شـبـكــة عـمّـــار
إخبارية - ترفيهية
- تعليمية



جديد الصور
جديد الأخبار
جديد المقالات


جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الصوتيات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

 
Dimofinf Player
أين تكمن المشكلة??

2012-07-30 08:49


يداك أوكتا وفوك نفخ:

مفكرة الإسلام : إنني لا أذكر حقيقة نهاية القصة ولعل نهايتها لا تعنينا كثيرًا هل غرق الرجل أم أنقذه أحد؟ لكنني أذكر جيدًا هذه العبارة التي نعنون بها فقرتنا هذه.



بداية القصة تحكي أن رجلاً أراد أن يعبر نهراً ولم يكن لديه ما يعبر عليه، وبعد البحث وجد قربة من جلد فأمسك بها ونفخها بفمه ثم قام بربطها وإغلاقها ثم أخذ يسبح في النهر وهو يتخذها وسيلة لتحقيق طفوه وهو لا يعرف السباحة [معلومة استطرادية] وفي منتصف النهر ينفك الرباط الذي عقده بيده ويخرج الهواء الذي نفخه بفمه, فقيل له: 'يداك أوكتا ـ أي ربطت ـ وفوك نفخ' وفمك قام بالنفخ فلا تلم أحدًا, وتنتهي القصة التي لم تستغرق حكايتها أكثر من دقائق قليلة معدودة لكنها تحمل في داخلها من المعاني الكثير، وعليها دار كثير من الأمثال العربية العامة، والشعبية، 'على نفسها جنت براقش'.

ولن أعدم من الأخوة القراء أمثلة على ذات النسق تدور في أذهانهم ترادف ذات المعنى الذي ذكرت.



ترى ما علاقة هذا المثل بأني أريد حل مشكلتي مع ابني أو ابنتي، إن العلاقة حقيقة 'وطيدة' للغاية فدعنا مثلاً نتأمل نوعية محددة من المشاكل ألا وهي ما يعرف إجمالا بالمشاكل الجنسية. إن نظرة سريعة على هذه النوعية من المشاكل تعطينا انطباعًا محددًا أن الآباء والأمهات كانوا في غفلة تامة عن توعية أبنائهم بهذه القضية المحورية وإحاطتها بالقدر اللازم من الرعاية والتعليم والتوجيه مما دفع الأبناء إلى التعلم من المصادر الأخرى المتاحة في المجتمع سواء من الأصدقاء أو المجلات أو الإنترنت أو غيرها، وسنلاحظ حتمًا أن تعلم هذه الثقافة من هذه المصادر لا بد أنه سيفرز سلوكيات مرفوضة يعاني منها الآباء والأمهات ويبذلون الجهد في البحث عن حلول سريعة لها بينما هم يعانون من آثارها المدمرة على نفسيات الأبناء والبنات.



وليس الحديث هنا منصبًا على الترجيح بين مدرستين إحداهما تشجع التعليم المفتوح لهذه المعاني، والأخرى ترى وجوب الحياء وعدم طرح هذه النوعية من المشاكل والكلام فيها، لكنني فقط أنبه أن عدم مراعاة الآباء والأمهات للمرحلة العمرية وجوانبها النفسية والجسدية والانفعالية له أكبر الأثر في حدوث الخلل عندما ينمو الابن والابنة وينضجان بعيدًا عن التوجيه المباشر وغير المباشر الذي يحكم الشرع الرباني.



لقد عبر الدكتور أكرم رضا في كتابه 'بلوغ بل خجل' عن بدء مرحلة المراهقة، إن الابن في هذه المرحلة يتعلم المشي من جديد، وهو تعبير بليغ دقيق عن واقع حال الابن والابنة في هذه المرحلة, وهو كذلك توضيح لما ينبغي أن تكون عليه صورة الأبوين في هذه المرحلة أثناء التعامل مع أبنائهما وهو تعامل تظلله الرحمة ويغمره الحنان والتشجيع ومد الأيدي لإقالة العثرة والوقوف بعد السقوط, وتلمس لمواطن وقوف قدمه واحدة بعد الأخرى حتى يجيد المشي ويتعلمه, فينطلق وقد بدأ يتكيف مع أعضائه سواء الجسدية التي حدث لها في هذه المرحلة طفرة نمو قوية أو أعضائه النفسية بتحوله من طفل إلى رجل.



إننا نولي أبناءنا عناية شديدة عندما يخطون أولى خطواتهم على أقدامهم وتتعلق عيوننا بتلك الأقدام الصغيرة وهي ترتفع وتهبط على الأرض وقلوبنا تهفو معها، ونرقب الأيدي وهي ترتكز على الجدران وما تطوله الأيدي مما يصلح للاعتماد والاتكاء عليه ثم لا نتمالك أنفسنا من أن تبلغ أقصى درجات الفرح والسرور، ونحن نسمع بتسرب أصابعه من بين أيدينا لخطو أولى تلك الخطوات معتمدًا على نفسه بغير معونة منا، ويتناقل الخبر أن الوليد قد بدأ بالمشي وتأتي التهاني تباعًا ثم ها نحن هنا ووليدنا ينتقل من كونه طفلاً إلى اكتمال النضج وبدء تحقيق معاني الرجولة والقوة، فنرى أن كل ما يلزمنا تجاه وليدنا مطعمه ومشربه وأن يسمع الكلام ولا يكون مزعجًا.

ترى أين المشكلة حقًا أهي لديه أم لدينا؟

حالة أخرى 'لا أعرف شيئًا عن أبنائي هم صامتون في البيت مرحون متكلمون خارجه، أبنائي لا يتكلمون معي عن حياتهم'.

وهنا سنسأل نحن سؤالاً محددًا هل عودت أبناءك على فتح حوار معهم؟

هل كنت تناقشهم في أمور حياتهم وتسأل عن تفاصيلها؟



وينشأ ناشئ الفتيان منا علـى مـا كان عوده أبوه



هل عندما تصدر الأوامر إليهم خاصة تلك المتعلقة بشئون حياتهم كنت تعرضها للنقاش عليهم وتسمع رأيهم وتقبل منه ما يوافق الصواب وتنصح فما يتعلق بالخطأ.

هل كنت تترك لهم مجالاً للتجربة والخطأ والعودة بعد ذلك إليك بحصيلة تجاربهم ليشاركوك فيها؟

الإجابة بنعم على ما سبق من الأسئلة لا يمكن أن يصحبها الشكوى من المشكلة المذكورة إذن ثانية نحن سبب رئيسي في كثير مما نشتكي من أولادنا بشأنه.



حالة أخرى 'ابني يحب' ابني يعاكس' ابني...'.



العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة تبدأ بشغل حيز في تفكير وكيان الإنسان منذ بدء عملية ومرحلة البلوغ، إن ضبط هذه العلاقة منذ البداية يجعلنا حقيقة مطمئنين إلى عبور أبنائنا لأزماتهم بشكل ثابت راسخ، وإن هذه الأزمات ما هي إلا أزمات عابرة تمر بمساعدة من لطيف الإشارة ودقيق التوجيه عميق الدعاء الخالص.



فلا بد هنا من توضيح حدود علاقة الرجل بالمرأة، وما هو الحب الحقيقي وكيف يبنى في البيوت على أساس التقوى والعشرة الطيبة، وحدود علاقة المحارم، ويرى الشاب والشابة من طبيعة التعاملات العائلية والمنزلية ما يؤكد هذه الصور.

والخلاصة أن كثيرًا من مشاكل البلوغ إنما يتحمل المسئولية فيها الأباء، وأن السبيل لحلها هو سد الثغرات قبل وقوعها، والحوار الناجع والفعال لتدارك ما يطرأ أولاً بأول.

وتعالَ معي نتأمل هذا المثل النبوي الشريف:

وجاء شاب إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال يا رسول الله: 'أتأذن لي في الزنا؟' فهاج القوم وماجوا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعوه .. أقبل يا ابن أخي فأجلسه بجواره ثم قال له: أترضاه لأمك؟ قال: لا يا رسول الله. قال: فكذلك الناس لا يرضونه لأمهاتهم .. ثم مسح على صدره ودعا له... الحديث بكامله.

إنني هنا أريد لفت الانتباه إلى نموذج تربوي لم يوجد مثله قط، وهو النموذج النبوي، تعالَ معي نتأمل بعض ملامح هذا النموذج من هذا الحوار اللطيف الدائر بين النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهذا الشاب.



أولاً: مجيء الشاب إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يستأذن في الزنا، أليس لهذا المشهد دلالات عجيبة؟

[1] إنه يرى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو المربي المنوط بحل المشكلات واللجوء إليه بعد الله تعالى وفي ذلك دلالة واضحة على ما أثمره الخطاب النبوي والرباني في النفوس من بث الوازع الديني فيها، وعلاقة استشعار الشاب أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يستفهمه ويرحمه ويرفق به.

[2] خطاب الشاب يوحي بأنه في أزمة فكأنه في صراع بين دواع الشهوة والرغبة في تخفيف أدارها وتصريف طاقتها وبين الخطاب الرباني القوي المانع من التصرف المحرم، وبذا يكون الخطاب الرباني قد أدى الرسالة في صون الإنسان من المحرم.

[3] نوجه إليك عزيزي الأب عزيزتي الأم سؤالين على الفقرة السابقة:

أـ هل يأتي ابنك أو ابنتك ليحادثك في هذه الأمور ويشتكي من ضغطها عليه؟

أو هل تحادثه فيها بالصورة الشرعية التي سنبينها بإذن الله تعالى؟

ب ـ هل حديث الابن أو الابنة يكون مقياسًا واضحًا لمدى النجاح في أثر الخطاب الرباني والوازع الديني الذي تربى داخلها؟

ثانياً: معاملة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للشاب ومعاملة القوم:

هاجوا وماجوا ...... دعوه, أقبِل يا ابن أخي.

[1] لا بد من توفير المناخ السليم حتى يمكن علاج المشكلات علاجًا ناجعًا, إن إحساس الابن أو الابنة أن باستطاعته مناقشة المشكلات بهدوء مع طرف من الأطراف هو الدافع الأساسي لفتح هذه المشكلة، وسماحة لهذا الطرف بعرضها وبيان التوجيه الأمثل لحلها، ألا نشتكي نحن من عدم معرفتنا بمشاكل أبنائنا ونحن الذين نغلق الباب عليهم ونمنعهم من أن يتوجهوا للحديث معنا إما لإغلاقنا قنوات الحوار معهم منذ النشأة الأولى، فهي تسير في اتجاه واحد من السلطة الأعلى إلى الأدنى, أو خوفًا من العقوبة بمجرد معرفة نوعية المشكلة بدون البحث عن حل لها.

[2] إنه ليس فقط فتح المجال لطرح الشكوى, لكن أيضًا الترفق والرحمة الغامرة في الموطن الذي تتم مقابلته عادة بالاستهجان والاحتقار والتقليل من الشأن, فهو يناديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ 'يا ابن أخي' وهو الذي يستأذن في الزنا، فتأمل ما أعظم هذا الخلق، وبمعنى أدق ما أعظم هذا النموذج التربوي المتفهم لدوافع النفس البشرية، ونوازعها وما يدور فيها ثم هو بعد ذلك مثال الطبيب الحاني الرفيق.

ثالثًا: شكل الحوار 'أترضاه لأمك ... لأختك ...'

وهذا في حد ذاته يعتبر مرجعًا تربويًا لمنهج الإسلام في صيانة الفرد والمجتمع.

[1] إنه أولاً يحدد أن العلاقة بين الفرد والمجتمع علاقة وثيقة لا تنفك، فكل امرأة مسلمة هي أم أو أخت أو زوجة أو ابنة ... وأن ما لا يرضاه الفرد لنفسه ولا لأهله لا ينبغي له أن يرضاه لغيره ولا لأهل غيره.

[2] طبيعة الحوار وأنه يتجه إلى ثوابت الفطرة التي يغرسها المجتمع المسلم في نفوس أبنائه، وهذا ما تكلمنا عنه عندما وضحنا الفرق بين الأزمة الحقيقية والأزمة العابرة, فهذه الثوابت تم غرسها في أبناء هذا المجتمع بأكثر من وسيلة, فلا تحتاج أكثر من إحيائها عند الاحتياج إليها.

[3] الحوار نفسه كوسيلة لقياس النفس البشرية داخليًا، ومن ثم تحديد العلاج المطلوب على أساس هذا القياس وقد كان كافيًا في حالة الشاب التوجيه إلى بيان الضرر الواقع على المجتمع ومن ثم الواقع عليه بصورة شخصية حتى نوفر له دافعًا آخر يمنعه من المعصية والزنا.

[4] إن سرعة استجابة الشاب للخطاب النبوي الشريف ليؤكد ما ذكرناه سابقًا، أن أبناءنا عندما نحسن رعايتهم والاستعداد لأزماتهم، والتهيؤ لما سيأتي عليهم من المراحل المختلفة، فهم حينئذ لا يحتاجون أكثر من لطيف الإشارة، ودقيق التوجيه، وعميق الدعاء.

قاعدة: 'ما لا يدرك كله لا يترك جله'.

إننا ونحن نقرر الحقيقة السابقة أن كثيراً من أزمات أبنائنا ومشاكلهم إنما نساهم نحن فيها بصورة قوية واضحة لا ينفي أنه ينبغي لنا العمل بالقاعدة 'ما لا يدرك كله لا يترك كله'

فاستدرك ما فات واستعد لما سيأتي ولا يوجد أبدًا داعٍ لفقدان الأمل في تدارك ما فات، فالله تعالى بيده العون كله، وإليه يرجع الأمر كله بأسرع بالخطى {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ}, فليس هناك وقوف, بل هو الانطلاق والاستدراك، وإلا فهو المزيد مما لا نحب من التأخر والدخول في مشاكل أخرى نحن في أشد الغنى عنها.
تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 918


+++

خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
1.00/10 (5 صوت)

محتويات مشابهة

محتويات مشابهة/ق

الاكثر تفاعلاً

الافضل تقييماً

الاكثر مشاهدةً

الاكثر ترشيحاً

الافضل تقييماً/ق

الاكثر مشاهدةً/ق

الاكثر ترشيحاً/ق


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.