الرئيسية
الأخبار
|
الأسرة والأبناء |
البيت السعيد الحوار المتكرر |
2012-07-29 06:59
الكاتب:أم عبد الرحمن محمد يوسف(1. تقول الزوجة: إنك لا تسمع إلي؟ فيقول لها: ماذا تقصدين بأني لا أسمع إليك؟ بل يمكنني أن أعيد عليك كل ما قلتيه. عندما يكون الرجل في كهفه الذهني فإنه يستطيع تسجيل كل ما تقوله زوجته باستعمال 10% من انتباهه المتوفر له، وهو يعتبر سماع 10% استماعًا كافيًا، بينما هي تطلب منه كل انتباهه وتركيزه! 2. تقول الزوجة: أشعر وكأنك لست معي هنا؟! فيجيب الزوج: ماذا تقصدين بلست هنا؟ ألا ترينني أمامك؟ إنه يفسر الأمور بأنه إن كان جسده هناك فكيف تقول بأنه غير متواجد، إلا إنها قصدت شعورها وكأنه غائب. 3. تقول الزوجة: إنك لا تهتم أبدًا. فيقول لها: طبعًا أنا أهتم بك، ولهذا فأنا أحاول أن أحل هذه المشكلة التي أمامنا! إن تفسيره للموقف طالما أنه منشغل في حل مشكلة ما، وأن هذا سينعكس عليهما معًا ايجابيًّا فهذا دليل على اهتمامه ورعايته، إلا أنها تقصد أنها تريد أن تشعر باهتمامه المباشر معها. 4. تقول الزوجة: أشعر وكأني غير هامة بالنسبة لك؟ فيقول: غريب هذا الكلام أكيد أنت هامة بالنسبة لي. وهو يفسر الموقف بأن مشاعرها خطأ، لأنه إنما يحل المشكلة التي أمامه ليفيدها هي أيضًا، إنه لا يدرك أنه عندما يعكف على مشكلة واحدة ويهمل المشكلات التي تهمها هي فإن أي امرأة يمكن أن تحس بالإهمال الشخصي لها، وستكون عندها نفس ردة الفعل. 5. عندما تقول الزوجة: إنك تفكر كثيرًا، ولكن ليس لديك عواطف ومشاعر. فقول لها: وما العيب في هذا التفكير؟ وكيف تريدينني أن أحل هذه المشكلة إذًا؟ إنه يرى الموقف على أن زوجته شديدة الانتقاد وهو إنما يقوم بأمر لابد منه ليستطيع حل المشكلة، ويشعر أنها لا تقدر الجهد الذي يبذله إلا أنه في نفس الوقت لا يقر بصدق مشاعرها) [التفاهم في الحياة الزوجية، د.مأمون مبيض، ص(72-73)]. تحليل وتفسير: ما سبب هذا الاختلاف الشديد بين وجهة نظر الزوج ووجهة نظر الزوجة، بل لماذا لا يدرك الزوج ما تدركه زوجته ولا تدرك الزوجة ما يدركه زوجها، إن كلاهما لا يعرف الآخر، إن كلاهما لا يفهم الآخر، ولهذا لا يحدث بينهما التفاهم، ولهذا أيضًا تضطرب العلاقة بين الزوجين. وليس الذكر كالأنثى: تبدأ العلاقة الزوجية بالمحبة والود بين الزوجين ويقدم كل منهم أحسن ما عنده لسعادة وراحة الطرف الآخر ويظن كل منهما أن هذه الحالة من الغبطة والسعادة ستستمر إلى ما لا نهاية، ولكن بعد فترة من الوقت تطول أو تقصر يبدأ بريق هذه العلاقة في الذهاب ويظن الرجل أن زوجته ستتصرف مثله أي كالرجل وتظن هي أن زوجها سيتصرف كالنساء من دون أن يدركا طبيعة الفروق بين الجنسين وتبدأ الصعوبات بالظهور إلى السطح عند أول محك بينهما وتبدأ عقبات الحوار والتفاهم بين الزوجين إلى أن يصل الأمر لعدم التفاهم ويعيش الزوجان لا يجمع بينهما إلا العيش تحت سقف واحد ويحدث كل هذا رغم إخلاص وحسن نية كل منهما (فالمشكلة ليست في قلة الإخلاص وإنما في عدم المعرفة الدقيقة لطبيعة الفروق بين الرجل والمرأة وعدم التصرف السليم وفق هذه المعرفة) [التفاهم في الحياة الزوجية، د.مأمون مبيض، ص(18-19)]. إن أول سبيل للتفاهم بين الزوجين أن يدرك كل منهما أنه ليس كالآخر، ثم يتعامل مع الطرف الآخر بالأسلوب الذي يناسبه ويحقق له الرضا والسعادة، لابد أن تعرف المرأة كيف يفكر الرجل ولابد أن يعرف الرجل أيضًا كيف تفكر المرأة وحتى يدرك الزوجان الفروق بينهما بصورة واضحة، وسنذكر بعض القواعد لمعرفة ذلك. القاعدة الأولى: مع المشكلات: · الرجل يحب أن يدخل كهفه والمرأة تصر على إخراجه. · والمرأة تتحدث ليشاركها زوجها وهو يصر على تقديم الحلول. هذا هو الفارق بين الرجل والمرأة في التعامل مع المشكلات، فالرجل لا يحب أن تقدم له زوجته النصيحة بل يحب أن يخلو بنفسه ليستعيد توازنه وهدوءه في حين تصر زوجته على إخراجه من عزلته ليحكي لها ما يزعجه!! (إن النساء لا يفهمن كيف يتعايش الرجال مع الضغط إنهن يتوقعن أن يفتح الرجال صدورهم ويتحدثون عن كل مشاكلهم كما تفعل النساء ولذلك فإن الرجل حين يدخل كهفه تستاء المرأة من أنه غير منفتح وتشعر بألم حين يفتح على الأخبار أو يمارس لعبة من هواياته ويتجاهلها، ولكنها حين تتفهم أن الرجل حين يقوم بذلك فإنه يحاول التعايش مع الضغوط ولا يفعل ذلك إهمالا لها فإنها تستطيع أن تبدأ بالتعاون معه لتحصل على ما تحتاج إليه بدلًا من مقاومته) [الرجال من المريخ، والنساء من الزهرة – د. جون جراي، ص(46 – 48)، بتصرف]. لابد أن تفهم المرأة أن "الرجل يواجه المشكلات بصمت يحاول خلاله التفكير وتقليب المشكلة ليجد لها حلًا فإذا وجد حلًا شعر بالتحسن وخرج عن سكوته وصمت وخرج من كهفه. (وإذا لم يجد حلًا، فإنه يقوم بشيء ليس من مشكلاته مثل قراءة الأخبار أو ممارسة هواية وبتحرير عقله من مشكلات يومه يستطيع تدريجيًا أن يسترخي) أما المرأة فهي على عكس الرجل تحب من يشاركها همومها ومشكلاتها والدليل على ذلك أنها "عندما تشارك غيرها من النساء شعورها فإنها تشعر بالتحسن، لأن هذه المشاركة تعتبر عندها علامة حب وثقة والمرأة عمومًا تشعر برضا عن نفسها عندما يكون لها صديقات محببات تشاطرهن مشاعرها ومشكلاتها) [الرجال من المريخ والنساء من الزهرة، د. جون جراي، ص(41-44)، بتصرف]. إنها تستخدم نفس الأسلوب مع زوجها تحب أن يشاركها مشكلاتها ويشاطرها أحزانها هي تعتبر أن إنصاته لها علامة على اهتمامه بها وحبه لها ولكن الرجل لا يفهم ذلك "ويفترض أنها تتحدث عن مشكلاتها معه لأنها ترى أنه المسئول عن هذه المشكلات وكلما كثرت المشكلات زاد شعوره باللوم إنه لا يدرك أنها تتحدث فقط لتشعر بالتحسن ولا يعرف أنها ستكون ممتنة لو أنصت فقط؟!!! (ولأنه لا يعرف كل ذلك فإنه يبدأ في تقديم الحلول لمشكلاتها بينما تستمر هي في الحديث عن مشكلات أخرى ويتقدم هو بحلول أخرى ويتوقع أن تتحسن وعندما لا يرى أنها تشعر بالتحسن يشعر هو أن حلوله قد رفضت وأنه غير مقدر حق قدره بينما تشعر بالدعم إذا تواصل مع إحباطها وخيبة أملها ذلك أنها تحتاج فقط أن تتحدث عن مشكلاتها ومن ثم ستشعر بتحسن!!) [الرجال من المريخ، والنساء من الزهرة، د.جون جراي، ص(53،54)]. أيها الرجال لابد أن تفهموا أن زوجاتكم يردن منكم فقط الإنصات والاستماع لا تقديم الحلول والنصائح، إنهن يحتجن إلى أن يطلقن ما في جعبتهن من كلام، سواء كان ذلك بشكل ايجابي أم بشكل سلبي فحين يطلقن ما في جعبتهن من كلام يكونون سعيدات وفرحات ومتوازنات. القاعدة الثانية: مشاعر الرجل متزنة كالجبل ومشاعر المرأة متصاعدة كموج البحر: إن الرجل حين يقترب من المرأة يشعر بالحاجة الملحة للابتعاد لبعض الوقت مما يشعره باستقلاليته المتجددة وليعاود الاقتراب من جديد. (أما المرأة فتميل في علاقتها ومشاعرها إلى الصعود والهبوط كموج البحر فهناك من يشبه بعض الجوانب النفسية للمرأة بأمواج البحر حيث تتراوح عواطفها ومشاعرها بالارتفاع الشديد عندما تكون مسرورة مبتهجة لتعود مشاعرها للانخفاض عندما تنزعج وتضعف ثقتها بنفسها، وما تلبث مشاعرها أن ترتفع من جديد وهكذا كأمواج البحر المتقلبة) [الرجال من المريخ والنساء من الزهرة، د. جون جراي، ص(161)]. هذه هي طبيعة الرجل وهذه هي طبيعة المرأة، الرجل كالفحمة السوداء المنطفئة والمرأة كالجمرة الحمراء الملتهبة، إذا أدرك الرجل هذه الطبيعة في زوجته سيعرف كيف يقود هذه العواطف والمشاعر لسعادتهما معًا، وللأجل هذه الطبيعة الرقيقة المتقلبة للمرأة، أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم بها فقال: (استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرًا) [رواه البخاري]. هذه هي طبيعة المرأة: خلقت ضعيفة البنية قوية العاطفة تختلف في اهتماماتها عن الرجل وذلك لتكمل الرسالة فتمنح الرجل الزاد العاطفي والحب وتصبر على تربية الأولاد ورعاية الأسرة وهي مهمة ثقيلة لا تقل أهمية عن دور الرجل في الحياة وهذا الدور يحتاج أكثر إلى العاطفة فالمرأة لديها ذكاء وقدرة على التفكير السليم وتركيبة الذكاء عندها وضعت بطريقة مختلفة عن الرجل حتى تخرج طرازًا مختلفا طرازًا عطوفًا حنونًا (فالمرأة قد تتعب لراحة غيرها وتسهر لينام الآخرون ولولا هذه التركيبة للمرأة لفقدت الحياة بهجتها ومتعتها) [المفاتيح الذهبية في احتواء المشكلات الزوجية، نبيل محمد محمود، ص(316)، بتصرف]. المصادر: · المفاتيح الذهبية في احتواء المشكلات الزوجية، نبيل محمد محمود. · الرجال من المريخ والنساء من الزهرة، د. جون جراي. · التفاهم في الحياة الزوجية، د.مأمون مبيض.
خدمات المحتوى
|
تقييم
محتويات مشابهةالاكثر تفاعلاًالافضل تقييماًالاكثر مشاهدةًالاكثر ترشيحاًالافضل تقييماً/قالاكثر مشاهدةً/قالاكثر ترشيحاً/ق |