الرئيسية
الأخبار
|
الأخبار العامة والعالمية "الغاز الروسي" ورقة ضغط متبادلة بين روسيا وأوروبا |
2014-12-13 04:21
فقدت موسكو الكثير من المميزات الاقتصادية، وتعرضت عملتها المحلية لمزيد من الانخفاض بنحو 40 %، في ظل عقوبات اقتصادية مفروضة على روسيا من قبل أمريكا وأوروبا، فقد أعادت الحرب الاقتصادية بين أوروبا وأمريكا من جهة وروسيا من جهة أخرى، إلى العالم مشهد الحرب الباردة من جديد.وفقدت موسكو رصيدها من احتياطيات النقد الأجنبي بحوالي 100 مليار دولار خلال عام، ليصل إلى 421.4 مليار دولار في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مقابل 524.3 مليار دولار في نفس الشهر من العام الماضي، ولا تلوح في الأفق بوادر لتهدئة الأزمة بين الطرفين، فأمريكا وأوروبا يريدان أن يصيبا روسيا في مقتل من خلال أهم مواردها الاقتصادية، وهو الغاز الطبيعي. وفي نفس الوقت تسعى روسيا لاستخدام الغاز الطبيعي كورقة ضغط على أوروبا التي تستهلك جانبًا كبيرًا منه في حصولها على الطاقة. وتمتلك روسيا ثروة من النفط والغاز مما يجعلها في موقف قوة، ولكن في حالة تصعيد العقوبات، وذهاب أوروبا لتدبير احتياجاتها من النفط والغاز من خارج روسيا، فستكون روسيا في موقف صعب لتسويق ثروتها من النفط والغاز، وقد تستمر في سياسة النفط الرخيص التي بدأتها مؤخرًا مع الصين وتركيا. فروسيا لديها 80 مليار برميل من الاحتياطي النفطي، وتنتج يوميًّا 9.9 مليون برميل من النفط، كما يتوفر لها ثروة هائلة من الغاز الطبيعي بنحو 4.7 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي كاحتياطي، وتنتج منه سنويًّا 60.7 مليار متر مكعب، وتعتبر روسيا أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم. إلا أن المفوضية الأوروبية تخطط على الأجل الطويل ليكون لأوروبا أكثر من مورد للإمدادات النفطية وألا تكون أسيرة الغاز الطبيعي من روسيا، فسعت خلال الأيام الماضية للبدء في إنشاء خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي من أذربيجان عبر الأراضي التركية وجورجيا، وإن كانت الكميات التي سيوفرها هذا الخط من الغاز الطبيعي تقل كثيرًا عن الخط الذي كانت تمهد له أوروبا مع روسيا عبر المرور من أراضي 7 دول أوروبية أخرى. فخط أنابيب نقل الغاز من أذربيجان إلى أوروبا عبر الأراضي التركية، سيوفر 16 مليار متر مكعب سنويًّا، سيكون نصيب تركيا منها 6 مليارات متر مكعب، والباقي لأوروبا، بينما خط الغاز الممتد من روسيا عبر 7 دول أوروبية أخرى تبلغ طاقته 63 مليار متر مكعب، إلا أن الخطة الأوروبية ترمي إلى تفعيل أكثر من خط لنقل الغاز الطبيعي من دول القوقاز، وهو ما يعد التفافًا على روسيا، والتي كانت تعتبر هذه الدول العمق الاستراتيجي لها. ويتوقع لخط أنابيب نقل الغاز الطبيعي من أذربيجان إلى أوروبا مرورًا بجورجيا وتركيا، أن يدخل خدمة الإمدادات الغازية في عام 2020، وقد أتت خطوة المفوضية في هذا الشأن دون أن تعلن روسيا من قبلها توقفها عن تفعيل خط أنابيب مد الغاز عبر الدول الأوروبية، وهو ما يفسر في إطار سعي أوروبا لتأمين احتياجاتها على الأمد الطويل دون أن تكون تحت ضغط السماح أو المنع الروسي.
خدمات المحتوى
|
تقييم
محتويات مشابهةمحتويات مشابهة/قالاكثر تفاعلاًالافضل تقييماًالاكثر مشاهدةًالاكثر ترشيحاًالافضل تقييماً/قالاكثر مشاهدةً/قالاكثر ترشيحاً/ق |