2014-11-16 10:56
أمام ضغوطات غربية ضد بلاده بسبب دعمها للمتمردين الانفصاليين في أوكرانيا، تمنى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ألا يقف "خلل في مُخ" قادة هذه الدول وراء قرارهم حظر التعامل مع البنوك الروسية التي تُقرض الاقتصاد الأوكراني.
وحذر الزعماء الغربيون، الذين شاركوا في قمة مجموعة العشرين، بوتين من أنه يخاطر بفرض المزيد من العقوبات إذا ما تقاعس عن إنهاء مساندة بلاده للانفصاليين، وتنفي موسكو أي تورط في الأزمة الأوكرانية.
تشتمل الإجراءات، التي اتخذتها الدول الغربية الرئيسة ضد روسيا، بعدما تفجرت الأوضاع في أوكرانيا، بسبب الانقلاب، على حظر التعامل مع مؤسسات مصرفية روسية ومنعها من دخول أسواق المال.
كما تعرَّض بوتين لضغوط شديدة من زعماء آخرين في قمة مجموعة العشرين، التي ختمت أعمالها، الأحد، في برزبين في أستراليا، بسبب مساندة حكومته للمتمردين الانفصاليين في أوكرانيا، حيث أسفر الصراع عن مقتل أكثر من أربعة آلاف شخص هذا العام.
وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الأحد: إن روسيا ستبقى معزولة داخل المجتمع الدولي إذا ما واصل الرئيس بوتين انتهاك القانون الدولي والاتفاقيات، التي تهدف إلى إنهاء الصراع في أوكرانيا، وذلك في واحد من أكثر تصريحاته حدة بشأن الأزمة.
وقال أوباما، الذي وصف اجتماعاته مع بوتين في الأسبوع الماضي بأنها "جافة": إنه أوضح أن روسيا ستبقى معزولة إذا ما استمرت في تقديم الدعم إلى المتمردين الانفصاليين.
وأوضح أوباما في مؤتمر صحافي: "نحن متمسكون بضرورة الالتزام بالمبادئ الدولية الأساسية. ومن بين هذه المبادئ ألا تغزو دولة دولة أخرى أو تموِّل وكلاء أو تساندهم بوسائل تؤدي إلى تفكك دولة لديها آليات للانتخابات الديمقراطية".
من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يوم الأحد: إن أوروبا والولايات المتحدة أرسلتا رسالة واضحة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن المجتمع الدولي سيعزل روسيا إذا لم تحل الأزمة في أوكرانيا.
وأضاف كاميرون للصحافيين خلال قمة مجموعة العشرين في برزبين في أستراليا: "أعتقد أن روسيا بحاجة إلى أن تعرف أن هناك وحدة هدف حقيقية بين أميركا والاتحاد الأوروبي للتأكد من عدم وجود شكل من أشكال الصراع الدائم في قارة أوروبا".
وتابع: "وإذا حدث هذا، فلا أعتقد أن العلاقة بين روسيا من ناحية وبريطانيا وأوروبا وأميركا من الناحية الأخرى يمكن أن تظل كما هي".
وحذر كاميرون من أن مخاطر استمرار الصراع في أوكرانيا أكبر من مخاطر فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية. وتعرّض بوتين لانتقادات لاذعة من زعماء عدة في قمة مجموعة العشرين بسبب دعم موسكو لمتمردين موالين لها في أوكرانيا، حيث قتل أكثر من أربعة آلاف شخص بسبب الصراع هذا العام.
وقال كاميرون: "أتمنى أن يسلك الرئيس بوتين طريقًا مختلفًا، حتى في هذه المرحلة المتأخرة". وأضاف أن الرئيس الروسي "بإمكانه أن يرى أنه يقف في مفترق طرق".
وكان الرئيس الروسي تحدث في مقابلة مع قناة (أ آر دي) في التلفزيون الألماني، حول الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها الأوروبيون ضد روسيا في محاولة لإجبارها على تغيير سياستها تجاه القيادة الجديدة في أوكرانيا.
وذكَّر بوتين بأن البنوك الروسية قدمت قروضًا بقيمة إجمالية مقدارها 25 مليار دولار أميركي إلى أوكرانيا حتى الآن. وقال: "هل يريدون (الأميركيون والأوروبيون) تخريب بنوكنا؟، لكنهم سيخربون، والحالة هذه، أوكرانيا. وعمومًا، هل يدرون ما يفعلون؟، أم تسد السياسة عيونهم؟، وكما هو معلوم فإن العينين جزء من المخ. فهل تعطل مخهم؟".
وعبَّر بوتين عن أمله في أن يتمكن العالم من الخروج من حالة من الاضطراب السياسي التي يعيشها حاليًا، وقال يوم الأحد: إنه توجد "فرصة طيبة للحل" في الصراع الأوكراني، رافضًا إدانة الغرب لدور روسيا في جنوب شرق أوكرانيا.
وقال بوتين في لقاء مع مجموعة منتقاة من الصحافيين على هامش قمة مجموعة العشرين في برزبين: "في رأيي أن الوضع (في أوكرانيا) اليوم لديه فرص طيبة للحل مهما كانت غرابة ما يبدو عليه ذلك، لكن كيانات معينة أنشئت على كلا الجانبين، يمكن أن تعالج المهام التي تواجهها بشكل أفضل".
وأضاف بوتين أن قرار كييف بفرض حصار اقتصادي على شرق أوكرانيا "خطأ كبير".
وغادر بوتين أستراليا يوم الأحد قبل انتهاء قمة مجموعة العشرين رسميًّا. وقال: إنه غادر قبل إصدار البيان الرسمي، بسبب طول الرحلة إلى روسيا، وحاجته إلى بعض النوم.
وقال بوتين خلال مؤتمره الصحافي يوم الأحد في بريزبين: إن زعماء مجموعة العشرين ناقشوا إصلاح مؤسسات الطاقة العالمية. وأضاف أن "جغرافية (مصدري النفط) تتغير لمدى معيّن، وتحدث تغييرات هيكلية في الطاقة العالمية، وبالطبع هناك حاجة إلى مؤسسات جديدة تنظم هذا المجال المهم جدًّا".
ورأى الرئيس الروسي أن العالم يعيش الآن حالة من الاضطراب السياسي. من جهته، يرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ممكنًا ألا يطول أمد "الاضطرابات" التي تجتاح العالم الآن.
وقال بوتين خلال المؤتمر الصحافي: "لن تطول هذه الحالة إذا كنا نتمسك بمبادئ القانون الدولي، وكنا نحترم مصالح بعضنا البعض. أما إذا تواصلت محاولات حل كل المسائل لمصلحة هذا أو ذاك، فيكون التكهن إلى متى يستمر هذا أمرًا صعبًا".
وعبَّر بوتين عن أمله في أن تعتري الرغبة في إعادة الوضع إلى طبيعته الجميع، وتقود إلى حلول جذرية لما يمكن وصفه بـ"الاضطراب" في مناطق عدة في العالم الآن، خاصة الشرق الأوسط وأوكرانيا.
وليس خافيًا أن الاضطرابات التي تواجه العالم الآن تتسبب فيها أو تساهم فيها سياسات الولايات المتحدة الأميركية والدول التابعة لها، بحسب بوتين.
خدمات المحتوى
|
تقييم
محتويات مشابهة
محتويات مشابهة/ق
الاكثر تفاعلاً
الافضل تقييماً
الاكثر مشاهدةً
الاكثر ترشيحاً
الافضل تقييماً/ق
الاكثر مشاهدةً/ق
الاكثر ترشيحاً/ق
|
الرئيسية
الصور
البطاقات
الأخبار
المقالات
الصوتيات
بوتين يتهم زعماء الغرب بـ"خلل في المُخ"!
0 | 
0 | 
722 
