الرئيسية
الأخبار
|
الأسرة والأبناء |
زهرة البيت الفتاة المسلمة والحاجة إلى التدين |
2012-08-06 02:59
الكاتب:أم عبد الرحمن محمد يوسفريحانة يفوح منها المسك: تقول أم أحمد الدعيجي ـ إحدى العاملات في مغسلة للأخوات ـ في مقابلة لها مع مجلة اليمامة: (توفيت فتاة في العشرين من عمرها بحادث سيارة وقبل وفاتها بقليل سألها أهلها، كيف حالك يا فلانة؟ فتقول: بخير ولله الحمد، ولكنها بعد قليل توفيت, وجاءوا بها إلى المغسلة، وحين وضعناها على خشبة المغسلة, بدأنا بتغسيلها، إذا بنا ننظر إلى وجه مشرق مبتسم، وكأنها نائمة على سريرها، وليس فيها جروح أو كسور, ولا نزيف. والعجيب كما تقول أم أحمد، أننا عندما أردنا رفعها لإكمال التغسيل، خرجت من أنفها مادة بيضاء ملأت غرفة التغسيل بريح المسك، سبحان الله، إنها فعلًا رائحة مسك، فكبَّرنا وذكرنا الله تعالى، حتى إن ابنتي وهي صديقة المتوفاة أخذت تبكي، ثم سألت خالة الفتاة عن ابنة أختها، وكيف كانت حياتها؟ فقالت: لم تكن تترك فرضًا منذ سن التمييز، ولم تكن تشاهد الأفلام والمسلسلات والتلفاز, ولا تسمع الأغاني, ومنذ بلغت الثالثة عشر من عمرها، وهي تصوم الإثنين والخميس، وكانت تنوي التطوع للعمل في تغسيل الموتى, ولكنها غُسِّلت قبل أن تُغسِّل غيرها, والمعلمات والزميلات يذكرن تقواها، وحسن خلقها وتعاملها، وقد أثرت في معلماتها وزميلاتها، في حياتها وبعد موتها) [موقع طريق الإيمان للشيخ نبيل العوضي، نقلًا عن هزة الإيمان, فريد مناع، ص42]. هذه من علامات حسن الخاتمة لأن هذه الفتاة كانت متدينة وأنت أختي الفتاة أريد أن أسألك هل أنت متدينة؟ وكيف تكون الفتاة متدينة؟ وهل فعلًا أنت محتاجة للتدين. أختي الفتاة المسلمة: (إن مرحلة المراهقة هي فترة تحول ونمو في نواحي النفس والجسد والعقل والروح, وقد عرفنا أن علم النفس الحديث ينكر تمامًا أن تكون مرحلة المراهقة مرحلة مصحوبة بمظاهر سلوكية تدل على الانحراف أو سوء التوافق، بل يرى أصحاب هذا الاتجاه أن هذه المظاهر ما هي إلا حالات عارضة، وكل عجز عن التكيف أو اضطراب في السلوك إنما يأتي نتيجة عوامل إحباط يتعرض لها الإنسان في الأسرة أو المدرسة أو المجتمع، وعوامل الإحباط هذه قد تدعو المراهِقة إلى العناد والسلبية، وعدم الاستقرار، وما دامت هذه المرحلة هي مرحلة نمو طبيعية، لها خصائصها وطبيعتها، ولها سماتها المميزة، فإن التربية البناءة أمر ضروري تقع مسئوليته على الآباء والمربين عمومًا, وعلى المربين أن يساعدوا المراهق على إشباع حاجاته إلى الدين والعبادة...) [تربية المراهق في رحاب الإسلام, محمد حامد الناصر، خولة درويش، ص77 باختصار]. أهمية التربية الدينية التربية الدينية هي الأساس الذي ينطلق منه المسلم، باعتبار أن المخلوق مكلف في أداء العبادة، ويتوجه إلى خالقه بالفطرة. والمراهق الذي بلغ سن التكليف شرعًا, لا عذر له في التفلُّت من الأحكام الشرعية مخالفة أعلم بطاقاته، ومدى تحمله عندما كلفه, {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: 14] الحاجة إلى التدين: إن حاجة الإنسان إلى عبادة الله أمر فطري، وهو ما يحسه الإنسان على وجه الخصوص في حالة الشعور بالذنب أو في حالة الشدة والخطر، فيتوجه إلى طاعة خالقه لفك كربته وحل أزمته (وقد وصف الله حال الكفار عند الشدة بأنهم يتوجهون إليه وحده ويجأرون بالدعاء، قال تعالى: {قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الأنعام: 63]. كما بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الطفل يولد على الفطرة، أي على عقيدة التوحيد والميل إليها، وتتوجه نفسه إلى بارئها وموجدها من العدم، لا تشرك به، ولا تعبد سواه, لكن البيئة التي يُربَّى فيها ـ أصل النفس ـ هي التي تصرف الوليد يمنة أو يسرة عن أصل الفطرة. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه) [متفق عليه] ). [المراهقون، د/عبد العزيز النغيمشي، ص39 باختصار]. والحاجة إلى التدين وعبادة الله هي من الحاجات النفسية الأساسية عند المراهق، وعند الإنسان عمومًا. فالمراهق في بعض الفترات يتوجه إلى التدين، ويميل إلى كثير من التفكير والتأمل، فيدعوه (تفكيره للتساؤل عن القضايا الكونية والنفسية, وعن بدايات الإنسان وغاياته، وتكون عواطفه الدينية جياشة وأحاسيسه مرهفة، فهو كثير الخوف، سريع الشعور بالذنب والإحساس بالضعف، يتجه إلى المسجد أحيانًا، ويحافظ على الصلوات والنوافل ويكثر الدعاء والأوراد والأذكار، يعطف على الفقير، ويتوق للعمل التطوعي.....مما يشير إلى ميول المراهق الأكيدة نحو التدين والتعبد بصوره المختلفة, وقد أشارت دراسات عديدة نفسية وتربوية إلى هذا التوجه, وإلى ميول المراهقين والمراهقات نحو التدين....وهذه الميول تؤيدها الفطرة، وعززها النضج العقلي والمعرفي، وتذكيها عواطفه الغزيرة وأحاسيسه المرهفة) [المراهقون، د/عبد العزيز النغيمشي باختصار ص40-41]. معنى التدين: (والدين في المفهوم العام هو: اعتقاد بوجود ذات غيبية علوية قادرة على تصريف شئون المخلوقات وتدبير أمورها، ويرتبط هذا الاعتقاد لدى المؤمن بها بالخضوع لها وتمجيدها، ومناجاتها واللجوء إليها، والتعبد لها في رغبة ورهبة، وخوف وطمع, وفق قواعد وطقوس عملية محددة. وبذلك يشمل مفهوم الدين معنيين رئيسين: المعنى الأول: يتعلق بالإحساس بالدين أو النزعة نحو التدين أو الاعتقاد. المعنى الثاني: يتعلق بظواهر الدين وجملة نواميسه النظرية، التي تحدد صفات الذات العلوية وتعاليمها، وأوامرها ونواهيها، والقواعد والطقوس الدينية التي يتعبد بها الفرد أو الجماعة. والدين نزعة فطرية لدى البشرية، حيث يمكننا القول دون شطط أن الإنسان بطبعه كائن متدين، إذ تؤكد الأبحاث والدراسات الأنثربولوجية أن ظاهرة التدين ظاهرة غريزية، وبمعنى آخر وجود غريزة دينية لدى الإنسان من بين الغرائز أو الدوافع الفطرية التي يولد بها. كما أثبتت أبحاث التحليل النفسي أن التدين من النزعات الأساسية في الإنسان التي تكمن في اللاواعي، فالدين مصدر استكمال النزعة الفطرية للاعتقاد وإشباع الميول الطبيعية للتدين، والدين يؤدي إلى تحقيق التكامل النفسي لدى الناشئ بالإيمان واليقين في العقيدة. والدين يولِّد التفاؤل والسكينة والطمأنينة, والسلام والأمن النفسي لدى المراهق، والدين مصدر الفضائل والقيم والمبادئ والمثل العليا, التي تُغرس في نفس الشاب منذ فجر حياته الأولى وتنمو معه شخصيته. والدين يقوي لدى الفرد الشعور بالمسئولية والالتزام النابع من نفسه، سواء أكان ذلك في حفرة السلطة الخارجية أم أثناء غيابها، لذلك كله كانت نزعة الإنسان للتدين نزعة فطرية وقوية. وبغير الدين والإيمان لا تستقيم للفرد حياته ولا يهنأ باله، ولا تتوفر له أسباب الأمن النفسي، فيشعر بالضياع والتمزق النفسي والاضطراب العصبي والعقلي، ولا يكون قادرًا على أن يعيش حياة سوية هادئة، وكثيرًا ما يؤدي الشك والإلحاد بالمرء إلى الانتحار, وترك الدنيا التي يشعر ببؤسه وعذابه فيها, ولو كان مؤمنًا لكانت نظرته إلى الحياة نظرة التفاؤل والاستبشار فيسعد لسرائها ولذائذها ويغالب شاكلها ومصاعبها. إن الإيمان هو نبع السعادة الحقيقية والأمن والطمأنينة النفسية) [أسس التربية الإسلامية في السنة النبوية، د/ عبد الحميد الصيد الزنتاني، ص50]. انظري إلى قوله تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)} [الرعد: 28] وقوله تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) } [الأنعام: 82-83] وانظري إلى من يبحث عن الشهوات والملذات ناسيًا الله تعالى مُعرضًا عن طريقه: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى } [طه: 124-126]، فلا عيش إلا عيش من أحب الله وسكنت نفسه إليه واطمأن قلبه به، واستأنس بقربه وتنعم بحبه، ومن لم يكن كذلك فحياته كلها هموم وغموم وآلام وحسرات, (وأما السعادة الحقيقية، فلا والله لا ينالها: لا من عرف الله تعالى، وسلك على طريقه سبحانه الذي يملك القلوب, وهو القادر أن يسكب السعادة في قلبك سكبًا كما وعد سبحانه فقال: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97]) [هزة الإيمان, فريد مناع، ص11]. فمهما انتهب الإنسان من الشهوات واللذات، ومهما أوتي من زينة الحياة الدنيا فإنه لا يستطيع أن يحوز السعادة طالما كان معرضًا عن طريق الله ذلك لأن (في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله, وفي وحشة لا يزيلها إلى الأنس به في خلوته, وفيه حزن لا يذهبن إلا السرور بمعرفته، وصدق معاملته، وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه, والفرار منه إليه...وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته, الإنابة إليه, ودوام ذكره، وصدق الإخلاص له, ولو أعطي الدينا وما فيها, لم تُسد تلك الفاقة منه أبدًا) [مدارج السالكين, ابن القيم ص743 بتصرف]. غرس التربية الإيمانية في نفس المراهِقة: والتربية الدينية والإيمانية إن أُرسيت قواعدها في الطفولة فسوف تستمر في فترة المراهقة ثم مرحلة الرشد، وإذا قصَّر البيت في غرس التربية الإيمانية فسوف يتوجه الأبناء نحو فلسفات ترضي عواطفهم وتشبع نزواتهم، وعلينا زرع الوازع الديني في نفوس الفتيان والفتيات بما يبثه الآباء والأمهات عبر القدوة الطيبة، والكلمة المسئولة، والمتابعة الحكيمة والتوجه الحسن. شروط هامة للمربي: وإذا تكلمنا عن المربي فهناك شروط تساعد في تنمية جانب العبادة عند المراهق, وتعمل على تيسير الجانب التربوي إذا راعاها المربي ومنها: (1. أن يكون توجيه المراهق إلى هذا الجانب عفويًا، وبطرق غير مباشرة ما أمكن، إذ أن المراهقين حساسون للأسلوب الإملائي المباشر, ويمتازون بالاعتداد بأنفسهم واستقلالهم. 2. مخاطبة عقول المراهقين وأفكارهم إلى جانب عواطفهم ومشاعرهم. 3. أن يبدأ المربي في مناقشة هذا الجانب مبكرًا مع بداية فترة المراهقة أو قبلها. 4. توظيف قدرات المراهق في التأمل والتساؤل والتفكر حو الكون والنفس والحياة. 5. استثمار مواقف الضعف والضيق والنوازل، فالمراهق ذو عواطف غزيرة، ومشاعر هشة, وهو ضعيف التحمُّل، قليل التجربة ، بحاجة إلى السند والقوة، وبحاجة إلى التعرف على القدرة الإلهية, واللجوء إلى الله في الكرب والشدائد) [المراهقون، د/ عبد العزيز النغيمشي، ص42-43، باختصار]. تقوية الوازع الديني: إن منهج الإسلام في الإصلاح والتربية يبدأ بإصلاح الفرد من داخل النفس الإنسانية, لا من خارجها, ويبدأ الإصلاح والتربية بطهارة الضمير، وتهذيب الوجدان, والتدرج على مراقبة الله تعالى في السر والعلن، والتحسس من أعماق القلب بأن الله مع الإنسان يراقبه, ويراه, ويعلم سره ونجواه، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. (فربط البنت بالعقيدة الربانية، وتربيتها على مراقبة الله تعالى في السر والعلن، وحضور مجالس العلم والذكر، والمداومة على الفروض، وصلاة النفل، والمواظبة على تلاوة القرآن، والتهجد في الليل والناس نيام، والاستمرار على صيام المندوب والتطوع، والاستماع إلى أخبار الأنبياء عليهم السلام وأمهات المؤمنين, والصحابة والصحابيات, وأخبار السلف الصالح، واستذكار الموت وما بعده، والارتباط بالرفقة الصالحة, كل ذلك إذا تربت عليه الفتاة في سن المراهقة قوي في نفسها الوازع الديني، وتجنبت مواطن الفساد, وابتعدت عن الميوعة والانحلال, ووصلت إلى قمة العفة والتسامي). [الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المسلمة, حنان عطية الطوري، ص123-124]. والمنهج الإسلامي في التربية أختى الفتاة منهج متوازن, تُلبى فيه حاجات الجسد والروح، ويهدف إلى صفاء العقيدة وسمو التعامل واستقامة السلوك. وتذكري معنى العبادة التي هي الغاية الأساسية من خلق الإنسان, قال تعال: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]. إن العبادة الشاملة الكاملة هي كما عرَّفها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في قوله: (هي كل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة) [رسالة العبودية، شيخ الإسلام ابن تيمية، ص3]. فكل فعل في الحياة للإنسان سواء كان شعيرة تعبدية أو عملًا مشروعًا, إذا ابتغي به مرضاة الله تعالى، فإنه عبادة يُثاب عليها من ربه تعالى. وتذكري التكريم الذي أعده الله للطائعين من الشباب فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله, إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله...) [متفق عليه]. وماذا بعد الكلام؟ اليكِ هذا البرنامج العملي لتقوية الجانب الديني عندك: ـ أداء الصلوات المفروضة في أوقاتها. ـ أداء النوافل. ـ تلاوة القرآن والاستماع إليه. ـ المحافظة على الأوراد, وأذكار الصباح والمساء. ـ الحج والعمرة إن استطعتِ مع محرم من المحارم. ـ القيام بالأعمال التطوعية مثل: زيارة المرضى, زيارة المقابر، حضور دروس العلم، حضور دروس حفظ القرآن, ذكر الموت وما بعده. ـ الاستغفار والتوبة. المراجع: ـ هزة الإيمان, فريد مناع. ـ تربية المراهق في رحاب الإسلام, محمد حامد الناصر، خولة درويش. ـ المراهقون، د/ عبد العزيز محمد النغيمش. ـ أسس التربية الإسلامية في السنة النبوية، د/ عبد الحميد الصيد الزنتاني. ـ مدارج السالكين، ابن القيم. ـ تربية الأولاد في الإسلام, عبد الله ناصر علوان. ـ الدور التربوي للوالدين, في تنشئة الفتاة المسلمة، حنان عطية الطوري.
خدمات المحتوى
|
تقييم
محتويات مشابهةمحتويات مشابهة/قالاكثر تفاعلاًالافضل تقييماًالاكثر مشاهدةًالاكثر ترشيحاًالافضل تقييماً/قالاكثر مشاهدةً/قالاكثر ترشيحاً/ق |