شـبـكــة عـمّـــار
إخبارية - ترفيهية
- تعليمية



جديد الصور
جديد الأخبار
جديد المقالات


جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الصوتيات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

 
Dimofinf Player
لا للواقع نعم للإدمان

2012-07-30 09:22
'أعيش في أحلام مستمرة فالحياة في ظل الأحلام أفضل بكثير من الحياة في ظل هذا الواقع'

[ فن الهروب من الواقع ] فن يجيده العديد من شباب الأمة، وهو يضمن لهم فيما يضمن عدم التعرض للضغوط النفسية الناشئة عن الحياة في ظل الواقع المحيط، فتنطلق أحلام اليقظة تصوغ خيالًا ورديًا تتحقق فيه كل الأماني، وتنصرف طاقات الشباب في هذه الأحلام عوضًا عن توجيهها إلى البناء وشق الصعاب.



ومن الشباب من لا تكفيه أحلام اليقظة منفذًا للهورب من واقعه المر، بل يعمد إلى ما هو مغيب له عن الواقع تمامًا، وهو اللجوء إلى عالم المخدرات، والغياب عن الوعي والواقع غيابًا تامًا لا وهميًا كما في أحلام اليقظة، ولئن كانت أحلام اليقظة من وسائل تفريغ الطاقات؛ فإن الانجراف في طريق مغيبات العقول من وسائل استنفاذ هذه الطاقات من مصادرها واستنزافها بالكلية.



ومما يدلل على ذلك ما أكدته الإحصائيات التي أعدتها أقسام علاج الإدمان بالمستشفيات النفسية، ومنها مستشفى الدكتور عادل صدقي للطب النفسي، حيث أكدت الإحصائية أن عدد المدمنين للمواد المخدرة من المترددين على عيادات العلاج النفسى يُقدر بحوالى 20 ألف مدمن من جميع الأعمار، و تزيد فيها نسبة الفتيات المدمنات بصورة كبيرة، وهناك إحصائية أخرى تشير إلى أن عدد اللاجئين للعلاج من المدمنين يصل لحوالى 10 آلاف من متعاطى المواد المخدرة، هذا بخلاف المتعاطين من غير المتجهين للعلاج.



وقد أقر خبراء العلاج النفسى بالمستشفى أن العامل النفسى المرضي هو العامل الرئيسي لدفع المريض إلى هاوية الإدمان، وليس العامل الطبي الذي يأتي في المرتبة الثانية؛ لأن المريض فى هذه المرحلة يكون فاقداً لقاعدة السلوكيات تمامًا، ومنها مثلًا تحمل المسؤولية وكيفية التعامل مع الآخرين وغيرها، لذا يتم بناءً على ذلك الإعداد النفسى للسلوكيات والعلاج الطبى سويًا على خطى واحدة.



وأكد المختصون حقيقة مهمة للغاية، وهي أن الشخص الذي تعرض للإدمان مرة تصبح قابليته لتكرار الإدمان مرتفعة، وأنه لا يوجد ما يسمى مريض بالإدمان يشفى تمامًا، وليس هذا حملًا على اليأس، ولكن المقصود أنه تكون قابليته لإعادة الوقوع في شرك الإدمان أسهل من ذلك الذي لم يتعرض لهذا البلاء.



ولئن كان الهروب من الواقع أحد أكثر أسباب الوقوع في التعامل مع المخدرات؛ فإن هناك أسبابًا أخرى تصل بمتعاطي المخدرات إلى حد الإصابة بالإدمان، وهذه الأسباب شديدة التنوع وتختلف تبعًا لظروف كل مريض ومنها:



[1] الهروب من المشاكل كحل مؤقت إلى الإدمان، وهذا ما بيناه في الحديث عن الهروب من ضغط الواقع، وتحت ضغط المشاكل اليومية أو المصائب المفاجئة.



[2] سيطرة بعض الأصدقاء على المريض أو أصدقاء السوء، وهذه كذلك من أخطر الأسباب، حيث كثيرًا ما ينجرف الأصحاب لتقليد بعضهم البعض، والاقتداء بأصحاب الشخصيات القوية في تصرفاتهم وأفعالهم، بغض النظر عن اعتبار مقياس الصواب والخطأ في هذه التصرفات، ودافعهم لذلك الحفاظ على علاقتهم بهم وارتباطهم بصحبتهم.



[3] الشعور بإحساس النضج الكامل عند المريض وميله للتجربة المنفردة، وهذه تنشأ عن فقدان البوصلة لمعرفة الصواب من الخطأ، وتنشأ كذلك لدى البعض عن وجود الرغبة غير المشبعة في التجربة، والمغامرة والانطلاق بلا قيود، والتحرر من أسر الظروف.



[4] المعاملة القاسية داخل المنزل، وهذه كسابقاتها من أسباب الفرار من الواقع إلى الخيال والأوهام، سواء كانت مصطنعة عبر الإغراق في أحلام اليقظة، أو بتعمد إذهاب العقل بالغيبة عن الواقع.



[5] وأخطر أسباب الادمان هو تجربة المواد المخدرة، وهذا السلوك أو الفهم نابع من ثقافة سائدة منتشرة فى أعمار ومستويات تعليمية مختلفة، وهذا المفهوم الخطأ يتمثل أن الشاب لا بد له أن يقوم بتجربة كل شيء في شبابه، واعتبار هذا المسلك من علامات الرجولة، بغض النظر عن كونها ضارة أو نافعة، فكل ما يشغل تفكيره ويهم باله أن يفسح لنفسه مجالًا واسعًا قدر الإمكان للحرية الزائفة، التي تؤدي في نهاية طريقها إلى الدمار، وليس دمار هذا الشاب فقط بل دمار أسرة بأكملها تفقد حلمها وأملها، أو تفقد عائلها والمسؤول عنها.



والمسلم خلقه الله تعالى لتحقيق كمال العبودية له سبحانه في هذه الأرض بعمارتها، والقيام بواجب نصرة دين الله فيها، ولكي يقوم بهذا الدور المتفرد؛ يلزمه أن يقف في وجه الصعاب واثقًا من عون الله تعالى له وإعانته إياه، فالصبر على عظائم الأمور هو انتصار للحياة.



وحين تشتد الأزمات تكون مقياسًا للمؤمن الصادق، فالمسلم الحق لا يمكن بحال من الأحوال أن يقدم على الإدمان أو التعامل مع ما يغيب عقله؛ لأنه في كل أوقاته خيرها وشرها وحلوها ومرها، سيتكل على الله ويتقبَّل المصيبة على أنها ابتلاء لتمحيص إيمانه وإظهار صبره ورضاه، ويرى الصعاب تحديًا يلزمه أن يقف رافعًا رأسه واثقًا من تخطيه ما دام مصحوبًا بعناية الله ولطفه.



وها هو حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول: [[ عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر وكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له ]]. رواه مسلم.






تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 788


+++

خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
1.00/10 (4 صوت)


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.