الرئيسية
الأخبار
|
الأسرة والأبناء |
البيت السعيد يا رب... ولد صالح...(1) |
2012-07-29 05:57
إذا علم أحد منا أن هناك شركة تعطي الربح لأصحابها طوال حياتهم إلى أن يموت الإنسان..!، لا بل وفوق هذا كله فإنها تستمر في إرسال الأرباح إلى أسرته حتى بعد وفاته، وترسل أرباحها إليه أيضاً وهو في رحمة الله بعد مماته..!، فهل يدخل في هذه الشركة، أم يضيّع هذه الفرصة؟ ويا ترى هل هناك شركة ترسل الأرباح إلى الإنسان بعد موته؟ وكيف ينتفع الإنسان بعد الموت بهذه الأرباح؟ هل عرفت عزيزي القارئ ما نقصده من هذه الشركة؟ وما هي الأرباح؟ الآن نجيبك على هذه الأسئلة؛ إنه الولد الصالح البار بوالديه في حياتهما، واستغفار وحج وعمرة وصدقة، وغيرها من وجوه البر. هذا الولد الصالح عمل من ثلاثة أعمال لا تنقطع بعد موت الإنسان كما جاء في الحديث، قال r: ((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له)). أخرجه الإمام مسلم والسؤال الآن كيف يحصل الإنسان على الولد؟ لا يكون الحصول على الولد إلا في ظل مؤسسة الزواج المشروع كما أرادها الله، يقول تعالى: ((فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ ))[البقرة : 187]، أي ابتغوا هذا الذي كتبه الله لكم من المتعة بالنساء ومن المتعة بالذرية ثمرة المباشرة، فكلتاهما من أمر الله ومن المتاع الذي أعطاكم إياه، ومن إباحتها وإتاحتها يُباح لكم طلبها، إذن من أهداف الزواج الأخروية دعاء الولد الصالح لوالديه. فالولد الصالح شركة رابحة ترسل أرباحها إلى الإنسان في الدنيا وكذلك بعد موته. كيف يكون الولد الصالح ربحاً في الدنيا؟ أعرني عزيزي القارئ البصر والفؤاد وأنت تقرأ معنا هذه النماذج من البر إلى الوالدين أو أحدهما. قال عنه أبوه: "أحمد هذا يدي ورجلي، إذا طلبنا منه شراء طلبات لا يرفض، يحافظ على الصلاة، إذا كنت مريضاً يذهب بي للطبيب، وإذا طلب منه إخوته البنات أن يوصلهم إلى مكان ما لا يتأخر، حتى يسوق لي السيارة إذا كنت كسلاناً أو متعباً ليريحني، لا أسمع له صوتاً يعلو فوق صوتي، يساعدني عند ذبح الأضحية ويركب معي السيارة لنوزعها معاً على الأهل والأقارب والمساكين، إنه ابن بار.. بارك الله فيه". إضراب عن الطعام: "كان أبي لا يصلي، وكان يحبني كثيراً، وقد كنت أنصحه دائماً بأن يصلي ويتقي الله مُذكراً إياه بالنار والعذاب المحيط بأهلها الجاحدين، ولما أيقنت أنه لا فائدة تُرجى من نصحي له لجأتُ إلى خطة لا تدور على خاطر أحد: أبي يحبني كثيراً فاستغللتُ حبهُ لي فأضربت عن الطعام تماماً، وعندما تأكد أبي أنني لن آكل سألني عن سبب امتناعي عن الأكل، فأخبرته أني لن آكل حتى يصلي فقام وصلى الظهر وأنا بدوري أكلت طعامي. أما أبي فظن أنه شيء من الحماس استبدَّ بي وأني لن أكرر امتناعي عن الأكل، فامتنع عن الصلاة وأنا ما لبثت إلا أن أضربت عن الطعام ست ساعات وجاء أبي وبيده الطعام ليطعمني فقلت له: إني حلفت أن لا آكل حتى أراه يصلي يومياً، فوضع أبي الطعام على مقربة مني ومضى بسبيله، فنمت جنب الطعام حتى أذان الفجر فصليت وعدت للنوم، والطعام ما زال جاري لم أمسه، وأتى أبي والطعام ما زال على الحال الذي تركه فتأثر بهذا الموقف أيما تأثر وأعجبته جداً عزيمة طفله الصغير، واستيقظتُ من نومي فألفيته يبكي والدموع في عينيه ووعدني وعداً صادقاً أن يصلي ويتقي الله ومنذ ذلك اليوم لا يترك صلاته أبداً. والمهم ذكره أنه إذا سُئل من أحد أصدقائه عن سبب هدايته المفاجئة يجيب قائلاً: إنه الإضراب عن الطعام. ونحن نسأل لماذا أضرب هذا الطفل الصغير عن الطعام وهو يحبه جداً وهذا شيء صعب على الأطفال..؟ لأنه بار بأبيه ويخاف عليه من تركه للصلاة ويخاف عليه من النار. البر يزحزح صخرة من الجبل: عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسول الله r يقول: ((انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى أواهم المبيت إلى غار فدخلوه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار، فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعو الله تعالى بصالح أعمالكم، قال رجل منهم: اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً فنأى بي طلب الشجر يوماً فلم أُرحْ عليهما حتى ناما، فحلبتُ لهما غبرقهما فوجدتهما نائمين، فكرهت أن أوقظهما وأن أغبق قبلهما أهلاً أو مالاً، فلبثتُ والقدح على يدي، انتظُر استيقاظهما حتى برق الفجر، والصبية يتضاغون عند قدمّي، فاستيقظا فشربا غبوقهما، اللهم إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنّا ما نحن فيه من هذه الصخرة فانفرجت شيئاً لا يستطيعون الخروج منه...............)) الغبوق: شرب العشي، لا أغبق: لا أقدم في الشرب قبلهما أهلاً ولا مالاً. أُرح: أي أرجع، برق الفجر: أي ظهر ضوءه. وفي الحديث نجد الدعاء عند الكرب والتوسل بالعمل الصالح وفضل بر الوالدين وخدمتهما وهو الشاهد من ذكر القصة. طواف البر: شهد بن عمر رجلاً يمانياً يطوف بالبيت حاملاً أمه وراء ظهره، يقول: "إني لها بعيرها المذلل، إن أذعرت ركابها لم أذعر" ،ثم قال: "يا بن عمر أتراني جزيتها"، قال: "لا، ولا بزفرة واحدة". والشاهد أن الرجل كان يطوف وهو يحمل أمه وهي صورة من صور البر في الدنيا. ...فليحرص كل منا على تجديد نيته، وإلى لقاء آخر إن شاء الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
خدمات المحتوى
|
تقييم
الاكثر تفاعلاًالافضل تقييماًالاكثر مشاهدةًالاكثر ترشيحاًالافضل تقييماً/قالاكثر مشاهدةً/قالاكثر ترشيحاً/ق |