الرئيسية
الأخبار
|
الأسرة والأبناء |
رسائل للشباب لماذا ندمن ؟ |
2012-07-30 09:22
سؤال لا بد له من إجابة، كيف يقوم المرء بمطلق إرادته بالقضاء على عقله وفكره؟ وإذا ذهبنا أبعد من ذلك: كيف يقوم المرء بمحض اختياره بالقضاء على مستقبله بالكلية، وتدمير عمله وبيته وأسرته؟ما هي تلك الدوافع الداخلية التي تعمل في نفس الفرد؛ فتجعله يقدم على تعاطي المخدر، وهو مدرك تمامًا لخطورة هذا الفعل؟ ثم بعد ذلك ما هي الدوافع التي تدفعه خطوة أخرى؛ فينطلق إلى الإدمان وهو لا بد يرى فيه حتفه وهلاك أمره، ما لم تتدراكه رحمة الله تعالى وعنايته؟ للإجابة على السؤال الأول يلزمنا أن نقرر أن الأمر تتداخل فيه عوامل عدة؛ من عوامل بيئية وتربوية والظروف المحيطة بالفرد، كما تؤثر كذلك التركيبة النفسية للشخص [مدى هوائيتها وقوتها أو ضعفها]، ومن ضمن هذه الدوافع الداخلية: 1- الحرص على تناسي الهموم ودفعها، ومحاولة السعي إلى استجلاب السرور بجميع الوسائل، خاصة مع ازدياد الضغوطات. 2- الوهم المتواجد في أذهان المتعاطين والذي يتناقلونه بينهم، وهو أن تعاطي المخدرات والتعامل مع الكحوليات يتسبب في تحصيل لذة جنسية كبرى، وهذا ما أثبتت الدراسات العلمية كلها بطلانه بل والأنكى من ذلك أنها أثبتت نقيضه، فتعاطي المواد المخدرة والكحوليات سبب رئيس من أسباب الإصابة بالضعف الجنسي. 3- استشعار روح الجماعة المرحة، والحرص على التوافق مع المجموع بغض النظر عن مقياس الصواب والخطأ، وعدم الرغبة في الخروج على الإطار العام، خاصة مع كون هذه الجماعة تقف في وجه المجتمع، الذي يتولى مهاجمته وتحطيم أحلامه، ويسعى هو للهروب منه. 4- البعض من المتعاطين للمواد المخدرة يعتقدون أن تعاطي هذه المخدرات يزيد من مستوى إبداعهم ودرجة إتقانهم لعملهم. 5- تعاطي المواد المخدرة لا لشيء إلا بدافع التجربة. هناك مجموعة من الدوافع أو العوامل التي تهيئ أو تساعد الفرد للوصول إلى مرحلة الإدمان، وهي كالآتي: 1- البيئة الاجتماعية التي يتحرك فيها الفرد، والتي تؤثر في تشكيل ونمو شخصيته، وما تنطوي عليه هذه البيئة من أساليب تربوية فاشلة، تساهم في تكوين شخصية ناضجة، مثل: القسوة أو الإهمال أو الحرمان، سواء من البيت أو المدرسة أو المجتمع. 2- التفاوت الطبقي الشديد في المجتمع، مع وجود أوضاع تنطوي على الحرمان والتنافس غير المتكافئ، هذا بالإضافة إلى عدم وضوح الرؤية الشرعية السليمة للتعامل، والنظر إلى الدنيا. 3- انعدام منافذ السلوك السليم، وعدم وجود مؤسسات تتولى التوجيه للمجتمع والتمييز له بين الصواب والخطأ واختلاط الأمر، حتى على نطاق البيوت والأسر. 4- اضطراب قيم ثقافية واجتماعية وأخلاقية ودينية غير مستقرة ومتغيرة، تؤدي إلى مزيد من الحيرة والشك، وينشأ عنها جو من عدم الثقة، وبالتالي تكون النتيجة الطبيعية الانعزال والانسحاب من المجتمع، والوقوف في جبهتين متضادتين. 5- الحرمان المادي والفقر والجهل، مما يدفع النفس المتعرضة لهذه الضغوط إلى فقدان الاتزان في تصرفاتها ودوافع هذه التصرفات، وكذلك الإقامة في بيئات مختلفة والتنقل المستمر، مما ينشأ عنه عدم استقرار، ويثمر واقعًا يسعى المدمن إلى الهرب منه. 6- ضعف الضوابط الاجتماعية على السلوك المنحرف، مع وجود جماعات تؤيد هذا السلوك وتسهل القيام به، وينطوي هذا على سهولة الحصول على المخدر وتوافره. 7- وجود قيم ومعايير حضرية وثقافية تؤدي إلى حدوث الصراع الطبقي، فبينما تساعد هذه القيم على تحقيق الثراء والتقدم في الطبقات العليا بأساليب مشروعة، إلا أنها تحول دون ذلك في الطبقات الدنيا مما يؤدي إلى بذل الجهد من جانب الطبقات الدنيا لتحقيق النجاح بطرق غير مشروعة، وحيث يفشلون في ذلك يلجئون إلى الانسحاب من المجتمع باللجوء إلى إدمان المخدرات. 8- الثراء الفاحش في الطبقات العليا، والذين يلجئون إلى تعاطي المخدرات كوسيلة من وسائل الترفيه.
خدمات المحتوى
|
تقييم
الاكثر تفاعلاًالافضل تقييماًالاكثر مشاهدةًالاكثر ترشيحاًالافضل تقييماً/قالاكثر مشاهدةً/قالاكثر ترشيحاً/ق |