شـبـكــة عـمّـــار
إخبارية - ترفيهية
- تعليمية



جديد الصور
جديد الأخبار
جديد المقالات


جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الصوتيات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

 
Dimofinf Player
كيف تحاورين ابنتك؟

2012-08-06 05:11
الكاتب:سحر محمد يسري



بنتي تغيرت..!
كم من الأمهات تقول: لقد تغيرت ابنتي كثيرًا، لم تعد تلك الطفلة الهادئة المطيعة، لقد بدأت تعاندني وتعقِّب عليَّ في الكلام، إنها تريد أن تخالفني في كثير من القضايا وترفض التسليم بما أقوله، أو أبديه من آراء..!
لكم نسمع هذه الشكوى من آباء وأمهات المراهقين والمراهقات؟
فلماذا يفعلون ذلك في هذا العمر بالذات؟
لماذا تشعر الأم أن حبال الحوار لا تكاد تمتد بينها وبين ابنتها حتى تنقطع؟
ما الذي حدث وماذا تغير؟
عزيزتي الأم ..عزيزي المربي
لا داعي للاستغراب فصعوبة الحوار مع الأبناء في هذه المرحلة، ماهو إلا عرض من أعراض نموهم وتفتح عقولهم، وانتقالهم من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة التي تعني استقبالهم للرشد واقترابهم منه
وإجابة على أسئلتكم ترجع إلى تغيرات النمو العقلي أو الفكري التي تمر بها الفتاة ـ الفتى في مرحلة المراهقة، ففي نظرية "بياجه" يقول: [تتميز فترة المراهقة بالانتقال من التفكير العملي الواقعي إلى المادي الملموس"، المميز للأطفال في سن المدرسة إلى العمليات المنطقية المنهجية]، وهي تتضمن القدرة على التعامل مع الأفكار المجردة والقدرة على الإقناع والمجادلة وتقييم وجهات نظر الآخرين، كما تزداد قدرة الفتاة على الانتباه والتركيز بعد أن كانت محدودة في الطفولة، كذلك تميل إلى التفكير النقدي أي أنها تطالب بالدليل على حقائق الأمور ولا تقبلها قبولًا أعمى مسلمًا بها.
إن التطور الفكري عند المراهقة ينتقل من المادي إلى المجرد، ومن الحدث إلى المنطق وينعكس بشكل جاد على نظرة المراهقة لنفسها وللمجتمع، لذلك فإن جميع الأهل يلاحظون أن ابنتهم التي كانت تسمع الكلام وتقتنع بسهولة بما يقال لها، قد أصبحت مناقشةً مجادلة تنظم أفكارها ومعطياتها وتحتاج إلى ألف حجة لإقناعها [عواصف المراهقة، عاطف أبو العيد، ص(34)، أولادنا، د.ريتا مرهج، بتصرف].
وفي المقابل فإن دعوتنا لإقامة حوار ناجح مع الفتاة لا يعني الكلام في كل شيء، وطوال الوقت، وفي جميع المواضيع، فالوالدين ليسا من الرفاق أو الأصحاب، وعليهما الحفاظ على دورهما كأهل يأخذ الأبناء عنهما كقدوة، ويمثلان الحدود والضوابط في نظر الأبناء، وإن كل ذلك لا يمنعهما من إقامة علاقة وثيقة مع أبنائهم [في بيتنا مراهق، آن شابيرو-نييل، ص(151)].
وماذا يحدث لو لم أحاور ابنتي؟
أكدت الدراسة العلمية أن أكثر من 80% من مشكلات المراهقين والمراهقات في عالمنا العربي تأتي كنتيجة مباشرة لمحاولات أولياء الأمور تسيير أولادهم بموجب آرائهم وعاداتهم؛ ومن ثم يحجم الأبناء عن الحوار مع أهلهم لأنهم يعتقدون أن الوالدين إما أنهم لا يهمهم معرفة رأي أبنائهم في مشاكلهم واهتماماتهم، أو أنهم لا يهمهم معرفة مشكلات أبنائهم من الأساس.
والفتاة على وجه الخصوص قد تلجأ إلى الانطواء وإفضاء إلى الصديقات عوضًا عن جلسات الحوار الدافئة مع الأم.
إن عدم اعتماد الحوار كمبدأ لإقناع الفتاة والتفاهم معها سيؤدي إلى :
- شعور المراهقة أنها شخصية ليست جديرة بالاحترام والتقدير.
- اهتزاز ثقة المراهقة بنفسها.
- شعور الفتاة بالإحباط والقلق.
- قد لا تستطيع اتخاذ القرار الخاص بها فيما بعد.
- سيهدم فيها الرغبة في تحمل المسئولية.
- سيجعلها أكثر عنادًا وتمردًا على سلطة الوالدين، ورفض أو أمرهما.
- سيؤدي بها إلى الالتصاق الشديد ب"الشلة" على حساب قربها من الوالدين.
- الميل إلى الإنطواء والشعور بالغربة داخل الأسرة.
بينما تكتسب الفتاة من الحوار الناجح فوائد كثيرة :
إتاحة فرصة الحوار أمام الفتاة تفتح المجال لها لكي تعبر عن نفسها، فهو أمر تشعر أنها لا تناله بل قد تحرم منه في كثير من الأحيان.
- كما أن الحوار ينعش في عقلها الشهية لطرح الأسئلة، و يفتح لها أبواب النضج والمعرفة.
- تشعر أنها شخصية جديرة بالاحترام والتقدير.
- ستزيد هذه الحوارات من سرعة نضج المراهقة وبالتالي تقربها إلى الرشد.
- تكتسب المنهجية والمنطقية في التفكير وبالتالي تزيد قدرتها على حل المشكلات واتخاذ القرارات.
- ينمي الحوار الحس النقدي لدى الفتاة، ويمكنها من اكتشاف مساحات الجمال الموجودة في الأشياء، ومساحات الخير الموجودة في الأفعال والمواقف [التربية بالحوار، د.عبد الكريم بكار، ص(40)].
- يقلل من شعورها بالإحباط والقلق وبالتالي يخفف من آلامها وتمردها.
- سيضيق الفجوة بين الوالدين والفتاة، ويجعل منهما الملاذ الآمن لها.
- سيخفف من انفعالاتها، ويحميها من الخجل والانطواء.
- كما أن كثيرًا من ينابيع الحكمة، وكثيرًا من شرارات الإبداع والابتكار ينقدح ويتوهج ويتألق من خلال الأسئلة التي قد تطرحها النابغات والسائرات في طريق النجاح والتفوق في حواراتهم مع الوالدين والمربين.
وللحوار الناجح مهارات وفنون مثل:
أولًا: استمعي إليها بفاعلية:
إن أردتِ أن تكوني أمًا مقنعة فعليك أولًا أن تكوني مستمعة ماهرة، فقد تعاني الفتاة من الإحباط والضيق عندما يبدو على أمها أنها غير مهتمة بمشاعرها وأفكارها؛ ونتيجة لذلك تدرك أن أفكارها لا تستحق الانتباه وأنها غير جديرة بالاحترام.
والأم التي تستمع بانتباه تنقل لابنتها رسالة مفادها أن أفكارها ذات قيمة وأنها جديرة باحترامها، مما يشعر الابنة بالجدارة والاستحقاق، ويساعدها على التعامل مع الأحداث والناس بشكل مؤثر.
وبالإضافة إلى ذلك فإن الإنصات الفعال للفتاة يفسح المجال أمامها للتعبير عن مشاعرها ومشكلاتها، مما يبعدها عن التوتر والانفعال.
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة والأسوة الحسنة:
فقد روى أن عقبة بن الوليد عندما جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: (قل يا أبا الوليد أسمع، فقال له عتبة ما قال حتى إذا فرغ قال له النبي : أو قد فرغت يا أبا الوليد؟ قال: نعم ، قال: فاسمع مني) [فقه السيرة].
وهذا الموقف يحتوي على دروس عظيمة في فن الحوار وكيفية الإنصات لمن نحاوره، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يحسن الإصغاء ويترك المقاطعة وحسب بل منحه فرصة أخرى لإضافة أي شيء ربما نساه أو غفل عنه: (أوقد فرغت يا أبا الوليد؟) فهذا خلق رفيع وأدب جم في حسن الاستماع، وقديمًا قالوا: "إن معظم الناس يستدعون الطبيب لا ليفحصهم وإنما ليستمع إليهم".
وخذي بمهارات الاستماع الفعَّال، مثل:
- الانتباه والتركيز فيما تقول مع التواصل بالعينين بدون تحديق.
- لا تكثري من الالتفات والتثاؤب وأعطي لحديثها الاهتمام المناسب.
- استخدمي اللغة الغير منطوقة أثناء متابعتك لحديث ابنتك مثل الإشارات الجسمية، وتغيرات الوجه، نظرات العينين، الشفاه المشدودة، اليد المتوترة.
- الانتباه إلى نبرة الصوت، وتقليل المقاطعات [مراهقة بلا أزمات، د.أكرم رضا، (2/94)، بتصرف].
مع ابنتك.. كيف تجلسين؟
يخبرنا الدكتور أكرم رضا، أن هيئة الجلوس التي يتخذها الوالدين مع الابن، الابنة أثناء الحوار لها تأثير على درجة نجاح الحوار وقبول الأبناء له.
لذلك عليك أن تحرصي ـ عزيزتي الأم ـ على اختيار المكان المناسب والزمان المناسب لجلسات الحوار خاصة التي تودين أن تناقشي من خلالها مع ابنتك إحدى المشكلات من أجل الوصول إلى علاج أو حل لها.
المكان: أن يكون مكان مألوف، تتوفر فيه الخصوصية.
الزمان: على الأم أن تتخير كذلك وقتًا مناسبًا لا يتبعه انشغال، وأن يكون كافيًا لأن تقول الإبنة ما تريد.
ابدئي من اهتماماتها:
إذا أردت أن تمتد جسور الحوار بينكما، فابدئي حديثك معها من خلال المواضيع التي تنال اهتمامها وتناسب ميولها، وتمثل الأولويات بالنسبة لها ، مما يقرب المسافة بينكما وتكون هذه الموضوعات مدخلًا مناسبًا إلى مواضيع أخرى تنتقلين إليها دون أن ينقطع الحوار بينكما، وعند ذلك ستجدي منها الآذان الصاغية والتجاوب الرائع وهي تتحدث معكِ بكل مشاعره وأحاسيسها.
يقول ديل كارنجي: (إنك إن أردت اصطياد الأسماك فإنك تضع لهم في الصنارة ما يحب السمك أن يأكل فتضع لهم الديدان ولا تضع لهم ما تحب أنت من لحوم أو فاكهة) [كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس؟ ديل كارنجي].
وأخيرًا، تذكري عزيزتي الأم
أنّ الحوار الناجح هو الذي تبنيه الأم مع ابنتها منذ مرحلة الطفولة، ونجاحها في ذلك يعني إقامة تواصل حقيقي بينهما على مر السنين، مما يبدد الصعوبة في وجود ذلك الحوار عندما تكبر الابنة وتصير فتاة يافعة في مرحلة المراهقة.
فلا تقاطعيها، ولا يكن جل اهتمامك أن تقنعيها، واستفيدي من بعض كلامها واعتبري أن الحديث مع ابنتك هو فرصة إضافية للتفاهم بشكل أفضل وليس العكس.
وامنحيها ما تحتاجه من الوقت والاهتمام ، وستجني من ورائها ثمار الأمان الذي تحتاجه زهرتك في هذه المرحلة.
المصادر:
- التربية بالحوار د.عبد الكريم بكار
- مراهقة بلا أزمة د.أكرم رضا
- عواصف المراهقة كيف نعبرها إلى شاطيء الأمان؟ عاطف أبو العيد
- في بيتنا مراهق آن شابيرو، نييل.
تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 888


+++

خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
1.00/10 (1 صوت)

الاكثر تفاعلاً

الافضل تقييماً

الاكثر مشاهدةً

الاكثر ترشيحاً

الافضل تقييماً/ق

الاكثر مشاهدةً/ق

الاكثر ترشيحاً/ق


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.