شـبـكــة عـمّـــار
إخبارية - ترفيهية
- تعليمية



جديد الصور
جديد الأخبار
جديد المقالات


جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الصوتيات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

 
Dimofinf Player
الجوهرة النفيسة

2012-08-06 05:06
الكاتب:أم عبد الرحمن محمد يوسف



هل تعرفين هذه الجوهرة النفيسة؟!
إنها تلك الجوهرة الغالية، التي لا تُقدر أبدًا بثمن.
ستظلين تبحثين عنها أيامًا وشهورًا، فادعي الله أن يهديكِ إلى مكانها.
ستجدينها تنتظر من يعثر عليها، لتعطيها من بريقها الأخاذ، وتطبعها بنفاستها وقيمتها الرفيعة.
إنها الصديقة الصالحة المخلصة ... إنها الصديقة الوفية ... هي بحق جوهرة نفيسة لا تُقدر بأثمان الأرض.
إن الصداقة في مراحل الحياة كلها في غاية الأهمية والخطورة، ولكن تختلف الصداقة كثيرًا في الحياة الجامعية عنها فيما قبل؛ لأن الجامعة يلتحق بها فئات مختلفة وشرائح متعددة في المجتمع الواحد، فهي تجمع ثقافات وبيئات وأحوال اجتماعية واقتصادية مختلفة، وأحيانًا يلتحق بها طلاب من البلدان الأخرى؛ بالإضافة إلى اختلافها كلية عن صداقات الطفولة والحياة المدرسية التي نشأت من تواصل اجتماعي عميق وتغلغلت مع طول الوقت.
حاجة ملحة:
قد تقول إحدى الفتيات: مادامت الصديقة صاحبة تأثير شديد هكذا، فلماذا أغامر وأختار؟ فأنا في غنى عن الصداقة وما فيها!!
ولكن نحن نقول أن الصداقة في غاية الأهمية، فكما أن بدن الإنسان لا يستقيم بدون الطعام والشراب، فكذلك لا تستقيم نفسه بدون الصداقة، فالطعام والشراب مورد الطاقة للبدن، والصداقة مورد الخبرات والتجارب وصناعة الحياة بالنسبة للنفس، (والصحبة نمط علاقة وقالب اجتماعي لا يكاد ينفك عنه تاريخ الإنسان، فهو مصدر من مصادر تربيته ومعرفته، وأنسه وسروره، ومواساته ومعاونته، وهو ذو أثر كبير في حياة المرء النفسية والاجتماعية والثقافية) [المراهقون دراسة نفسية إسلامية، د.عبد العزيز النغيمشي، ص(61)].
(بل إننا نستطيع أن نقول بأن العزل الاجتماعي هو عقوبة للإنسان، وليس أدل على تلك الحقيقة من كتاب الله عز وجل من قصة الثلاثة الذين خُلفوا، فهؤلاء الثلاثة تخلَّفوا عن الغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس اعتزالهم، فمضت عليهم خمسون ليلة لا يكلمهم أحد من المسلمين، حتى يحكم الله في أمرهم، فكان حالهم من هذه العزلة كما صور القرآن: {ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ}[التوبة: 118]) [أميرة في الجامعة، هيام محمد يوسف، بتصرف].
بالإضافة إلى أن هجران الصداقة له الكثير من الآثار السلبية على الفتاة؛ سواء من الناحية النفسية أو البدنية؛ (فعلى سبيل المثال؛ يشير أرجايل ودك إلى اقتران افتقاد القدر المناسب والملائم من الأصدقاء بالعديد من مظاهر اختلال الصحة النفسية والجسمية، ففيما يتصل بالصحة النفسية تبين أن الأشخاص الذين يفتقدون الصداقة يكونون أكثر استهدافًا للإصابة باضطرابات نفسية؛ منها: الاكتئاب والقلق ومشاعر الملل والسأم، وانخفاض تقدم الذات، كما يعانون التوتر والخجل الشديد، والعجز عن التصرف الكفء، عندما تضطرهم الظروف إلى التفاعل مع الآخرين.
وفيما يتصل بالصحة الجسمية فقد لاحظ الأطباء ضعف مقاومتهم للأمراض الجسمية، وتأخرهم في الشفاء منها، بل وتزيد بينهم معدلات الوفاة بعد الإصابة بتلك الأمراض، بالمقارنة بالمرضى الذين يتمتعون بعلاقات اجتماعية طيبة تمده بالمساندة الوجدانية) [الصداقة من منظور علم النفس، د.أسامة سعد أبو سريع، ص(42)].
لماذا أحسن الاختيار؟
الآن علمتِ أن الصحبة ضرورية ولاريب، فلا يمكن لفتاة الإسلام أن تستغني عن الصداقة، ولكن لماذا يجب عليكِ حسن اختيار الصديقة؟! فقد تقول فتاة: أنا سأصاحبها على سبيل قضاء الوقت، أو قضاء بعض المصالح في الجامعة، أما خارج الجامعة فلها أخلاقها ولي أخلاقي!!
ولكن الحقيقة أن اختيار الصديقة شيء في غاية الأهمية، حتى لو بذلتِ فيه الوقت والسؤال والمحاولة؛ للآتي:
أولًا ـ سرقة الطباع:
إن الصديقة دومًا تسرق طباع صديقتها من غير شعور منها أو من صاحبتها، هذه قاعدة قديمة حديثة، يجليها لنا الغزالي في إحيائه أن (الطباع مجبولة على التشبه والاقتداء، بل الطبع يُسرق من الطبع من حيث لا يدري صاحبه، فمجالسة الحريص على الدنيا تحرك الحرص، ومجالسة الزاهد تزهد في الدنيا) [إحياء علوم الدين، الغزالي، (2/20)].
ثانيًا ـ ماذا سيقولون عليكِ؟
لو أنكِ مشيت يومًا ما في أحد الشوارع مع صديقة لكِ تتحدثان، وكانت تلبس من الثياب ما لا يليق بعفة المؤمنة، وتتحدث بصوت مرتفع كأنها تسمع الناس جميعًا؛ فحينما ينظر الناس إليها كيف سيكون حكمهم عليكِ؟ سيقولون أنتِ مثلها ولاريب، حت لو ارتديت ثياب العفة، وتحليتِ بآداب الحديث؛ ولكن (الإنسان في الدين والأخلاق على قدر من يصاحب، فلينظر من يصاحب؛ فإن صاحب الصالحين صار منهم، وإن صاحب سواهم صار مثلهم) [الأخلاق بين الطبع والتطبع، فيصل بن عبده قائد الحاشدي، ص(44-45)].
ثالثًا ـ أثر عميق:
الصديقة صاحبة أثر عميق للغاية على صديقتها، وذلك لأسباب عدة منها: (أن الرفقة اختيارية غالبًا، فهي علاقة يختارها الصديق لنفسه، فهو من ينتقي الأصدقاء ويبني معهم العلاقة مختارًا، وفق ميله، ويتم هذا الاختيار النفسي أو الروحي إما بصورة عفوية يكون مع نشأته ومن خلال المعيشة، أو بصورة انتقائية حسب ما يتوفر له من أجواء تجمعه بأبناء مرحلته، وثانيًا: للانسجام بين النفوس والأرواح، والتقارب في الخبرات ونوع المشكلات، فهذا أمر يضاعف من أثر الرفقة عليه ويزيد التوحد والخلة بين الأصحاب) [المراهقون، د.عبد العزيز النغيمشي، ص(64-65)].
إياكِ ونافخة الكير!!
هذه صيحة تحذير أبعث بها إليكِ فتاة الإسلام، أنادي عليكِ فيها أن احذري صديقات السوء، احذري نافخات الكير، احذري من يؤذين غيرهن بقصد وبغير قصد، فوالله ثم والله ما وجدتُ أخطر على الشاب والفتاة من صحبة السوء، فقد تكون الفتاة نقية القلب طاهرة السريرة لو صديقات السوء.
فكم من فتاة كانت مثالًا للبراءة والنقاء والاستقامة، ثم انتقل إليها سلوك السوء من صديقة السوء؟! وكم من فتاة أدمنت المخدرات بسبب صديقتها؟! وكم من فتاة كانت تنعم في ظل حجابها ثم نزعته تأثرًا بصديقتها؟! وكم من فتاة كانت تمشي على استحياء ثم صارت لا تعبأ بسلوكها أو سمتها أمام الناس، وتنبعث منها الضحكات العاليات، والكلمات التي كانت تستحي من سماعها فضلًا عن التفوه بها من قبل؟!
أولًا ـ أثرها على أخلاقكِ:
أول أثر تطبعه فتاة السوء عليكِ يظهر على أخلاقكِ وسمتكِ وسلوككِ، الذي بذل والديكِ في سبيل تقويمه كل غالٍ ونفيس، وانتصبا لكِ قدوة لتسيري مثلهم على الدرب المستقيم، ففي (بحث أجراه طالبان من طلاب قسم علم النفس في جامعة الإمام عن أسباب الجنوح؛ أفاد 84% من أفراد العينة الجانحة أن لهم أصدقاء، و56% من هذه العينة أن أصدقاءهم ساهموا في انحرافهم، وهذا من وجهة نظرهم ... فقد تكون النسبة الحقيقية أكثر من ذلك.
وفي دراسة أخرى أُجريت لأسباب الجنوح في قسم علم النفس بجامعة الإمام، أجراها عبد الرزاق الجنيدل؛ توصل فيها إلى أن 62% من الجانحين ساهم زملاؤهم وأصدقاؤهم في انحرافهم) [محاضرة عوائق الاستقامة، الشيخ محمد الدويش].
وإليكِ عزيزتي نموذج لفتاة كانت على خلق ومركز مرموق ... ولكن للأسف إنها صحبة السوء، فهذه القصة لامرأة (انتحرت رغم أنها كانت على قدر كبير من العقل والاتزان وأيضًا الجمال، لكنها وقعت في حبائل امرأة مدربة على الشر من خلال رحلة البحث عن العمل، واستطاعت هذه المرأة بأسلوب ساحر، والتظاهر بالأخلاق والمبادئ والتلون كالحرباء، أن تجعل هذه الصديقة تدمن المخدرات، وبعد سيطرتها عليها تمامًا، طلبت منها أشياء غير أخلاقية لم تستطع هذه الفتاة المسكينة أن تلبيها، ولم تجد وسيلة للتخلص من هذه الأفعى إلا بالتخلص من الحياة نهائيًّا!!) [دموع السجينات، حمد بن سليمان اليحيى، ص(5-7)].
ولئن كانت هذه القصة تمثل نموذجًا صارخًا في صحبة السوء؛ ولكن هكذا نهاية الطريق، ويُخشى على من وضع قدمه في أوله أن ينساق إلى آخره بدون أن يشعر أو يملك من أمره شيئًا.
ثانيًا ـ أثرها على دراستكِ:
عزيزتي، كم من مجهود بذلتيه في دراستك، في المدرسة أو الجامعة؟! وكم من يوم أنفقتيه في السهر لتحصلي المكانة التي نلتيها؟! وكم أنفق والديك من مجهودهما وقلقهما ومالهما لتصلي إلى مكانتكِ تلك؟! فهل بعد هذه النعم وهذا التوفيق كله تريدين أن تجعلي ذلك هباء منثورًا؟!
إن أول خطوة تجاه الإخفاق الدراسي هي مصادقة فتيات السوء، فإنهن يقضين أوقاتهن في الأشياء التافهة والأمور الفارغة، وإن تظاهرن بحب النجاح والتفوق ولكن شتان بين الأمنية والهدف، وبين الخيال والحقيقة!
لقد أدرك الإمام ابن عقيل هذه الحقيقة؛ لذا لم يصحب إلا أولي الهمم العالية، ونأى عن أهل الهمم الخائرة والعزائم الفاترة، فيقول: (وعصمني الله من عنفوان الشبيبة بأنواع من العصمة، وقصر محبتي على العلم وأهله، فما خالطتُ ملعابًا ولا عاشرتُ إلا أمثالي من طلبة العلم) [المنتظم، ابن الجوزي، (5/83)].
بالمثال يتضح المقال:
أختم كلامي عزيزتي لكِ بمثال جميل، يُظهِر لكِ بإيجاز بليغ كل ما تحدثنا عنه سابقًا.
(ماذا يحدث حين تُترك ثمرة فاكهة فاسدة واحدة وسط سلة كبيرة من الفاكهة؟ ألا ترين أنها تُفسد غيرها، وينتقل العطب منها إلى كل ثمرة حولها؟
وهل حدث يومًا أن أصلحت الفاكهةُ السليمة الثمرةَ الفاسدة؟ وفي هذا إشارة إلى أن الهدم أسهل كثيرًا من البناء؛ وفي هذا يقول الشاعر:
لا تصحب الكسلان في حالاته كم صالح بفساد آخر يفسد؟!
عدوى البليد إلى الجليد سريعة كالجمر يوضع في الرماد فيخمد).
[شباب جنان، د.خالد أبو شادي، ص(99)].
أهم المراجع:
1-الصداقة من منظور علم النفس، د.أسامة سعد أبو سريع.
2-المراهقون ... دراسة نفسية إسلامية، د.عبد العزيز بن محمد النغيمشي.
3-الأخلاق بين الطبع والتطبع، فيصل بن عبده قائد الحاشدي.
4-أميرة في الجامعة، هيام محمد يوسف.
5-إحياء علوم الدين، أبو حامد الغزالي.
6-دموع السجينات، حمد بن سليمان اليحيى.
7-المنتظم، ابن الجوزي.
8-شباب جنان، د.خالد أبو شادي.
9-محاضرة عوائق الاستقامة، الشيخ محمد الدويش.
تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 887


+++

خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
1.00/10 (1 صوت)

الاكثر تفاعلاً

الافضل تقييماً

الاكثر مشاهدةً

الاكثر ترشيحاً

الافضل تقييماً/ق

الاكثر مشاهدةً/ق

الاكثر ترشيحاً/ق


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.