أو راغبًا في النوم، تتناسى هذه المرأة كل هذا وتستخدم أسلوب المحاصرة والإصرار على الحديث فإن طلب منها زوجها تأجيل الحديث أو لم ينصت لها بسبب انشغاله، قذفته بكلمات اللوم والعتاب وهاجمته بسيل من الاتهامات، ولذلك تخسر الكثيرات تواصل أزواجهن معهن لأنهن لم يستخدمن مهارة وفن التواصل. إن الرجل يعتبر محاصرة زوجته له في وقت تعبه أو انشغاله عدم تقدير له ولظروفه واهتماماته، إنه يشعر أن زوجته لا تهتم بأموره ولا تأبه بما يشغله ويؤرق باله، وهو في نفس الوقت لا يحب منها أن تقدم له النصح إلا إذا طلبه منها، فقط ما يحتاجه الرجل في هذه الحالة أن تتركه زوجته برهة من الوقت ليجمع شمل أفكاره وينجح في مواجهة تحدياته، ثم يعود لها بعد ذلك مبتسم الوجه مطمئن المزاج ويقبل عليها بالحديث قبل أن تطلب منه ذلك. إذا أردتِ أيتها الزوجة أن ينصت لكِ زوجك فعليك أن تختاري العبارات الطيبة والكلمات الرقيقة وأن تبتعدي عن اللوم والعتاب وأن تتخيري الوقت المناسب. لذلك كان من وصايا أم ياسر لابنتها عندما تقدم لها زوجها قالت: يا بنيتي لا تتحدثي معه وهو جائع وهو يريد النوم. دراسة علمية: الإنصات وأثره على العلاقة الزوجية: يقول ديل كارنيجي: (هناك الكثيرون يذهبون للطبيب عندما يكون كل ما يريدونه هو شخص يستمع إليهم) [كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس؟ ديل كارنيجي، ص(105)]. وتشير الكثير من الدراسات العلمية وكتب الإرشاد النفسي والتجارب الشخصية للعديد من الأزواج إلى أهمية التواصل اللفظي وغير اللفظي في تحقيق السعادة الزوجية، وأن الفشل في الكثير من حالات الزواج مرجعه إلى انغلاق أحد الزوجين على نفسه وعدم التشجيع من شريك حياته على البوح بمكنون نفسه، ويظهر ذلك إما بالصمت أو بالرد الموجز أو بالرد مع التبرم أو بالرد بأسلوب غاضب أو بالرد مع العبوس، أو بالرد مع الاستهزاء وتجريح الطرف الآخر وذلك عند التطرق إلى أي موضوع مهما كانت أهميته، ومما لاشك فيه أن اقتضاب الحديث بين الزوجين إذا تسلل إلى حياتهما كان الملل في الحياة الزوجية وربما بانهيار كيان الأسرة كلها. مشاعر نبوية: الإنصات في بيت النبوة. أنصت النبي الحبيب إلى أعدائه! قال عتبة بن ربيعة يومًا وهو جالس في نادي قريش والنبي عليه الصلاة والسلام جالس في المسجد وحده: يا معشر قريش ألا أقوم إلى محمد فأكلمه وأعرض عليه أمورًا لعله يقبل بعضها فنعطيه أيها شاء ويكف عنا، وذلك حين أسلم حمزة، ورأوا أصحاب رسول الله يزيدون ويكثرون، فقالوا: بلى يا أبا الوليد فقم إليه فكلمه. فقام إليه عتبة حتى جلس إلى رسول الله فقال: يا أبن أخي إنك منا حيث قد علمت من السلطة في العشيرة والمكان في النسب، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم وسفهت به أحلامهم وعبت به آلهتم ودينهم وكفرت به من مضى من آبائهم، فاسمع مني أعرض عليك أمورًا تنظر فيها لعلك تقبل منا بعضها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قل يا أبا الوليد أسمع. قال: يا ابن أخي إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا، حتى تكون أكثرنا مالاً، وإن كنت تريد به شرفًا سودناك علينا، حتى لا نقطع أمرًا دونك، وإن كنت تريد مُلكًا ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رئيًا تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب، وبذلنا في أموالنا حتى نبرئك منه، فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يُداوى منه. حتى إذا فرغ عتبة ورسول الله يستمع منه، قال: أقد فرغت يا أبا الوليد؟ قال: نعم، قال فاسمع مني. قال: افعل، قال: {حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ} [فصلت: 1-4]، ثم مضى رسول الله فيها يقرؤها عليه فلما سمعها عتبة منه أنصت لها، وألقى يديه خلف ظهره متعمدًا عليهما يستمع منه، ثم انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السجدة منها فسجد، ثم قال: قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت فأنت وذاك. [فقه السيرة، (1 / 106)]. فانظر كيف صبر النبي صلى الله عليه وسلم على عدوه وأنصت له حتى فرغ من كلامه مع أن كلامه تجريح واتهام بطلب المال أو الجاه أو الإصابة بالمس السحر ولكنه رغم ذلك صبر عليه حتى أنهى كلامه، وقال له: أفرغت يا أبا الوليد؟ ثم بدأ بعد ذلك في الحديث والكلام، هكذا كانت أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم. زوج وزوجة: قصة واقعية: استيقظت أم أدهم مبكرًا من نومها وذهبت لتعد الطعام وتهيئ البيت لاستقبال زوجها صالح، وأثناء تجهيزها للطعام، كان أدهم يلعب بالكرة وفجأة ركل الكرة بقوة فارتطمت بزجاج النافذة فكسر وسقط الزجاج على الأرض، صرخت أم أدهم في ولدها وأسرعت لتنظف الأرض من الزجاج فأصيبت بجرح في يدها عندما أمسكت بالزجاج فأسرعت وعالجت نفسها ووضعت المطهر والشريط الطبي على مكان الجرح، ثم عادت لتكمل إعداد الطعام لزوجها. وبعد لحظات.. دخل صالح من البيت متعبًا وغاضبًا لأنه تعرض للإهانة من قِبل مديره في العمل، وضع ثيابه ليستريح قليلاً من عناء العمل ويريح أعصابه، ولكن زوجته أقبلت إليه مسرعة وقالت له: الزوجة: أريد أن أتكلم معك. صالح: ولكني متعب الآن أريد الراحة. الزوجة: وأنت دائمًا متعب، ولا تحب أن تتكلم معي إذن أنت لا تحبني. صالح: ماذا تقولين لماذا كل هذا الغضب؟! كل ما في الأمر أنني متعب وأريد أن أرتاح من عناء العمل. الزوجة: أنت دائمًا لا تشعر بي ولا تهتم بما يشغلني، لقد كسر أدهم النافذة وجرحت في يدي. الزوج: ماذا!!! قام الزوج وضرب أدهم ثم عاد إلى زوجته وقال لها: هذه الكرة سأمزقها بالسكين. تقييم: 1. الزوجة لم تتخير التوقيت المناسب للحديث مع الزوج. 2. الزوجة هاجمت زوجها بكلام لاذع واتهمته بأنه لا يهتم بها. 3.الزوجة جعلت الزوج يفرغ عصبيته وهمومه وأحزانه في طفله البريء الذي لم يفعل شيئًا غير أنه لعب بالكرة. 4. الزوجة لم تدرك أن زوجها يعاني من هموم في عمله ولم تسع لتخفف عنه. السلوك الصحيح: 1. أن تترك الزوجة زوجها يستريح من تعبه ثم تعد له الطعام. 2. بعد أن يرتاح الزوج تمامًا ويبدأ يتحدث عما يشغله تقوم الزوجة بالتخفيف عنه بكلمات اللطف والحب. 3. يقوم الزوج بالإنصات لزوجته ليعرف ما بداخلها. 4. يقدم الزوج النصيحة والتوجيه لزوجته مع كلمات الثناء والشكر والتقدير. 5. يأخذ الزوج الموقف التربوي الصحيح تجاه طفله ولا يعاقبه وقت الانفعال والغضب. استراحة زوجين: حكمة الإنصات: حكمة البرتقالة يروى أنه كان هناك صديقان لديهما برتقالة واحدة، وأراد كل منهما هذه البرتقالة لنفسه، ولأن كلاًّ منهما كان يحب صاحبه فقد أخذ كل واحد نصف البرتقالة، وإن لم يرض أي منهما عما حصل عليه!! وتبين بعد ذلك، أن الأول كان يريد البرتقالة ليطبخ القشرة ويصنع منها مربَّى بينما كان الآخر يريد عصر البرتقالة فقط! والمشكلة أنه لم يتحدث أي منهما عن طبيعة ما يريد من البرتقالة ولذلك لم يحصل على ما يريد!! [حتى يبقى الحب، د.محمد البدري، ص(146)]. وأخيرًا... إليكِ أيتها الزوجة هذه النصيحة من أم لابنتها وهي مجموع الخصال التي يجب أن تتصف بها الزوجة بالإضافة إلى الإنصات (قالت أم تنصح ابنتها المقبلة على الزواج: أي بُنية، إنك فارقتِ الجو الذي منه خرجت، وخَلَّفت العُش الذي فيه دَرَجت إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها كنتِ أغنى الناس عنه، ولكن النساء للرجال خُلِقن ولهن خُلق الرجال، ولقد أصبح بملكه عليك رقيبا ومليكًا، فكوني له أمة يكن لك عبدًا. واحفظي له خصالاً عشرًا تكن لك ذخرًا: أما الأولى والثانية: فالخضوع له بالقناعة، وحسن السمع له والطاعة. وأما الثالثة والرابعة: فالتفقد لمواضع عينه وأنفه، فلا تقع عينه منكِ على قبيح ولا يشم منك إلا أطيب ريح. وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت منامه وطعامه، فإن تواتر الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة. وأما السابعة والثامنة: فالاحتراس بماله، والإرعاء على حشمه وعياله، وملاك الأمر في المال حسن التقدير وفي العيال حسن التدبير. وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصين له أمرًا، ولا تفشين له سرًّا، فإنكِ إن خالفت أمره أو غرت صدره، وإن أفشيتِ سره لم تأمني غدره. ثم إياكِ والفرح بين يديه إن كان مغتمًّا أو الكآبة بين يديه إن كان فرحًا، فإن الأولى من التقصير والثانية من التكدير، وكوني أشد ما تكونين له موافقة يكن أطول ما يكون لك مرافقة، واعلمي أنك لا تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك، وهواه على هواك فيما أحببت أو كرهت، والله يخير لك) [أوراق الورد وأشواكه، في بيوتنا، أكرم رضا، ص(124-125)]. المصادر: · أوراق الورد وأشواكه، في بيوتنا، أكرم رضا. · حتى يبقى الحب د.محمد البدري. · كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس؟ ديل كارنيجي.
خدمات المحتوى
|
تقييم
الاكثر تفاعلاًالافضل تقييماًالاكثر مشاهدةًالاكثر ترشيحاًالافضل تقييماً/قالاكثر مشاهدةً/قالاكثر ترشيحاً/ق |