شـبـكــة عـمّـــار
إخبارية - ترفيهية
- تعليمية



جديد الصور
جديد الأخبار
جديد المقالات


جديد الصور

جديد البطاقات

جديد الصوتيات

المتواجدون الآن


تغذيات RSS

الأخبار
الأسرة والأبناء
زهرة البيت
لا تأكلي من هذا اللحم..!
 
Dimofinf Player
لا تأكلي من هذا اللحم..!

2012-08-06 05:44
الكاتب:سحر محمد يسري

زهرتي الغالية..
هل شاركتِ صديقاتك يوماً في طعام لذيذ؟..من المؤكد أنكِ أمضيت وقتاً ممتعاً معهن، وتمنيتِ لو تكررت هذه اللقاءات المرحة.
لكن ما هو رأيك إذا دعيتِ إلى طعام من نوعِ جديد، إلى تناول وجبةٍ من لحم إحدى صديقاتك الميتة؟ وقد مرت عدة أيام على موتها حتى أنتن لحمها..!!
هل ستقبلين هذه الدعوة ..؟؟؟
إنّ من يغتابون الناس، ويتفكهون بذكر عيوبهم، جداً وهزلاً، قد تناولوا هذا الطعام مراراً.. فأين أنتِ من الغيبة؟
فما هي الغيبة؟
أيتها الحبيبة..الغيبة داء خلقي واسع الانتشار، وذنب يستهين به كثير من الناس، فهل تعرفين معناها؟
الغيبة معناها في اللغة: (أن يتكلم خلف إنسان مستور بما يغمه لو سمعه، فإن كان صدقاً سُمِّي "غِيبةً"، وإن كان كذباً سمِّي "بهتاناً). [الصحاح، الجوهري، (1/196)].
وفي الشرع :أن يذكر المسلم أخاه المسلم بما يكرهه في غيبته.
وهذا هو التعريف الذي ورد في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أتدرون ماالغيبة؟" قالوا: الله ورسوله أعلم. قال "ذكرك أخاك بما يكره" قيل: أفرأيت إن كان فيأخي ما أقول؟ قال "إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهتّه أيظلمته) [رواه مسلم].
شناعة الغيبة وقبحها:
هي ذنب قبيح قد نهى الله تعالى عنه، ونفّر عباده منه أشد التنفير، ومثّله بصورة كريهة تتقزز منها النفوس، لما فيها من انتهاك المسلم لحقّ أخيه المسلم في حفظ عرضه، وستر عيبه، وصيانة سمعته، قال عز وجل: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} [الحجرات: 12].
قال الشوكاني: (مثّل سبحانه الغيبة بأكل الميتة؛ لأن الميت لا يعلم بأكل لحمه، كماأن الحي لا يعلم بغيبة من اغتابه، وفيه إشارة إلى أن عرضالإنسان كلحمه، وأنه كما يحرم أكل لحمه يحرم الاستطالة في عرضه، وفي هذا من التنفيرعن الغيبة، والتوبيخ لها، والتوبيخ لفاعلها، والتشنيع عليه ما لا يخفى، فإن لحمالإنسان مما تنفر عن أكله الطباع الإنسانية، وتستكرهه الجبلة البشرية، فضلاً عنكونه محرّماً شرعاً.([محرمات استهان بها الناس، محمد المنجد، ص(70)، بتصرف].
ولا يصلح أن تكوني شريكةً بأذنيكِ..!
بأن تستمعي إلى الغيبة وتسكتين معتقدةً بأن ذلك السكوت يعفيك من الذنب؛ لأنك لم تشاركي بلسانك..، فإنّ الساكت على الحق شيطان أخرس..والساكت على سماع الغيبة مشارك في إثمها، قال تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ} [القصص: 55].
قال الإمام النووياعلم أن الغيبة كما يحرم على المغتاب ذكرها، يحرم على السامع استماعها وإقرارها)
ولقد أحسن القائل:
وسمعك صن عن سماع القبيح كصون اللسان عن النطق به
فإنك عند استماع القبيـــح شريك لقائله فانتبـــــه
[الغيبة وما يتعلق بها من مسائل وأحكام، أحمد السيد سلامة ص(111)].
لماذا تقع الفتيات في الغيبة؟
في مرحلة المراهقة تكون الفتاة شديدة الحساسية والتأثر بمن حولها خاصةً من يمثلون قدوة لها تأخذ عنهم وتتعلم منهم، مثل الأم والمعلمة، أو مجموعة الصديقات والزميلات (الشلة). [دور الوالدين في تنشئة الفتاة المسلمة، حنان الطوري ص(261)، بتصرف)].
وكثيراً ما تصدر الغيبة عن الفتيات في هذه المرحلة بدافع السخرية والتهكم ومجاراة الجو السائد في الكلام والنقد اللاذع، والذي لا يقف عند الزميلات الأخريات فقط، ولكن يمتد ليشمل المعلمين والمعلمات، وأحياناً الوالدين؛ لذلك يكون السبب غالباً هو:
- القدوة السيئة:
يتساهل الناس في الغيبة حتى صارت كالفاكهة لكثير من المجالس، وقد تنشأ الطفلة في كنف أسرة لا تتورع عن الغيبة؛ فتسمع ذلك من والديها، خاصةً في المجالس التي تستقبل فيها أم الفتاة جاراتها أو قريباتها وصديقاتها، ويقطعن الساعات في تداول أخبار الأخريات، وتحليل ما يمر بهن من أحداث، وذكر عيوبهن ومثالبهن، والأخطاء التي وقعن فيها..كل ذلك طبعاً في غيبتهن، وتلك هي الغيبة في أكثر صورها انتشاراً.
والنتيجة الطبيعية أن تفرز لنا هذه البيئة فتاة تشب وقد صارت الغيبة عادة متأصلة في نفسها؛فهي تغتاب الناس بتلقائية، دون أن تشعر بتأنيب الضمير.
- مجاراة الصديقات:
يتمسك المراهقون والمراهقات تمسكاً شديداً بجماعة الرفاق، لأنهم يرغبون أن يعيشوا في وسط يمنحهم القبول والارتياح، ولا يحبون أن يقفوا ضد الجماعة، إلا أن فعل الشيء الصحيح والتمسك بالقيم الخلقية والدينية هو أفضل مكافأة وتقدير يقدمها المراهق لذاته وتقدمه الفتاة لذاتها.
وقد تواجه الفتاة ضغوطا وشعوراً بالنبذ من مجموعة الصديقات، إذا امتنعت عن مجاراتهن في أنماطهن السلوكية،والأخلاقية، كاللبس بطريقة معينة، واستخدام بعض الكلمات الخارجة،أو الغريبة، وإطلاق اللسان في غيبة الناس بلا حدود أو ضوابط..!
ابنتي زهرة..
لعلك تتساءلين الآن، إذا كانت الغيبة بهذه الخطورة والقبح، فكيف أنزه نفسي عن عيب الناس وانتقادهم، والوقوع في غيبتهم؟ كيف أسيطر على نفسي أمام تيار جارف من انفلات ألسن الصديقات وانجرافي معهن في تلك الأحاديث الآثمة؟
كيف أتخلص من الغيبة؟
- أول شيء استحضري خطر اللسان وأن الله تعالى يحاسبك ويسألك عن كل كلمة تصدر منكِ، قال تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18]، وقال تعالى: {وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ} [القمر:53]، أي: مكتوب محفوظ.
إن معرفتك بأن جهازا للكاسيت يسجل عليك كل كلمةتصدر عنك ..يجعلك في غاية الحذر..ممسكة عن كثير من الكلام...؛إذن فاعلمي أنّ الله تعالى قد أوكل – فعلاً وحقاً- بكل إنسان ملكين كريمين وأمرهما أن يسجلا عليه كل ما يقول ويفعل، كتابةً، وأن ذلك سيعرض عليكِ وتقرأينه بنفسك بين يدي الله تعالى يوم القيامة..! ألا يجعلك ذلك أكثر إمساكا وحذراً، وأكثر انضباطاً وصمتاً؟!!
- فكّري في تبعات الغيبة، وإنها لمعضلة حقاً..فالغيبة من الذنوب التي تتعلق بحقوق الآخرين ممن اغتبتهم، وهذا النوع من الذنوب لا يغفره الله تعالى إلا إذا غفر صاحبه لمن أساء إليه ونال منه في غيبته..وكثير من الناس لو ذهبتِ تستحليهم من الغيبة؛ فقد يتفاقم الأمر وتحدث من ورائه مشاكل خاصةً إذا كان الأمر في محيط العائلة أو الجيران..!!
أرأيتِ..كيف هي مشكلة كبيرة في دينكِ أن تقعي في الغيبة؟ فهل يزج العاقل بنفسه في هذه الورطة؟
- (الجزاء من جنس العمل) قانون إلهي، وسنة ربانية لا تتبدل، لذلك إذا وقعتي في الغيبة وذكر عيوب الناس؛ فتوقعي أن ينال الناس منك بألسنتهم أيضاً ويفتشون عن عيوبك ويتكلموا بها، عن أبي برزة الأسلمي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته) [صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (4880)].
- ويسري عليكِ هذا القانون أيضاً ولكن لصالحك إذا بدّلتِ الخبيث بالطيب، وأصبحتِ خير صديقة لا تسمح لنفسها بغيبة صديقاتها، بل تدافع عنهن بظهرالغيب، وتردّ عنهن الغيبة فعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من ردّ عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة) [صححه الألباني في صحيح الجامع، (6262)].
- تخيلي نفسك مكان من تغتابيها..هل يروق لكِ أن يسخر منكالآخرون أو يتحدثون بعيوبك وإن كانت موجودة بالفعل فيكِ؟ فأنصفي الناس من نفسك إذن، وتذكري قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) [متفق عليه].

- لا تسمحي لنفسك أبداً بالمشاركة في الغيبة، أو الاستماع إليها، وإن لم تستجب صديقاتك لنصيحتك..ففارقي هذا المجلس، وطهّري قلبك، وثقي بنفسك، وتمسكي بمبادئكِ، والزمي صحبة الصالحات اللاتي يذكرنك بالله تعالى، ويعنّكِ على الخير، ينتقين أطايب الكلام كما ينتقى أطايب الثمر..
- عودي نفسك على التمهل قبل الكلام، والتركيز فيما تنوين النطق به، وإليك في هذا المقام قاعدة من قواعد إدارة الذات درّبي نفسك عليها لمدة أسبوعين إلى أن تصير عادة من عاداتك، وهي أن تعدّي من 10:1 إذا أردت أن تتكلمي في موضوع ما.
- هناك حالات أباح الله فيها الغيبة، وذكر العيب للمصلحة الراجحة، أذكرها لك اختصاراً في هذين البيتين:
القدح ليس بغيبةٍ في ستــــةٍ متظلم، ومعرّف، ومحــــــذّر
ومجاهر بالفسق ثمّت ســـائل ومن استعان على إزالة منـــكر

وأخيراً ..زهرتنا الحبيبة
كوني من أفضل المسلمين..! وهل تعلمين أي المسلمين أفضل؟؟
عن أبي موسى رضي الله عنه قال: (قلت يا رسول الله أي المسلمين أفضل؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده) [متفق عليه].
ولا تخجلي، أو تخافي أن تُرد عليكِ نصيحتك..ولكن قومي بدورك في النصح والتغيير،عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يمنعن رجلا هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه) [صححه الألباني في السلسلة الصحيحة، (168)][كوني داعية، ناصر الشافعي، ص(37)، بتصرف].
فأنتِ أيتها الواعدة، داعية الخير ومفتاح التغيير لمن حولك نحو الفضائل والمروءات.
المصادر:
- محرمات استهان بها الناس، محمد صالح المنجد.
- كوني داعية أيتها الداعية، ناصر الشافعي.
- الغيبة وما يتعلق بها من مسائل وأحكام، أحمد السيد سلامة.
- الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المسلمة، حنان الطوري.
- أوراق الورد، د.أماني زكريا.


تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 816


+++

خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google


تقييم
1.38/10 (4 صوت)

الاكثر تفاعلاً

الافضل تقييماً

الاكثر مشاهدةً

الاكثر ترشيحاً

الافضل تقييماً/ق

الاكثر مشاهدةً/ق

الاكثر ترشيحاً/ق


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.