الرئيسية
الأخبار
|
الأسرة والأبناء |
البيت السعيد الطلاق... أم المسامحة؟ [2] |
2012-07-29 05:42
إذا لم يتوافر الشعور بالأمان لدى كل من الزوجين ، فإن الولاء للمؤسسة الزوجية سينتهي حتما لعدم شعور أحدهما بالأمان تجاه الآخر والاطمئنان له , ولعل حاجة المرأة للشعور بالأمان أكثر منها بالنسبة للرجل.ولكن عندما يصعب على الزوجين حل المشكلة والتفاهم فيما بينهما واتخاذ كل سبل العلاج والسعي للإصلاح بينهما ، وإذا استحالت الحياة ووقع الضرر عليهما بسبب خيانة الزوج فهو لا يريد زوجته وهي أيضا لا تريده زوجا لها فكما يقال: [[ فإن آخر الدواء الكي]] , أي الطلاق. قال تعالى: [[ وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته ]]. المسامحة والتغيير وذلك بأن يحاول كل طرف أن يكون المبادر أولا إلى المسامحة والعفو , وذلك بعد التأكد من انتهاء هذه المشكلة وصلاح حال الزوج والرجوع إلى طريق الجادة. وغالبا نرى في المشاكل الزوجية أن الزوجين قد لا يصلون إلى قناعة واحدة في معرفة من هو المخطئ ومن هو المصيب في موقف معين فنرى كلا من الزوجين يلوم الآخر، ويحاول الانتصار لنفسه وهو الدفاع عنها ، والانتقام من الآخر وكشف عيوبه وتقصيره وقد يكون آخر ما يخطر في ذهن الواحد منهما في هذا الموقف أن يعذر الآخر ويسامحه. إن المسامحة والمغفرة تحتاج إلى قرار فالمعذرة ليسب مجرد عواطف ، وإنما موقف وقرار وتنفيذ وقد يبقى الإنسان منفعلا وغضبانا حتى بعد المسامحة وهذا أمر معتاد إن من السهل أن يقول الواحد: [فاعف واصفح] ولكن التطبيق شيء آخر. ومن الصعوبة أيضا نسيان الإساءة وتجاوزها ولكنه مع ذلك يستطيع أن يتخذ ذلك القرار ويتجاوز الإساءة ويسعى إلى تحديد موعد للجلوس والحديث الهادئ في موضوع الخلاف ، للتخفيف من المشاعر السلبية ، والسعي لعدم احتمال تكرر ما حدث وعادة ما يساعد هذا الحديث على زيادة فهم كل منهما للآخر ويمكنهما من تحسين الحوار بينهما. ولابد بعد هذا أن يقرر كلا منهما بأنه لن يعود لذكر الموضوع في ساعات الغضب والاختلاف وقد يحتاج الزوجان بعد ذلك لبعض الوقت لتتعمق بينهما مشاعر الثقة والاطمئنان , ومع المسامحة لابد من التغيير والتغيير يأتي من الداخل لا من الخارج يقول تعالى: [[ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم]]. وهناك مثل حديث يضرب في ذلك: [[ شاب في العشرين من عمره قرر أن يغير العالم كله خلال عشرين سنة. وبعد عشرين سنة وحينما صار في الأربعين من عمره وجد صعوبة ذلك ، وأنه لم يستطع أن يغير العالم فقرر أن يغير بلده خلال عشرين عاما. وبعد عشرين عاما وحينما صار في الستين من عمره وجد أنه لم يصنع شيئا ، فقرر أن يغير من مدينته خلال عشرين عاما. وبعد عشرين عاما وحينما صار في الثمانين من عمره ، قرر أن يغير من أسرته. وبعد عشرين عاما وحينما صار في المائة من عمره ، ووجد أنه لم يغير شيئا اكتشف أخيرا الحقيقة المرة [[أن التغيير يبدأ من الذات]]. تعتقد كثير من الزوجات أنها تحاول تغيير زوجها وتطلب منه التغيير ولكن دون جدوى ولا تفكر هي في تغيير نفسها لتتعامل مع هذا الزوج , وعلى الزوجة أن تنظر لنفسها وتكتب عيوبها وتحاول تغييرها ولكن من الصعب على الإنسان أن يلتفت لنفسه والأسهل منه أن ينظر إلى الآخرين ويتهمهم. إن التغيير النفسي هو طريق السعادة الزوجية. وانظر معي عزيزي القارئ إلى هذه القصة الطريفة: أراد شخص أن يدفع الحصان من الخلف إلى الأمام بضعة أمتار والحصان ثابت متصلب يرفض أن يتقدم فرأى الخيال هذا المشهد فقال الخيال للرجل: هل تسمح لي أن أقدمه لك ؟ قال: تفضل ، فذهب الخيال أمام الحصان ووضع إصبعه الإبهام في فمه وبدأ الحصان يلمس إصبعه وبدأ الخيال يقدم إصبعه والحصان يتبعه إلى الأمام ثم أوقفه عند الهدف المنشود والرجل ينظر إليه باستغراب شديد. ثم التفت الخيال إلى الرجل قائلا: [إذا أردت أن تحرك الحصان ففكر فيما يحبه هو لا فيما تريد أنت]. نخلص من ذلك بقاعدتين: الأولى: تغيير الذات لتغيير الآخرين. الثانية: فهم النفسية وما يريد الآخر ، ومعرفة ما يحب كل طرف وما يكره واستثمار ذلك في فن احتواء المشاكل الزوجية.
خدمات المحتوى
|
تقييم
محتويات مشابهةمحتويات مشابهة/قالاكثر تفاعلاًالافضل تقييماًالاكثر مشاهدةًالاكثر ترشيحاًالافضل تقييماً/قالاكثر مشاهدةً/قالاكثر ترشيحاً/ق |