الرئيسية
الأخبار
|
الأسرة والأبناء |
رسائل للشباب {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}..[4] |
2012-08-03 05:10
{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}..[4] ولك أدوار .. مع القرار عزيزتي الأخت الفاضلة: أتعرفين تلك اللعبة القديمة التي نلعبها دوما: عندما نريد أن ندفع شخصا ما إلى فعل شيئ معين ونحن نعرف أنه عنيد ومتمسك بعكس ما نريد منه فعله ماذا تفعلين وبالأخص لو كان الشخص طفلة ؟ نعم نعرف: في الغالب نظل نخاطبها ' أنت لا يمكنك أن تفعلي هذا , مثلك لا يستطيع , أنت عندك مشكلة , دعي هذه الأمور لغيرك من النساء ' مثل هذا الخطاب سيدفع المخاطب إلى إثبات العكس وبذل الجهد في سبيل ذلك بل سيدفعه إلى تغيير موقفه الأول لا لشيئ إلا للدفاع عن نفسه تجاه التهم المتلاحقة بغض النظر عن صحة موقفه الأول من عدمه وهذا بالضبط ما يقوم به أولئك: ' أنت لم تحققي ذاتك , ماذا قدمت لمجتمعك , إلى أي المناصب وصلت ....' وهكذا .... تدور العجلة ولا تتوقف فخ تقع فيه الكثيرات فهلا أخذت حذرك !! فإلى المرأة العاملة حقا نتوجه بالحديث: أنا هنا أخاطب المرأة العاملة في بيتها، وأقول لمن يطلقون 'المرأة العاملة' على من تعمل خارج المنزل: إن المرأة عاملة حتى وهي في المنزل بل عملها الحقيقي داخل منزلها. فلا تقل من لا تعمل خارج البيت أنا عاطلة عن العمل وماذا أفعل؟ أنت لست عاطلة يا سيدتي بل عاملة، وإليك خطة مقترحة لك أن تتوسعي فيها كما تشائين: أولاً: أن تعرفي دورك الحقيقي والأساس الذي خلقك الله له: وهو السكن والحضن الدافئ واليد الحانية في منزلك على زوجك وأولادك وأهلك ومحارمك وهذا دور عظيم ومهم بعكس ما يظهر أعداء الإسلام. فالبيت الذي ليس فيه من يقوم بهذا الدور ماذا يخرج لنا؟ هل يخرج لنا أزواجًا مفكرين وعاملين ومنتجين وعلماء؟ هل يخرج لنا أطفالاً أسوياء متميزين؟ بالطبع البيت الذي ليس فيه السكن هو محضن للعاطلين والمجرمين والمرضى النفسيين وغير ذلك من النماذج التي لا تبني المجتمع بل تكون معول هدم وخراب للأمة. عزيزتي المرأة المسلمة: الإسلام يعتبر البيت مملكة المرأة العظيمة, هي ربته ومديرته وقطب رحاه، فهي زوجة الرجل وشريكة حياته ومؤنس وحدته وأم أولاده، ويعد عمل المرأة في تدبير البيت ورعاية شؤون الزوج وحسن تربية الأولاد عبادة وجهادًا كما جاء في الحديث الشريف. وكل مذهب أو نظام يحاول إجلاء المرأة عن مملكتها، ويخطفها من زوجها وينتزعها من فلذات أكبادها باسم الحرية أو العمل أو الفن أو غير ذلك هو في الحقيقة عدو للمرأة، يريد أن يسلبها كل شيء، فالمرأة لها أدوار كثيرة داخل البيت وهي لا تفطن لذلك. ثانيًا: تربية النشء: وهذا دور ليس بالسهل، ولا ننكر أنه دور تهيأت له المرأة بفطرتها، واختارها الله تعالى خالقها الذي خصها بنصيب أوفر من نصيب الرجل في جانب الحنان والعاطفة ورقة الإحساس وسرعة الانفعال ليعدها بذلك لرسالة الأمومة الحانية التي تشرف على أعظم صناعة في الأمة وهي صناعة أجيال الغد. فلا تتركي هذا الدور للخادمة أو وسائل الإعلام هروبًا من المسؤولية، ولكن عليك أن تقرئي في مجال التربية للتعامل مع البنت ومع الولد وفي مراحل أعمارهم المختلفة، لتقومي بهذا الدور بمنطلق فكري ونظري وعقدي. ثالثًا: تعلمي كل ما هو مفيد وحديث: فمثلاً من الأمور الحتمية أن تتعلمي لغة الكمبيوتر والدخول على الانترنت، ليس من باب التسلية وقتل وقت الفراغ، ولكن من باب التعلم والاطلاع على أحوال المسلمين، وهناك من المواقع الإسلامية ما نفخر به، ويمكنك أن تقرئي ساحات الحوار والمنتدى الإسلامي وتتابعي أخبار العالم على المواقع الإخبارية .. وبذلك تكونين امرأة عصرية إيجابية متفهمة لواقع الأمة 'المسلم للمسلم كالجسد الواحد'. رابعًا: حفظ القرآن الكريم وتجويده: اجعليه هدفًا تسعين للوصول إليه، وهذا يحتاج ربما إلى سنوات من العمر فابدئي في وقت فراغك، ولا يكن ضعف الإرادة عقبة في سبيل تحقيق هذا الهدف. خامسًا: استثمري مواهبك وقدراتك: فالعقلاء يتفقون على أن قيمة المرء ما يحسنه، وهذا يصدق في الأمور الحياتية كلها، ولقد خلق الله الإنسان وأودع فيه طاقة وأودعه من الملكات والقدرات الشيء الكثير، ولكن كثيرًا من الناس يموت ولم يستغل جُلَّ هذه الطاقات والمواهب أو قام باستغلالها ولكن في غير طاعة، فأبدعي سيدتي فيما تحسنين وأخرجي كل طاقاتك ومهاراتك كأن تكون في: ـ الخياطة والتطريز. ـ كتابة مقالة أو أبيات من الشعر. ـ الأعمال المنزلية والمطبخ. فقد كانت النساء الأوائل عاملات وهن في بيوتهن، فقد كانت زينب بنت جحش ماهرة في الصناعات اليدوية، تدبغ وتخرز وماهرة في الخياطة لماذا؟ لتتصدق من مالها وبعرقها وكانت عائشة رضي الله عنها ماهرة في طلب العلم والفتوى وأم عطية وصفية كانتا طباخات ماهرات. سادسًا: الدعوة إلى الله: عن طريق نشر الخير بين أفراد الأسرة أو المجتمع أو المشاركة في عمل الأسواق الخيرية، أو جمع مادة لمحاضرة أو تحضير درس لغيرك من المسلمات، أو لنساء الأسرة، هذا يزيد من علمك ويجعلك مرجعًا يرجع إليه الصغار، وتكونين بذلك الأم القدوة والمثال. سابعًا: اجعلي بيتك قبلة: إن آتاك الله علمًا فلا تبخلي به على غيرك وتصدقي بنشره مقتدية بهدي رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم: 'خيركم من تعلم القرآن وعلمه'. وسأضرب لك مثالاً من عصر الرسول صلى الله عليه وسلم وهي السيدة عائشة رضي الله عنها التي كانت تفد إليها الوفود من النساء والرجال للتعلم منها والتفقه في أمور دينهم. وأما من نماذج النساء الفريدات في عصرنا الحالي امرأة سمعت وقرأت عنها ورأيت صورتها في إحدى القنوات الفضائية، إنها امرأة مصرية وبالتحديد من الإسكندرية تعلم الرجال والنساء يوميًا من الساعة الثامنة صباحًا وحتى الثامنة مساءً يتخللها بعض اللحظات للراحة ويسافر من أجلها الرجال والنساء يقصدون بيتها ليتعلموا على يديها القرآن الكريم حفظًا وتلاوة وتجويدًا، والذي يميزها أنها تعطي [إجازة] بالسند إلى النبي صلى الله عليه وسلم للقراءات السبع، عمرها بلغ السبعين, نموذج للمرأة العاملة والتي تخدم مجتمعها وتعلم الناس كما أنها نموذج للزوجة الصالحة والوفية لزوجها. ـ ويمكنك أيضًا إن كنت حاصلة على شهادة جامعية من مساعدة غيرك من النساء التي لم تنل فرصتها من التعليم، حتى تتمكن من قراءة كتاب الله وكتابة الرسائل وغير ذلك من ضروريات الحياة. ولكن سيدتي قد تكون هناك عوائق منها: 1ـ الذنوب والمعاصي:فمن اشتغلت بأعراض النساء صدها ذلك عن الذكر والأولاد، ومن اشتغلت بالغناء صدها ذلك عن التلذذ بكتاب الله والاستئناس به. 2ـ عدم الاهتمام بالعلم الشرعي: فهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. 3ـ ضعف الثقة بالنفس:'لا أستطيع', كلمة ترددها الكثيرات من النساء عندما تدعوها إلى المعالي، إلى بذل الخير، إلى أن يكون لها أثر في بيتها ومجتمعها، ولا تقولها إلا لتهرب من المسئولية ولضعف ثقتها بنفسها. 4ـ عدم الاهتمام بتطوير النفس. 5ـ الحياء: قد يمنع الكثيرات عن تقديم النفع للآخرين. 6ـ الانشغال الزائد بالدنيا ومتاعها:'تعس عبد الخميلة أو الخميصة' فالمرأة التي همها أن يكون فستانها أجمل الفساتين، وأن تجمع أكبر عدد من الحلي وأدوات المكياج لا يرجى من وراءها أداء الدور المطلوب. عزيزتي المرأة: واتقاء هذه المعوقات والسلبية يكون عن طريق: 1ـ الاتصال بالله تعالى فهو القوة الدافعة لكل خير. 2ـ الاتصال بالوسط الإيماني: فكلما كانت المرأة في وسط نسائي صالح كان ذلك عونًا لها على زيادة الاندفاع إلى عمل الخير والصبر على المعوقات، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة:2]. 3ـ الشعور بالمسئولية: فأنت مسئولة سيدتي عن نفسك, عن عمرك, عن شبابك, عن علمك, عن مالك، عن بيتك: 'كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته' وما أصبنا بالسلبية إلا عندما قل الشعور بالمسئولية. 4ـ البعد عن سفاسف الأمور: فكلما توسعت المرأة في المباحات ومتع الحياة ضعفت عن أداء الواجبات واهتمت بالسفاسف من الأمور، والقيل والقال، وبالتالي قصرت في أداء الواجبات بل وضيعت المسؤوليات التي أنيطت بها. والله تعالى الموفق وهو المستعان وعليه التكلان وإلى لقاء عما قريب بإذن المولي تعالي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. [مستفاد من ناصح ـ مستشارك للسعادة الأسرية]
خدمات المحتوى
|
تقييم
محتويات مشابهةالاكثر تفاعلاًالافضل تقييماًالاكثر مشاهدةًالاكثر ترشيحاًالافضل تقييماً/قالاكثر مشاهدةً/قالاكثر ترشيحاً/ق |