شـبـكــة عـمّـــار
إخبارية - ترفيهية
- تعليمية



جديد الصور
جديد الأخبار
جديد المقالات


جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الصوتيات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

الأخبار
الأسرة والأبناء
زهرة البيت
أين أنت عندما تنشر الصحف ؟
 
Dimofinf Player
أين أنت عندما تنشر الصحف ؟

2012-08-03 05:21


أخيتي ... الغالية:

عدنا لنكمل رحلتنا سويًا إلى دار القرار، بعد أن توقفنا في المرة السابقة عند مشهد الحساب الذي يتميز فيه الناس إلى ثلاثة أصناف، فمنهم من يدخل الجنة بغير حساب، ومنهم من يحاسب حسابا يسيرا، ومنهم أصحاب الحساب العسير عياذا بالله.

ولأنه سبحانه لا يظلم أحدا، فلابد أن يتم حجته على خلقه، فيرى كل إنسان مغبة ما قدمت يداه في الدنيا بأم عينه يوم القيامة، وهنا يأتي مشهد تطاير الصحف, إنه ذلك المشهد الذي لا يذكر فيه أحد أحدًا، ولا يفكر في خَل خليله.



عن عائشة رضي الله عنها قالت: ذكرت النار فبكيت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:[[ ما يبكيك؟]] قلت: ذكرت النار، فبكيت، فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة؟ فقال:[[ أما في ثلاثة مواطن، فلا يذكر أحد أحدًا:

عند الميزان حتى يعلم أيخف ميزانه أم يثقل، وعند تطاير الصحف حتى يعلم أين يقع كتابه, في يمينه, أم في شماله من وراء ظهره، وعند الصراط إذا وضع بين ظهري جهنم حتى يجوز ]] [1].



ولك أخيتي الحبيبة: أن تتخيلي هذه الصحيفة أو هذا الكتاب الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، فإن كنت أخيتي من أهل السعادة ممن رضي الله عنهم في الدنيا والآخرة، أعطاك الله كتابك بيمينك وأظهر لك في ظاهر الكتاب الحسنات وفي باطنه السيئات.

ثم يأمرك الله أن تبدئي في القراءة، فتقرئين السيئات، فيصفر لونك، ويتغير وجهط، وترتعد فرائصك، فإذا أنهيت قراءة السيئات، وجدت في آخر الكتاب، هذه سيئاتك قد غفرتها لك؛ فيتهلل وجهك، ونسعدين سعادة لا تشقين بعدها أبدًا.

ثم تواصلين القراءة، حتى إذا وصلت إلى آخر الكتاب؛ قرأت الحسنات؛ فازداد وجهك إشراقًا، وازداد فرحًا وسرورًا، وقال لك الملك جل جلاله: انطلقي إلى أخواتك -أي من أهل التوحيد والإيمان- فبشريهم أن لهن مثل ما رأيت، فتنطلقين أيتها الغالية، وكتابك بيمينك، والنور يشرق من وجهك، تقولين لأخواتك المؤمنات: ألا تعرفنني؟! فيقولون: من أنت؟ لقد غمرتك كرامة الله!! فتقولين: أنا فلانة بنت فلان، انظروا هذا كتابي بيميني.



اقرأوا هذا الكتاب معي، شاركوني الفرحة والسعادة، انظروا هذا توحيدي، وهذه صلاتي، وهذه زكاتي، وهذه صدقتي، وهذا حجي، وهذا قيامي لليل، وهذا بري بوالدي، وهذا إحساني للأهل والجيران، وهذا أمري بالمعروف، وهذا نهيي عن المنكر، وهذا بعدي عن الغيبة والنميمة، وهذا بعدى عن ظلم العباد.

وهذا حجابي، وهذا حيائي، وهذه طاعتي لزوجي، وهذه تربيتي لأبنائي في سبيل الله، وهذا، وهذا، وهذا ...

[[فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ [19]إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ [20]فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ [21]فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ [22]قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ [23]كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ]] [الحاقة:24:21].

أما إن كانت المرأة من أهل الشقاوة، ممن غضب الله عليهم في الدنيا والآخرة، ينادى عليها: أين فلانة بنت فلان؟ هلم إلى العرض على الله جل وعلا، فنتخطى الصفوف؛ لترى نفسها بين يدي الله تعالى، فتعطى كتابها بشمالها، أو من وراء ظهرها.

فتقرأ؛ فيسود وجهها، ثم تكسى من سرابيل القطران، ويقال لها: انطلقي إلى من هم على شاكلتك؛ فبشريهم أن لهم مثل ما رأيت.



فتنطلق في أرض المحشر، وقد اسود وجهها وعلاه الخزي والذل والعار, وكتابها بشمالها أو من وراء ظهرها، فتقول: لمن هم على شاكلتها، ألا تعرفنني؟! فيقولون: لا، إلا أننا نرى ما بك من الخزي والذل فمن أنت؟!!

فتقول: أنا فلانة بنت فلان، وهذا كتابي بشمالي، ولكل واحدة منكم مثل هذا، فلقد شقيت شقاوة لا تسعد بعدها أبدًا، ثم تصرخ بأعلى صوته، وتقول كما حكى الله تعالى لنا:

[[وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ [25] وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ [26] يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ [27] مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ [28] هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ [ 29] خُذُوهُ فَغُلُّوهُ [ 30] ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ [ 31] ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ [32] إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ [33] وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ [34] فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ [ 35] وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ [36] لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِؤُونَ ]][الحاقة: 25- 37]

تخيلي أخيتي أنك في هذا المشهد العظيم, ترى من أي الفريقين سوف تكوني؟!ممن تنادى وهو فرحة فخورة [[هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ]] أم ممن تعض على أصابعها من الندم والخزي والعار، تقول [[يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ]].



لحظة الحقيقة:

ثم تأتي بعد ذلك اللحظة الحاسمة، اللحظة التي يدرك الإنسان فيه حقيقة مصيره عند الله جل وعلا، وحقيقة وزنه الفعلي في الدنيا والآخرة.

إنها لحظة تقرير المصير النهائي لكل إنسان، فيعلم فيها أي الفريقين فريقه؟ وأي الدارين داره؟!

والوزن بالقسط فلا ظلم ولا يؤخذ عبد بسوى ما عملا

فبين ناج راجح ميزانه ومسرف أوبقه عدوانه

ففي ختام ذلك اليوم ينصب الميزان، لوزن أعمال العباد، فإنه [ إذا انقضى الحساب؛ كان بعده وزن الأعمال، لأن الوزن للجزاء، فينبغي أن يكون بعد المحاسبة، فإن المحاسبة لتقدير الأعمال، والوزن لإظهار مقاديرها، ليكون الجزاء بحسبها ] [2].

إنه ميزان حقيقي، له كفتان، لكن ليس كموازين الدنيا، يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: [[يوضع الميزان يوم القيامة، فلو وزن فيه السماوات والأرض لوسعت، فتقول الملائكة: يا رب لمن يزن هذا؟ فيقول الله تعالى: لمن شئت من خلقي، فتقول الملائكة: سبحانك، ما عبدناك حق عبادتك ]] [3].

وهو ميزان دقيق، لا يزيد ولا ينقص:

[[وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ]] [الأنبياء : 47].

فيالها من لحظة رهيبة، تلك التي يعلم الإنسان فيها نهاية مصيره، فإما فلاح دائم، وإما خسران دائم.

قال جل وعلا: [[ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ[101] فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [102] وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ [103] تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ]] [المؤمنون: 101 – 104].



انظري أخيتي إلى دقة عدل الله تعالى، من ثقل ميزانها -ولو بحسنة واحدة- سعدت سعادة لا شقاوة بعدها أبدًا، ومن خف ميزانها -ولو بسيئة واحدة- شقيت شقاوة، لا سعادة بعدها أبدًا.

وكوني حذرة أخيتي، ولا تستهيني بصغار الذنوب ظنًا أنها لا تأثير لها، فربما بكلمة واحدة حرام, أو نظرة واحدة حرام, أو أصغر من ذلك بكثير, يكون سبب في خفة الميزان ثم الشقاوة.

أما من استوت موازينها -أي: استوت حسناتها مع سيئاتها-؛ فهي من أهل الأعراف، الذين قصرت بهم سيئاتهم؛ فلم يدخلوا الجنة، ومنعتهم حسناتهم من أن يدخلوا النار، يحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فإذا التفتوا إلى أهل الجنة سلموا عليهم:

[[سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ]] [الأعراف : 46]

أي: لم يدخل أهل الأعراف الجنة وهم يرجون رحمة الله، ويطمعون أن يدخلوا دار النعيم، وإذا التفتوا إلى الناحية الأخرى، ورأوا أهل الجحيم؛ تضرعوا إلى الرحمن الرحيم ألا يجعلهم مع القوم الظالمين.

قال جل وعلا: [[وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ [46] وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ]] [الأعراف: 46 – 47].

فكيف يحتقر أحدنا بعد ذلك حسنة مهما بدت صغيرة، وكيف يتهاون بمعصية مهما بدت صغيرة، فبحسنة واحدة يثقل الميزان، وبسيئة واحدة يخف الميزان, بل بكلمة واحدة قد تنال من الله الرضوان، وبأخرى قد تنال منه السخط والحرمان، كما قال صلى الله عليه وسلم:

[[ إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالًا، يرفعه الله بها في الجنة، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالًا، فيهوي بها في جهنم ]] [4]، ومن ثم فقد قال صلى الله عليه وسلم: [[ اتقوا النار ولو بشق تمرة]] [5]





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر:

هزة الإيمان: فريد مناع.

[1] صححه الألباني في صحيح الجامع [ 1245].

[2] التذكرة للقرطبي، ص69.

[3] صححه الألباني.

[4] رواه البخاري كتاب الرقائق، باب حفظ اللسان [6478].

[5] رواه البخاري كتاب الزكاة، باب اتقوا النار ولو بشق تمرة [1328].
تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 802


+++

خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
2.75/10 (6 صوت)

محتويات مشابهة

محتويات مشابهة/ق

الاكثر تفاعلاً

الافضل تقييماً

الاكثر مشاهدةً

الاكثر ترشيحاً

الافضل تقييماً/ق

الاكثر مشاهدةً/ق

الاكثر ترشيحاً/ق


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.