الرئيسية
الأخبار
|
الأسرة والأبناء |
رسائل للشباب العادة السرية |
2012-07-30 11:56
مشكلة أرَّقت العديد من الشباب والفتيات، ونكاد نجزم أنها أساس مشكلة الشهوة التي يعانون، فأغلب من يطلب منك أن تنصحه في مشكلة الشهوة يكون من أجل أن يقلع عن هذه العادة؛ لأن هذه العادة دمرته نفسيًا وبدنيًا، وأصابته بالاكتئاب والضيق.كما وصل تأثيرها للأسف إلى المتزوجين، فبعضهم لا يشعر باللذة إلا فيها، ويترك ما أحله الله له من المتاع المتمثل في الزوجة, ولكن هل حجم هذه المشكلة كما يظنه الناس، أم أنهم قد جعلوها مضخمة أكثر من اللازم؟ وهل يستطيع الشاب فعلًا أن يتخلص منها، أم أن الأمر أصبح مستحيلًا وسيظل أسيرًا لها طوال حياته؟ وقبل أن نجيب على هذه التساؤلات، لا بد أولًا أن نُعرِّف الاستمناء ونحدد أضراره؛ حتى نحدد حجم المشكلة. تعريف الاستمناء: الاستمناء أو العادة السرية (Masturbation): تعمُّد إخراج المني ووضعه في غير محله دون وطء في فرج. فهي فعل اعتاد الممارس القيام به في معزل عن الناس غالبًا، مستخدمًا وسائل متنوعة محركة للشهوة، وذلك بالتفكير أو استعمال يد أو حائل أو جسم غير ذلك؛ وذلك من أجل الوصول إلى القذف. ولهذا سميت بالسرية، لأن الشخص يقوم بها وحيدًا وبعيدًا عن أعين الناس خوفًا من افتضاح أمره. ومعناه في اللغة الإنجليزية: ممارسة الإساءة للنفس، ومفهومه الجنسي: التدنيس باليد، ومعناه بالفرنسية: تعكير تصنعه اليد، أو قاذورات. ويتعرف الشباب على هذه العادة بأحد الطرق التالية([1]): ـ إما بالممارسة الذاتية بأنفسهم، وهؤلاء نسبتهم كما في الإحصائيات العربية (1%). ـ أو بتعلمها من خلال الرفقاء والأصدقاء. ـ أو بقراءة كتب ومجلات تتحدث عنها بالتفصيل، وهؤلاء نسبتهم من الذكور (94%)، ومن الإناث (62%)، وهي نسبة مرتفعة للغاية كما يتضح لنا. وهذه العادة السرية يتفاوت تأثيرها من شخص لآخر سواء على المستوى النفسي أو الجسدي، وتتحدد فترة الخطر من الوقوع تحت طائلة هذه العادة من أول البلوغ إلى أواخر العشرينات من العمر. حيث ثبت أن أغلبية الحالات التي تعاني مما يطلق عليها إدمان العادة السيئة، إنما كان مرجعه إلى الابتداء به في سن مبكرة، ثم الاستمرار عليه والاستدامة والمبالغة في فعله خلال هذه الفترة؛ حتى تحول إلى إدمان وعادة، وليس وسيلة لتفريغ شهوة وتسكينها. حتى إنه يفقد ذلك الشعور باللذة الذي كان متوافرًا في أول مرة وما بعدها، وتتحول من طريقة لتفريغ الشهوة إلى طريقة لاستجلابها. وبما أن هذه العادة لا تحتاج إلى عناء كبير لممارستها، والدافع إليها قوي، وسلطان الشهوة مستحكم؛ يترسخ في أذهان الشباب أنها الحل للنجاة من ضغط الشهوة؛ فيبدأ في ممارستها، ومن ثم التعود عليها، ثم إدمانها. حكم العادة السرية: ننقل هنا فتوى الشيخ ابن باز رحمه الله ثم نتبعها بفتوى الدكتور البوطي حفظه الله؛ يقول العلامة ابن باز رحمه الله: ( الاستمناء باليد محرم في أصح أقوال أهل العلم، وهو قول جمهورهم؛ لعموم قوله تعالى: â tûïÏ%©!$#ur ö/ãf öNÎgÅ_rãàÿÏ9 tbqÝàÏÿ»ym ÇËÒÈ wÎ) #n?tã óOÎgÅ_ºurør& ÷rr& $tB ôMs3n=tB öNåkß]»yJ÷r& öNåk¨XÎ*sù çöxî tûüÏBqè=tB ÇÌÉÈ Ç`yJsù 4ÓxötGö/$# uä!#uur y7Ï9ºs y7Í´¯»s9'ré'sù ç/èf tbrß$yèø9$# ÇÌÊÈ á [ المعارج: 29- 31 ]. فأثنى سبحانه وتعالى على من حفظ فرجه فلم يقض وطره إلا مع زوجته أو أَمَته، وحكم من قضى وطره فيما وراء ذلك أيًا كان فهو عادٍ متجاوزٌ لما أحله الله له، ويدخل في عموم ذلك الاستمناء باليد، كما نبه على ذلك الحافظ ابن كثير وغيره، ولأن في استعماله مضار كثيرة وله عواقب وخيمة، وقد جاءت الشريعة الإسلامية بمنع ما يضر الإنسان في دينه وبدنه وماله وعرضه, قال الموفق ابن قدامة رحمه الله في كتابه المغني: ( ولو استمنى بيده فقد فعل محرمًا، ولا يفسد صومه به إلا أن يُنزل، فإن أنزل فسد صومه؛ لأنه في معنى القبلة ) اهـ. ومراده أنه في معنى القبلة [أي للزوجة] إذا أنزل بسببها، أما القبلة بدون إنزال فلا تفسد الصوم. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى: ( أما الاستمناء باليد فهو حرام عند جمهور العلماء، وهو أصح القولين في مذهب أحمد؛ ولذلك يُعزَّر مَن فعله، وفي القول الآخر: هو مكروه غير محرم وأكثرهم لا يبيحونه، لا لخوف العنت ولا غيره ) اهـ. وقال العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في تفسيره أضواء البيان ما نصه: ( المسألة الثالثة: اعلم أنه لا شك في أنَّ آية: â ôs% yxn=øùr& tbqãZÏB÷sßJø9$# ÇÊÈ á [ المؤمنون :1 ]. هذه التي هي: â Ç`yJsù 4ÓxötGö/$# uä!#uur y7Ï9ºs y7Í´¯»s9'ré'sù ãNèd tbrß$yèø9$# ÇÐÈ á [ المؤمنون : 7 ]. تدل بعمومها على منع الاستمناء باليد المعروف بـ(جلد عميرة)، ويقال له: (الخضخضة)، لأن من تلذذ بيده حتى أنزل مَنِيَّه؛ بذلك قد ابتغى وراء ما أحله الله فهو من العادين بنص هذه الآية الكريمة المذكورة هنا وفي سورة سأل سائل [المعارج]. وقد ذكر ابن كثير: أن الشافعي ومن تبعه استدلوا بهذه الآية على منع الاستمناء باليد. وقال القرطبي: ( قال محمد بن عبد الحكم: سمعت حرملة بن عبد العزيز قال: سألت مالكًا عن الرجل يجلد عميرة؛ فتلا هذه الآية: â tûïÏ%©!$#ur ö/ãf öNÎgÅ_rãàÿÏ9 tbqÝàÏÿ»ym ÇËÒÈ .... إلى قوله: brß$yèø9$# á ). قال مقيده -عفا الله عنه وغفر له-: ( الذي يظهر لي أن استدلال مالك والشافعي وغيرهما من أهل العلم بهذه الآية الكريمة على منع جلد عميرة الذي هو الاستمناء باليد؛ استدلال صحيح بكتاب الله يدل عليه ظاهر القرآن، ولم يرد شيء يعارضه من كتاب ولا سنة ) اهـ. وقال أبو الفضل عبد الله بن محمد بن الصديق الحسني الإدريسي في كتابه الاستقصاء للأدلة في تحريم الاستمناء أو العادة السرية: ذهب المالكية والشافعية والحنفية وجمهور العلماء إلى أن الاستمناء حرام، وهذا هو المذهب الصحيح الذي لا يجوز القول بغيره، وعليه أدلة كما تبين بحول الله تعالى: الدليل الأول: قول الله تعالى: â tûïÏ%©!$#ur öNèd öNÎgÅ_rãàÿÏ9 tbqÝàÏÿ»ym ÇÎÈ wÎ) #n?tã öNÎgÅ_ºurør& ÷rr& $tB ôMs3n=tB öNåkß]»yJ÷r& öNåk¨XÎ*sù çöxî úüÏBqè=tB ÇÏÈ Ç`yJsù 4ÓxötGö/$# uä!#uur y7Ï9ºs y7Í´¯»s9'ré'sù ãNèd tbrß$yèø9$# ÇÐÈ á [ المؤمنون: 5-7 ]. وجه الدلالة من هذه الآية الكريمة ظاهر، فإن الله تعالى مدح المؤمنين بحفظهم لفروجهم مما حرم عليهم، وأخبر برفع الحرج واللوم عنهم في قربانهم لأزواجهم وإمائهم المملوكات لهم، مستثنيًا ذلك من عموم حفظ الفرج الذي مدحهم به. ثم عقب بقوله تعالى: (فمن ابتغى) أي طلب، (وراء ذلك) أي سوى ذلك المذكور من الأزواج والإماء، (فأولئك هم العادون) أي الظالمون المتجاوزون الحلال إلى الحرام؛ لأن العادي: هو الذي يتجاوز الحد، ومتجاوز ما حده الله ظالم، بدليل قوله تعالى: â `tBur £yètGt yrßãn «!$# y7Í´¯»s9'ré'sù ãNèd tbqãKÎ=»©à9$# á [ البقرة: 229 ]. فكانت هذه الآية عامة في تحريم ما عدا صنفي الأزواج والإماء، ولا شك أن الاستمناء غيرهما؛ فهو حرام، وفاعله ظالم بنص القرآن ) اهـ. وبذلك يتضح للسائل تحريم الاستمناء بغير شك؛ للأدلة والمضار التي سبق ذكرها، ويلحق بذلك استخراجه بما يصنع على هيئة الفرج من القطن ونحوه، والله أعلم )([2]). وإليك أيضًا ـ عزيزي الشاب ـ فتوى الدكتور البوطي أستاذ الشريعة بسوريا: ( أكثر الفقهاء وعلماء الشريعة الإسلامية قرَّروا حرمة الاستمناء باليد، وفي مقدِّمتهم الفقهاء الشافعية والمالكية, ومستندهم الأول في ذلك قول الله عز وجل: â tûïÏ%©!$#ur öNèd öNÎgÅ_rãàÿÏ9 tbqÝàÏÿ»ym ÇÎÈ wÎ) #n?tã öNÎgÅ_ºurør& ÷rr& $tB ôMs3n=tB öNåkß]»yJ÷r& öNåk¨XÎ*sù çöxî úüÏBqè=tB ÇÏÈ Ç`yJsù 4ÓxötGö/$# uä!#uur y7Ï9ºs y7Í´¯»s9'ré'sù ãNèd tbrß$yèø9$# ÇÐÈ á [ المؤمنون: 5-7 ]. قالوا: فإن مقتضى هذا الحصر الذي تنطق به الآية، حرمة ممارسة المتعة الجنسية إلا بين الزوجين، وما يلحق بهما من ملك اليمين، وضمن الحدود المقررة. غير أن الإمام أحمد أفتى به عند الحاجة([3])، ولعلَّ مستنده ومستند من قال بجوازه عند الحاجة؛ ما يروى أن ابن عباس رضي الله عنهما، كان إذا سأله الشاب عن الاستمناء، يقول: ( نكاح الأَمَة خير منه، وهو خير من الزِّنى ), أما حديث: (( ناكح اليد ملعون )) فباطل لا أصل له. وقيد فقهاء الحنابلة الجواز بثلاثة أمور: الأول ـ خشية الوقوع في الزنى. والثاني ـ عدم استطاعة الزواج. الثالث ـ ألا يكون قصده تحصيل اللذة، بل ينوي كسر شدة الشبق الواقع فيه. والذي يبدو لي أن الخلاف في هذه المسألة لفظي، فإن الذين قالوا بالحرمة لعلهم إنما كانوا يقصدون عموم الأحوال، أي بقطع النظر عن وجود حاجة أو ضرورة تُلْجئُ إلى ذلك. وأما الذين قالوا بالجواز فإنما قصدوا الحالات التي يقع فيها الشّاب بين اللجوء إلى هذا العمل أو الوقوع في الزِّنى )([4]). فلا تنخدع أخي الحبيب بمن يقول لك أن ممارسة هذه العادة مباح شرعًا ولا حرج فيه لتفريغ الشهوة. فحتى من قال بذلك من أهل العلم فقد وضع لها شروطًا لازمة؛ إذا لم تتحقق فيها هذه الشروط فهي باقية على أصلها وهو التحريم. وما يحاوله بعض الشباب من تصوير لفوران شهوتهم على أنه بداية الطريق للزِّنى، وأنه إن لم يفعل العادة السرية الآن سيقع في الزنىِّ؛ فهذا أمر مبالغ فيه ويندر حدوثه, فخشية الوقوع في الزنى المذكورة في شروط العلماء، هي خشية ناتجة عن مخاوف واقعية حقيقية لها أسبابها ومبرراتها. كما أن الشرط الثالث المذكور وهو: ألا يكون قصده تحصيل اللذة، بل ينوي كسر شدة الشبق الواقع فيه؛ يخرجنا من دائرة الخلاف؛ لأن غالب الممارسين لهذه العادة ـ إن لم يكن كلهم ـ يمارسونها لتحصيل اللذة، لا لكسر الشهوة؛ ولذلك سميت عادة لأن الشخص يكررها عدة مرات. وانظروا معي إلى معنى كلمة الاستمناء في اللغة الإنجليزية Masturbation كما قلنا سابقًا معناها: الإساءة إلى النفس، ولها معنىً آخر وهو: التدنيس باليد، أو القاذورات باللغة الفرنسية، حتى تَسْمِيَتُهَا في اللغة العربية (الاستمناء) يوحي بعدم تقبلها الاجتماعي أو النفسي. ثم إن هذه الممارسة غير طبيعية؛ حيث إن الممارسة الطبيعية ( كما فطر الله الناس عليها ) تكون بين ذكر وأنثى. أما هذه فكما سماها بعض الصحابة ـ ومنهم عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ـ : (الناكح نفسه)، و(الناكح بيمينه). وقد يقول قائل: إنهم لم يكونوا يعرفون هذه العادة، نقول: كلا، لقد كانوا يعرفونها باسم (جلد عميرة) إلا أنهم لم يمدحوها؛ لأنها كانت عادة تدل على عدم اكتمال الرجولة، عكس الزنى الذي كان العرب في الجاهلية يمتدحون به؛ دلالة على الفحولة والرجولة ومتانة الجسم؛ وذلك من جهالتهم.
خدمات المحتوى
|
تقييم
محتويات مشابهةمحتويات مشابهة/قالاكثر تفاعلاًالافضل تقييماًالاكثر مشاهدةًالاكثر ترشيحاًالافضل تقييماً/قالاكثر مشاهدةً/قالاكثر ترشيحاً/ق |