شـبـكــة عـمّـــار
إخبارية - ترفيهية
- تعليمية



جديد الصور
جديد الأخبار
جديد المقالات


جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الصوتيات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

 
Dimofinf Player
إعفاف الآخر

2012-07-29 06:18
حجج واهية:
(رجل فاضل عمره 48 سنة, زارني في العيادة وهو يشكو أن زوجته تختلق الأعذار المختلفة لتهرب منه على الرغم من أنهما لم يجتمعا منذ فترة, فكلما اقترب منها تحججت بحجج واهية, وادعت مثلًا أن الأولاد لم يناموا بعد, أو أن أحدًا يطرق الباب, أو أنها مريضة أو ..... إلخ.
وبعد أخذ ورد تبين أن هذه الزوجة مظلومة منذ أكثر من 20 سنة, ولكن كعادة المرأة الصابرة لم تنبس ببنت شفة, وكان رد فعلها أنها عافت العلاقة الجسدية الفاترة التي لم تشعر فيها بمتعة, ولو لمرة واحدة خلال السنوات العشرين, لقد تبين لي أن هذا الأخ الفاضل كغيره من الرجال يظن أن عملية الإيلاج والقذف تكفي المرأة للمتعة, ولم لا وقد أحس هو نفسه بهذه المتعة, ولذلك يضع رأسه وينام هادئًا هانئًا أدى ما عليه من واجب.
إن الإحساس الجنسي عند الرجل يختلف بعض الشيء عن عند المرأة, فالرجل سريع بطبعه, أي يستطيع أن ينجز هذا العمل خلال دقائق, أما المرأة فالأمر مختلف وتحتاج إلى وقت كافٍ حتى تصل إلى الإحساس المشابه لمتعة الرجل, لذا لابد لاستمتاع الزوجين من تحقيق التوافق بينهما) [حتى يبقى الحب، د. محمد محمد بدري، ص686].
وهذه أخرى:
(بعد مرور سنوات من الزواج وإنجاب الأبناء, أهملت الزوجة في تجملها لزوجها وزينتها وملابسها المبهجة التي يريدها الزوج, وعندما يطلب منها الزوج ارتداء ملابس قصيرة، مثلًا في غرفة النوم، تقول عيب الأولاد كبروا وكذلك نحن كبرنا, وبعد فترة من الوقت ومن هذه التصرفات أصاب الزوج التوتر والضيق الشديد وبدأ في البحث عن زوجة لأن لديه حاجات نفسية وجسدية غير مشبعة, وزوجته هذه لا تحقق له الإعفاف والإحصان).
أخي الزوج, أختي الزوجة:
إن من الحقوق المشتركة بين الزوجين "الإعفاف", وهو من الأمور التي تمس استقرار المنزل, وبه تتحقق أيضًا جزء من السعادة في الحياة الزوجية وعلى الزوجين التفريق بين أمرين:
1. استقرار المنزل وله مقوماته.
2. حسن العشرة (المودة والرحمة) وله مقوماته.
فمن مقومات استمرار المنزل الطاعة، تلبية احتياجات الزوج مثل الأكل والملابس والخدمة، إشباع الحاجات الجسدية، التعامل وقت المرض والأزمات، تربية الأولاد.
أما مقومات حسن العشرة فهي التفاهم بين الزوجين، المودة والرحمة، الصداقة والحب.
ومن أهداف الزواج تحقيق الامتاع النفسي أو السكن النفسي والإشباع الجسدي, فالزواج يحقق للزوجين متعة تنقسم إلى قسمين "سكن وراحة نفسية, وامتاع ولذة جسدية, قال تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21]) [آداب الحياة الزوجية، هاني الحاج ص46].
لماذا الإعفاف؟
إن الزواج بلا شك هو "أحد أهم العلاقات الإنسانية التي تسعد الإنسان وتشعره بالراحة والاستقرار والسكن والمودة والرحمة, كما قال تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 21].
ومن الطبيعي أن يهتم كل إنسان بزوجه اهتمامًا خاصًا, كما هي وصية النبي صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله) [رواه الترمذي].
والأسرة المستقرة مصدر أساسي لسعادة الإنسان, ومهما حقق الإنسان النجاح في عمله فإنه لا يشعر به إذا فشل في إنجاح حياته الأسرية" [صناعة الهدف، هشام مصطفى – صويان شايع الهاجري، وآخرون ص(112,181)، بتصرف يسير].
تخيل معي إنسان متزوج أو متزوجة ليس عنده استقرار في حياته الزوجية, فإنه عندما يفتح باب منزله ليخرج للعمل فإنه يخرج بهموم المنزل ومشاكله, فكيف يكون أداؤه لعمله؟ أما الصورة المقابلة إذا توفر له أسباب الاستقرار والهدوء والسكن فهو يفتح باب منزله ويخرج وينطلق في تحقيق نجاحاته وإنجازاته ثم يعود إلى المنزل متمنيًا أن يصل إلى سكنه ليجد فيه الراحة, ويجدد الطاقة ليوم جديد وهكذا.
والسؤال الآن كيف يتحقق الإعفاف للطرفين؟
يتحقق الإعفاف بتعاون الزوجين في إعفاف كل منهما الآخر, وهذا يتم عن طريق:
1. علاقة جسدية ناجحة:
والعلاقة الجسدية هي جزء من الحياة الزوجية, وبالرغم من أنها لا تشكل من وقت الحياة الزوجية أكثر من 5% إلا أنها هامة جدًا.
فقد أثبتت (الدراسات النفسية أن السكن والمودة والرحمة تزداد قوة بوجود توافق جنسي بين الزوجين وذلك لأن العلاقة الجنسية بحكم طبيعتها مصدر نشوة ولذة, فهي تشبع حاجة ملحة لدى الرجل والمرأة على السواء.
إن اضطراب إشباع هذه الحاجة لمدة طويلة يسبب توترًا نفسيًا ونفورًا بين الزوجين إلى الحد الذي جعل كثيرًا من المتخصصين ينصحون بالبحث وراء كل زواج فاشل أو متعثر عن اضطراب من هذا النوع ...) [المفاتيح الذهبية في احتواء المشكلات الزوجية، نبيل بن محمد محمود، ص(150)].
لذلك فمن الضروري أن يقف الأزواج على (فن العلاقات الجسدية من ملاعبة قبله ومعرفة أنسب الأوقات وأحسن أشكاله, ومتى تأتي الرغبة ومتى لا, وما الذي يثير الطرف الآخر, ومواضع الإثارة) [دليل المتزوجين إلى حياة جنسية سعيدة، د. أحمد طه حواس].
فالمرأة تتعلم وتتفنن في الحب الزوجي, ولا يجوز لها أن تجهل أهمية رسالتها الجنسية, فبدلًا من أن تحسبها تبعة مخلة بالآداب, عليها أن تعطيها وقتًا يتناسب مع أهميتها, فالمرأة الناجحة تدرك أهمية دور المرأة في العلاقة الجسدية, ومدى تأثير ذلك الدور ليس فقط في نفس الرجل وإنما في نفس المرأة ذاتها, وبالتالي في الحياة الزوجية.
وبهذا تحقق المرأة الاستقرار النفسي والسكن, فتكون قرة عين لزوجها ولا يفكر في أي امرأة أخرى, وهذا السكن يمكن الإنسان من تحقيق أهداف حياته, فيكون ناجحًا في بيته وخارج بيته.
والرجل أيضًا له دوره في إعفاف زوجته والتعاون على الاستقرار النفسي وتحصين الفرج وتسكين الشهوة, وإعفاف النفس عن التطلع إلى المتعة المحرمة.
فعن عائشة رضى الله عنها قالت أن رفاعة القرظي طلق امرأته, فأبت طلاقها, فتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير, فجاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله أنها كانت تحت رفاعة فطلقها ثلاث تطليقات, فتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير وإنه والله ما معه إلا مثل الهدبة, وأخذت بهدبة من جلبابها, فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكًا وقال: (لعلك تريدين أن ترجعي إلى رفاعة حتى تذوقي عسيلته ويذق عسيلتك) [رواه البخاري ومسلم], هدبة الثوب: طرفه الذي لم ينسج, وتعني أن متاعه رخو كهدبة الثوب, عسيلته: وهي كناية عن الجماع, شبه لذته بلذة العسل وحلاوته.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: (قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عبد الله ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟ فقلت: بلى يا رسول الله, قال: فلا تفعل صم وافطر وقم ونم, فإن لجسدك عليك حقًا وإن لعينيك عليك حقًا وإن لزوجك عليك حقًا ....) [رواه البخاري].
قال ابن حجر في شرحه: (لا ينبغي للزوج أن يجهد نفسه في العبادة حتى يضعف عن القيام بحقها في الجماع واكتساب) [فتح الباري شرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني (9/299)].
وعلى الزوج ألا يغيب عن زوجته في سفر أو هجر مضجعه أشهر كما حدث أن عمر رضي الله عنه (خرج ذات ليلة يطوف المدينة, فإذ مر بامرأة من نساء العرب مغلقًا عليها بابها وهي تقول:
تطاول هذا الليل وأسود جانبه وأرقني أن لا خليل ألاعبه
فسأل ابنته حفصة عن المدة التي يمكن للمرأة أن تمكثها بدون الرجل, فقالت: ثلاثة وإلا فأربعة أشهر) [حقوق الزوجية، الشيخ عطية صقر، ص(143)].
وقد جاء في تفسير القرطبي لقوله تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 228].
قوله: ثم عليه أن يتوخى أوقات حاجتها إلى الرجال ليعفها ويغنيها عن التطلع إلى غيره) [تفسير القرطبي، (3/124)].
وعلى الرجل أيضًا ألا يعجل زوجته بالقيام عنها لأن ذلك يشوش عليها بل يبقى حتى يعلم أنها قد انقضت حاجتها والمقصود الإحسان إليهن، وهذا موضع لا يمكن الإحسان إليها من غيره فليجتهد في ذلك) [أوراق الورد وأشواكه في بيوتنا، د/ أكرم رضا].
والمرأة لا تعصي زوجها إذا طلبها للفراش لأن هذه كبيرة، وقد تؤدي بزوجها إلى عدم الاستقرار والوقوع في الحرام.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها؛ لعنتها الملائكة حتى تصبح) [متفق عليه].
وليعلم الزوجان أنه (عندما يختار الرجل زوجته فإنه قد عقد عهد أن تكون هي نبع الحلال الذي يروي منه عطشه الذي خلقه الله فيه، إنها مصدر العفاف الذي يحفظه من الحرام، وهو ينتظر دائمًا من زوجته الوفاء بهذا العهد.
وعندما يختار الرجل زوجته، فقد عهد عهدًا بالإخلاص والعفاف وهو ينتظر منها الوفاء بهذا العهد) [بالمعروف، د/ أكرم رضا، ص(75-76)].
2. التجمل والزينة:
إن المرأة التي تتصور أنها بعد زواجها قد فازت بكل شيء فتهمل في نفسها وزينتها وعند أول محك تنسى أنها أنثى، اعتقادًا منها أن زوجها متدين ولا ينظر إلى غيرها مخطئة وعليها أن تعين زوجها على غض بصره.
وما زال جسد المرأة مصدرًا من أعظم مصادر أرصدة الحب في البيت، وقد خلق الله جسد المرأة وجعله مصدرًا للإثارة للرجل.
فإذا لم تهتم المرأة بجمالها وجسدها وهما رأس مالها مهما كانت غنية، فما مصير رصيد الحب في بنك الحب؟ بل ما الرسالة التي تصل للزوج من هذا السلوك؟ هل هي رسالة حب أم كره؟
(إهمال المرأة للزينة يجعل الزوج يقل المدح ويقل الغزل للزوجة تستشعر البرود وتسير في دائرة حتى يصل إلى الانهيار فيما يسمى بدائرة التبريد.
فدائرة التبريد تبدأ بإهمال الزينة وبعدها يأتي الأعراض ثم قلة الغزل ثم البرود.
فالشكل وجاذبية المظهر عامل هام وحاجة من الحاجات العاطفية، وهذا أيضًا بالنسبة للرجال فالكثير من النساء يجذبهن مظهر الرجل والوزن المعتدل للجسم، أما البدانة وعدم اللياقة الجسمية فإن لها تأثير كبير جدًا على الصحة العامة والحياة العامة والجاذبية بين الزوجين.
وهناك حد أدنى من الجمال والنظافة لا يمكن أن تتنازل عنه المرأة مهما كانت الظروف، إن اختيار الملابس، وشكل الشعر والمكياج والصحة الشخصية كلها نقاط هامة أيضًا، فيجب علينا ألا نتجاهل مثل هذا الجذب وإلا كان خطرًا على العلاقة الزوجية) [مستفاد من بالمعروف، د/ أكرم رضا، ص(205-207].
وبالنسبة للرجال، روى ابن عباس رضي الله عنه أنه قال (إني لأحب أن أتزين لمرأتي كما أحب أن تتزين لي لأن الله تعالى يقول: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 228][تفسير ابن كثير، (1/271)].
3. الملاطفة والمداعبة:
المداعبة والملاطفة بين الزوجين تعطي جوًا من المرح والبهجة بين الزوجين وتضيف إلى أرصدة الحب بينهما الكثير، وقد تأخذ الملاطفة أي صورة يحبها ويتفق عليها الزوجان وتحقق لهما المتعة والسعادة، ولا تقتصر على الفراش، بل قد تكون في الاغتسال معًا، أو غيره من أشكال التلطف والمداعبة التي يحبها الزوجان، وهي من أسرارهما ولهما أن يبدعا فيها كما يحبان، ما دامت تحقق لهما الإحصان والسكن.
وهذا الرسول صلى الله عليه وسلم يوصي جابر بن عبد الله: (هلا بكرًا تلاعبها وتلاعبك)، وقد كان من هديه صلى الله عليه وسلم: (التلطف مع أزواجه مع كثرة أعبائه، وما ذكر في السيرة من حبه للسيدة عائشة، وما روي في صحيح مسلم والبخاري من أشكال الصداقة والتلطف من لعب وضحك وجري وملاطفة.
ماذا بعد الكلام؟
1. العلاقة الجسدية جانب هام من جوانب زيادة أرصدة الحب في بنك الحب، وهي وسيلة لتحقيق الإشباع والإعفاف والإحصان بين الزوجين، على الزوجين تعلم المهارات الخاصة بهذا الجانب.
2. الجمال والجاذبية والأنوثة هي التي تحقق الإعفاف للزوج والشكل له أثره أيضًا عند الرجل والمرأة في تحقيق الإعفاف والإحصان، فليهتم كل من الزوجين بالشكل والنظافة.
3. ولا تنس الملاطفة والمداعبة أيضًا.
تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 920


+++

خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
1.07/10 (6 صوت)

محتويات مشابهة

محتويات مشابهة/ق

الاكثر تفاعلاً

الافضل تقييماً

الاكثر مشاهدةً

الاكثر ترشيحاً

الافضل تقييماً/ق

الاكثر مشاهدةً/ق

الاكثر ترشيحاً/ق


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.