شـبـكــة عـمّـــار
إخبارية - ترفيهية
- تعليمية



جديد الصور
جديد الأخبار
جديد المقالات


جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الصوتيات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

الأخبار
الأسرة والأبناء
زهرة البيت
{يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً} الصاحب ساحب ... إلى ... [1]
 
Dimofinf Player
{يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً} الصاحب ساحب ... إلى ... [1]

2012-08-03 05:00



قالت الفتاة وهي تشكو لي:

كنت أظنها صادقة، كنت أظنها صافية، كانت توهمني أنها تحبني وتحب الخير لي، ولكني اكتشفت الحقيقة أنها ساحرة .. أنها كاذبة، عندما ألحت علي في هذا الطلب .. طلب وأي طلب .. أن أذهب معها للقاء صديق لها تتوهم أنه يحبها وسيتزوجها، هي في الحقيقة توهم نفسها وتوهمني بذلك، وذهبت معها ـ لتأثيرها السحري علي ـ وهناك وجدت آخرًا لي أنا أيضًا.

لا لا أنا لست كذلك .. لا أصاحب شابًا ولا أسير في الطرقات كما تسير الفاجرات.

كيف أفعل ذلك؟ وكيف جرأت صديقتي على دفعي في هذا الطريق؟

لقد عرفت الحقيقة الآن أنها ليست صديقة إنها ليست رفيقة .. إنها ماكرة مخادعة سحبتني، ولكن الله تغمدني بلطفه وفضله ورجعت في الوقت المناسب، وصدق المثل القائل: 'الصاحب ساحب'.

وصدق الله العظيم حيث قال: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً[27]يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً[28]لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً} [الفرقان:27ـ29].



عزيزتي الفتاة المسلمة:

الإنسان اجتماعي بطبعه والرفقة مطلب نفسي لا يستغنى عنه الإنسان خاصة في مرحلة المراهقة .. ولكن!!!

1ـ ما تفسير حاجتي إلى الرفقة؟

2ـ وما أثر الرفقة على سلوكي؟

3-وما سمات الصديقة الصالحة؟

4ـ وكيف أختار صديقتي؟

إجابات هذه الأسئلة هي محور موضوعنا،

فتعالي معي لنتعرف على رأي علم النفس حول حاجة المراهقة إلى الرفقة.



1ـ حاجة المراهقة إلى الرفقة:

من الحاجات الاجتماعية التي تحتاج إليها المراهقة الحاجة إلى الرفقة التي من خلالها تحقق ذاتها والحقيقة تعتبر الرفقة مطلبًا نفسياً لا يستغني عن الإنسان خاصة في مرحلة المراهقة، وبوجود الرفقة المنسجمة يتم قضاء الأوقات وتبادل الآراء والخبرات وبث الآمال والتشارك في الأحاسيس والمشاعر.

وتقوم الرفقة في كثير من الأحيان بإعطاء الرأي وبلورة الفكر ووضع الخطة وتنفيذها, فهي ليست محضًا شعوريًا ونفسيًا فقط بل هي أيضًا ذات بعد عملي وتنفيذي في حياة الشباب ويتعذر منع الشباب المراهق عن الرفقة أو فرض العزلة عليهم، وهو أمر يصطدم مع طبع الإنسان وجبلته ويحرمه من حاجة نفسية مهمة.

والمراهقة تستوحش العزلة وتمقت الانزواء والانطوائية ما لم تلجئها إليها ضرورة أو تفرض عليها فرضًا، فهي تحس بحاجة داخلية ملحة للالتقاء بصويحباتها وبنات مرحلتها، وتشعر أنهن يمدونها بزاد نفسي لا يقدمه لها الكبار أو الأطفال.

ويتجه المراهقون إلى أقرانهم وزملائهم المقاربين لهم في السن ليكونوا رفقة واحدة تشترك في أشياء كثيرة من أهمها التشابه في التحولات الجسدية والعضوية والنفسية والعقلية والاجتماعية، والتشابه في المعاناة والمشكلات، والتشابه في المواقف من الكبار، هذا إلى جانب الاقتران في المرحلة الدراسية أو نوع العمل أو جهة السكن أحيانًا، وينضم إلى ذلك ـ بعد فترة ـ وحدة التجربة ونوع الخبرة التي تكتسب من خلال المواقف المختلفة التي تمر بالرفقة.

ويؤدي الاقتران والتشابه بين الأقران ـ في كثير من الأحيان ـ إلى التوحيد والتعلق بالرفقة بحيث لا يقدم المراهق عليها أحدًا، ويربط مصيره بمصيرها ورأيه برأيها، وربما تعصب لرفقته ضد أي خطر خارجي يرى أنه يهددها.

وذلك لأمرين:

الأول: لأن الرفقة اختيارية في الغالب ـ فهي علاقة يختارها المراهق لنفسه، فهو الذي ينتقي أصدقاءه ويبني العلاقة معهم برغتبه وحسب ميله ويتم هذا الاختيار النفسي إما بصورة عفوية حيث ينشأ مع المراهق خلال طفولته أو مراهقته أو يتم بصورة انتقائية حسبما يتوفر للمراهق من أجراء ومناسبات اجتماعية تجمعه بأبناء مرحلته وهذا بخلاف علاقته بوالديه أو أساتذته أو زملاء صفه, فإنها تكون مفروضة عليه، والاختيار نشاط يريح المراهق ويشعره بحريته وذاتيته.

الثاني: الانسجام بين النفوس والأرواح والتقارب في الخبرات ونوع المشكلات، وهذا أمر يضاعف من أثر الرفقة عليه، ويزيد التوحد والخلة بين الأصحاب.

عزيزتي الفتاة:

يرى بعض المتخصصين أن الشباب الصغار يقاطعون مجتمع الكبار ويتجهون لتشكيل بيئات وثقافات خاصة بهم لها لغتها ورموزها، فهم يتجهون إلى الشركاء المقربين ممن هم في نفس السن للحصول على الأمن والتأييد في وسط مجتمعات الكبار البعيدة عن عالمهم وأحاسيسهم ومشكلاتهم.

ويستمد المراهقون السلوك والرأي من أصدقائهم في قضايا ومجالات مؤثرة، تتعلق بأنماط السلوك والملبس، والبرنامج اليومي والهوايات والمشاركة في النوادي وقضاء أوقات الفراغ والرحلات ونوع السيارة .. وغير ذلك وكل هذه قضايا خطيرة ومتجددة تحدث أثرًا تراكميًا عبر الزمن تتأسس عليها شخصية المراهق وسماته وطبائعه.

إذن هناك أسباب أساسية للجاذبية بين الرفقاء وهي:

1ـ الحاجة النفسية: كون الرفقة تغذي حاجة نفسية ملحة يندر أن يستأنس المراهق بدونها.

2ـ التشابه: وجود التشابه في الطبائع والأحاسيس.

3ـ الاختيارية: أن الرفقة اختيارية لا يلزم بها المراهق، وإنما يحددها باختياره مع مراعاة عوامل تساعد على ذلك مثل الجوار والقرابة والزمالة، وهو توجه عام في مرحلة المراهقة حيث ينزع المراهق إلى الاستقلالية في الرأي والتصرف.

وهناك أسباب وسيطة لجاذبية الرفقة وهي:

1ـ المعايشة 2ـ الجماعية 3ـ الصراع




1ـ المعايشة: حيث يتأثر المراهق برفقته من خلال المعايشة اليومية.

2ـ الجماعية: حيث يكتسب السلوك والرأي قوة جماعية، فتجد الرفقة تجتمع على الرأي والمرء ضعيف بمفرده قوي بأقرانه.

3ـ الصراع: فموقف الأسرة أو المدرسين أو الكبار عمومًا المعارض للمراهقين أو المحتقر لهم يزيد من التصاق المراهق برفقته، فذلك الصراع يؤدي إلى توحد أجزاء الجبهات المتنازعة وتقاربها، والتجابه هنا هو بين مجتمع المراهقين ومجتمع الراشدين.



أيتها الفتاة المسلمة:

تقول الحكمة ' الصاحب ساحب' لما له من أثر كبير على سلوك المراهق فتعالي معي لنرى أثر الرفقة على سلوك الفتاة المراهقة.

2ـ أثر الرفقة على سلوك الفتاة المراهقة: إن للصاحب أثر كبير في تعديل سلوك صاحبه، واقتباس ما عنده، ومن ثم تبادل الخبرات والاهتمامات.

يقول د/ عبد العزيز النقيمشي في كتابه المراهقون:

'إن للجليس أثرًا قويًا متدرجًا على شخصية المرء وأخلاقه، ولابد أن يكون الجليس الذي تكثر مجالسته وملازمته محبوبًا ومقربًا، وكذلك حال المراهقين مع رفقتهم حيث تتحد الأهداف والمشاعر، ويخلص الود وتتطابق الأمزجة والسمات'.

وللدلالة على تأثير الرفقة الخطير قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل'. [أخرجه الترمذي] ويقول صلى الله عليه وسلم مبينًا أهمية الصحبة وأثرها: 'المرء مع من أحب' [متفق عليه من حديث أبي موسى الأشعري]

وقلما نجد مراهقًا كان له خلة ومحبة وملازمة لرفقة ما، إلا ويكون على نهجها وطريقتها، يتحد معها في أفكاره ومسالكه وأخلاقه، إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر'.

وقال صلى الله عليه وسلم 'الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف'. [أخرجه الإمام مسلم في صحيحه]

فقد يكون عامل الائتلاف مع الأصدقاء هو السن أو وحدة الاهتمام أو المهنة الواحدة أو ائتلاف الأخيار مع بعضهم، والأشرار مع بعضهم' وقديمًا قيل: 'إن الطيور على أشكالها تقع'.

والصحبة التي تبنى على الأسس السليمة سيكون أثرها متينًا قويًا في حياة المراهق بإذن الله، خلافًا لصاحب السوء.

روى أبو موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: 'إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير: فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة' [متفق عليه].

والجليس صيغة مبالغة على وزن فعيل 'من كثرة المجالسة والملازمة'.

وقد بين الحديث الأثر البالغ للجليس في مستويات متدرجة ومثل له رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثال حسن يتضح فيه التأثير ولو كان قليلاً جدًا, حيث جعل المثل في المشمومات من الروائح الطيبة أو الكريهة.

والقرين يؤثر على عقيدة قرينه، وعلى قناعاته الفكرية فكم من صديق قد جر الويلات على صديقه، وكم من قرين كان سببًا في انحراف قرينه وعندها لا ينفع الندم، وانظري إلى هذا المشهد البليغ الذي جسده لنا القرآن حيث قال تعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً[27]يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً[28]لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً} [الفرقان:27ـ29].

{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ} فلا تكفيه يد واحدة يعض عليها، إنما هو يداول بين هذه وتلك أو يجمع بينهما لشدة ما يعانيه من الندم اللاذع المتمثل في عضه على اليدين وهي حركة معهودة يرمز لها إلى حالة نفسية فيجسمها تجسيمًا {يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً} فسلكت طريقه ولم أفارقه ولم أضل عنه.

عزيزتي الفتاة فلا طريق إلا طريق الله مهما كان فيه من الصعوبات، ولا اختيار إلا مصاحبة الأخيار مهما كان عندهم من سلبيات.

{يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً} فلانًا بهذا التجهيل ليشمل كل صاحب سوء يصد عن سبيل الرسول ويضل عن ذكر الله {لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي} لقد كان شيطانًا يضل أو كان عونًا للشيطان {وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً}يقوده إلى مواقف الخذلان. [في ظلال القرآن ـ سيد قطب ج5].



عزيزتي الفتاة:

نفهم من الآيات السابقة أن في الصحبة منعطفًا خطيرًا ينبغي أن ينتبه الإنسان له وقد يؤدي بالإنسان إلى مهاوي الهلاك بسبب قرين السوء.

وقال الشاعر:

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فـكـل قـريـن بالـمقـارن يقـتـدي




وللصحبة السيئة أثر خطير، وطرقها خبيثة، فقد يكون تأثيرها بطريق الإغواء، والتأثير غير المباشر كإظهار الحب، ومنح بعض المال أو إدخال المراهق قرينه السينما مثلاً أو الأماكن المشبوهة .. وقد يكون عن طريق القسر والإرهاب، أو التهديد بفضح أمره وأسراره، ومن ثم قد يفرض الأشرار عليه سلوكًا معينًا فيعيش ضحية لهم [مثال لذلك عصابات النشل، والعصابات التي تستغل الصغار في الأمور الجنسية]. [انحراف الصغار ـ سعد المغربي].

وفي التحذير من صحبة الأشرار قال الشاعر:














هل يستوي مَن رسول الله قائده
وأين من كانت الزهراء أسوتها
إن الرذيلة داء شره خطر




دومًا وآخر هاديه أبو لهب؟
ممن تقفت خطى حمالة الحطب
يعدي ويمتد كالطاعون والجرب






وأعجبني أيضًا قول الشاعر:














فلا تصحب أخا الجهل
فكم من جاهل أردى
يقاس المرء بالمرء
وذو العر إذا احتك
وللشيء من الشي
وللروح على الروح



وإياك وإياه
حليمًا حين وافاه
إذا ما هو ماشاه
بذي الصحة أعداه
مقاييس وأشباه
دليل حين يلقاه






معنى العر: الجرب

[روضة العقلاء ونزهة الفضلاء ـ أبو حاتم السبتي، وابن جماعة: تذكرة السامع والمتكلم]



وللحديث بقية فتابعي معي في الجزء الثاني من المقال

وإلى حين ذلك لك مني خالص الحب والوفاء وحسن الصحبة

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 916


+++

خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
0.00/10 (0 صوت)

محتويات مشابهة

محتويات مشابهة/ق

الاكثر تفاعلاً

الافضل تقييماً

الاكثر مشاهدةً

الاكثر ترشيحاً

الافضل تقييماً/ق

الاكثر مشاهدةً/ق

الاكثر ترشيحاً/ق


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.