شـبـكــة عـمّـــار
إخبارية - ترفيهية
- تعليمية



جديد الصور
جديد الأخبار
جديد المقالات


جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الصوتيات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

 
Dimofinf Player
أبحث عن رفيق

2012-08-01 01:23
الكاتب:محمد السيد عبد الرازق



عودة شاب
بعد لقاء في أحد المساجد العامرة، وفي جو إيماني رقراق طال لمدة (ساعة ونصف)، وكان تحت عنوان (المرء على دين خليله)، كان الداعية الشاب الأريب، الذي ألقى الكلمات العطرة المؤثرة، يرقب الشباب بعينه، وهم بين باك ومتأثر وخاشع، ومن بينهم ذلك الشاب الذي سابق إلى الشيخ الداعية بعد انتهاء المحاضرة واللقاء، ودار بينهم هذا اللقاء:
الشاب دخل على الشيخ الداعية بعين تقطر بدمع غالية (دموع التوبة)، وبوجه سحبت عنه سحائب العصيان، وعلته نضرة التوبة والإيمان وقال: بارك الله فيك يا شيخ، لقد هزتني كلماتك، ووقعت على الجرح.
الداعية: بارك الله فيك يا أخي، وأسأل الله لك الثبات، ولكني أرقب في عينك كلمات كثيرة، وعواطف غزيرة، هل تريد أن تحدثني أو تسأل عن شيء.
الشاب: نعم والله، وهنا تنهد الشاب تنهدًا عميقًا، وقال والدموع تزدحم في عينيه، يا إلهي، ثلاث سنوات، منذ دخلت إلى المرحلة الثانوية، وأنا أبارز الله بالمعاصي، لماذا أو لم أجد غيرهم؟!
الداعية: الداعية ينصت بخشوع، ويبادر الشاب: من تقصد؟
الشاب: إنهم (شياطين الإنس) الذين تحدثت عنهم يا شيخ، وأنا الآن أذكر تلك المرة، وأنا في السنة الأولى من المرحلة الثانوية حينما تعرفت على شاب انبهرت بشخصيته وبكثرة معارفه، وما لبث أن دعاني لأذاكر معه في بيته، وهنا....
(كانت أول مرة شاهدت فيها هذه الأفلام، فقد كان في غرفته فيلم إباحي، قام بتشغيله) [على خطى يوسف، محمد السيد عبد الرازق]، وتتابعت بعد ذلك اليوم وبين رفقة ذلك الشاب الفضائل في السقوط.
الداعية: نعم نعم، وكم من صديق تحسب الخير قصده فتبدو على مر الليالي مهازله.
الداعية: ولكنك اليوم بيننا، لا تخف لن نتركك، والله يثبتك، وسوف تجد ما كنت تفتقده، وسوف تذوق لذة لطالما غابت عنك، فأبشر يا أخي بما يسرك، وهيا الآن لأعرفك على بعض إخوانك في الله.
مرحبًا يك أيها الحبيب في لقاء جديد، لعله من أكثر اللقاءات خطورة وأهمية في حياتك، إذ أننا نتحدث فيه سويًا عن (الرفقة)، وكم من رفيق أخذ بيد صاحبه للفلاح، وكم من آخر أردى به طريح المعاصي والطلاح، كقصة صاحبنا الشاب التي في مستهل المقال، ولكن الله تداركه بنعمة منه، ولولاه جل في علاه لنبذ في عراء الشقاوة.
ولعك ينبغي أن تعرف، بل أنت لاشك عرفت من خلال الواقع أنه من العقل أن نقر بأن (الحاجة إلى الرفقة تقع في قاعدة الحاجات الاجتماعية والفطرية) [المراهقون دراسة نفسية إسلامية، د.عبد العزيز النغيمشي]، ولذلك كان لزامًا علينا بداية أن نتساءل ونوضح لماذا تأخذ الرفقة والصحبة حيزًا كبيرًا من حياة المراهقين، وخاصة أولئك الذين يمرون بمرحلة المراهقة، ولعل الإجابة تكمن في:
أنت اجتماعي بطبعك
إن الإنسان اجتماعي بطبعه، (فالصحبة نمط علاقة وقالب اجتماعي، لا يكاد ينفك عن تاريخ الإنسان فهو من مصادر تربيته ومعرفته وأنسه وسروره ومواساته ومعاونته، وهو ذو أثر كبير في حياة المرء النفسية والاجتماعية والثقافية) [المراهقون دراسة نفسية إسلامية، د.عبد العزيز النغيمشي]، ولذلك فإن الإنسان باجتماعيته الفطرية، لا يألو جهدًا في محاولة التعرف على الأصحاب وتكوين الرفاق.
عوامل نفسية
وهنا نؤكد على أن المراهق في تتعطش نفسه لرفقاء وأقران يشعر بفهمهم له وتواصلهم معه، مما يساعده على الاستقرار النفي في تلك المرحلة (التي تمثل مرحلة حرجة بالنسبة لكثير من المراهقين، لما فيها من مشكلات وصراعات نفسية) [علم نفس النمو، سيد محمود طواب]، فهو يحتاج إلى أقرانه الذين يشركونه همومه وأحزانه وأفراحه ومسراته، فيمكننا الآن أن نقول إن الرفقة (تغذي حاجة نفسية ملحة يندر أن يستأنس المراهق بدونها) [المراهقون دراسة نفسية إسلامية، د.عبد العزيز النغيمشي].
وكذلك ينبغي أن نتنبه إلى أن (الرفقة اختيارية لا يُلزَم بها المراهق، وإنما يحددها باختياره مع مراعاة عوامل تساعد على ذلك مثل الجوار والقرابة، وهذا الاختيار يلبي هو الآخر حاجة نفسية عند المراهقين، فهم لا يرغبون أن يفرض عليهم أحد اختياره وآراءه في أصدقائهم) [المراهقون دراسة نفسية إسلامية، د.عبد العزيز النغيمشي].
بل من العجيب معرفته، أن (أصدقاءنا ضروريون لصحتنا، وليس فقط لإسعادنا وتوازننا النفسي، فقد أثبتت دراسة حديثة أن وجود الأصدقاء في حياتنا يقوي جهازنا المناعي، وإن رؤيتنا لهم تساعد على تفادي ارتفاع ضغط الدم وتقلباته) [عذرًا أنا مراهق، رضا المصري].
تشابه وقبول
إن المراهقين يتجهون إلى أقرانهم وزملائهم المقاربين لهم في السن؛ ليكونوا رفقة واحدة تشترك في أشياء كثيرة من أهمها، التشابه في التحولات الجسدية والعضوية والنفسية والعقلية، الاجتماعية، والتشابه في المعاناة والمشكلات، والتشابه في الموقف من الكبار، هذا إلى جانب الاقتران في المرحلة الدراسية أو جهة السكن، وبهذا تعد طبقة الأقران أحد المصادر المهمة والمفضلة عند المراهقين للاقتداء واستقاء الآراء والأفكار، وتعد هي الأكثر تقبلًا من بين سائر طبقات المجتمع.


الاستفادة
وهنا لابد وأن يتضح لنا، (أن الرفقة تقوم في كثير من الأحيان بإعطاء الرأي وبلورة الفكر والأحاسيس والمشاعر، ووضع الخطة لتنفيذها، فهي ليست محضن شعوري ونفسي فقط بل هي أيضًا ذات بعد عملي تنفيذي في حياة الشباب) [المراهقون دراسة نفسية إسلامية، د.عبد العزيز النغيمشي].
ولهذه الأسباب وغيرها الكثير يتضح لنا مدى أهمية وخطورة الرفقة والصحبة في حياتنا يا شباب، سواء على المستوى النفسي أو الاجتماعي أو العملي أو غير ذلك من مجالات، وهنا ننتقل للخطوة التالية، وهي ما هي الرفقة التي تحلم بها وتبحث عنها، أعلم أن إجابتك تأتي بهذه الأحرف أو ما في معناها (أبحث عن الانسجام)، فأنت تقول: أبحث عن الانسجام، عن أصدقاء يفهمونني وأفهمهم يشاركونني مرحلتي، وأقضي معهم أوقاتي ونتبادل الخبرات، ونبث الآمال، ونتشارك المشاعر، وأنا أتفق معك تمامًا، ولذا أرشدك على مكان ذلك الكنز، أتدري كيف تحصله:
كنز الانسجام
أيها الشاب المفضال، لكي تجد هذا الكنز كنز الانسجام ـ ولعلك تعبت قدمك من الترحال بحثًا عنه ـ أبشرك أنك لن تجده (لن تجد كنز الانسجام!!).
نعم لن تجده قبل أن تحدد هدفك ووجهتك، وحسبك أن تفعل ذلك وبعدها أعدك ـ إن كنت جادًّا فيما وضعته لنفسك من أهداف، وتسعى بقوة في طلب المراد ـ فإني أعدها أنك ستجده بسهولة، إذ أنك تخطيت بتحديدك لهدفك أهم الصعاب، ولذلك ما تاهت قدمك في أودية البعد والحرمان، إلا يوم أن غابك الهدف فهممت تبحث عن أي صديق، ولعل أعظم هدف تعيش له وتحيا من أجله، هو طاعة الله والتي يعقبها الجنة بإذن الله جل في علاه.
لا.. قلها بصراحة
هل قرع أذنك هذا العنوان ربما تحسبه كتب خطأ ولكنه أُريد كذلك، إذ أنك لو عشت لذلك الهدف الوضاء (طاعة الله جل في علاه)، لن تتوانى في أن تقول حرفين خفيفين على الشفتين مع بداية مرحلتك، هذين الحرفين هما اللام والألف (لا)...
لا.. لكل صاحب بعيد عن طاعة الله، مقيم على معاصي الرب جل في علاه.
لا.. لكل إنسان بعيد عن أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لا.. لكل صاحب ساحب همه أن نلعب ونلهو وحسب، وساعة الجد لا يعرف إلا أن يكون لي ند.
لا.. لكل رفقة لا تلقي للعلم والإنجاز بالًا، ولاشك أنها تريدك مثلهم، لأن النفس الأمارة بالسوء، لا تحب أن تشعر بالدنو وحدها، بل تعمل جاهده على سحب الآخرين في براثنها السوداء.
والآن لن أكتب لك سطورًا وردية، ثم أتركك وهي، دون أن أذكر لك طرقًا عملية، لكيفية اختيار هذه الرفقة الذهبية، بل دعنا حسب هدفنا الجديد نطلق عليها (الرفقة الإيمانية) التي أرجو أن أن تساق معها إلى جنات ونهر في مقعد صدق عن مليك مقتدر، كما وصف ربنا: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} [الزمر: 73]، فمن الطرق العملية لاختيار الصديق الصالح:
- ارتياد مجالس الذكر، في بيوت الله جل وعلا، وهناك حاول أن تتقرب من الشباب الذين يحضرون، وتعرف عليهم، وتبسط معهم في الحديث، فالمؤمن يألف ويؤلف.
- قم بما عليك، فإذا صادقت إخوان الخير، فاعلم أن (أي علاقة تتطلب مجهودًا، فلا تعتمد على أصدقائك، أن يظلوا على اتصال بك) [قوائم الحياة للمراهقين، باملا اسبلاند]، بل احرص أنت على الاشتراك معهم في أنشطتهم، وتواصل دائمًا معهم.
- في المدرسة أو الجامعة، أبحث وإن بذلت مجهودًا عمن (يشجعك على الإنجاز والنجاح، وتشعر أنه جاد في دراسته) [قوائم الحياة للمراهقين، باملا اسبلاند].
- الاستعانة بالله، ادع الله تعالى أن يرزقك الرفقة الصالحة فإنها رزق، واصدق الله في دعائك، وحينها يمن الله عليك بها، وليس ذلك على الله بعزيز.
- احرص قد المستطاع على التواصل السهل، فاحرص على أن تكون الرفقة الإيمانية قريبة منك، إما جيران لك، وإما تلقاهم في مسجد قريب منك، فهذا من شأنه أن يقوي أواصر العلاقة بينكم.
وصيتي إليك:
(الزم رفقة الخير، ابحث عنهم في رياض الذكر، تلمس نورهم في مجالس القرآن، عش معهم، وفي رحابهم؛ تنعم بدفء الحياة في ظل شرع الله، فإنهم والله زينة في الرخاء، وعدة في البلاء، ولا تعدوا عيناك عنهم؛ تتطلع إلى رفقة السوء، فإنهم باب كل بلاء وشقاء)، قال تعالى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف:67] [مقال بعنوان قصة غريق، موقع مفكرة الإسلام].
إلى المربين
وهذه بعض النصائح للمربين، كيف يربوا عليها أبناءهم، فتثمر لهم ـ النصائح ـ نحلة ذكية، لا تقع إلا على الورد والياسمين، وهم الرفقة الإيمانية، بل لأنهم رُبوا على الفلاح والصلاح، لا يردون بغير مجالس الورود التي يباع فيها المسك، وشباب الياسمين من حاملي المسك، بديلًا ولا متحولًا، ومن هذه النصائح:
- لابد أن نصاحب أبناءنا أولًا، كيف نمد بيننا وبينهم جسرًا نغرس عليه الفضائل ومنها محبة الصالحين والشباب الطائعين، ولو لم نصاحبهم لما استطعنا إلى هذا سبيلًا.
- أن نهيأهم لوجود الرفقة الصالحة؛ وذلك من خلال اختيار السكن المنسب الذي تجاوره أسر تحرص على صلاح أبنائها واستقامتهم، وتسعى إلى ذلك.
- وكذلك على المربي أن يختار المدرسة المناسبة، من حيث طلابها ومعلميها وإدراتها، والتي تعني باستقامة طلابها وتهتم بأخلاقهم وشمائلهم قولًا وعملًا.
- ربط المراهق بالأنشطة الجادة والهادفة، وتكون هذه الأنشطة ثابتة، مثل الجمعيات التعاونية في المدارس، وجمعيات التوعية الإسلامية, ومثل المكتبات والحلق العلمية بالمساجد ومنها مجالس تحفيظ القرآن.
- الاستعانة بذوي الخبرة والعلم، ليلم الآباء والأمهات بالحيل والطرق والوسائط التي تربط أبناءهم بالأصدقاء الصالحين.
- وأخيرًا، المتابعة غير المباشرة، وذلك من خلال اطلاع المربي على صداقات أبنه بطرق غير مباشرة، إذ أن المراهقين يرفضون الملاحظات المباشرة، كأن يطلب الأب من أبنه أن يستضيف أصدقاءه في بيته يومًا، وما إلى غير ذلك.
المصادر:
قوائم الحياة للمراهقين باملا اسبلاند.
علم نفس النمو سيد محمود طواب.
المرهقون دراسة نفسية إسلامية د.عبد العزيز النغيمشي.
على خطى يوسف الصديق محمد السيد عبد الرازق.
تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 857


+++

خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
1.00/10 (4 صوت)

محتويات مشابهة

الاكثر تفاعلاً

الافضل تقييماً

الاكثر مشاهدةً

الاكثر ترشيحاً

الافضل تقييماً/ق

الاكثر مشاهدةً/ق

الاكثر ترشيحاً/ق


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.